مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 30 أبريل 2011

من شهداء جمعة الغضب 29 إبريل نيسان 2011م ( شهداء الثورة السورية 3 )


البيان رقم 20
من شهداء جمعة الغضب 29 إبريل نيسان 2011م
محافظة درعا:
1-     الشهيد علي محمود أبو حوران – طالب هندسة - الغاربة الشرقية
2-     الشهيد أيمن الأحمد – الشيخ مسكين
3-     الشهيد أيمن شلاش الأحمر – الشيخ مسكين
4-     الشهيد عدنان إسماعيل العزيزي
5-     الشهيد محمد أيمن البردان – طفس
6-     الشهيد محمد الجاموس – داعل
7-     الشهيد عبد الحليم المحاميد –درعا
8-     الشهيد منذر موسى العلوان المحاميد – درعا
9-     الشهيد هاني وجيه مشحم المحاميد – درعا
10-  الشهيد أحمد خلف المحاميد – درعا
11-  الشهيد حسن علي رشيد المسالمة – درعا البلد
12- الشهيد خالد المصري – سحم
13- الشهيد حسن المصري – تسيل
14- الشهيد يوسف ياسين القرفان
15-  الشهيد عبد الرحمن الرفاعي – درعا
16-  الشهيد محمد عودة السبروجي – جلين
17- الشهيد نور الدين الشنبور – طفس
18-  الشهيد حسن كمال الطعاني – سحم
19-  الشهيد علاء توفيق ( محمد ) العبسي – الشيخ مسكين
20- الشهيد عبد الرحمن جبر الزعبي - الطيبة
21-  الشهيد خالد عبد الرحمن الزعبي – الطيبة
22-  الشهيد يوسف محمد الزعبي – الطيبة
23-  الشهيد محمد أحمد عبد العزيز الزعبي – الطيبة
24-  الشهيد رياض الزعبي – الطيبة
25-  الشهيد زياد عمر حربدين – طفس
26-  الشهيد رضوان جميل شحادات – داعل
27- الشهيد محمد راجح – قرية حيط
28-  الشهيد عبد الرحمن منير معروف
29-  الشهيد محمد شحاده – جلين
30- الشهيد سليمان راكان عثمان – قرية المتاعية
محافظة حمص:
31- الشهيد إبن شعلان شريتح – الرستن
32- الشهيد عبد السلام برغش – 11 سنوات – حمص
33-  الشهيد عبد الحميد الحميد – الرستن
34-  الشهيد خالد أحمد عبيد – الرستن
35-  الشهيد زياد طه عبيد – الرستن
36-  الشهيد محمد أمين عبد الحفيظ الأشتر – الرستن
37- الشهيد عبده قاسم الأشتر – الرستن
38- الشهيد عقاب جمال الشيخ علي – الرستن
39-  الشهيد حسن محمد الحمصي – الرستن
40-  الشهيد علاء حسن شمرّ – الرستن
41- الشهيد متعب عبده شمرّ – الرستن
42-  الشهيد عبد الله عبد الكافي إدريس – الرستن
43- الشهيد إبراهيم غازي طلاس – الرستن
44-  الشهيد بسام أحمد العيّ – الرستن
45-  الشهيد محمد مشارقة – الرستن
46-  الشهيد أحمد خالد الحاج يوسف – الرستن
47-  الشهيد حسن عمر الطويل – الرستن
48-  الشهيد محمود عمار خطاب – الرستن
49-  الشهيد محمد سليمان أيوب – الرستن
50- الشهيد محمد حسين أيوب – الرستن
51-  الشهيد خالد أحمد سعد الدين – الرستن
52-  الشهيد حسين عبد الحسيب العنتر – الرستن
53- الشهيد مهند أحمد مطر – تير معلة
54- الشهيد هيثم خالد الريس - تيرمعلة
55-  الشهيد عبد الباسط أحمد الرجب - الرستن
محافظة دمشق :
56- الشهيد نضال الكوشان – القدم – دمشق
57- الشهيد المهندس موفق سليمان – برزة -22 إبريل نيسان 2011م
محافظة اللاذقية:
58- الشهيدة رهف عبد الجليل بطيخ – طلق ناري على شرفة المنزل – مدينة اللاذقية

هذا وستتابع لجنة شهداء ثورة الخامس عشر من أذار عملية التأكد من بقية الأسماء التي وردتها وستنشرها حال التأكد من صحتها.
الرحمة والخلود لشهداءنا الأبرار والحرية لشعب سورية
للإطلاع على القائمة الكاملة لشهداء ثورة 15 أذار المباركة:
لجنة شهداء ثورة 15 اذار
د.محمد شمس الياسمين

