مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأربعاء، 23 مارس 2011

الشاويش الماكر يذبح ببرود


نود أن نحيي وندعو دعاءا مخلصا الى الأشداء الشرفاء الثوار صناع الثورة اليمنية ضد حكم علي عبدالله صالح الشاويش السفلي الخبيث داعين المولى لهم بالرحمة للشهداء الأطهار و بالثبات والنصر  للخلاص من  الحكم الديكتاتوري الذي استمر ثلاثين عاما ونيف من نهب ثروات البلاد وفترة حكم استبدادي دامت في كنف صف الضباط والجواسيس الثعالب انطبعت بطبائع الخسة والنذالة لأراقة دماء طاهرة شريفة زكية عربية واسلامية من اخواننا سالت على تراب أرضها لتبني العزة والحرية  , العدالة تتحقق لعباده المؤمنين يوم يتصاغر الظلم أمامهم ويكبر الايمان والصدق في قلوبهم والثبات والثقة في نصر الله { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم  }  لانكل من الدعاء ودماءنا فداءا لكم يعزكم وبمددكم بمدده { يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا } يزيح الحق جل علاه الرهبة من صدوركم ويثبت أقدامكم ويعز المولى ثوار الحق البواسل يقول سبحانه { فما اوتيتم من شيئ فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الاثم  والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون  والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين اذا أصابهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لايحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ماعليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق  أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور } سورة الشورى : 36 - 43

الاثنين، 21 مارس 2011

القرآن يرد على اللادينيين والعلمانيين



حياة المسلم المتدين من الميلاد الى الممات قائمة على الدين لاتنفصم عراها في معزل عن الدين كما يزعم أنصار اللادينية أو العالمانية أو ما نسميه الالحاد السياسي بدعوى عزل الدين عن السياسة كمعيار متحلل بشكل نسبي أو بمثابة دعاواها المتطرفة في أقصى درجاتها لعزل الدين عن الحياة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعلميا وسائر دروب الحياة البشرية فيرد المولى سبحانه وتعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام في قرآنه الكريم :{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ سورة الأنعام : 162 ]


وفي دعوى أخرى تنفصل الحياة البشرية عن الأمر الإلهي وتوجيهاته فيقول سبحانه : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون )
[ سورة الأنعام 136  ]


يدعون في أبسط الدعوات الليبرالية الى أن الله سبحانه خالق للكون اعترافا منهم بينما تدبير شئون الدنيا وتدبير الكون بطبيعتها الذاتية الأوتوماتيكية فالأمرية للطبيعة والبشر فيقول سبحانه ردا عليهم : "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين‏". (الأعراف‏:54)

يحتكم المسلمون في أمورهم إلى الشريعة الإلهية ويجعل هذا الاحتكام صفة من صفات الإيمان ارتباطا به  ولاينفي ذلك أن مجالات الحياة تتطلب التطور في اجراءاتها لذا ترك للبشر الاجتهاد والعلم والعمل في ضوء هذا التطور المبني على سنة الله في كونه فلله سنن لاتتبدل  أما الاحتكام بين الخير والشر الحق والباطل والتنازع بينهما يتطلب الاحتكام الى أوامر الخالق المدبر وشريعته ومنهاجه يقول سبحانه : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}[سورة النساء : 60]
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ سورة النساء :65]
 {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الجاثية: 18]
( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا }
[ سورة النساء : 105 ]

السبت، 19 مارس 2011

نعم للتعديلات .. نعم للدولة المدنية والديمقراطية ..لا للعسكرة والعسكرية





نؤيد كمواطنين التعديلات الدستورية المزمع قيامها اليوم 19/3 لايجاد الحالة الديمقراطية التي تمكننا من ايجاد جمعية تأسيسية منتخبة من الشعب بالاختيار الحر لتأسيس دستور جديد وتقليص فترة الحكم الانتقالي وبتأييد القوى الوطنية والحركية والشعبية الحية والنخب والأحزاب الوطنية ونرفض استمرار الحكم العسكري رفضا باتا الذي أذاق الوطن كل الويلات على مر ما يقرب من ستة عقود ماضية وأن تعلم ونستفيد من تجاربنا السياسية والتاريخية  بمراراتها والامها وفشلها ..
رعى الله مصر وسدد خطاها !!

الثلاثاء، 15 مارس 2011

بيان رقم (16) – حزب العمل ندعو الشعب للذهاب إلى الاستفتاء والتصويت بنعم




التاريخ: 15/03/2011

قررت قيادة حزب العمل فى اجتماعلها صباح الأربعاء 9 مارس 2011 التالى:
الموافقة على التعديلات الدستورية التىصاغتها اللجنة الدستورية برئاسة المستشار طارق البشرى ووافق عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ودعوة الشعب إلى الذهاب للاستفتاء والتصويت بنعم للأسباب التالية:
الإسراع بوتيرة تسليم السلطة لمدنيين منتخبين من الشعب لابد أن يكونوا بحكم المنطق ممثلين ومعبرين عن الثورة فى ظل إشراف قضائى كامل وفى ظل يقظة شعبية غيرمسبوقة. وقد أعلن المجلس العسكرى أن هذه التعديلات ليست بديلا لدستور جديد بل تتضمن هذه التعديلات ذلك صراحة فى المادة 189 مكررا بالنص على قيام مجلسى الشعب والشورى المنتخبين باختيار الجمعية التأسيسية المنوط بها إعداد مشروع الدستور الجديد خلال 6 شهور من انتخابهم.
 
 
فكيف يقول البعض أنهم يرفضون هذه التعديلات لأنهم يطالبون بدستور جديد!! إذن فالغرض من هذه التعديلات مجرد إتاحة الفرصة لانتخاب حر نزيه يفضى لتسليم السلطة المؤقتة للشعب والإعداد لدستور جديد خلال مدة محددة زمنيا. وهذه أول مرة فى التاريخ نرى الجيش يريد تسليم السلطة للمدنيين وبعض المثقفين والسياسيين يرفضون!!
لذلك فنحن نهيب بالشعب المصرى العظيم أن يأخذ المبادرة بيديه كما فعل طوال الثورة, وأن يواصل الحفاظ على الثورة ودفع مكتسباتها إلى الأمام، بالزحف لصناديق الاقتراع والتصويت بنعم.
إن الثورة العظيمة التى حمت ميدان التحرير وسائر الميادين والأحياء خلال الأيام المجيدة السابقة لقادرة بإذن الله تعالى على حماية عملية الاستفتاء بالتعاون مع الشرطة التى يتعين أن تواصل الإسراع فى النزول إلى الميدان، وبتكاتف الشعب وأفراد الشرطة (من خارج جهاز أمن الدولة المنحل) مع القوات المسلحة يمكن تأمين عملية التصويت. وإن كان من الضرورى الإسراع بحبس كبار المتآمرين فى الحزب الوطنى وجهاز أمن الدولة لتأمين مصر ككل قبل مجرد تأمين عملية الاستفتاء.
أما ما يقال عن صلاحيات رئيس الجمهورية فإنه سيتم مراجعتها فى الدستور الجديد، ويجب مراعاة أن الرئيس المنتخب سيكون من اختيار الشعب فى انتخابات حرة نزيهة وسيكون محاطا بثورة الشعب، فكيف نخشى من رئيس انتخبناه بمحض إرادتنا. وكيف لا نأمن له لمدة 6 شهور هى فترة صياغة الدستور الجديد. إن الشعب يثق فى نفسه فى ظل هذه الثورة المجيدة، ولن يسرق أحد الثورة منه بإذن الله تعالى.
وترى قيادة حزب العمل أن إلغاء لجنة الأحزاب وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب بمجرد الإخطار، وأن تكون الانتخابات التشريعية بالقائمة النسبية المفتوحة من أهم الإصلاحات الواجب إدخالها فى التشريعات عقب الاستفتاء.
يا شعب مصر العظيم ويا صاحب هذه الثورة المجيدة: الجيش يريد تسليم السلطة إليك فهل ترفض؟!
إننا وباسم أرواح الشهداء ودمائهم الزكية التى عطرت تراب مصر ندعوكم إلى الزحف يوم 19 مارس للتصويت بنعم لإعلان استعداد الشعب لاستلام السلطة من هذا الجيش الوفى، حتى يعود إلى ثكناته والى مهمته الرئيسية فى حماية الوطن.
إن التصويت بلا يعنى فشل الثورة والمطالبة الصريحة بعودة السفاح مبارك لحكم البلاد, أو فى الحد الأدنى سيعيدنا ذلك إلى نقطة الصفر, بينما يريد الشعب أن يتقدم إلى الأمام وأن يقصر فترة آلام الانتقال وأن يسرع بالعودة إلى الحياة الطبيعية وفقا لأسس ومبادىء ثورة 25 يناير.
 
