مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 27 يوليو 2010

ديكتاتوريتنا صداقة مع الشيوعية

ديكتاتوريتنا صداقة مع الشيوعية


27 / 7 / 2010

غرابة موقف العلاقة بين الأنظمة الشمولية السائدة في العالم العربي والإسلامي قد يكون غير مفهوم إلا أن السؤال الذي يتبادر في بعض الأحيان أن هذه السلطات لايهمها الهوية الإسلامية فكيف ينسجم ظهور دعوات كانت ولاتزال ترد علىالتبشير بأفكار إلحادية تتصادم مع الطابع الديني والحضاري لهذه الأمة وليست النقطة المطروحة في موضوعنا  قول الأعم من المتكلمين ذانك نمطان متضادان عقائديا وثقافيا إلا أن السؤال الأهم كيف ومتى ولماذا أضفت تلك الأنظمة مايشبه الإستحقاق من أجل تواجد تلك الجماعات واستيعاب نشاطاتها ؛ فنحن في مصر مع وجود عبدالناصر في السلطة قام بإجرام منظم ومظالم فادحة نحو الحركة الإسلامية وقع على إثرها خيرة رجال الوطن من علماء ومفكرين وعناصر كبيرة من ضمنها شخصيات مرموقة وتعرضها إلى إضطهاد شديد بعضهم أعدم وقتل ظلما خلال تلك الحقبة عاملت حركة عبدالناصر جماعات الشيوعية ليس كمعاملة الإسلاميين , فلم يلاق أحدهم المظالم التي لاقاها الآخرون وهناك شهود عاصروها ؛ فعدد مرات سجنهم لم تكثر ويزداد توابع الإيذاء الإجتماعي والمادي حيث أن سبب بطش السلطة بجماعات الإلحاد أو التمركس هو مزايدتهم على إجراءات سياسية اختلف عليها وتعاظمت مسبباتها أثناء تأسيس نظام حكم الإنقلاب وبعيد إستتباب للحكم  تعرضوا إلى إيذائها وذاقوا بعض ما أصاب غيرهم .

ومع هذا قد تضعف ذاكرة البعض أو يسود الجهل في أن قدوم رئيس الإتحاد السوفييتي خروشوف إلى مصر , أخذ يطوف  النقابات ويتفقد المصانع وعلقت صوره هو والثائر اللاتيني جيفارا والتي رفعها كوادرهم في الطرقات على جانب طرفي موكبه العريض أخذ الدب الروسي ( خروشوف ) يلقن عبارات الحكمة الروسية والماركسية إلى العمال بأن يديه الخشنة من أثر الكفاح والضنك تشبه أيادي الصناع وهمس إليه بأنه كيف يدعو إلى الإشتراكية وهو شعار حزبه الأوحد والأيدي العاملة مغيبة وراء القضبان !!!
( يقصد الشيوعيين ! )

خرج الشيوعيون من السجون بايعاز من خروشوف إلى عبدالناصر فخرجوا وأكرموا من السلطة بمايفوق الكرم الطائي وفتحت لهم وسائل الإعلام من كبرى الصحف والإذاعة والتلفاز والسينما والمسرح فعزز من تواجدهم وتم استيعابهم في الحزب الأوحد الإتحاد القومي ثم الاتحاد الإشتراكي لينشروا السموم الفكرية في أذهان الشباب كمحاولة لتضليل المواطن المتدين البسيط ووصفه على حسب تعبيراتهم القميئة بالرجعية والتخلف حتى وقعت الهزيمة المدوية عام 1967 فتراجع الكثير من السياسيين والمخدوعين عن هذا المسار وفاءوا لرشدهم ولهذا هم إلى اليوم يذكرون الجميل والمعروف الذي عاملهم به عبدالناصر فالفضل راجع إلى رفاقهم السوفييت أولا وإلى عبدالناصر ثانيا وكانت التساؤلات المطروحة هل هو يؤمن بهم عقائديا ؟!! بينما هو عاملهم بالحسنى والرضا طمعا في وقوف السوفييت كقوة عظمى في تدعيم نظامه بالمال والسلاح كما كان يطلبها من الأمريكيين أول الأمر .