يوميات الثورة (6) د. عصام العريان



2011.4.30
وصلت إلى مقر مكتب الإرشاد قبيل صلاة المغرب يوم الأحد 30/1/2011م، وبعد ذلك بقليل (وصلتني شنطة ملابس جديدة وغيارات نظيفة) وصل د.الكتاتني الذي لم يتمكن من السفر إلى المنيا، فالتقينا على صلاة المغرب وقررنا معا الذهاب إلى ميدان التحرير لتحية المعتصمين هناك والاطمئنان على الأوضاع.
وصلنا إلى قرب الميدان في شارع قصر العيني، ووجدنا الطرق مسدودة بالمصفحات والدبابات، وعشرات المواطنين يتجهون من كل حدب وصوب إلى الميدان.
سرنا على الأقدام في اتجاه المدخل من كوبري قصر النيل حسب توجيهات الأخوة المرافقين، واجتزنا الحاجز العسكري وعندما وصلنا إلى الميدان فوجئنا بمئات الشباب يلتفون حولنا ويهتفون هتافات إسلامية وإخوانية، طلبنا منهم الالتزام بالمتفق عليه وتوحيد الهتافات فاستجابوا سريعا، كانت الروح المعنوية في السماء، وازدادت عندما وصلنا إلى الحشود الملتفة حول المنصة الرئيسية فوجئنا بالشباب يحملوننا على الأعناق، كان الأمر بالنسبة إلي معقولا بينما نظرت مبتسماً إلى د.الكتاتني مشفقاً على الشاب الذي يحمله.
كان الهتاف السائد وقتها بين الحشود “مش هنمشي.. هو يمشي” كنا نتبادل الهتافات أنا ود.الكتاتني حتى ذهب صوتي واضطررت إلى تناول الأدوية الخاصة بالتهاب الأحبال الصوتية لمدة أسبوعين تقريبا حتى أستعيد صوتي.
أراد بعض الشباب أن أصعد إلى المنصة للحديث فاكتفيت بشكر هؤلاء المعتصمين وقلت لهم: إن صمودكم وثباتكم كان بتوفيق الله تعالى هو السبب المباشر لخروجنا من السجن وإنهاء الاعتقال الظالم في فترة قياسية لم تحدث في تاريخ السجون من قبل (58 ساعة فقط).
طالبتهم بالصمود حتى رحيل الرئيس، والوحدة خلف شعار واحد، وقطع الطريق على كل من يحاول تمزيق الصف الوطني.
اصطحبنا شباب الإخوان المشاركون في ائتلاف شباب الثورة لجولة في الميدان، مع محمد القصاص وأحمد عبدالجواد وهاني محمود وإسلام لطفي وغيرهم.
كان الحضور الإخواني بارزا من كثير من المحافظات وظهر من التفاف الشباب حولنا وتعبيرهم عن التقدير الكبير لمشاركة الإخوان في الانتفاضة التي لم تكن تحولت بعد إلى ثورة.
حوالي العاشرة مساء قررنا العودة إلى المكتب، وفي الطريق جاءني اتصال من الأستاذة منى الشاذلي على الهواء لبرنامج العاشرة مساءً وكانت الأسئلة حول: كيف خرجنا من السجن؟ وملابسات الأمر؟ وظروف السجون الأخرى… إلخ؟.
استمر الحوار على الهواء لمدة تزيد على 20 دقيقة، وقلت بوضوح إن هناك شبهات قوية في إثارة التمرد داخل السجون، وكان أقوى دليل قدمته هو إذاعة خبر استشهاد اللواء محمد البطران مدير سجن الفيوم في إذاعة البرنامج العام باستمرار في نشرات الأخبار، واليوم وقد صدر تقرير لجنة تقصي الحقائق الخطير الذي أشرف عليه المستشار السابق عادل قورة وتلاه المستشار عمر مروان وأشاروا فيه إلى أن الرصاص الذي قتل به اللواء البطران كان رصاصا حكوميا.
سيكشف التحقيق القضائي النزيه ملابسات ما حدث في السجون؛ لأنها جريمة بشعة قتل فيها العشرات خاصة في سجون أبي زعبل والمرج، بينما لم يسقط في سجن وادي النطرون أي ضحايا.
كان د.محمد مرسي تحدث مباشرة عقب خروجنا من السجن إلى قناة الجزيرة. ومن الطرائف أن الدكتورة هبة رؤوف عزت المدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية كلمتني صباح الاثنين مشفقة علينا من تداعيات خروجنا بهذه الطريقة، وطلبت مني أن نستشير بعض المحامين أو القانونيين، وكأني لمست في حديثها أننا يجب أن نسلم أنفسنا إلى الجهات الرسمية أو القوات المسلحة. طبعا رفضت هذا المنطق بقوة، وأعلنت لها أنه لا يوجد قرار رسمي بحبسنا، وأننا كنا مخطوفين دون قرار قضائي. بعد ذلك بأيام قرأت خبرا في جريدة يومية أن النائب العام المساعد أصدر قراراً بالإفراج عن 34 معتقلا سياسيا، أظن أنه يتعلق بنا.
يوم الجمعة كانت الاتصالات مقطوعة في شبكات المحمول وعلى الانترنت فنفذ الإخوان جميعا قرار مكتب الإرشاد بالنزول بكثافة وحث الشعب على المشاركة، فكانت الملايين لأول مرة في ميادين وشوارع مصر كلها ولم تكن هناك أي فرص للمتابعة والتقييم.
قرر الشباب الاعتصام في ميدان التحرير وعدم الانصراف حتى تتحقق المطالب الشعبية، لذلك كان الهتاف يومها “مش هتمشي… هو يمشي”
والهتاف الآخر “الشعب يريد إسقاط النظام” والمقصود هو تنحية الرئيس مبارك كبداية ورمز لإسقاط النظام.
يوم السبت اتجه الإخوان جميعا إلى مقر مكتب الإرشاد، كان هذا يوم انعقاد هيئة المكتب، نصف المكتب معتقل، والمتحدثون الإعلاميون جميعا وراء القضبان.
قرر المكتب تكليف د.محمود غزلان متحدثا إعلاميا، لم يمكث إلا قليلاً، وقرر الاستعانة بإخوان من خارج المكتب من رؤساء المكاتب الإدارية بالقاهرة وأعضاء مجلس الشورى لسد العجز في القيادة.
وأصدر الإخوان بيانا يوم السبت 29/1/2011م كان أبز ما فيه:
• إلغاء حالة الطوارئ فورا ودون إبطاء.
• حل مجلس الشعب والشورى المزورين والدعوة إلى انتخابات جديدة تحت إشراف قضائي كامل.
• الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمسجونين السياسيين.
• الإعلان عن تشكيل حكومة وطنية انتقالية من غير الحزب الوطني تتولى إجراء الانتخابات النزيهة ونقل السلطة بشكل سلمي.
• تشكيل لجنة وطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في وقائع استخدام العنف والقتل غير المبرر ضد المتظاهرين والذي تسبب في عشرات القتلى ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين.
كان أهم قرارات المكتب هو تشكيل لجنة للإشراف والمتابعة والاتصال بميدان التحرير وبقية المحافظات لاستمرار الانتفاضة ودعمها المستمر.
وطالب الإخوان بإلحاح بضرورة نزول رموز الإخوان إلى ميدان التحرير، حيث توافد عليه من صباح السبت رموز سياسية عديدة، بينما استمر الإخوان على قرارهم الحكيم وهو عدم صبغ الانتفاضة بأي صبغة إخوانية ومن ذلك عدم نزول الرموز المعروفة إعلاميا إلى ميدان التحرير.
كلف المرشد أ.د.محمد علي بشر و د.حلمي الجزار بالنزول إلى ميدان التحرير يوم السبت عصرا، وقاما بجولة تفقدية للميدان.
تشكلت لجنة الإشراف من رؤساء المكاتب الإدارية بالقاهرة والجيزة وأكتوبر وحلوان ونوابهم والأمناء المساعدين لديهم، وأشرف عليها د.محمد بشر الذي ترك الإشراف إلى مشرف القاهرة بعد خروج أ.د.محمد مرسي.
كانت مهمة اللجنة التالي:
- متابعة ما يحدث في ميدان التحرير باستمرار وبصورة مباشرة.
- الاتصال بشباب الائتلاف من الإخوان والتنسيق معهم.
- الاتصال بالمحافظات لمعرفة ما يحدث والتنسيق معهم، ثم قرروا دعوة كل المحافظات للنزول إلى ميدان التحرير لدعم المعتصمين مع الاحتفاظ بالتظاهرات يوم الجمعة فقط في عواصم المحافظات.
- تقديم تقارير ساعة بساعة إلى قيادة الإخوان مع الاقتراحات المطلوبة لإصدار قرارات بشأنها.
تنقلت اللجنة بين 5 أماكن خلال أيام الاعتصام في شقق قريبة من ميدان التحرير، واحتفظت بوسائل اتصال مؤمنة.
في ذلك الوقت ومنذ يوم الجمعة اعتصم في ميدان التحرير اثنان من الرموز، سياسي هو أ.د.محمد البلتاجي النائب عن شبرا الخيمة والداعية الإسلامية د.صفوت حجازي.
كان دورهما ولا زال بث الحمية بين المعتصمين، والحوار مع الشباب والرجال والنساء، والتنسيق مع الرموز السياسية الموجودة بالميدان.
بدأت الانتفاضة تتحول إلى ثورة خلال أسبوع الغضب حتى جاء يوم موقعة الجمل 2/2/2011م
وتحوّل أداء مكتب الإرشاد مع تحول الانتفاضة إلى ثورة على الصورة التالية:
أولاً: الانعقاد الدائم للمكتب لمتابعة الأحداث واتخاذ القرارات اللازمة.
ثانياً: انعقاد دائم ومستمر للجان المعاونة والداعمة للمكتب وهي:
1] لجنة الخطة.
2] القسم السياسي.
3] اللجنة الإعلامية.
4] الأمانة العامة.
ثالثاً: تشكيل لجان مؤقتة إشرافية وتوزيعها على أعضاء المكتب وهي:
أ] لجنة إدارة ميدان التحرير.
ب] لجنة التواصل مع الشباب.
جـ] لجنة البيانات والتصريحات.

الخميس، 28 أبريل 2011

د. مصطفى الشكعة.. الثائر في سبيل العدل والاعتدال



28 ابريل 2011

كتب- أسامة عبد السلام:
أجمع علماء الأمة على أن مصاب الأمة كبير في وفاة الدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء والدفاع عن الإسلام ضد مظاهر الغلوِّ والتفريط والهجمات الشرسة التي يتعرَّض لها، مؤكدين أهمية اقتفاء أثره والاهتمام بإنتاجه الفكري وإحياء ذكراه دائمًا، ومواقفه في مواجهة الاستبداد والباطل.

وقال د. عبد المنعم البري، رئيس جبهة علماء الأزهر السابق، لـ(إخوان أون لاين): إن الفقيد د. مصطفى الشكعة، رحمه الله تعالى، من الأعلام الذين لا يُنسى فضلهم في الجهاد والفكر الإسلامي؛ حيث يصدق فيه قول الله تعالى: (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)) (الأحزاب).

وأوضح أن الفقيد عانى من الظلم الشديد عقب ثورة جمال عبد الناصر المزعومة؛ بسبب تبنيه لكلمة الحق في وجه الجور والاستبداد والفساد بكل أشكاله، وكان يطالب الشعوب بالتصدي للغزو والاحتلال الأمريكي والصهيوني للمنطقة العربية فكريًّا وثقافيًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا.

وأشار إلى أن الفقيد كان دائم الدعوة للعلماء والدعاة والخطباء بالأزهر الشريف بتوعية وتربية الناس على جهاد النفس؛ حتى يتسنى لهم جهاد أعداء الأمة، وكان يحذرهم من التقاعس وصدأ القلوب وانسياقهم خلف الدنيا، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38)) (التوبة).