 
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الخزى والعار للطاغية وأعوانه
النصر لشعب مصر وثورته المجيدة
الأمين العام
مجدى أحمد حسين
10 مارس 2011

السبت، 12 مارس 2011

بيان للهيئة الشرعية يدعو للتصويت بنعم على تعديل الدستور


12/03/2011
دعا البيان الخامس للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الى وأد الفتنة الطائفية والى التصويت بنعم على التعديلات الدستورية وجاء فى البيان : 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وآله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد..
فإن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر بعد تأكيدها على حماية مكتسبات الثورة المباركة، وحثها للأمة على المضي قدمًا في بلوغ الغاية المنشودة من تحقيق الحريات والحقوق المشروعة، والإصلاح الشامل للمجتمع المصري -ترى أنه من غير المستغرب-  وقد بدأت معركة التطهير من الفساد ومحاكمة المفسدين - أن تسعى قلة مأجورة لضرب استقرار البلاد عبر مخططات تعرف الأمة مقاصدها المغرضة، ومراميها المفسدة، وانطلاقًا من هذه الحقيقة ومما يجري اليوم على أرض مصر الطيبة الآمنة تتوجه الهيئة إلى الأمة بالبيان التالي:
أولًا: استنادًا إلى قول الحق تبارك وتعالى {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}[البقرة:191] تحذر الهيئة من مثيري الفتن بين مواطني مصر: المسلمين والنصارى، وتؤكد على حقائق الشريعة والتاريخ من احترام حقوق الإنسان المشروعة.
ثانيًا: تنادي الهيئةُ القائمين على أمن البلاد بالضرب بيد من حديد على من يتولى كبر إثارة الفتن، وتحريك المحن، سواء أكانوا من فلول النظام السابق وجلاوزته، أم كانوا ممن يغرِّرون بالأقلية النصرانية.
ثالثًا: تذكِّر الهيئةُ نصارى مصر بعمق العلاقات والروابط الإنسانية والاجتماعية وقيم العدل والبر وحسن الجوار، ووشائج القربى والمصاهرة مع المسلمين على مر العصور، بما يمتنع أن تؤثر فيه الحوادث الفردية أو القضايا الجزئية الطارئة.
رابعًا: بخصوص الأحداث الجارية فإن الهيئة الشرعية تناشد المسلمين أن يكفوا أيديهم وتدعوهم إلى الصبر على استفزازات قلة مأجورة؛ سواء أكانت من المسلمين أم النصارى؛ حتى تفوت الفرصة على من يريدون جر بلادنا إلى مستنقع الفوضى والحرب الطائفية.
خامسًا: تطمئن الهيئة إلى قضاء مصر النزيه وتنتظر حكمه في قضية المسلمة: "كاميليا شحاتة" وأخواتها، وتناشد جموع المسلمين بضبط النفس إلى أن يرفع الظلم ويتحقق العدل.
سادسًا: تنبِّه الهيئة طوائف الدعاة إلى أهمية الوحدة والاعتصام بحبل الله وهداه، والارتفاع على الحظوظ الشخصية والخلافات الحزبية، وعلى الجميع رعاية مصالح الأمة الكلية وتقديمها على المصالح الفئوية.
سابعًا: على مختلف الدعاة التنبه إلى خطورة الكلمة وأهمية ضبطها، والحذر من الانزلاق في تصريحات إعلامية يستغلُّها مروِّجو الفتن، وعملاء الفساد ضد مصلحة الأمة.
ثامنًا: ترى الهيئة أن التعديلات الدستورية الجديدة مقبولة في الجملة، والتصويت عليها بالموافقة يمهد لقيام مناخ سياسي أفضل وحريات وحقوق أكمل.
تاسعًا: مع التأكيد على الحق في المطالبات المشروعة إلا أن الاعتصامات والإضرابات الفئوية التي تعيق الحياة, وتعطل مصالح المواطنين, وتكبد الدولة خسائر فادحة، وتجهض مكاسب الثورة , لا تجوز على هذا النحو بحال.
وفَّق الله مساعي المخلصين, وحفظ ثورة المصريين, ووقى البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والحمد لله رب العالمين.

رئيس الهيئة الشرعية       نائب رئيس الهيئة    الأمين العام
أ.د. نصر فريد واصل   أ.د. على أحمد السالوس       د. محمد يسري إبراهيم

الخميس، 10 مارس 2011

الشهيدة رحمة خضير


 



الشهيدة رحمة خضير
كتبت- شيماء جلال:




نظَّم الإخوان المسلمون بمنطقة شبرا مساء أمس احتفالية "يوم الشهيد"؛ لتخليد شهداء الثورة، فضلاً عن تكريم أسرهم؛ حيث استُشهد نحو 5 من أبناء منطقة شبرا خلال أيام الثورة، من بينهم امرأتان، كما شارك شباب الكنيسة الإنجيلية في الاحتفالية، وقدَّموا العزاء للشهداء، وهتف الجميع: "مسيحي، مسلم.. إيد واحدة".






وأكد الدكتور حازم فاروق، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين السابق، أن هذه الاحتفالية أقل ما يمكن أن يقدَّم للشهيد في ثورة 25 يناير، متوجهًا لأسر الشهداء بخالص العزاء، وأيضًا بالشكر والعرفان؛ على وقفة أبنائهم في وجه الظلم والطغيان.






ووصف مشهد جنازة شهداء الثورة بأنه "باقة ورد" أضاءت جبين مصر والشعب المصري بأكمله، داعيًا لهم بأن يتقبَّلهم الله، ويربط على قلوبهم أسرهم.






وقال محمد خضير، أخو الشهيدة رحمة من شهداء منطقة شبرا، إن أخته خرجت للمشاركة في مظاهرات يوم الغضب، بعد أن ضاق بها الحال من الظلم والفساد، موضحًا أن كانت لا تخشى شيئًا، وكانت تتقدم الصفوف، وتهتف ضد النظام، وحينها جاءت إحدى عربات الأمن المركزي، وقامت بإلقاء قنبلة مسيلة للدموع فجاءت في رأسها فأودت بحياتها.






وأعرب أخو الشهيدة عن رغبته في القصاص ومحاكمة حبيب العادلي قاتل شباب ورجال ونساء الثورة، رافضًا أن يتمَّ سجنه فحسب دون محاكمة على جرائمه!.