وهذا مايبرر إلى حد ما استهجان كثير منهم لفترة حكم أنور السادات الذي تطلع دوليا أو إنساق مع الأمريكيين بينما يحنون إلى أيام الخوالي مع صديقهم جمال عبدالناصر وما نذره في نفسه لرعايتهم و  هي نتيجة حتمية طبيعية
ومع مرور الوقت يعترف لهم بحزب سياسي ولايقبل بل تنزع الشرعية عن القوى الوطنية الإسلامية رغم لاشرعية السلطة القائمة وتتحول المعادلة يمينا ويسارا شرقا وغربا بالسوفييت.. تارة أو الأمريكان.. تارة أخرى وما ترسمه القوى الكبرى في العالم في الواقع السياسي الداخلي لبلادنا ويبقى على القوى الوطنية استكمال دورها وإعادة التوازنات الطبيعية من شأنها تغيير تلك الأوضاع !

محمد سعيد
m_saeed83@hotmail.com

الخميس، 8 يوليو 2010

رحيل مفكر وقامة أدبية







قبل أيام رحل المرجع الاسلامي الشيعي والمفكر الاسلامي  الشيخ محمد حسين فضل الله أحد رموز التنظير  وأحد رموز التوحيد في الحالة الاسلامية  والتنظير الاسلامي وغير الإسلامي
اللهم ارحمنا وارحم أموات المسلمين واخلف علينا بخير السلف

الجمعة، 2 يوليو 2010

كيف أيقظ الصهاينة الوعي اليهودي لأنشاء وطن قومي ؟! (4)




لحاادي عشر : تركيز النشاط الصهيوني في الدوائر السياسية للدول العظمى في العالم من العوامل الشديدة الأهمية لتحقيق هدف الصهيونية وهو إنشاء وطن يهودي على أرض فلسطين فكما عملت الحركة الصهيونية على تركيز نشاطاتها في بريطانيا والدوائر السياسية بها والحصول منها على وعد بلفور خاصة في فترة الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918 فقد انشغلت تلك التحركات بالدوائر السياسية في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 خاصة بعد ماواجهته الحركة من عقبات وأزمات بينها وبين المملكة البريطانية وأطماعها الاستعمارية ودخولها في الحرب العالمية وبداية أفول نجمها كقوة عظمى في العالم تنفرد بالسيطرة عليه ومع بزوغ نجم الولايات المتحدة كقوة كبيرة على الساحة العالمية لتحل محل الامبراطورية البريطانية .

 
بدأت حينها الولايات المتحدة المشاركة في السيطرة على ممتلكات بريطانيا التي بدأت تنسحب تدريجيا من مستعمراتها فقد شكلت لجنة للتحقيق في مشكلة فلسطين سميت (( لجنة التحقيق الإنجليزية الأمريكية )) في مارس 1946 وقد رأت اللجنة أنه لاينبغي أن تتحول فلسطين إلى دولة عربية ولايهودية بدعوى أن ذلك ينجم عنه الاضطرابات والحروب الأهلية وأوصت باستمرار وضعها تحت الاستعمار البريطاني حتى توضع تحت وصاية الأمم المتحدة ونظرا لأن تلك التوصيات والقرارات هي من منطلق" حق القوة " كما هو في الحضارة الغربية وليس من منطلق" العدالة"  المعروف في الحضارة الاسلامية  وقد ركزت صحيفة الشمس الصهيونية أعمال اللجنة وذكرت الكلمات التي ألقاها الزعماء الصهاينة أمامها بضرورة إلغاء كافة القيود على هجرة اليهود وحقهم في الاستيطان وقد رفض اليهود قرارات اللجنة كما رفضها العرب لأنها لاتحقق أمنياتهم الصهيونية , فدعت بريطانيا إلى مؤتمر لندن 1946 – 1947  الذي انفض دون وصولهم إلى إتفاق فأعلنت الحكومة البريطانية يأسها من تلك القضية وتقديمها إلى الأمم المتحدة ولكي تنحى الحركة الصهيونية إلى جانب الولايات المتحدة لتحل لهم قضيتهم بدأت الصحافة الصهيونية مهاجمة بريطانيا حيث تشير المزاعم التي كانت تنشرها صحيفة الشمس لتشكيكها في نوايا بريطانيا من أعمال مؤتمر لندن باعتباره خدعة بريطانية لأضاعة الوقت ريثما تفرغ من بناء استحكاماتها في فلسطين وقناة السويس وبعد ذلك تقرر الأمر الواقع في الأمم المتحدة .