وشدد د. فرحات المنجي، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومستشار شيخ الأزهر السابق، على أن الفقيد كان رجلاً عالمًا فذًّا امتاز في إسهاماته الفكرية بالوسطية والاعتدال والبساطة، موضحًا أنه كان عفَّ اللسان طوال حياته حتى في خلافاته مع شيخ الأزهر السابق وقرانه في العمل والحياة، وكان صاحب براهين قوية لم يسمع عنه أبدًا أنه تجرأ على أحد بالقول أو الفعل رحمه الله رحمةً واسعةً.

وأضاف أنه كان صاحب قولة حق يهدف بها إلى رفعة الإسلام؛ حيث كان يحب الإسلام حبًّا جمًّا، ويدافع عنه في كل محفل وكل مكان ويتصدَّى لمن يتشدقون باسم الأزهر الذين يوغرون صدور الناس بفظاظتهم وجلافتهم.

وقال: أذكر يوم أن تقلدت منصب المشرف العام على مدن البعوث الإسلامية التي يقطن بها الطلاب الوافدون من الخارج لتعلم وسطية واعتدال الإسلام فشدَّ على يدي، وقال لي جدِّد النية أنت في جهاد أرجو من الله سبحانه وتعالى لك السداد والتوفيق.

وأكد د. مدحت مراد، وكيل شئون الثقافة بوزارة الأوقاف، أن الفقيد رحمه الله تعالى كان ورعًا بسيطًا هادئًا عفَّ اللسان قويًّا في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم؛ حيث اختلف كثيرًا مع الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، رحمه الله، في أمور أصولية، وكان صاحب حجة قوية في خلافه معه ومع الآخرين.

وأشار إلى أنه عاش طوال حياته محاربًا للتشدد والغلو والتطرف والسياسات الظالمة للنظام البائد والسياسات العنصرية للاحتلال الصهيوني والأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية، وتعرض بسببها للفصل من منصبه عدة مرات، لكنه كان صبورًا جلدًا لم يتنازل عن مواقفه تمامًا، ولذلك قدر الله تعالى أن يتم تكريمه في أول جلسة لمجمع البحوث الإسلامية بعد تولي د. أحمد الطيب منصب شيخ الجامع الأزهر تقديرًا لمواقفه البطولية.

وأوضح د. حسام الدين مصطفى الشكعة، نجل الفقيد رحمه الله، أن د. الشكعة كان مع أسرته أبًا مثاليًّا يتسم بالحنان في كل مواقفه؛ حيث رعانا وتفقدنا في صغرنا وفي كبرنا، وكان شديد الحرص على مصلحتنا ومستقبلنا، وكان يقوِّم أخطاءنا بالرحمة والإقناع والمزاح الجميل، وكان يحثني- رحمه الله- أنا وإخوتي على صلة الرحم والارتباط ببعضنا في الصغر والكبر، وخاصة بعد زواجنا.

وأشار إلى أنه رحمه الله كان مثال الزوج الرقيق والحنون مع زوجته؛ حيث كانت مواقفه في جميع أحواله تتمتع بالعطف والحنان واللطف والهدوء، وكان يشعر بمن حوله، ويتفقد أحوالهم ويفرح في أفراحهم ويواسيهم في أطراحهم وأحزانهم، وعلمني وإخوتي تقديم الصدقات للفقراء والمساكين في الأعياد والمناسبات، وكان يقول لنا لا تنسوا إخوانكم الفقراء في أعيادكم؛ فالأعياد خلقت لكي نفرج جميعًا، ومن يفرح وحده لا يقتدي بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وأكد أن الفقيد كان يلجأ إلى الله تعالى في كل أزماته وشدائده ويبسطها ويقول: "من توكل على الله فهو حسبه، ومن لا يثق برحمة الله لا يستحق عفوه"، وكان متفائلاً دائمًا لا تفارق البسمة وجهه؛ حيث تعرض لحادث سيارة في السبعينيات، وأصيبت أعضاؤه بكسور شديدة أدت إلى بقائه في المستشفى زمنًا طويلاً إلا أنه كان مؤمنًا واثقًا مسرورًا بقدر الله ويقول: "الله يحبني فابتلاني".

وأشار إلى أن الفقيد كان دائمًا يذكر الشيخ جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، بالخير، ويقول عنه إنه أثر فيه كثيرًا، وغرس فيه الصفات الطيبة، موضحًا أن الفقيد كانت آراؤه كلها تهدف إلى رفع شأن الإسلام وتطبيقه بشموليته، وكان ينزعج شديدًا إذا حدث إخلال في قواعد تطبيق الإسلام في أي مكان، وكان يذهب لمن أخطؤوا ويخبرهم بخطئهم بالكلمة الطيبة والبسمة الهادئة؛ ما كان ذلك له الأثر الأكبر في زيادة إعداد من يحبونه ويودونه بالزيارات.



وأكد أن الفقيد نشأ وتربى وترعرع في ظل جماعة الإخوان المسلمين، وكانت علاقته قويةً بفضيلة الإمام الشهيد الأستاذ حسن البنا، مؤسس الجماعة، وقال: أذكر أن والدي الفقيد ذكر لي أن الإمام الشهيد رغب في الاستقرار بالقاهرة، وحضر إليه لكي يوفر له شقة في حي من أحياء القاهرة القديمة لتأسيس مقر للجماعة، وبالفعل وفرها له وكان يفخر دائمًا في حديث مع أي أحد بقوله: "أنا من وفرت أول شقة للإخوان المسلمين الصادقين في القاهرة"، وكان يقول دائمًا إن جماعة الإخوان تعبِّر عن الإسلام الصحيح الشامل".

الأربعاء، 27 أبريل 2011

التطرف العلماني اللاديني يؤدي الى التطرف الديني

التطرف العلماني اللاديني يؤدي الى التطرف الديني


27 / 4 / 2011
قد يتساءل البعض خاصة من المتقوقعين في الحالة الهلامية في بلادنا أو من المتماهين مع التغريب في بلاد المهجر وهذا نجد له صدى من خلال الطفح المكتوب على بعض المدونات الالكترونية والصحف  ونرد عليه بأن التطرف الديني المتمثل في بعض التحركات العنفية المسيحية في أوروبا في انجلترا أو اسبانيا أو الولايات المتحدة الارهابية الأمريكية أو حتى في مصر مثل بعض المنظمات المسيحية  و غيرها من عصابات لادينية مغايرة تمارس الارهاب الفعلي المتمثل في جماعات الماركسية تتعامل من خلال فكرة العنف الثوري كما كان في ايطاليا واسبانيا وكمبوديا والهند أو عصابات المرتزقة الأمريكية التي تمارس العنف في كثير من أقطار العالم ولها بصمة شاغرة أينما تذهب وأينما تكون , إلا أن حقبة الثمانينات والتسعينات من ظواهر عنف اسلامي متناسين الأسباب المرضية أو المسببات التي عموا عنها في تشكيل وخلق تلك الحالة بسبب التطرف العلماني على مستوي الحكم المتمثل في العصابات الحاكمة للبلاد التي أذاقتها كل الوبال مما عكس على مستوى التوجهات الدينية التي كانت أول المعرضين لويلات الاستبداد والإجرام لأنها تتعامل مع الجماهير وتتعرض لها بشكل مباشر ؛ فالدين هو عصب أي مجتمع ايماني حينما يتعرض للخنق والضغوط القابضة عليه يشكل سلوكه المتمرد بأعمال تدفع الى التمرد ورد الفعل وهذا ليس عجب في بلد كبلدنا فكما هو حادث في جميع البلدان حينما مورس القمع على قطاعات بعينها تحول الصوت الى ردود أفعال اتخذت صور ومظاهر معينة ؛ فالقمع والعنف يتولد عنه عنف مماثل , فالقمع الذي مارسته الحكومات الشيوعية في كثير من البلاد تولد عنه قمع في اتجاهات اخرى أدت فيما بعد الى الثورات التي شهدتها كثير من البلدان تحت سطوتها فتحول الى ثورات عارمة كثير منها اتسم بالعنف أزاح تلك الأنظمة القمعية وأذاب الجبل الجليدي الثقيل الواقع بها .