وأكد أحد أقارب الشهيد محمد عثمان أن شهداء الثورة سطَّروا تاريخ مصر الجديد بدمائهم، وأنهم سبب في أن تحيا مصر عهدًا جديدًا بلا ظلم، مطالبًا بأن يُخصَّص يوم 25 يناير إجازةً رسميةً بالدولة للاحتفال بشهداء الثورة من كل عام.

الشهيد مصطفى الصاوي




الشهيد مصطفى الصاوي
- الأب: القصاص من قاتلي الشهداء الحل العادل
- الأم: قال قبل استشهاده إنه سيتزوج "من خارج الدنيا"
- شقيقته: كان على يقين بالاستشهاد في الثورة
- صديقه: إصبع مصطفى تجمَّد على وضع الاستشهاد

حوار: إيمان إسماعيل ومي جابر
"أنا ذاهب لأستشهد غدًا يا أمي، فكيف تريدين مني عدم النزول للمظاهرة؟!".. "سأتزوج غدًا من خارج الدنيا بإذن الله".. تلك كانت آخر كلمات تفوَّه بها الشهيد مصطفى الصاوي، في يوم الخميس 27/1/2011م، قبل استشهاده في الثورة المصرية بـ24 ساعة فقط"!.

الشهيد مصطفى الصاوي، يبلغ من العمر 26 عامًا، وهو خريج كلية التجارة، يقطن بالعقار رقم 18 بشارع الجامع بالحوتية في منطقة العجوزة، ترتيبه الرابع بين إخوته الخمسة: منى (34 عامًا)، وإيهاب (32 عامًا)، ومريم (29 عامًا)، ومروان (10 أعوام).

مصطفى.. إمام مسجد الحصري بالعجوزة، ويؤمُّ المصلين في الكثير من المساجد الأخرى، وهو يحفِّظ القرآن لعشرات الأطفال بالمنطقة، وفي الأسبوع الأخير من حياته كلما عرض عليه أحدٌ الزواج كان يبتسم ويجيبه بيقين تام بأنه سيتزوج قريبًا "من خارج الدنيا"!.

(إخوان أون لاين) التقى أسرة صديق القرآن.. شهيد الحرية:
بدايةً يعرفنا أكثر على شهيد العجوزة صديقه ومربِّيه وزوج أخته، محمد عبد الرازق؛ حيث يقول: "مصطفى كان حافظًا لكتاب الله بأكمله، وكان يؤمُّ المصلين في رمضان، وفي غيره من الشهور، وكان يحب الإنشاد بصوته الفائق الجمال، وهو من النوع الذي يحدِّد هدفًا واحدًا فقط في فترة محددة، ويسعى إلى إنجازه بكلِّ ما أوتي من قوة، ثم يبدأ في التوجه إلى هدف آخر وهكذا".

ويضيف: "في الثانوية العامة كانت اللغة الإنجليزية متسبِّبة في مشكلة كبيرة لمصطفى، فحدد هدفه أن يجيدها خلال مرحلة معينة، وبالفعل أنجز 11 مستوى بالجامعة الأمريكية من أصل 13 مستوى، حتى إنه كان يعمل مصمِّم رسومات بشركة مقاولات لأعمال التكييف، ولم يكن بارعًا فيها للدرجة، ولكنَّ الشركة تمسَّكت به لإجادته اللغة الإنجليزية بجدارة".

ويستكمل تعريفه بالشهيد- الذي كان يعدُّ أوراق الخدمة العسكرية قبل استشهاده بأيام-: إن مصطفى كان هادئ الطباع جدًّا، وكان حياؤه كبيرًا جدًّا، وخجله من الممكن أن يسبِّب له مشكلات عديدة، ففي ذات مرة كان ينشد في حفل، وفوجئ بأن الصفَّين الأولَيْن جميعهما من النساء، فأنشد مقطعًا من الأنشودة، وأصرَّ على عدم استكمالها، وهبط من المسرح.

ويتابع: "كثيرًا ما كان يعرض على مصطفى أن تسجَّل له شرائط ويتمَّ تسويقها، إلا أنه كان يرفض بشدة، فكنا نفسِّر ذلك بأن موضوع استغلال صوته الجميل ليس في اهتماماته، إلا أننا بعد استشًهاده أيقنَّا أنه كان لا يحب الشهرة، ولا يرغب أن تحتلَّ جزءًا- ولو ضئيلاً- من قلبه؛ حتى غرفته كان زاهدًا فيها جدًّا، وكان يتعمَّد أن تكون كذلك، فلا يوجد فيها إلا فراشه ومكتبته، ولا يوجد بها سجاد ولا زخارف ولا أشياء كمالية، وأكثر ما يؤلمني هو عدم فهمي وتفسيري لتحركات مصطفى وتفكيره وهو حي، والتي أدركتها بعد فوات الأوان، وأنه ليس تابعًا لدنيا وإنما يريد الله والآخرة فقط".

ويقول إن مصطفى كانت لديه سلامة صدر عالية، وكان مبتسمًا دائمًا في وجه الجميع، ويقابل كل المشكلات ببساطة بالغة.

الحور العين!
 
 
 والدا الشهيد مصطفى الصاوي
وتروي والدته آخر لحظات قصتها معه، مشيرةً إلى أن نجلها ظل يوم الأربعاء 26 يناير يتحدث معها كثيرًا، ودار بينهما حوار حول زواجه، فقالت له: "انتهي يا مصطفى من الجيش على خير علشان نخطب لك"، فردَّ عليها: "لا يا أمي، أنا سأتزوج من خارج البلاد"، فقالت له إن بنات الخارج لا يناسبن ثقافتنا"، فقال- وهو مبتسم-: "لا تقلقي يا أمي دول مناسبين جدًّا، وفي غاية الجمال".

وحاولت أمه أن تلتقط أنفاسها، والدموع تنهمر من عينيها بكثافة لتعاود قائلةً: "لم أكن أعرف أنه يقصد بالزواج من خارج البلاد، أنه يقصد الحور العين، وأنه كان على علم بأنه سيُستشهد"، وانخرطت بعدها في بكاء طويل.

وتتذكَّر شريط الذكريات، مشهدًا تلو الآخر، وقالت: "سهرنا معًا يوم الخميس إلى صلاة الفجر، فصلينا، وقلت له بعدها اذهب للنوم لأنك تعبت اليوم جدًّا، ولا تذهب للمظاهرات، فردَّ عليَّ في سرعة بالغة: أنا ذاهب طبعًا لأني سوف أستشهد غدًا بإذن الله، وتبسَّم وذهب للنوم، ووقتها شعرت بانقباض في قلبي، وقد كان ما كان".

وتضيف قائلةً: "وقت صلاة الجمعة، توجَّست أن أوقظه، ففتحت باب غرفته وتأكدت أنه نائم، وتسلَّلت ببطء خوفًا من استيقاظه وذهابه إلى المظاهرات"، إلا أنها لحظات وهبَّ مستيقظًا، وارتدى ملابسه بسرعة بالغة، وذهب مهرولاً إلى صلاة الجمعة دون أن يسلِّم عليها، وكانت جنازته تهرول إلى القبر أيضًا تمامًا كهرولته إلى الله، وهو ذاهب للمظاهرة.

لحظات وداع
 
 
 
أخت الشهيد تمسك بملابسه التي استشهد فيها
أما أخته مريم فتروي آخر لحظات قصتها مع مصطفى فتقول: "يوم الثلاثاء زارنا بشكل مفاجئ وعجبت لذلك، إلا أنه قال لي جئت لأسلم عليك فقط، وحدث نفس الأمر في يوم الأربعاء، أما يوم الخميس فاتفقت معه أني سأزورهم أنا، ولكن تأخرت فاستعجلني، وكأنه يودِّعنا، ويريد أن يجلس معنا أطول فترة ممكنة".