وحتى بعد عرض القضية على الأمم المتحدة بدأت الصحافة الصهيونية في التشكيك في أمر بريطانيا بدعوى أنها لاتريد حل لها , لأنها تخشى أن يؤدي تقدم الدولة الناشئة كدولة حضارية  متقدمة مستقبليا إلى اضعاف نفوذ بريطانيا وقلب أهدافها الرامية إلى تحويلها إلى قاعدة حربية .








أصدرت الأمم المتحدة قرار التقسيم سنة 1947 وكانت التوصيات في ختام الأعمال إلى تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق








1-          دولة عربية.

2-          دولة يهودية.

3-          منطقة دولية تشمل القدس والأماكن المقدسة .

 
على أن توضع الدولتان العربية واليهودية تحت وصاية الأمم المتحدة خلال فترة انتقالية مدتها سنتان تستمر بريطانيا خلالها بالاضطلاع بادارة شئون البلاد على أن تسمح بدخول 150 ألف مهاجرإلى الدولة اليهودية , وتلغي القيود المفروضة على نقل الملكية خلال فترة الانتقال .






قابل اليهود توصيات اللجنة بارتياح شديد , ولكنهم أرادوا التخلص نهائيا من السيطرة البريطانية , وطالبت صحيفة الشمس بريطانيا بالجلاء عن فلسطين  لأنها لاتملك أداة تنفيذ هذه التوصيات , وأن تترك البلاد وديعة في أيدي الأمم المتحدة .








وللأسف مع الوقت ظلت الصحافة اليهودية الصهيونية في غيها طوال تلك الفترات وتتحدث عن أن الدولة اليهودية أو العبرية لاتهدف إلى حدوث حروب وأزمات وتطاحن مع العرب إلا أن ذلك الخداع والتضليل الذي مارسته على العرب واليهود السذج بلاشك قد وجد من يصدقه وما أصدق مايدل عليه هو استمرار تلك الصحف خلال فترة الاحتلال الانجليزي وحتى خروج بريطانيا من فلسطين  دون خجل ودون أن تتوقف بأوامر من السلطات







الثاني عشر : أكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم , لقد صرحت الصحف الصهيونية واليهودية أن الأراضي التي تم بيعها لليهود المهاجرين هي أراضي الأثرياء والأفندية والسوريون الشوام المقيمون في فلسطين ودعت تلك الصحف أن ما الضير الذي يعود على أولئك من بيع أراضيهم , ولذا فهذا الأمر لايضر بالفلاح العربي والفلسطيني ولايمس حقوقه وأراضيه فبينت أن رئيس بلدية القدس (( راغب النشاشيبي )) الذي باع أرضه لبعض اليهود  وقد استشهدت تلك الصحف بسبب قلة الأيدي العاملة اليهودية في فلسطين مما يقلل فرص ازدهار الصناعة حيث أن الولايات المتحدة بها في كل مدينة نادي يسمى " بنادي الإعانة " يعمل على زيادة عدد السكان مما يجعل معه بمكان تنمية وازدياد عدد الطرق والسكك الحديدية والمدارس والمنازل .








  الثالث عشر : زعمت الصحف أيضا منها صحيفة



 

 (( اسرائيل )) و (( الشمس )) أن التقدم العلمي والانتاج الزراعي الذي أقامته الأيدي العاملة اليهودية ساهم في اثراء فلسطين والعرب فقد زعمت أن رئيس المنظمة الصهيونية العالمية الإرهابية ناحوم سوكولوف يذكر : أن فلسطين تعيش على زراعتها فالبرتقال يؤلف 45 % من صادراتها حيث بلغ مجموع الصادرات من البرتقال المشحونة للخارج سنة 1932 مليونين و 857 ألفا.