والحالة تلك لاتخالف منظومة الرأسمالية العالمانية المتطرفة في أنموذج الولايات المتحدة الأمريكية الارهابية وحلفائها في نظام الناتو أو الأطلنطي الذي يمارس الارهاب الدولي على أقطار العالم بعد أن كان عدوها في القرن العشرين هو المنظومة الشيوعية أصبح عدوها في أطراف القرن العشرين وبداية القرن الحالي هو الاسلام !!! وبالتالي منظومة الأفكار الاسلامية لأنها تعلم أنه رغم استقرار سيادتها بالقوة المنظمة على الأقطار العربية والشرقية والاسلامية واذلالها فإنها تسعى الى ذلك مع العلم أن الاسلام بتجذره في نفوس بنيه فهو باعث حقيقي من خلال قيمه الانسانية الفطرية والباعث الحقيقي للانسان لاعزاز الكرامة بفرائضه وموجباته كالمساواة والعدل والشورى والجهاد لاسترداد الحقوق الضائعة وإعادة القوة والمكانة الرفيعة وهذا ماجعل الجهاد فريضة حتمية أسسها الاسلام للحفاظ على كيانه المستقل والذود عن حياضه . مما يجعل رد الفعل على المستوى الدولي حاد وهكذا اجرام من القوة الطاغية في عصرنا المتمثل في الولايات المتحدة الاجرامية منبع الارهاب مذ قرنين وحتى الآن بأول رئيس تم اختياره على حسب ما نعلم جورج واشنطن الذي مارس الارهاب مع عصابات رعاة البقر ضد السكان الأصليين لتلك القارة المسروقة المنهوبة , ومع العلم أن تلك الولايات قد اتحدت تحت التوحيد السياسي القهري وكانت نشأتها من البداية مع فكر عنصري يدعو إلى تفضيل الرجل الأبيض ذي النمش ذي المذهب البروتستانتي ذي العيون الزرقاء على سائر البشر من بعد عمليات الاستيطان والتطهير العرقي ضد المواطنين الأصليين المنقرضين المعروفين بالهنود الحمر Native Americans Are The Red Indians. وجماعات العنف نيرها مستعر في كثير من بلدان العالم فكان ومازال جماعات العنف العنصرية في الولايات المجرمة الأمريكية في كثير من منظمات المافيا أو ال K.K.K وهي منظمة عنصرية ارهابية متطرفة تمارس العنف والقتل والإبادة ضد اليهود والمسلمين وذوي البشرة السمراء أو الزنوج هذا مايبدو في القاع أما على مستوى الدولة كنظام فهي تمارس العنف والقتل تحت عصابات المرتزقة مثل " بلاك ووتر " أو " دن كورب " لقتل الأبرياء في البلاد الاسلامية كأفغانستان والعراق والصومال فقد تم ذلك في القرن الماضي في فيتنام ومن رحمة الله أن هذا الاتجاه العنصري الارهابي الأمريكي لم ينجح في حروبه في تحقيق كافة أطماعه على مدى القرنين الماضيين فقد طفق يجر أذيال الخيبة والخراب من ورائه رغم تفوقه في القوة العسكرية والطمع والشهية المفرطة في شفط ثروات الأمم والشعوب مع الغرور الطاغي لم يكفلا له كنظام أذاق العنصرية لبلاده وتجاه من يعيش بينه وتجاه العالم بالنظرة الاستعلائية العنصرية وعلى الجانب الآخر الذي لايقارن معه أن التشدد في بعض جماعات الاسلام هو بالطبع لايقارن مع كيانات عظمى دولية ارهابية كالمنظومة الأمريكية أو الشيوعية فهي مابرحت كيانات صغيرة أهدافها نبيلة وغاياتها انسانية اضطرت الى استخدام العنف في اتجاه معين لأسباب التطرف العلماني كما كان في مصر مما دفعهم الى ذلك الطاغية الغير مرحوم جمال عبدالناصر إلا أنها مارست العنف في اطار محدود تجاه العصابات الحاكمة كنظام (( مبارك )) التابع للاستعمار الأمركي فالتطرف في الممارسة من نظام لاديني علماني في عهد الشاه الطاغية رضا بهلوي اتخذ رد الفعل تجاهه الثورة الشعبية العارمة في ايران عام 1979 أو اذا كان من جمال عبدالناصر بثورة التصحيح في السبعينات عام 1971 أو من مبارك بثورة يناير 2011 أو من نظام الطاغية التونسي أبو رقيبة وبن علي الى الثورة العارمة في تونس 2011 فالتطرف اللاديني ضد المجتمع المسلم بالتنكيل والتعذيب في السجون بأشد أدوات القمع فتكا سواء ما كان منها بالصعق الكهربي أو الانتهاك الجسدي أو القتل العمدي الذي يتفنن بالتشويه والارهاب يخلق مجتمعا يحذو الى رد فعل , وكل فعل عنيف له رد فعل مشابه له بالعنف وكثيرا ما كانت الجماعات اللادينية الارهابية في بلاد العالم