وتضيف قائلةً: "قال لي يوم الخميس: أنا ذاهب لأستشهد غدًا، فضحكت واعتقدت أن كل ذلك مجرد مزاح"، وتستكمل: "إلا أني أيقنت أن كل تلميحاته السابقة وحركاته؛ كانت نابعة من شخص واثق في استشهاده، فهو بمجرد نزوله للمظاهرة استُشهد، وعلمنا بخبر الوفاة في الرابعة والنصف عصرًا، وأكد إجرامَ الشرطة وجهاز أمن الدولة تقريرُ الطبيب الشرعي، الذي قال إن سبب الوفاة إصابته بطلقات نارية حية".

ويستكمل صديقه محمد قائلاً: "تحركنا من مسجد مصطفى محمود، وأول نقطة احتكَّ بنا الأمن المركزي فيها كانت على كوبري الجلاء؛ حيث ضربنا بالقنابل المسيلة للدموع، وقابلت لواء شرطة اسمه سعيد شلبي، رئيس قسم العجوزة السابق ومساعد وزير حالي، احتكَّ بي قديمًا في الانتخابات، وأصرَّ على طردي من لجنة الفرز ودفعني، واحترمته؛ لأنه رجل كبير في السن، وفي تلك المظاهرة وجدته مصابًا من جرَّاء القنابل بحالة اختناق وملقًى على الأرض، فالتقطته من وسط المواطنين، ونقلته بنفسي أنا ومصطفى إلى مستشفى الشرطة".

لحظة استشهاده
ويستكمل قائلاً: "عدت مرةً أخرى للمظاهرة عند كوبري قصر النيل بالقرب من الأوبرا، بعد أن اطمأننت على اللواء، وتوالت إصابات المتظاهرين، فرأيت رجلاً فوق الستين من عمره مصابًا بخراطيش في وجهه، وأخفيت ملامح وجهه بسبب الدماء كأننا في حرب غزة، فرفعناه على مقعد ونقلناه إلى فندق بجوار الأوبرا؛ حيث كان يتم تجميع المصابين، فقابلت صديقًا لي هناك، وقال لي ادع لمصطفى لأنه أصيب إصابة شديدة، فاستغرقت في التفكير هل أترك هذا الرجل المسنّ، وأذهب إلى مصطفى أم ماذا أفعل؟!، وكل ما جال بخاطري أن إصابة مصطفى بسيطة بإذن الله".

ويضيف: "سألت المتظاهرين على مصطفى فقالوا لي: إنهم ذهبوا به إلى مستشفى "الأنجلو أمريكان"، فما إن وصلت وجدت أناسًا يقولون لشقيقي لا تتركوا حقَّه، فجريت إليه وسألته ماذا حدث؟ وحقّ من الذي تتحدثون عنه؟، فقال لي: مصطفى الصاوي استُشهد، وهو أول من استُشهد على كوبري قصر النيل.

ويروي تلك اللحظات فيقول: "ما إن تلقيت الخبر لم أشعر بنفسي، وكل ما دار بذهني وقتها حادثة خالد سعيد، فخشيت أن يشهِّروا بمصطفى على أنه مجرم، أو متعاطٍ للمخدرات، أو غيرها من تلك الاتهامات الباطلة التي يسوِّقونها، فقرَّرت المبيت بجوار جثمانه".

ويشير إلى أن الأطباء في المستشفى أخبروه أن إصبع مصطفى كان على وضع الشهادة منذ ما جاء، وتجمَّد على تلك الحال.

ويضيف: "على الرغم من أن أغلب العاملين في المستشفى من المسيحيين فإن تعاملهم كان في قمة الأدب والاحترام، والداخلية الفاشلة ووزيرها المجرم هم من كانوا يريدون إشعال الفتن بيننا وبينهم".

ويتابع: إن تقرير الطب الشرعي أثبت إصابته بطلقات نارية "رشية" حيوية بمنطقة الصدر، ونتج منها 25 ثقبًا.

في الجنازة
 
 
الشهيد مصطفى الصاوي
ويقول: "ما إن انتهينا من إجراءات الدفن؛ حيث كفَّناه دون أن نغسِّله، صلينا عليه في الشارع لكثرة عدد المصلين، ولم يوجد مسجد يستوعب عددنا، وكان أملي أن أحمل مصطفى وأمضي به شارعًا واحدًا فقط، إلا أني فوجئت بعربات الأمن المركزي تحيط بنا، ولكن الأهالي أصرُّوا على أن نحمل مصطفى مشيًا على الأقدام من العجوزة إلى السيدة عائشة، فزادت الأعداد بمئات الآلاف، حتى إن المارَّة اعتبروها مظاهرة، وضرب الأمن النار ونحن قرب الجامعة الأمريكية، وأصيب عدد كبير من الناس خلالها"!.

ويبين أن أصدقاء مصطفى أقسموا أنهم لن يرحلوا من التحرير؛ حتى يؤخذ حق كل الشهداء، وليس مصطفى فقط، مؤكدًا أنهم ما زالوا في انتظار محاكمة المجرمين؛ لأن ما حدث فقط هو تنحِّي الرئيس، أما أذناب الرئيس المخلوع وذيوله فما زالوا موجودين.

العادلي القاتل
أما والد سمير الصاوي فيقول: "شعرنا براحة كبيرة جدًّا بتنحِّي مبارك، ولكنَّ حق مصطفى وحق جميع الشهداء لم يعد".

فقاطعته والدة الشهيد: "حق مصطفى لن يعود إلا إذا أتينا بحبيب العادلي في وسط ميدان التحرير، وجعلنا كل من له حق من أهالي الشهداء أو المصابين يقتصُّ منه كما يجب، ولم ولن أهدأ حتى يقتص جميع أمهات الشهداء من المجرم".

وتضيف أنها بمجرد سماع خبر التنحِّي نزلت إلى الشارع، وزغردت مع أهالي المنطقة، وأقاموا زفةً كبيرةً وسط تهاني الناس لها.

ويؤكد والد الشهيد هذا الكلام، قائلاً: "بفضل الله أنا متأكد أننا لن نعود في ذلك البلد خطوةً إلى الوراء، فبمجهود ذلك الشباب الذي ضحَّى بروحه في سبيل البلد لن نعود إلى الوراء أبدًا".

وبلغة يملؤها التحدي قال: "لو رزقني الله 10 أبناء مثل مصطفى لدفعت بهم واحدًا تلو الآخر؛ ليُستشهدوا في سبيل الله لإصلاح ذلك الوطن، ولن أتوانى في ذلك أبدًا".

ويستكمل صديقه محمد قائلاً: "حتى وزير الداخلية الجديد الذي يقول إن حبيب العادلي ظلمه، كاذب؛ حيث قال: إن المتظاهرين كان بحوزتهم أسلحة بيضاء، وأنكر وجود رصاص حيّ تم ضربه على المتظاهرين، ومن المفترض أن من ذاق طعم الظلم لا يرضى أبدًا أن يذيقه لغيره".

ويستطرد: "حاولنا أن نقدم مداخلةً في برنامج "الـ10 مساءً"، وإيهاب شقيقه أراد أن يقوم بمداخلة للبرنامج، إلا أننا فشلنا، ففي المرة الأولى قاموا بإغلاق الهاتف في وجهه بمجرد علمهم بأنه أخو الشهيد مصطفى الصاوي، وفي المرة الثانية قالوا إن لديهم الكثير من المداخلات، وليس لديهم وقت لمداخلته، لذلك قمت بإنشاء مجموعة على "الفيس بوك" تحت اسم "كلنا ضد العاشرة مساء"؛ لأن الإعلام ما زال يأخذ تعليماته، وما زال المجرمون يسوِّقون لإجرامهم.