 


وقد نشرت الصحيفة سلسلة مقالات عن (( التوطن الزراعي في فلسطين وأثره في البلاد )) أنه قبل انشاء الوطن القومي اليهودي أشترى مؤسسو مزرعة بتاح تكفا اليهود من اثنين من الأفندية مايقارب خمسا وعشرين ألف دونم من أراضي القرية المسماة (( ملبس )) التي كانت معظمها مستنقعات وأراضي برية ويدعون أن العصفور ينتف ريشه لدى مروره على تلك الحقول فحول أهل المزرعة اليهودية تلك الحقول إلى أراضي تفيض باللبن والعسل .

*********************
 
من موضوعات بحث اليهود المصريون بين المصرية والصهيونية / للباحثة الصحفية الدكتورة سهام نصار






 

الخميس، 1 يوليو 2010

كيف أيقظ الصهاينة الوعي اليهودي لأنشاء وطن قومي ؟! (3)



ثامنا : ركبت الصحف اليهودية والصهيونية في مصر موجة الوطنية والمصرية والتحرر من الاستعمار البريطاني فنجدهم من ناحية بدأوا في اعلان وجوب تعلم الشباب من الطائفة اليهودية للغة العربية وكان ذلك نتجية حملة التمصير – أي حملة اعلاء الشأن القومي المصري – التي عمل عليها شركات بنك مصر وطلعت حرب بعد أن كان من السائد لدى الطائفة اليهودية استعمالها للغات أجنبية في الشركات الأجنبية وخاصة الطبقة الأرستقراطية البرجوازية لليهود لللغة الفرنسية في دواوينها ومعاملاتها ومجالسها فدعت الصحف الصهيونية الى ضرورة تعلم اللغة العربية لتركب الموجة الوطنية وخشية من تعرض شبابهم لأفة البطالة لمن لايجيدون العربية…ومن ناحية أخرى بدأت تلك الصحف وخاصة صحيفتا (( اسرائيل )) ..و
(( الشمس )) حملة ضد البريطانيين والمؤسسات الاعلامية التابعة لها مثل وكالة رويتر والأسوشييتدبرس ووكالة الأنباء العربية  وأنها مجرد أبواق للدعاية البريطانية تخدم مصالحها وأن بريطانيا تزرع الشقاق بين العرب واليهود من أجل أن تلقى العطف من المصريين وكافة الطوائف نحوها  وذكرت على سبيل المثال ماذكره الجنرال اللنبي قائد الجيش البريطاني المحتل لفلسطين ابان الحرب العالمية الأولى حينما قال : (( الأرض الموعودة في فلسطين ليست للعرب أو الفرنسيين أو اليهود وانما للإنجليز )) إلا أن هذه الأوضاع لتلك الصحف تبدلت نحو علاقاتها ببريطانيا في ماتنشره من كتابات حينما كانت الحركة الوطنية في مصر تستبشر خيرا بالقوات الألمانية لما سحقت الجيش الثامن البريطاني ووصل القائد الألماني " روميل " إلى منطقة العلمين من أنهم قادمون من المنطقة الغربية لمصر  لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني ومن ثم سيزول احتلالهم عن فلسطين ويعلنون الشماتة في الانجليزوالدعوة الى المفاوضة معهم ضد الانجليز مقابل تحقيق الاستقلال المصري .. حينها بدأت الصحافة اليهودية نتيجة لكراهيتهم للألمان ومافعله النازي الألماني ضد اليهود هناك أن تشن حملة ضد الألمان – كل من صحيفة الشمس واسرائيل والتسعيرة….- وإشادات بالبريطانيين وأنها حصن الحرية للمصريين وتدعي أن حياة الأمم الصغيرة معلقة على انتصار بريطانيا لأنها مهد الديمقراطيات والنموذج الأمثل الذي علَّم الشرق في العصر الحديث معاني التحرر وشعلة الديمقراطية , كما ادعت صحيفة الشمس من خلال تصديها للميل الشعبي المصري والشرقي لما يفعله الألمان يالانجليز واليهود أن وجهت دعاويها بأن " هتلر " لم يوجه عدائه لليهود بدافع أنهم يهود وانما لأنهم والعرب ساميين فهو من ثم معادي للسامية فكلاهما يعد من تلك السلالة المضطهدة وحاولت أن تثني المصريين عن تقربهم من هتلر من حيث أن كتابه الذي كان يوزع في مصر (( كفاحي )) قد حذفت منه عبارة يقول فيها : (( أن العرب والمصريين من العجزة ذوي العاهات , وشعب منحط تبعا لأنحطاط عنصره )) وهكذا أيضا تتهم أحد زعماء الحركة الوطنية في فلسطين جمال الحسيني بأنه عنصر من عناصر الاتحاد الشيوعي في موسكو وبالتالي يتبين من أن تلك الصحف تجد مبررات لقطع أي محاولة عربية ودعم من دول أجنبية للدفاع عن قضية استقلالها بأن فلان عميل للنازية لأنه يطلب المساندة منها وذاك عميل للشيوعية لأنه يطلب من روسيا الدعم..إلخ"