محمد سعيد
m_saeed83@hotmail.com

يوميات الثورة (5)..جمعة الغضب بقلم د. عصام العريان 2011.4.27



كتبت مقالة ” مصر إذا غضبت ” وأرسلتها يوم الخميس 27/1 ونشرتها الشروق السبت 29/1 أثناء سجنى.
وعندما خرجنا من سجن وادى النطرون (2) كانت آثار “جمعة الغضب” واضحة نزل الجيش مساء الجمعة عقب سقوط مئات الشهداء وفشل قوات البوليس فى منع تظاهرات آلاف المصريين الذين تدفقوا إلى الميادين والشوارع الرئيسية فى كافة مدن مصر .
قاد عمر جمال زوج ابنتى الكبرى سارة السيارة بسرعة وأنا بجواره ورأينا على الطريق الصحراوى من مدينة السادات إلى مدينة 6 أكتوبر آلاف المساجين بملابس السجناء الزرقاء يحملون أمتعتهم ويستوقفون أية سيارة نقل لتحملهم، يرفض الأغلبية ويرق قلب القليل النادر، فيستمرون فى السير وعليهم ملامح الإعياء الواضح ويتساقطون على جانبى الطريق .
عندما وصلنا إلى بوابة الرسوم رأينا دبابات ومصفحات الجيش تسد الطريق، اتجهنا إلى الطريق الجانبى المتجه إلى مدينة أكتوبر، كنت بملابسى العادية لأننا لم نمكث فى السجن إلا ليلة واحدة، ولم يكن معى بطاقة هويتى، وكان برفقتنا زوج ابنتى الوسطى “سمية” د. “محمد عبدالناصر” وهو طبيب جراح له حق التنقل بحرية أثناء حظر التجول .
لم يتوقف “عمر” واستمر فى السير ولم يستجب لمحاولات توقيفنا، لعله خشى أن يتعرفوا على شخصيتى من جراء ظهورى المتكرر فى الإعلام فيتم إعادتى إلى السجن من جديد أو تتأخر إجراءات عودتى إلى البيت أو وصولى إلى المكتب الذى كنت قررت الذهاب إليه مباشرة .
أطلق الجنود الرصاص على اتجاه السيارة، لم نفزع أو تهتز أعصابنا، كانت الطلقات فى الهواء، أسرع عمر وبدأنا نتنفس الصعداء .
كنا أعضاء مكتب الإرشاد السبعة عقدنا اجتماعا مغلقا قصيرا عقب تناول الغذاء في مدينة السادات لنرتب إجراءات تأمين وصولنا ثم توزيع المهام علينا، كان نصيبى أن أذهب مباشرة إلى مكتب الإرشاد .
اكتفيت بالاتصال بزوجتى وأولادى للسلام عليهم والاطمئنان عليهم وأمهلتهم بضعة أيام أخرى من الغياب حسب الظروف حتى نلتقى من جديد ويلتأم شمل الأسرة .
كنا على ثقة من اجتماع الشمل من جديد لحظة القبض على قال لى محمد عبدالناصر زوج سمية لا تقلق يا عمى، كلها يومين، إما أن تعود إلينا من جديد أو نأتى نحن إليك فى السجن، وقال م. محمد رسلان زوج صغرى بناتى أسماء، لا يا عمى كلها فقط يومان وستعود إلينا بمشيئة الله .
اتجهت مباشرة إلى المكتب دون المرور على أسرتى، وطلبت منهم إعداد حقيبة بملابس أخرى لتغيير ما ألبسه منذ 3 أيام.
رأيت مشاهد الغضب فى كل الطريق، “هايبر وان” محطم ومنهوب، الشوارع تكاد تكون خالية، الكمائن العسكرية على مفارق الطرق، وفى الأماكن الحساسة .
كانت آثار يوم الجمعة المشهود واضحة للعيان .
حكى لى أولادى وأزواج بناتى عن وقائع يوم الجمعة العظيم الذى نستطيع القول أن الثورة بدأت به تشق طريقها نحو الانتصار .
السبب الرئيسى للتحول العظيم يوم 28/1/2011م يعود إلى عدة اعتبارات :
أولا : إنضمام الشعب بمئات الآلاف إلى التظاهرات .
ثانيا : توحد الشعب تحت شعار ملهم هو “الشعب يريد إسقاط النظام” ويقال أن شابا من “ناهيا” بلدتى التى نشأت بها هو الذى أطلق الشعار مستلهما التجربة التونسية أثناء توجه المظاهرات القادمة من شارع ناهيا إلى شارع جامعة الدول العربية فى اتجاهها إلى ميدان التحرير.
ثالثا : اتساع التظاهرات إلى كافة أنحاء القطر المصرى من الإسكندرية إلى أسوان وقد كان للإخوان دور كبير فى تحفيز الشعب للخروج العظيم وترك المطالب الفئوية الاجتماعية، والاتحاد خلف مطلب سياسى واحد .
رابعا : غباء النظام عندما تصدى بقوات البوليس والأمن المركزى للمظاهرات التى لم يكن فى مقدور أى قوة منعها، وإطلاق الرصاص الحى على الشعب المصرى، ثم سحب البوليس ونزول الجيش، وإصدار مبارك الأوامر للجيش بمنع المظاهرات بالقوة وهذا ما رفضه الجيش تماما مما أدى إلى اتساق نطاق المظاهرات التى تحولت إلى اعتصامات بالميادين الرئيسية فى القاهرة (التحرير) والإسكندرية والمنشية .
خامسا : التزام القوى السياسية ووحدتها، حيث لم يرفع أحد أى شعارات أو أعلام خاصة باستثناء ما رأيته من مظاهرة لحزب الوفد ترفع أعلاما وفدية .
سادسا : نجاح ائتلاف شباب الثورة فى التماسك وبروزه كقيادة ميدانية، وقد نجح الإخوان والتنسيق معه عبر لجان متعددة للإعاشة والتنسيق والإعلام …. إلخ دون أى بروز إخوانى .
إذا كانت هناك أيام سيؤرخ فيها لثورة مصر فهى كالتالى :
1) 25 يناير، بداية التظاهرات الغاضبة .
2) 28 يناير، جمعة الغضب وسقوط الشهداء .
3) 2 فبراير، موقعة الجمل وحماية الثورة .
4) 11 فبراير، يوم تنحى مبارك وبداية الانتصار (ليلة ذكرى استشهاد الإمام الشهيد حسن البنا)
5) 19 مارس، يوم الديمقراطية والاستفتاء عندما خرج 18 مليون مصرى لأول مرة فى حياتهم للتصويت الحر النزيه .
6) 13 إبريل، يوم سجن مبارك وأولاده وانتصار سيادة القانون .
بدأ الاحتشاد يوم الجمعة عقب الصلاة، حيث توجهت المظاهرات من كافة أنحاء محافظة الجيزة حيث يسكن أولادى وأزواجهم إلى ميادين الجيزة التى شهدت ملاحم الإصرار والتحدى .
توجه ابنى إبراهيم من مسجد عكاشة بالهرم إلى نفق الجيزة مع بضعة مئات استطاعوا بسهولة إزاحة أول كردون من قوات البوليس عند النفق، لكنهم عند ميدان الجيزة فوجئوا بحشود أمنية هائلة، الظاهر أنها كانت محتشدة لمنع د. البرادعى من صلاة الجمعة فى مسجد الاستقامة بالميدان وهو ما كنا اتفقنا عليه ليلة الجمعة مع د. البرادعى على أن يحضر معه د. الكتاتنى .
استطاعت الآلاف التى تدفقت إلى الميدان من الجيزة القديمة وجنوب الجيزة والهرم اجتياح البوليس وسقط بعض المصابين واتجهت المظاهرة إلى شارع مراد (الجيزة) ووحدت الحشود أكبر وأكبر عند سفارة العدو الصهيونى وكان الانطباع أن حماية السفارة أهم بكثير من حماية النظام الذى اتضح للجميع الأن أنه إنما بقى واستبد وطغى وتكبر لحماية العدو وليس لمصالح الشعب .
اتجهت المظاهرة إلى ميدان “الجلاء” لم تجد صعوبة فى الوصول إلى الميدان هناك بدأت ملحمة جديدة .
تجمع آلاف مؤلفة قادمة من كل الجيزة تريد أن تتجه إلى ميدان التحرير، قبلة المتظاهرين والملايين .
الطريق من الجيزة إلى القاهرة إلى قلب ميدان التحرير يمر عبر كوبرى الجلاء ثم مرورا بجزيرة الزمالك إلى كوبرى قصر النيل انتهاء بميدان التحرير، هناك كانت ملحمة كبرى دارت بين إصرار الآلاف على المرور وتصدى البوليس لمحاولة منعهم، بين كر وفر، تقدم وتأخر، إطلاق رصاص فى الهواء للتخويف والإرهاب، وسقوط مصابين نتيجة التدافع تحت الأقدام .
يحكى لى ابنى إبراهيم، أن عامة الشعب وخاصة الشباب كانت بهم طاقة هائلة وإصرار عجيب وعناد ثابت للمرور لا يهمهم شئ، يواجهون الموت بصدور عارية .
شباب ليس لهم انتماء سياسى، السياسيون ذابوا وسط الآلاف ولهم خبرة فى مواجهة البوليس، بينما هؤلاء الشباب ليست لهم مثل هذه الخبرة، لذلك انتفعوا ببرائتهم الأصلية، وهزموا جحافل البوليس التى تعودت على مواجهة مظاهرات السياسيين المحدودة العدد المحدودة الهوية، المتفق سلفا ضمنا أو صراحة مع البوليس على كل التفاصيل .
سألت ابنى إبراهيم، هل سقط وسطكم شهداء ؟
قال لى : لا، لم أتعرف على شهداء، لأن غالبية الشهداء سقطوا عندما توجهت مظاهرات أخرى فى اتجاه وزارة الداخلية، وهى من الجهة الأخرى لميدان التحرير، تريد القبض على العادلى وكبار رجال الوزارة للقصاص منهم .
وأكثر الشهداء كما أرى حالياً من الإعانات العاجلة التى تقدمها لهم نقابة أطباء مصر سقطوا فى المحافظات بالدلتا : الشرقية، الدقهلية، المنوفية، الغربية، والإسكندرية، والسويس

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

د. البلتاجي يكذِّب “المصري اليوم” ويتهمها بالفبركة


26-04-2011][17:56 مكة المكرمة] د. البلتاجي يكذِّب "المصري اليوم" ويتهمها بالفبركة
 

د. محمد البلتاجي

كتب- إسلام توفيق:

أرسل الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس أمناء الثورة والأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان في برلمان 2005، بردٍّ مكتوب إلى جريدة (المصري اليوم)، نفى فيه ما نشرته على لسانه في مؤتمر جماهيري عُقد بمدينة الغردقة، يوم الجمعة 22 أبريل.

وقال البلتاجي- في ردِّه الذي لم تنشره الجريدة-: إن العنوان "الإخوان: الاحتجاجات وقطع الطريق في قنا بلطجة وإجرام وثورة مضادة" يعدُّ اختزالاً مُخلاًّ لما جاء على لساني، وهو مسيءٌ لي، فضلاً عن إساءته إلى أهل قنا؛ الذين كنت أخاطبهم من خلال أهل الغردقة، والذين ينتسب كثيرٌ منهم لعائلات قناوية، فلم يكن من المقبول ولا المعقول أن أسيء إلى نفسي بالاساءة إليهم!.