ثقة مفقودة
 
 
 
الشهيد مصطفى الصاوي يقرأ القرآن في حفل بأحد المساجد
ويتساءل محمد: "بعد كل ذلك هل يجوز أن يقولوا نعيد الثقة بين الشعب والشرطة؟! أي ثقة التي من المفترض إعادتها، وهو يقوم بضرب النار على المتظاهرين؟ أي ثقة التي يطالب بها، وهو حرم أطفالاً من حفظ القرآن على يد مصطفى؟ وهو حرم ابنتي وأولادي من أن يقولوا كلمة "خالو مصطفى"؟ أي ثقة يتحدثون عنها وهناك أمٌّ حُرِمَت من ابنها الذي كان يقوم بتلبية طلباتها كافة؟!".

ويضيف: "مصطفى أقام دروسًا للطلاب غير القادرين بدون مقابل مادي، حتى إنه جمع الشباب من مختلف التخصصات، سواءٌ كان خريج تجارة أو صيدلة أو أي كلية أخرى، إلا أنَّ أمن الدولة دَهَم المكان وأغلقه؛ بحجَّة أن مصطفى منتمٍ إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولا يجوز تقديم أي خير للبلد".

ويقول: "مصطفى خدوم إلى درجة لم تتخيلوها، فعندما كنا على كوبري قصر النيل قبل استشهاده بدقائق، كان يوزِّع كل الكمامات التي يمتلكها على الناس من حوله، حتى إن أحد أصدقائه قال له اترك بعض الكمامات لأصدقائنا الذين لم يلتحقوا بنا بعد، فأجابه مصطفى كل من هم هنا إخواننا وأصدقاؤنا وأحباؤنا، واجتمعنا من أجل غاية واحدة".

ويؤكد أن سلوك الشهيد كان القرآن؛ حيث دائمًا ما كان يُسمع ما حفظه من القرآن أثناء سيره، أو يردِّد أناشيد وابتهالات، فهو حقًّا كان يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه "إذا رأيته يذكرك بالله"، وكثير من معارفنا وأقاربنا كانوا دائمًا ما يقولون إن مصطفى لن يموت إلا شهيدًا".

حب الإخوان
ويختتم حديثه: "استشهاد مصطفى زاد من حب أهالي الحي والمناطق المجاورة في جماعة الإخوان التي كان يمثلها مصطفى؛ حيث أدركوا أن النظام البائد هو من كان يستخدم فزَّاعة الإخوان؛ لعلمه بشعبيتهم وحب الناس لهم إذا ما كشف الغطاء عن رموز النظام".

لماذا ثار المصريون ؟


الخميس 10 مارس 2011
بقلم الشيخ الدكتور / محمد عمارة
يتساءل البعض: لماذا ثار الشعب المصري في هذه الثورة الشعبية العارمة والشاملة والسلمية، المنقطعة النظير ـ في العمق..والصدق..والشمول ـ.. تلك الثورة التي فجرها الشباب في 25 يناير سنة2011م – 21 صفر 1432هـ؟!.. للإجابة على هذا السؤال.. ولفهم هذه الحقيقة، علينا أن ندرك أن هذه الثورة إنما تفجرت ضد كم هائل من "الخطايا" التي تراكمت على امتداد ثلاثة عقود ـ ولم تكن مجرد اعتراض على عدد من "الأخطاء"..
1 – لقد صرحت مصادر صهيونية ـ قبل أسابيع من تفجر هذه الثورة ـ بأن نظام حسني مبارك إنما "يمثل كنزًا استراتيجيًا للأمن الإسرائيلي"!!.. وهذا التصريح الصهيوني إنما يشير إلي "عار" لم يسبق له مثيل في نظم الحكم التي تعاقبت على حكم المصريين ـ في مصر، والتي هي كنانة الله في أرضه، حامية الإسلام والعروبة علي مر التاريخ.
2 – ونظام العار هذا ـ الذي تفجرت هذه الثورة لاقتلاعه ـ هو الذي عرض على الغزو الأمريكي الغربي للعراق سنة 2003م.. ذلك الغزو الصليبي الصهيوني الإمبريالي الذي حقق مصالح الأعداء عندما دمر العراق ـ وهو القوة الأولى في المشرق العربي ـ وصنع بذلك مأساة من أكبر مآسي العرب والمسلمين والقرن العشرين ـ تجزئة العراق ـ وسيطرة أمريكا والتشيع الصفوي على مقدراته ـ وتحويل ثلث شعبه ـ نحو من عشرة ملايين ـ إلى شهداء وأرامل ويتامى ولاجئين.
3 – ونظام العار هذا هو الذي أيد الغزو الأمريكي/ الغربي لأفغانستان سنة 2001م، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي "بوش الصغير" قد أعلن أن هذا الغزو إنما يأتي في سياق حملة صليبية على الإسلام والمسلمين.. كما أعلن ـ بعد عامين من ذلك التاريخ ـ إبان حربه على العراق ـ أنها "حرب عادلة بالمقاييس التي وضعها القديس "أوغسطين" ( 354 – 430م ) و"توما الإكويني" ( 1225 – 1274م ) و"مارتن لوثر" ( 1483 – 1546م) وغيرهم"!!..
4 – ونظام العار هذا هو الذي أيد الغزو الإثيوبي الصليبي للصومال.. ذلك الغزو ـ المدعوم أمريكيا ـ الذي أسقط حكومة المحاكم الشرعية، وأدخل الصومال في دوامة العنف والدمار.. ولقد صرح رأس نظام العار هذا يومئذ فقال: "نحن نتفهم التدخل الإثيوبي في الصومال"!.. هذا التدخل ـ الغزو ـ الذي قاده "زيناوي" الذي يهدد الآن بقطع مياه النيل عن مصر والسودان!..
5 – ونظام العار هذا هو الذي عاش ـ على امتداد ثلاثة عقود – يقدم نفسه للغرب الصليبي بإعتبارة المحارب للمد الإسلامي، والحامي لأمن إسرائيل!..
6 – ونظام العار هذا هو الذي تواطأ ـ أو غض الطرف ـ عن الحروب العدوانية المدمرة التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان سنة 2006م.. وعلى غزة سنة 2008م – 2009م والتي دمرت وقتلت البشر والشجر والحجر.. تلك بعض من الخطايا التي أقترفها نظام العار، والتي فجرت ثورة 25 يناير لسنة 2011م.