تاسعا : حاول الاعلام والصحافة اليهودية الصهيونية زرع الشقاق بين المسلمين والنصارى العرب وتأليب مشاعر المسلمين على النصارى وأن من يتبعون الديانة اليهودية برئاء من التهم التي تشملهم نتيجة الدعاية العربية وخاصة من الصحفيين النصارى ضد اليهود لأنهم تربوا ونشأوا في مدارس المبشرين الذين يهدفون إلى اقامة دولة مسيحية في فلسطين بدلا من الوطن القومي اليهودي وزرع الشقاق بين اليهود والعرب من وجهة نظر وادعاءات الصحافة اليهودية كصحيفة الشمس وصحيفة اسرائيل يتمثل في النصارى السوريين الذي يقومون بدعم الثورات في فلسطين على الانجليز والصهاينة وقد اتهمتا كل الصحف المصرية الوطنية حتى بعض الصحف التي فتحت صدرها للكتابات المدافعة عن الصهيونية مثل جريدتي : (( المقطم )) و ..(( الأهرام )) وخاصة الأهرام بأنها كالحرباء وأنهما يتقاضيا أموالا لإيقاع الشقاق بين اليهود والعرب لأعلاء كلمة المسيحية وأنهما أيضا يتقاضيا أموالا من الأموال المخصصة لترميم المسجد الأقصى حتى تثير الغيرة في قلوب العرب المسلمين كما أن اليهود ضحايا لهذه الدعايات لأن دينهم ليس عالميا فهو لايسعى إلى ادخال الآخرين في ديانتهم بل هو ينطوي على أتباع نبي الله موسى وحدهم .






عاشرا : تضليل الرأي العام اليهودي في العالم وفي المنطقة الشرقية عن ما يحدث من تطورات في فلسطين من خلال وسائل الإعلام الصهيونية والصحف فبداية ً مع أحداث ثورة البراق سنة 1929 التي نتجت عن قيام اليهود باعلانهم عن مظاهر الحج لليهود في القدس وأن حائط البراق أحد أركان المسجد الأقصى – الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى – خلال مظاهرات قاموا بها في أسبوع الغفران من شهر آب أغسطس من نفس السنة ودعوا بهتافاتهم (( الحائط حائطنا )) فرد عليهم المسلمون العرب بمظاهرات مضادة مما أدى إلى اندلاع الثورات التي نجم عنها قتلى وشهداء وجرحى بين الجانبين على إثر ذلك قامت بريطانيا بارسال لجنة للبحث حولها وتهدئة الموقف إلا أن نتائج بحق تلك اللجنة لم ترض الجانب الصهيوني وقامت الصحف الصهيونية بتضليل اليهود بدعوى أن اللجنة المنوطة (( لجنة شو ))  هي لاتذكر أن العرب هم الذي اعتدوا على اليهود واخراجهم عن أماكن عبادتهم ودعت صحيفة (( اسرائيل )) الصهيونية في مصر وأوعزت لقرائها أن هناك أسباب أدت إلى إندلاع الثورة منها جهل العرب والفلسطينين بوعد بلفور وانقيادهم وراء مثيري الفتن من أمثال مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني وادعت كذبا أن المحال والمتاجر اليهودية تعرضت للتخريب والانتهاك منها مما يثير مشاعر السخط والكراهية على العرب من يهود العالم. كما قام العرب بايفاد وفد على اثر تقرير لجنة شو من شهر مارس سنة 1930 ليدفع بتحقيق بعض الأهداف التي تحل المشكلة بالنسبة لعرب فلسطين ومنها : منع بيع الأراضي لليهود ومنع توافد الهجرة اليهودية على فلسطين , وإنشاء الدستور .