وقال- في الرد الذي وصل (إخوان أون لاين)-: "أكدت في كلمتي حق أهل قنا، وغيرهم، في مطالبهم العادلة، وفي مقدمتها ألا يُفرض عليهم محافظ لا يرتضونه، سواءٌ لأسباب تتعلق بكفاءته وسجلِّ أعماله أو حتى بناءً على توزيع "كوتة" طائفية من المحافظين، وقلت بالحرف الواحد: "قنا ليست وزارة البيئة التي يُفرض على أهلها من لا يرضونه لمجرد التوازنات الطائفية"، وأكدت أنه لا يصح فرض محافظ بغير رضا الشعب، وأن من واجب النظام الاستجابة للمطالب الشعبية السلمية، "كما استجاب لتنحية الرئيس وحكومة أحمد شفيق وجهاز أمن الدولة والحزب الوطني رضوخًا للإرادة الشعبية".

الدولة المدنية.. كما يراها العلاَّمة محمد الغزالي

  26 أبريل 2011

بقلم: حسين رضا
الشيخ العلاَّمة محمد الغزالي، رحمه الله، أحد عظماء التاريخ الإسلامي جهادًا وعلمًا ودعوةً وتمسكًا بالإسلام وقيمه، وأحد أهم الدعاة إلى الوسطية، له العديد من المؤلفات التي تضعك على معالم الدين الإسلامي وتوضح تعاليمه وشئونه.

في بحثنا هذا نقف على أمر اختلفت حوله الرؤى، وتضاربت الأقوال، وهو- ببراعته الدعوة وأسلوبه الرائع العذب الرقراق، وبعمق فهمه الأزهري الوسطي، وانتسابه الدعوى إلى جماعة تبنت الوسطية فكرًا ومنهجًا هي دعوة الإخوان- كانت له كتابات متفرقة حول الدولة المدنية والحكومة الدينية في الدولة الإسلامية، يقول رحمه الله: "إن قارب النجاة الوحيد وسط الطوفان من البلايا التي تهبُّ على العالم الإسلامي من يمين ويسار؛ هو الإسلام، ولذلك فإن كل ثقب يحاول البعض إحداثه هو مؤامرةٌ لاقتراف جريمة قتل، لا قتل فرد أو أفراد، بل قتل عالم بأسره، ومؤامرة على جعل الظلام يحتوي مستقبل الدنيا"، ويقول رحمه الله: "تأكد لنا أن الإسلام هو صمام أمان البشرية وسياج حياتها".. انتهى كلامه رحمه الله.

ولم لا يكون الإسلام صمام الأمان وسفينة النجاة ورب الناس سبحانه يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)) (الأنبياء)؛ لذا فإن كل رأي في الإسلام بغير علم، وكل صيحة مغرضة تريد أن تنال من قيمة الإسلام ما هي إلا مؤامرة على مستقبل الأمة وسعادة البشرية كلها، وأعلى الصيحات الآن تلك التي علَت بعد الثورة المصرية لتبثَّ الفزَعَ في قلوب الناس من الإسلام وتخوِّفَهم، وصار جهلة لا يعلمون عن الإسلام وفرائضه سوى الأسماء- إن أحسنوا نطقها- يذيعون عن دولة الإسلام الأكاذيب والافتراءات، وكأن الإسلام ما أنزله الله إلا لقطع الأيدي ورجم الناس وقتلهم وجلدهم، ولو كان هؤلاء يفقهون عن الإسلام لعلموا أن معجزة الإسلام (القرآن) به حوالي 6300 آية، وأن الحدود التي يخوِّفون الناس منها ليل نهار لم تبلغ عشر آيات أو يزيد قليلاً، فأين باقي الإسلام إذن؟!

لو كان هؤلاء يفقهون لعلموا أن الإسلام علم وتقدُّم وغنى وثراء وعدالة وحرية وأخلاق ومساواة وكفالة وبر ورحمة ومودة وتآلف.. ولقد رأيت مع تلك الصيحات التي علت أن أستجلب لها كلمات القوي الحجة، القوي البرهان، العلاَّمة الغزالي، أختار من كلماته رحمه الله متصرفًا فيها بشكل يسير؛ حتى لا تفقد رونقها وجمالها وقوتها في الإقناع وفي نهاية الكلام أعرض ما رجعت إليه من كتاباته رحمه الله في فهرس المراجع؛ ليكون الكلام متصلاً لا يملّه القارئ ولا ينشغل بغيره.

يقول رحمه الله" "إن الحكومة في الإسلام ليست معنيةً برفع مستوى المعيشة، وتوفير السلع والخدمات والمرفقات؛ لتكون الحياة رطبةً حسنةً فحسب، وإنما يمتدُّ واجبها إلى أن ترقى بالإنسان روحًا وجسدًا، وتضمن له مستقبل الدنيا وسعادة الآخرة، ولا تجد ذلك إلا في الإسلام، وهذا شرف لم تنلْه سوى حكومات الدولة الإسلامية بمعناها الصحيح.

إن مفهوم الدولة في الإسلام غير الدولة الدينية غير الحكومة الدينية أيضًا؛ فالحكومة الدينية من اسمها مخيفة للنفوس مزعجة؛ لأنها توحي بحكم متعصِّب لا يهتمُّ إلا بنفسه ولا يرى غير عقله، وهذه الحكومة المفزعة التي لم يعرفها الإسلام قط وإنما عرفتها أوربا لمَّا أرادت الكنيسة أن تجعل من نفسها المشرِّع والمعاقب والمحاكم والمحاسب والقاضي والسجَّان والرئيس والملك؛ أمرها ما أمر الله به، وينفَّذ مهما كان صعبًا شاقًّا، ونهيها نهي الإله يُنفَّذ وإن كان في مصلحة البلاد والعباد، وهذا لا يعرفه الإسلام ولا يقره، فهي بجهلها هذا قد حكمت على العقل بالسجن المؤبَّد، ونفَّذت الحكم ورفضت الاستئناف أو النقض، وضمَّت إلى العقل التسامح والرحمة حتى امتلأت النفوس عليها حقدًا ومنها غيظًا ولها كرهًا وبغضًا؛ فتفجَّرت الثورات الأوروبية لتعيد ما غاب من واقعها، وتستخرج ما دفن من علمها في بطن أرض الظلم والجهل الذي مارسته الكنيسة الأوروبية وقتئذٍ، وهذا ما ظن دعاة اللا إسلامية، اليوم، إلى دعواهم دون أن يعلموا أن الإسلام ينكر ذلك، ولو أرادوا الخير لبحثوا وتعلموا، وإنما هو الغرور بالظهور بالشاشات والصفحات، ولا يدري ذلك المسكين أنه بذلك يحارب الإسلام من حيث لا يشعر، وأن الإسلام الذي يخوِّف الناس منه بريء من كلماته تلك، وهو أرقى وأعظم مما يقول.

إن حقيقة الدولة في الإسلام أنها دولة مدنية تدير شئون العباد والبلاد بما لا يخالف شرع الله فحسب، وببساطة هي ترفض ما يرفضه الشرع، ولا تتحدث إلا بالكلمة الطيبة، ولا تدعو إلا بالموعظة الحسنة، فأي خوف من الإسلام إذن؟!





هل هناك بديل أحسن أو مماثل؟!

إنه لما هَوَت دولة الإسلام لتآمر الحاقدين عليها وضعف أبنائها، وتقدمت نحو الصدارة أمم أخرى؛ لم تستطع أن تملأ الفراغ الذي نتج من غياب دولة الإسلام، ولا يُنكر أحد أن تلك الأمم وفَّرت البهرج والزينة، ولكنها فشلت فشلاً ذريعًا؛ لأنها وفَّرت الدنيا وزينتها ومتعها لقوم دون قوم، والشيء الوحيد الذي كانت فيه عادلةً ولم تظلم قومًا ولا فريقًا أنها أتعست البشرية كلها، فإن ضمنت الدنيا لم تضمن الآخرة، وللأسف هي أيضًا لم تضمن الدنيا، ودلالة ذلك أن طبول الحرب لم يتوقف دقُّها ولم ينقطع من المدافع في أرجاء الأرض صوتها، ولم يتوقف غزوُ البلاد ودكُّها، ولم يتوقف قتل الأبرياء بمختلف الأعمار، إنها صارت بالبشرية إلى واقع مؤسف مرير، وأخذت تضع قوانين وضعيةً تتحايل فيها على ما جاء به الإسلام من ضمان الحياة وسلامة البشرية، دون أن ترجع ذلك إلى الإسلام، والجهال من أبناء الدين يصفِّقون لهم ويشدون؛ لأنهم لا يعلمون أن الإسلام فيه ما جاءوا به وما لم يستطيعوا أن يأتوا به، ففتِّش في التاريخ كما شئت، وخذ منه ما شئت، ودع ما شئت، وفي النهاية قل لي هل هناك بديل خير من دولة الإسلام وحكمها في ضوء الفهم الصحيح للإسلام.





