ما قاله الدكتور طه حـسين عن الشعراء والعلم والفلسفة
كان
هناك تلازما في الأدب العربي القديم الجاهلي منه والاسلامي لما كان عليه
شعراء كبار ازدانت أعمالهم الشعرية بالبلاغة والفصاحة التي ترتكز على الفكر
والفلسفة والتفلسف واتيان الحكمة والخيال العلمي الذي وكان أثرها بذل
الجهد في العلم وفروعه لنوابغ ومقامات تلك العصور وعلى هذا كان رأي الدكتور
الراحل طه حـسين , يقول : (( كان الشعراء قديما لايعتمدون على الخيال وحده
, وانما اعتمدوا على الخيال واستغلوا العقل استغلالا عنيفا , وأنا أستطيع
أن أؤكد لشعرائنا – يعني المحدثون – أن القدماء من شعراء العرب في جاهليتهم
واسلامهم كانوا أصحاب خيال وعقل وعلم , بل كانوا في الجاهلية يحتكرون
العلم احتكارا دون غيرهم من الناس , فأما في الاسلام فقد كان الشعراء
الأمويون يعلمون حظ عصرهم من العلم , وأستطيع أن أؤكد لشعرائنا أن جريرا والأخطل كانا يعلمان علم الشعبي وابن عباس وغيرهما من علماء عصرهما , وكان أبو نواس مُحَدِّثا أخذ عنه الشافعي
, وكان يشارك المتكلمين في مقالاتهم , ويأخذ بحظ موفور من فلسفة الفلاسفة ,
ويسخر من النَظَّام ومقالاته في الكبيرة والتوبة وما إليهما , فأما المتنبي وأبو العلاء
فالنظر في شعرهما زعيم بأن يثبت لشعرائنا أنهما كانا صاحبي عقل وفلسفة ,
وأن حظهما من القراءة والدرس لم يكن أقل من حظ العلماء والفلاسفة الذين
عاصروهما ))
[ حافظ وشوقي: د. طه حسين ص 125 ]