إلا أن الصحف الصهيونية ردت على تلك الطلبات والتوصيات بالهجوم عليها والتشكيك في محاولاتها وفي وطنية أعضاء الوفد ووصمها بالفشل وكل ذلك لطمأنة اليهود وفي مايو من نفس السنة أصدرت وزارة المستعمرات البريطانية كتابا أبيض ينص على وقف الهجرات اليهودية الى البلاد العربية والشرقية فقامت الصحف الصهيونية في جميع أنحاء العالم بالرد على محتويات الكتاب من أنه جاء لتستدير بريطانيا عطف المسلمين في الهند تحت مستعمرتهم هناك لأبعاد ناظرهم عن عمق سياستها واحتواء مسألة الاستقلال الهندي عنها ومن جانب آخر تسترضي الثوار العرب في فلسطين بدعوى هضم حقوق اليهود وبعد هياج اليهود وما تنوء به صحفهم في أنحاء العالم من هجوم وضغط  على بريطانيا أصدرت الأخيرة كتابا آخر في العام التالي 1931 أسماه العرب الكتاب الأسود يدعو إلى عودة الهجرة اليهودية فتدفقت الهجرات بالأشكال الشرعية وغير الشرعية ومع صعود السلطة النازية في ألمانيا سنة 1933 واضهاد اليهود هناك ازدادت الهجرات ونتيجة لأعمال الايطاليين في الحبشة على اليهود الفلاشة وعدوانهم عليهم وتفاقم مشاكل البطالة تبعا لأحداث ثورات بها , بدأت الهجرات تتوالى من هناك أيضا في الفترة بين عامي 1936 – 1939 .



في أحداث الثورة العربية في فلسطين سنة 1936 اقترحت لجنة ملكية بريطانيا سميت لجنة (( بيل )) مشروع لتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء :



1 – دولة لليهود للأكثرية اليهودية تمتد من الاحل من الساحل من حدود لبنان إلى جنوب يافا .


2 – دولة للعرب في الأجزاء الباقية وتضم شرق الأردن .
3 – منطقة انتداب بريطاني تشمل الأماكن المقدسة والقدس .





: (( على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي اعترفت فيها بريطانيا بحق اليهود في إقامة دولة مستقلة بهم في فلسطين على عكس التعريفات التي كانت تقدمها للوطن القومي والتي كانت تحاول أن تنفي فيها باستمرار أن يكون له أي صفة من صفات الدولة , إلا أن ذلك لم يرض الصحافة اليهودية في مصر التي كشفت عن أطماع اليهود في فلسطين كلها , فقد استهجنت صحيفة (( الشمس )) التقسيم ورفضته لأنه سلخ شرق الأرض عن فلسطين وأوعزت لليهود أن هذا المشروع احبولة استعمارية  …لأنه من وجهة نظرها جزء من فلسطين يشمله الانتداب البريطاني وما تضمنه من شروط الوطن القومي كما أن المشروع لايمكن تطبيقه لأنه سيعطي اليهود منطقة صغيرة لاتتعدى أن تمثل حي أو ضاحية من مدينة لتقام عليه دولة لهم))






كما كشفت صحيفة (( الشمس )) عن المخطط الصهيوني الذي كانت تخفيه الحركة الصهيونية عن العرب بأنه ليس هدفها انشاء وطن قومي لليهود , بل إقامة دولة يهودية صرف , حيث قد نشرت الصحيفة الرسالة التي بعثت بها الوكالة اليهودية إلى حكومة  بريطانيا سنة   1944 خلال الحرب العالمية الثانية  وتتضمن :



1 – إعلان فلسطين كدولة يهودية بعد الحرب .



2 – السماح للوكالة اليهودية بادخال المهاجرين اليهود وفق مقدرة البلاد وطبقا لما تراه الوكالة لترقية مصادر البلاد الطبيعية .


3 – مساعدة الوكالة على نقل يهود أوروبا بقرض يخصص لهذا الغرض .
4 – مطالبة ألمانيا بدفع تعويضات للشعب الإسرائيلي .