المساواة في الحقوق الإنسانية

الدولة في الإسلام دولة مدنية، أول مبادئها المساواة في الحقوق الإنسانية، ونداءات القرآن وأحاديث نبي الإسلام كلها تقول إن الحقوق الإنسانية معنى مشترك بين كل البشر، لا يحرم منه أتباع أي دين، ولا أي لون ولا جنس، فالكل في النهاية في ميزان الإسلام إنسان، وكلهم بنو آدم، ولبني آدم في الإسلام حق التكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)) (الإسراء) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)) (البقرة) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)) (الحجرات) (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)) (الأنبياء) والنبي يقول: "أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا لأحمر على أبيض ولا أبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم..".

والإسلام لا يميِّز إنسانًا ويضطهد إنسانًا للونه ولا لماله ولا لمستواه ولا لأملاكه، لقد جاء الإسلام والجزيرة العربية تنضح بالتمييز بين الناس، فأنكر عليهم ذلك، أوَلَمْ تر دعوات المشركين باستئصال شأفة الإسلام لأنه يساوي بين الناس؛ فلا يميز بين السيد والخادم والمالك والمملوك ولا الغني والفقير ولا القوي والضعيف (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) (الزخرف) وقولهم للنبي: "أولم يجدْ ربك أغنى منك وأيسر حالاً يرسله إلينا"، وقولهم: "إننا نسلم لك بشرط أن تطرد الفقراء والعبيد من دينك"، هذا قولهم والرسول يردُّ بأيسر العبارات في حقوق المملوك والعبد والخادم، قائلاً: "هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يكتسي ولا يكلفه ما يغلبه.."، إن هؤلاء كانوا يريدون أن يؤمنوا بالإسلام الذي على هواهم، وليس ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فكان ردُّ الله عليهم (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: من الآية 10) (وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الأنعام: من الآية 52).

لقد قطع الإسلام طريق التفريق والتمييز عليهم، وقال كلمته بأن المبادئ لا يساوَم عليها، ولا يضحَّى بها، حتى وإن كان في صالح الإسلام مؤقتًا، ومن أراد أن يدخل الإسلام كما أراد الله فأهلاً به، أما من أراده وفق هواه وشيطانه فلا حاجة للإسلام إليه، وهو عنه غنيٌّ كريمٌ، لقد صنع الإسلام البشرية، وصبَّ أوضاعها في قالب سماوي، طهَّر النفوس، وطرد الخرافات، ورفض الهوان، وعلَّمه الكرامة والعزة، والتآلف والمحبة، حتى انتصر الإسلام في كل معاركه التي وقعت بينه وبين كارهيه ومحاربيه بالقيم والمبادئ، قبل ضربة السيف وطعنة الرمح، إن ضربت أو طعنت.





الحرية الدينية في الإسلام

الدولة في الإسلام دولة مدنية تفيض بالحرية الدينية، لكن مَن يعيش فيها سواء على الإسلام أو على أي دين غيره، لقد عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على الناس يوم أُمر بذلك، وعرض مبادئه وتعاليمه وعرَّف الناس أن الإيمان الحق وليد يقظة عقلية وقناعات قلبية، فيستبين العقل الحق، ويؤمن القلب به، وكان من أول مبادئه (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة: من الآية 256) (لَكُمْ دِيْنُكُمْ وَلِيَ دِيْنٌ) (الكافرون: 6) (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: من الآية 29) (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس: من الآية 99)، وأقر الإسلام الحرية الدينية بأبهى صورها وأرحب معانيها، ولم تتعدَّ وظيفة النبي معهم الهادي البشير والداعية الحكيم؛ فهو يشرح ويبيِّن ويجسِّد الإسلام في شخصه صلى الله عليه وسلم، وكان خطاب القرآن له كل حين وآخر يذكِّره بتلك الوظيفة وهذه المهمة، وأنه لا يجوز له أن يُكره أحدًا على الدين: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)) (ق) (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)) (الغاشية) (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ..) (الشورى: من الآية 15) (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (النحل: من الآية 125) (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)) (التوبة).

وبعد هذه الآيات يدرك المنصف الحق أن الإسلام قد أباح الحرية الدينية على شكل لم يرد على عقل إنسان، فما أمر دين يومًا أن يكون الحوار فقط والدعوة بالحكمة هما الأساس والأصل، والإسلام لم يفرض يومًا على نصراني أن يترك نصرانيته، ولا على يهودي أن يترك يهوديته، ولم يفرض على أتباع أي دين أن يتخلَّوا عن دينه ليدين بالإسلام، حتى وإن تولَّى الناس عن نبيِّه كان الأمر العجيب في سورة التوبة بعدما عرضت أشكالاً مهينةً من خداع المشركين وألاعيبهم وخصوماتهم الدنيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ) ثم أكمل مسيرتك عاملاً مجاهدًا داعية بالحسنى متوكلاً على الذي بعثك.

أي دين أروع من هذا؟ أي دين؟ وأي دولة ترتضي لغير من يدينون بدينها مثل هذا التكريم غير دولة الإسلام؟ إن المنصفين من أصحاب الديانات الأخرى ليشهدون أن أزهى عصورهم حريةً وسعادةً وطمأنينةً وسكينةً تلك التي عاشوها تحت حكم الإسلام، واقرأ في التاريخ تعلم ولا ينبئك مثل التاريخ.

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دنا أجله أوصى قائلاً: "أوصي الخليفة بعدي بأهل الذمة خيرًا".

قولوا لنا يا سادة، أي رئيس أو ملك أو أمير أوصى قبل موته بأتباع الأديان الأخرى خيرًا، غير خليفة المسلمين. إن كل إنسان تحضره الوفاة يركِّز في وصيته بِمَن هو أقرب لفكره واهتمامه وخوفه عليهم، فما رأيك فيما أوصى به عمر؟! إنني لما قرأت الوصية تلك لم أجد سوى الصمت المتعجب تعليقًا.

إن الحرية الدينية التي كفلها الإسلام لم يشهد التاريخ لها نظيرًا، ولم يحدث أن انفرد دين بحكم الأرض، ثم نشر خيره وأمانه على مخالفيه، وأعطاهم حق حرية الاعتقاد وكل أسباب البقاء والازدهار مثلما فعل الإسلام.

إن الإسلام حيث يسود يمنح أتباعه وغيرهم مطلق الحرية وجميع الحقوق، في حين إذا ساد مخالفوه نكَّلوا بنا، وأذاقونا سوء العذاب، وسقونا من كئوس المهانة ألوانًا، ولو عادت لنا الكرَّة عليهم كنَّا معهم وكأنهم لم يفعلوا بنا شيئًا، ونقول لهم بقلب منشرح وصدر رحب "اذهبوا فأنتم الطلقاء".





حرية التفكير وإعمال العقل

الدولة في الإسلام دولة مدنية، تبيح للعقل مطلق الحرية في التفكير والإبداع، وما تقف في وجهه إلا حين تعلم أنه يسعى فيما لا يُجدي ولا يعود عليه بخير هو وغيره من بني البشر. إن الله قد خلق العقل وجعل مهمته أن يفكر، كما أن وظيفة العين أن تبصر، والأذن أن تسمع، فلا يليق بإنسان أن يغمض عينيه ويمشي الطرقات يتحسس؛ فهو إما مجنون أو مجنون، لأن ما يفعله لا يقره دين ولا يقبله عقل.

إن الإسلام جعل الإيمان الحق والتصديق به ثمرة إعمال العقل والتفكر، والتماس أسباب الهداية، كما أن الكفر والإلحاد نتيجة توقف العقل واستخدامه في غير ما خُلق له وقطع التفكر به في دروب الحق.. (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) (الحج) (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)) (العنكبوت)، ولقد عاب القرآن على قوم عطَّلوا جوارحهم وأفئدتهم عن وظائفها (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف: 179)، (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)) (يوسف).