الأحد، 6 مارس 2011

لسانك وقعك يا منى يا بنت الشاذلي

لسانك وقعك يا منى يا بنت الشاذلي



6 / 3 / 2011

في الحوار الغير  السار بين المذيعة   منى الشاذلي  أمس  الأحد 6 مارس مع نائب مرشد الاخوان المسلمين  المهندس خيرت الشاطر المفرج عنه من سجون الطاغية مبارك دار في مجموعة من النقاط التافهة التي طالما يطنطن بها رموز الحزب الفاسد وبعض اعضاء الأحزاب اللادينية من أنهم لايريدون عمل انتخابات في الفترة الحالية حتى لايحصد رموز الحركة الاسلامية بشكل عام ورموز الاخوان بشكل خاص على مقاعد البرلمان حتى لايصاغ الدستور الجديد بالمنهج الاسلامي فهل هذه سقطة  من تلك المذيعة تضاف الى باقي السقطات التي كانت تمارسها للتحريض ضد الاخوان المسلمين على مر الفترة الماضية أم أنها كما تقول الأية {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر } آل عمران : 118  الأن على منهج الاعلام الفاسد الذي دشنه الطاغية مبارك وأكذوبة الاعلام المستقل الغير معقول قبوله في ظل حكم عسكري استبدادي بدئ منذ عهد الانقلاب على الحياة المدنية منذ عام 1952 وحتى هذه اللحظة  ومن غير المعقول أن هذه المرحلة تبرز وتوضح من هو مع مرجعية الدولة الاسلامية ومن هو ضدها ويسعى الى الانقلاب على هوية المجتمع  ونحن بصدق نريد أن تساءل مع كثير من جماهير الأمة المصرية ونسأل سؤال صريح  لمنى الشاذلي ما هو الحزب الذي تنتمي اليه ؟؟ وهل هذا الحزب يسعى الى عسكرة الدولة وعلمنتها وفرض العلمانية والالحاد على الأمة المصرية أم شيء آخر؟؟  ;كثيرا ما كانت تسأل منى الشاذلي المتصلين بالأستاذ الشاطر اذا كان محييا له اذا  كان أيضا  اخوانيا واذا كان غير مرحبا به فهوغير ذلك ولابأس  لأن كثير من جماهيرالأمة المصرية  تلك لديها تخوفات حقيقية من اتجاه الأحزاب اللادينية فهناك من يسعى الى مركسة الدولة لتكون دولة ماركسية  وهناك من يسعى الى أمركة الدولة  لتكون دولة رأسمالية تابعة للنفوذ الأمريكي  ومن خلال ماقرأناه مؤخرا عقب الثورة المصرية المجيدة   مما كتبته الأمريكية الشمطاء كونداليزا رايس أنهم يريدون فرض نموذج علماني لاديني في المجتمع المصري  وعلمنة الاتجاهات الوطنية الاسلامية  من خلال الخلط والربط بين مصطلحي  المدنية والعلمانية  وشتان بينهما في الحقيقة  فالعلمانية شيء والمدنية شيء آخر واذا كان هناك محاولة الى عمل مونتاج على تلك الحلقة حتى اخراجها من سياقها فلحسن الحظ الحلقة مسجلة لدينا بالكامل ولهذا نستطيع أن نقول أن كيان الزمرة الفاسدة مازالت موجودة حتى هذه اللحظة ولم تتحرر أجهزة الاعلام  بالشكل الكامل ولم تحقق الثورة أهم أهدافها لأاحتفاظها في الوقت الحاضر في الجانب الاعلامي على الأقل بدورها المعهود في ممارسة الارهاب الفكري على المجتمع من قبل عناصر  علمانية لادينية في غاية التطرف الفكري  قد تتبنى النموذج اللاديني التركي ( كمال أتاتورك ) أو نموذج الماركسية اللادينية في البلاد الشرقية  أو نموذج البعثية والناصرية في العالم العربي  ونحن نقول هذه الأمور لأن التخوفات الاسلامية  من اللادينية  السياسية أو العلمانية  لها جانب كبير من الوضوح ويجب أن تراعي  وإلا أن كنا سنحاسب الجميع على النوايا التي لاخلاص في تبريرها يحق لنا أيضا أن نعرف هل هناك صلة حقيقية  أو تشابه أسماء بين منى الشاذلي وكمال الشاذلي  أحد رموز الحزب البائد (الوطنى )  أم الصلة قد تكون أقرب الى الشخصية الفذة العظيمة ( مع التحفظ ) للقائد العظيم الراحل الفريق سعد الدين الشاذلي  ومن خلال المشاهدة  قد يكون في اعتبارنا أن الحوار الذي تم أقل ما يوصف به  أنه غير موفق وغير سار بين طرف من عناصر اعلام حقبة بائدة وبين أحد الرموز الوطنية الشريفة المكافحة  زج بها في غياهب السجون الظالمة  مع ملاحظة أن الانتماء الفكري ليس جريرة بل أن الحرية هي أقصى ما يتمناه الانسان  وغاية المبتغى تحرر الانسان في الاختيار ومراعاة الهيئة والفئة القليلة للغالبة  .

محمد سعيد
m_saeed83@hotmail.com

ثورات مصر الشعبية‏


\
الأحد 6 مارس 2011

بقلم الشيخ الدكتور / محمد عمارة
"وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ".. بل وظلموا البلاد والعباد.. !
لقد عرفت مصر الثورات الشعبيَّة -في عصرها الحديث- بأكثر مما عرفت كثير من البلاد..
ثارت ثورة شعبيَّة، قادها "مجلس الشرع" -المكون من علماء الأزهر- سنة 1220هـ 1805م، ضد الوالي التركي "خورشيد باشا"، وخلعته عن حكم البلاد، رغم أنه مولَّى من قِبل السلطان.. ويومئذ أعلن السيد عمر مكرم (1168 ـ 1237هـ / 1755 ـ 1822م) باسم "مجلس الشرع" أن الأمَّة هي مصدر السلطات.. وقال: "إن أولي الأمر هم العلماء وحملة الشريعة، والسلطان العادل، ولقد جرت العادة من قديم الزمان، أن أهل البلد يعزلون الولاة، حتى الخليفة والسلطان، إذا ساروا فيها بالجور، فإن أهل البلد يعزلونه ويخلعونه..!"
ولقد اختار "مجلس الشرع" -باسم أهل البلاد- محمد علي باشا واليًا على مصر، ونزل السلطان العثماني على إرادة أهل البلاد.
وثارت مصر ثورة شعبيَّة كبرى (1298هـ /1881م) بقيادة أحمد عرابي باشا (1257ـ 1329هـ /1841 ـ 1911م) شارك فيها الشعب والجيش، عندما طلبت البلاد الحرية والدستور، فقال الخديو توفيق (1269ـ1319هـ 1852ـ 1892م) متحديًا إرادة الأمَّة: "لقد ورثناكم من آبائنا وأجدادنا، وإنما أنتم عبيد إحساناتنا"!.. فأعاد عرابي -وهو على رأس الجيش والشعب بميدان عابدين- كلمات الفاروق عمر بن الخطاب (584ـ644م): "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا ولا عقارًا، ووالله الذي لا إله غيره إننا لن نورث ولن نُستعبد بعد اليوم"!.. ولقد استمرَّت هذه الثورة الشعبيَّة لأكثر من عام، حتى أخمدها الاحتلال الإنجليزي لمصر سنة 1882م.
وتفجَّرت بمصر ثورتها الشعبيَّة الكبرى (1337هـ 1919م) بقيادة الشيخ سعد زغلول باشا (1273ـ1346هـ / 1857ـ 1927م) ابن الأزهر الشريف.. وتلميذ جمال الدين الأفغاني (1254ـ 1314هـ / 1838ـ 1896م) والابن البار للإمام محمد عبده (1266ـ 1323هـ / 1849ـ 1905م) ـ وهي الثورة التي قامت ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، والتي دامت مشتعلة لأكثر من عامين، كان الأزهر الشريف فيها منطلق الثورة وحصن الثوار، حتى لقد اقتحمه الإنجليز، وعاثوا فيه فسادًا -كما سبق وصنع بونابرت (1769 ـ 1821) إبان ثورة القاهرة على الاحتلال الفرنسي لمصر (1213هـ 1798م).
وثارت مصر ثورتها الرابعة -في العصر الحديث- (1371هـ 1952م) بقيادة الضباط الأحرار والجيش المصري -ومن ورائه الشعب- ضدّ الاستبداد والفساد والمظالم الاجتماعيَّة التي جعلت ثروات البلاد حكرًا على نصف في المائة من السكان..
لكن الثورة الشعبيَّة الخامسة، التي فجَّرها الشباب -في 25 يناير سنة 2011م) ـ 21 صفر سنة 1432هـ هؤلاء الشباب الذين سبقوا آباءهم وأجدادهم، ثم اجتذبوا -إلى الثورة- الآباء والأجداد والأمهات والجدات، وحتى الأطفال، لكن هذه الثورة التي تفجرت في كل ربوع البلاد، والتي انخرط في أتونها كل العباد.. قد مثلت تغيرًا نوعيًّا في مستوى الشعبيَّة التي ميَّزت ثورات مصر في العصر الحديث والواقع المعاصر والمعيش.. فلماذا كان هذا التغيُّر النوعي في مستوى العمق والشعبيَّة لثورة (25 يناير سنة 2011م؟).. ذلك هو موضوع الحديث القادم إن شاء الله.