والإسلام لا يلوم على حرية الفكر، وإنما يلوم على الغفلة والذهول، بل إن المصابين بكسل التفكير واسترخاء العقل في الإسلام عصاةٌ مقصِّرون؛ لأنهم لم يشكروا نعمة الله عليهم، إن ما يستهدفه الإسلام من وراء الحرية الفكرية هو الوصول إلى النهاية الصحيحة، وما يتطلب الإسلام من العقول العاملة المفكرة سوى أن يقدر بعضها بعضها ويكرم بعضها بعضًا ولا يحتكر أحد الصواب لنفسه ويحرمه على غيره، فالحق والصواب ليس ملك عقل بعينه ولا مفكر بشخصه، فللحق طريق مستقيم توصِّل إليه مداخل شتى تتلاقى فيها العقول المفكرة، إن الحرية الفكرية في الإسلام فاقت حدود العقل، ففي فريضة الصلاة اختلفت الأقوال والآراء من التكبير إلى التسليم لأكثر من سبعين حكمًا وقولاً، كلُّ ذلك في إطار الحق والحب والود وحسن الاختلاف.

أما قيود الإسلام على الفكر فقد رفض الإسلام للفكر أن يُتعب نفسه فيما وراء الغيب ويزجَّ به في عالم ما وراء المادة؛ ليبتكر أحكامًا وينشئ تصورات كل هذا، لا لشيء إلا لأنه يكلِّف العقل فوق طاقته ويقحمه فيما لا يعود من ورائه بمصلحة على الأمة والدنيا والنفس.

لقد فتح الإسلام آفاق التفكير حتى أبهر علماء عصر الخلافة الدنيا بعلمهم، في الوقت الذي كانت أوروبا توصد فيه أبواب النظر أمام العقول المفكرة وترميهم بالإرهاب والمقت ولم يثبت على دولة الإسلام يومًا إبادة الكتب ومحاربة العلم وإنزال العقوبات على المفكرين من أجل أفكارهم وإن بدت معادية.

نهاية الكلام أن الإسلام يضمن الحرية بكل أنواعها وألوانها، سواء كانت دينيةً أو فكريةً أو مدنيةً أو سياسية أو..".




———





المراجع:





1- حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة.





2- محاضرات الشيخ الغزالي في إصلاح الفرد والمجتمع.





3- الإسلام والاستبداد السياسي.





4- علل وأدوية.





5- مشكلات في طريق الحياة الإسلامية.

الاثنين، 25 أبريل 2011

شهداء الثورة السورية




البيان رقم 14
إتسعت دائرة القتل والإجرام التي تمارسها أجهزة ومرتزقة المخابرات السورية بحق المتظاهرين المدنيين العزل لتشمل عدداً من المحافظات السورية في الفترة ما بين 14/4- 19/4 ليرتقي إلى العلا عشرات الشهداء إضافة إلى إصابة وفقد الكثيرين. إن الأسماء التي وردت إلى لجنة شهداء ثورة 15 أذار في الفترة الماضية وحسب توزيع المحافظات السورية هو كالتالي:
محافظة حمص العدية:
1-          الشهيد جهاد خليل العلي- 23 عاماً- إستشهد في شارع الستين في 11 إبريل 2011م
2-          الشهيد عمر عويجان -25 عاماً – والد لطفلة - تلبيسة – إستشهد في 16 إبريل 2011م
3-          الشهيد بسام سوسة العمر – 30 عاماً – لم نتأكد من تاريخ الإستشهاد بعد.
4-          الشهيد محمود عليوي – لم نتأكد من تاريخ الإستشهاد
5-          الشهيد بلال بكور رضوان – تلبيسة – أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
6-          الشهيد كمال يحيى – 17 عاماً – تلبيسة – أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
7-          الشهيد خالد أبو السعود – تلبيسة – أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
8-          الشهيد رضوان عبد الجليل ديب – أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
9-          الشهيدة  ياسر كنجو- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
10- الشهيد حسام حمرا - أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
11- الشهيد إبراهيم حريتان- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
12- الشهيد بلال الطالب- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
13- الشهيد رامي قندقجي- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
14- الشهيد محمد بلال السقا - أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
15- الشهيد فادي سمرا – باب دريب -  أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
16- الملازم مراد خليل طلاس – الرستن – رفض إطلاق النار على المتظاهرين- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
17- الشهيد صلاح يحيى - أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
18- الشهيد خالد الوزير- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
19- الشهيد عبد الهادي حربا - أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
20- الشهيد العميد عبدو خضر التلاوي – إستشهد بإطلاق نار على سيارته- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
21- الشهيد أحمد عبدو خضر التلاوي- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
22- الشهيد علي عبدو خضر التلاوي -أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
23- الشهيد خضر فوزي التلاوي- أحد الجلاء 17 إبريل 2011م
24- الشهيد محمد صالح سمرا- 26 عاماً - شهيد فض الإعتصام 19 إبريل 2011م
25- الشهيد حسان الجوري-18 إبريل 2011م
26- الشهيد الشرطي وسيم كروما – 19 إبريل 2011م
27- الشهيد ( محمد ) مصعب عبد الباقي-18 إبريل 2011م
28- الشهيد جمال درويش-18 إبريل 2011م
29- الشهيد ياسر عزوز-18 إبريل 2011م
30- الشهيد أحمد يوسف العزو -19 إبريل 2011م
31- الشهيد ثائر كرومة 18 إبريل 2011م
32- الشهيد محمد الجاسم – 17/18 إبريل 2011م
محافظة  اللاذقية ( أكثر من 37 شهيد) عرف منهم :
1-          الشهيد عمر مصطفى الصمودي – 40 عاماً – بستان حمامي -17 إبريل 2011م
2-          الشهيد طارق ثورة زينبو – 21 عاماً – حي القدس قرب معسكر الطلائع – 17 إبريل 2011م
3-          الشهيد أيمن اسعد طريفي -44 عاماً – والد لستة اطفال – الصليبة قرب مدرسة العفاف -15 إبريل 2011م
4-          الشهيد عبد السميع أحمد ياسين -32 عاماً – الريجي القديمة – 17 إبريل 2011م
5-          الشهيد عبدو شيخ خميس –قتل في مشفى الأسد الجامعي بعد إصابته -17 إبريل 2011م
6-          الشهيد فادي حسن عمر -17 إبريل 2011م
7-          الشهيد أحمد صهيوني – 17 إبريل 2011م
8-          الشهيد محمد سليم عثمان -17 إبريل 2011م
9-          الشهيد تامر طريفي -17 إبريل 2011م
10- الشهيد محمد حسن نوام -17 إبريل 2011م
11- الشهيد فادي قزازو -17 إبريل 2011م
12- الشهيد رامي ديب – 17 إبريل 2011م
13- الشهيد عبد الله حميد -17 إبريل 2011م
محافظة بانياس:
1- الشهيدأسامة شيخة – أصيب في 10 إبريل وإستشهد متأثراً بإصابته في 15 إبريل 2011م
محافظة درعا:
1-          الشهيد العسكري المجند محمد قومان – مجند في الفرقة الرابعة- الحرس الجمهوري – إستشهد جراء التعذيب بالكهرباء بعد رفضه إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة بانياس وشيع جثمانه في مدينة الحراك في 17 إبريل 2011م
محافظة إدلب:
1-          الشهيد محمد الكويس – جسر الشغور – سائق - قتل تحت التعذيب على أيدي دورية أمنية اثناء عودته من العاصمة اللبنانية بيروت- 16 إبريل 2011م
محافظة طرطوس:
1-          الشهيد الشرطي عصام محمد حسن – مواليد 1979م – دوير رسلان – متزوج وله ولدان – إستشهد في محافظة حمص -15 إبريل 2011م
إن لجنة الشهداء إذ تعتذر عن أي خطأ محتمل قد يرد في هذه البيانات بسبب الصعوبات التي تفرضها قوات الأمن السوري أمام الصحافة وتدفق المعلومات وإكراه الأهالي على الدفن ليلاً وعدم بث خبر الإستشهاد لتزف إلى سورية والإنسانية شهداء الثورة المباركة وتناشد مجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية إدانة هذه الجرائم وفتح تحقيق دولي مستقل وتسأل الله العلي العظيم لشهداء سورية الرحمة والمغفرة ولذويهم الصبر والسلوان وإنها لثورة سلمية حتى النصر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
د.محمد شمس الياسمين
لجنة شهداء ثورة 15 اذار – في السابع والثلاثين من الثورة - العشرين من إبريل 2011م