ثورات مصر الشعبية‏


\
الأحد 6 مارس 2011

بقلم الشيخ الدكتور / محمد عمارة
"وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ".. بل وظلموا البلاد والعباد.. !
لقد عرفت مصر الثورات الشعبيَّة -في عصرها الحديث- بأكثر مما عرفت كثير من البلاد..
ثارت ثورة شعبيَّة، قادها "مجلس الشرع" -المكون من علماء الأزهر- سنة 1220هـ 1805م، ضد الوالي التركي "خورشيد باشا"، وخلعته عن حكم البلاد، رغم أنه مولَّى من قِبل السلطان.. ويومئذ أعلن السيد عمر مكرم (1168 ـ 1237هـ / 1755 ـ 1822م) باسم "مجلس الشرع" أن الأمَّة هي مصدر السلطات.. وقال: "إن أولي الأمر هم العلماء وحملة الشريعة، والسلطان العادل، ولقد جرت العادة من قديم الزمان، أن أهل البلد يعزلون الولاة، حتى الخليفة والسلطان، إذا ساروا فيها بالجور، فإن أهل البلد يعزلونه ويخلعونه..!"
ولقد اختار "مجلس الشرع" -باسم أهل البلاد- محمد علي باشا واليًا على مصر، ونزل السلطان العثماني على إرادة أهل البلاد.
وثارت مصر ثورة شعبيَّة كبرى (1298هـ /1881م) بقيادة أحمد عرابي باشا (1257ـ 1329هـ /1841 ـ 1911م) شارك فيها الشعب والجيش، عندما طلبت البلاد الحرية والدستور، فقال الخديو توفيق (1269ـ1319هـ 1852ـ 1892م) متحديًا إرادة الأمَّة: "لقد ورثناكم من آبائنا وأجدادنا، وإنما أنتم عبيد إحساناتنا"!.. فأعاد عرابي -وهو على رأس الجيش والشعب بميدان عابدين- كلمات الفاروق عمر بن الخطاب (584ـ644م): "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا ولا عقارًا، ووالله الذي لا إله غيره إننا لن نورث ولن نُستعبد بعد اليوم"!.. ولقد استمرَّت هذه الثورة الشعبيَّة لأكثر من عام، حتى أخمدها الاحتلال الإنجليزي لمصر سنة 1882م.
وتفجَّرت بمصر ثورتها الشعبيَّة الكبرى (1337هـ 1919م) بقيادة الشيخ سعد زغلول باشا (1273ـ1346هـ / 1857ـ 1927م) ابن الأزهر الشريف.. وتلميذ جمال الدين الأفغاني (1254ـ 1314هـ / 1838ـ 1896م) والابن البار للإمام محمد عبده (1266ـ 1323هـ / 1849ـ 1905م) ـ وهي الثورة التي قامت ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، والتي دامت مشتعلة لأكثر من عامين، كان الأزهر الشريف فيها منطلق الثورة وحصن الثوار، حتى لقد اقتحمه الإنجليز، وعاثوا فيه فسادًا -كما سبق وصنع بونابرت (1769 ـ 1821) إبان ثورة القاهرة على الاحتلال الفرنسي لمصر (1213هـ 1798م).
وثارت مصر ثورتها الرابعة -في العصر الحديث- (1371هـ 1952م) بقيادة الضباط الأحرار والجيش المصري -ومن ورائه الشعب- ضدّ الاستبداد والفساد والمظالم الاجتماعيَّة التي جعلت ثروات البلاد حكرًا على نصف في المائة من السكان..
لكن الثورة الشعبيَّة الخامسة، التي فجَّرها الشباب -في 25 يناير سنة 2011م) ـ 21 صفر سنة 1432هـ هؤلاء الشباب الذين سبقوا آباءهم وأجدادهم، ثم اجتذبوا -إلى الثورة- الآباء والأجداد والأمهات والجدات، وحتى الأطفال، لكن هذه الثورة التي تفجرت في كل ربوع البلاد، والتي انخرط في أتونها كل العباد.. قد مثلت تغيرًا نوعيًّا في مستوى الشعبيَّة التي ميَّزت ثورات مصر في العصر الحديث والواقع المعاصر والمعيش.. فلماذا كان هذا التغيُّر النوعي في مستوى العمق والشعبيَّة لثورة (25 يناير سنة 2011م؟).. ذلك هو موضوع الحديث القادم إن شاء الله.

الخميس، 3 مارس 2011

مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم الإسلامي

36
لا لتقسيم السودانالذين لم يقرءوا التاريخ يظنون ما صنعته أمريكا بالعراق من احتلال وتقسيم أمرًا مفاجئًا جاء وليد الأحداث التي أنتجته، وما يحدث الآن في جنوب السودان له دوافع وأسباب، ولكن الحقيقة الكبرى أنهم نسوا أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية؛ لتفتيت العالم الإسلامي، وتجزئته وتحويله إلى "فسيفساء ورقية" يكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطاع، وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين 1948م.
وعندما ننشر هذه الوثيقة الخطيرة لـ"برنارد لويس" فإننا نهدف إلى تعريف المسلمين بالمخطط، وخاصة الشباب الذين هم عماد الأمة وصانعو قوتها وحضارتها ونهضتها، والذين تعرضوا لأكبر عملية "غسيل مخ" يقوم بها فريق يعمل بدأب؛ لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي لوصم تلك المخططات بأنها مجرد "نظرية مؤامرة" رغم ما نراه رأي العين ماثلاً أمامنا من حقائق في فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان، والبقية آتية لا ريب إذا غفلنا.
وحتى لا ننسى ما حدث لنا وما يحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل، فيكون دافعًا لنا على العمل والحركة؛ لوقف الطوفان القادم.

برنارد لويس

برنارد لويسبرنارد لويس.. من هو؟
- العراب الصهيوني.
- أعدى أعداء الإسلام على وجه الأرض.
- حيي بن أخطب العصر الحديث، والذي قاد الحملة ضد الإسلام ونبي الإسلام، وخرج بوفد يهود المدينة؛ ليحرِّض الجزيرة العربية كلها على قتال المسلمين والتخلص من رسولهم.
- صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب، والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية.
ولد "برنارد لويس" في لندن عام 1916م، وهو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية. تخرَّج في جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية.
كتب "لويس" كثيرًا، وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين؛ حيث اعتبر مرجعًا فيه، فكتب عن كلِّ ما يسيء للتاريخ الإسلامي متعمدًا، فكتب عن الحشاشين، وأصول الإسماعيلية، والناطقة، والقرامطة، وكتب في التاريخ الحديث نازعًا النزعة الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً قالت فيه:
إن برنارد لويس "90 عامًا" المؤرخ البارز للشرق الأوسط، وقد وَفَّرَ الكثير من الذخيرة الأيدلوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب؛ حتى إنه يُعتبر بحقٍّ منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
قالت نفس الصحيفة: إن لويس قدَّم تأيدًا واضحًا للحملات الصليبية الفاشلة، وأوضح أن الحملات الصليبية على بشاعتها كانت رغم ذلك ردًّا مفهومًا على الهجوم الإسلامي خلال القرون السابقة، وأنه من السخف الاعتذار عنها.
رغم أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط بالمفكر المحافظ "صموئيل هنتينجتون"، فإن "لويس" هو مَن قدَّم التعبير أولاً إلى الخطاب العام؛ ففي كتاب "هنتينجتون" الصادر في 1996م يشير المؤلف إلى فقرة رئيسية في مقال كتبها "لويس" عام 1990م بعنوان جذور الغضب الإسلامي، قال فيها: "هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي، وحاضرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما".
طوَّر "لويس" روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن العشرين؛ حيث يشير "جريشت" من معهد العمل الأمريكي إلى أن لويس ظلَّ طوال سنوات "رجل الشئون العامة"، كما كان مستشارًا لإدارتي بوش الأب والابن.
في 1 /5 /2006م ألقى "ديك تشيني" نائب الرئيس "بوش الابن" خطابًا يكرِّم فيه "لويس" في مجلس الشئون العالمية في فيلادلفيا؛ حيث ذكر "تشيني" أن لويس قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط.
لويس الأستاذ المتقاعد بجامعة "برنستون" ألَّف 20 كتابًا عن الشرق الأوسط من بينها "العرب في التاريخ" و"الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث" و"أزمة الإسلام" و"حرب مندسة وإرهاب غير مقدس".
لم يقف دور برنارد لويس عند استنفار القيادة في القارتين الأمريكية والأوربية، وإنما تعدَّاه إلى القيام بدور العراب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجدد في إدارة الرئيس بوش الابن استراتيجيتهم في العداء الشديد للإسلام والمسلمين، وقد شارك لويس في وضع استراتيجية الغزو الأمريكي للعراق؛ حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية أن "لويس" كان مع الرئيس بوش الابن ونائبه تشيني، خلال اختفاء الاثنين على إثر حادثة ارتطام الطائرة بالمركز الاقتصادي العالمي، وخلال هذه الاجتماعات ابتدع لويس للغزو مبرراته وأهدافه التي ضمَّنها في مقولات "صراع الحضارات" و"الإرهاب الإسلامي".
في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع "لويس" في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات؛ ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإنَّ عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان..
إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إمَّا أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية -دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة؛ ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوربا لتدمر الحضارة فيها".
انتقد "لويس" محاولات الحل السلمي، وانتقد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان، واصفًا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له؛ فالكيان الصهيوني يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية، وهي تقف أمام الحقد الإسلامي الزائف نحو الغرب الأوربي والأمريكي. ولذلك فإن على الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكُّؤ أو قصور، ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي. وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر "أنابوليس" للسلام، كتب لويس في صحيفة (وول ستريت) يقول:
"يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل".

بريجنسكي.. مستشار الأمن القومي الأمريكي

بريجنسكيمشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية، والذي اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها المستقبلية:
1- في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس- بيكو"[1].
2- عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك "برنارد لويس" بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلٍّ على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. إلخ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس "جيمي".

جيمي كارتر.. الرئيس الأسبق لأمريكا

جيمي كارتر "كارتر"[2] الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقا مع الصالح الصهيو-أمريكي.
3- في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور "برنارد لويس"، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.

تفاصيل المشروع الصهيو-أمريكي لتفتيت العالم الإسلامي لبرنارد لويس

مصر والسودان

خريطة مصر والسودان1- مصر

4 دويلات:
1- سيناء وشرق الدلتا:
- "تحت النفوذ اليهودي" (ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات).
2- الدولة النصرانية:
- عاصمتها الإسكندرية.
- ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت غربًا لتضم الفيوم، وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية.
- وقد اتسعت لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة:
- المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية.
- عاصمتها أسوان.
- تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
4- مصر الإسلامية:
- عاصمتها القاهرة.
- الجزء المتبقي من مصر.
- يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها).

2- السودان

انظر الخريطة السابقة (خريطة تقسيم مصر والسودان).
4 دويلات:
1- دويلة النوبة: المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان.
2- دويلة الشمال السوداني الإسلامي.
3- دويلة الجنوب السوداني المسيحي: وهي التي سوف تعلن انفصالها في الاستفتاء المزمع عمله، ليكون أول فصل رسمي طبقًا للمخطط.
4- دارفور: والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة، حيث إنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
خريط شمال افريقيا

3- دول الشمال الإفريقي

 تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:
1- دولة البربر: على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان.
2- دويلة البوليساريو.
3- الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.

4- شبه الجزيرة العربية (والخليج)

شبه الجزيرة العربية - إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخريطة، ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط:
1- دويلة الإحساء الشيعية: (وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين).
2- دويلة نجد السنية.
3- دويلة الحجاز السنية.

5- العراق

 تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين.
3 دويلات:
1- دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة.
2- دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
3- دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل (كردستان)، تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقًا).
العراق وسورياملاحظة: (صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي كشرط انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29-9-2007م على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات المذكور أعلاه، وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة (كركوك) الغنية بالنفط محافظة كردية، ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر 2010م، والمعروف أن دستور "بريمر" وحلفائه من العراقيين قد أقرّ الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في (الجنوب) - سنية في (الوسط) - كردية في (الشمال)، عقب احتلال العراق في مارس- إبريل 2003م).

6- سوريا

انظر الخريطة السابقة (خريطة تقسيم سوريا والعراق)
تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا.
4- دويلات:
1- دولة علوية شيعية (على امتداد الشاطئ).
2- دولة سنية في منطقة حلب.
3- دولة سنية حول دمشق.
4- دولة الدروز في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية).

7- لبنان

لبنان تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية:
1- دويلة سنية في الشمال (عاصمتها طرابلس).
2- دويلة مارونية شمالاً (عاصمتها جونيه).
3- دويلة سهل البقاع العلوية (عاصمتها بعلبك) خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.
4- بيروت الدولية (المدوّلة).
5- كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني، تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف).
6- كانتون كتائبي في الجنوب، والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة.
7- دويلة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة).
8- كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.

8- إيران وباكستان وأفغانستان

ايران وباكستان تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة:
1- كردستان.
2- أذربيجان.
3- تركستان.
4- عربستان.
5- إيرانستان (ما بقي من إيران بعد التقسيم).
6- بوخونستان.
7- بلونستان.
8- أفغانستان (ما بقي منها بعد التقسيم).
9- باكستان (ما بقي منها بعد التقسيم).
10- كشمير.

9- تركيا

انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق.

10- الأردن

تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين.

11- فلسطين

اسرائيل ابتلاعها بالكامل وهدم مقوماتها وإبادة شعبها.
(انظر خريطة إسرائيل الكبرى)

12- اليمن

إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها الجنوبي والشمالي، واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دويلة الحجاز.
المصدر: موقع الإخوان المسلمون.

[1] اتفاقية سايكس- بيكو 1916م وفيها تم اقتسام ما تبقى من المشرق العربي عقب الحرب العالمية الأولى بين إنجلترا وفرنسا، والذي أعقبها وعد بلفور 1917م لليهود في فلسطين.
[2] جيمي كارتر حَكَمَ أمريكا منذ (1977- 1981م)، وفي عهده تم وضع مشروع التفكيك، وهو قس داهية يعتمد السياسة الناعمة، وهو الآن يجوب الدول العربية والإسلامية بحجة تحقيق الديمقراطية ونشر السلام في المنطقة!!