مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 18 يوليو 2013

أحمد منصور يكتب: مسيرة ثورة 25 يناير

 
 :: تقلبات ومسارات الثورات :: 

أحمد منصور يكتب: مسيرة ثورة 25 يناير
الخميس 18 يوليو 2013
photo
أحمد منصور يكتب: مسيرة ثورة 25 يناير
الثورة لا تكون حدثا وإنما مسيرة، ومثال ذلك كل الثورات التى وقعت فى العالم لأنها فعل شعبى يتبلور يوما بعد يوم حتى يحدد مساره بعدما تتخلص الثورة من أعدائها والمثبطين فيها والثورات المضادة لها ثم تحدد مسارها، وقد يستغرق الأمر بضع سنوات وقد يستغرق عقودا، فالثورة البلشفية التى بدأت فى عام 1917 استغرقت عشر سنوات حتى تمكن الحزب الشيوعى أن يحكم فى عام 1927، وقبلها الثورة الفرنسية أخذت اتجاهات مختلفة وتقلبات ومحاكمات وإعدامات حتى تمكنت من شق طريقها ومسيرتها بعد ذلك، والثورة الإيرانية بدأت بتحالف بين الليبراليين والملالى واختير أبوالحسن بنى صدر رئيسا غير أنه حينما أدرك أن المسار يتغير وأن هناك انقلابا عليه يعد هربا عند الفجر إلى باريس ولايزال يقيم هناك، ولن أذهب بعيدا فانقلاب 23 يوليو 1952 الذى أطلق عليه ثورة فى مصر والذى تمكن العسكر بعده من حكم مصر ما يقرب من ستين عاما حتى أطاحت بهم ثورة 25 يناير 2011 أخذ مسارات غير مستقرة استمرت حتى هزيمة عام 1967، ففى الفترة من يوليو 1952 وحتى نهاية عام 1954 انشغل عبدالناصر والضباط بالقضاء على خصومهم السياسيين والعسكريين وعلى رأسهم محمد نجيب، الذى أطاح به عبدالناصر فى أزمة مارس الشهيرة وأطاح معه بقيادات الإخوان المسلمين وأودعهم السجون ثم عاد نجيب بعد الضغوط الشعبية وتم الإفراج عن قيادات الإخوان ثم أطاح عبدالناصر بهم جميعها مرة أخرى فى شهر أكتوبر من نفس العام بعد مسرحية حادث المنشية، بعدها تفرغ عبدالناصر حتى عام 1956 لتصفية الجيش من معارضيه من الضباط الذين كانوا يطالبون بالعودة إلى الثكنات، لكنه قبل ذلك كان قد ألغى الدستور والأحزاب وأسس حزبا واحدا سعى لإجبار الجميع على الدخول فيه، ثم أعلن نفسه رئيسا للجمهورية بعد مسرحية انتخابية زائفة، وظلت مصر تتخبط حتى جاءت حرب عام 1956 التى كانت هزيمة حولها عبدالناصر عبر أبواق الإعلام إلى نصر، وركب موجته ليدخل مرحلة زعامة الميكروفون، ثم جاءت فترة الوحدة من سوريا من عام 1958 وحتى عام 1961 والتى وجدها فرصة للتخلص من غريمه عبدالحكيم عامر ليجعله واليا على سوريا ويسترد ولاء الجيش الذى أخذه عبدالحكيم وبعدما فشلت الوحدة عاد عبدالحكيم وأصبح خلافه معلنا مع عبدالناصر وكتب له رسالته الشهيرة التى يتهمه فيها بالديكتاتورية والاستبداد، فما كان من عبدالناصر إلا أن انحنى فى ظل الولاء شبه الكامل من الجيش لعبدالحكيم، وقد بلغ نفوذ الجيش فى ذلك الوقت أنه كان يدير الدولة من الداخل فى معظم قطاعاتها مما يعنى أن الذى كان يحكم عبدالحكيم وليس عبدالناصر ولم يفلح عبدالناصر حينما أرسل قطاعا كبيرا من الجيش إلى اليمن من استعادة سيطرته عليه حيث كان صاحب النفود الأكبر فى إدارة الدولة بقيادة عبدالحكيم عامر، وأصبحت الشرطة العسكرية آنذاك تدير المشهد الأمنى وهى التى تلاحق المعارضين وتقبض عليهم وترتب القضايا، ثم جاءت هزيمة عام 1967 التى مكنت عبدالناصر من القضاء على عبدالحكيم ونفوذه والبدء فى حكم مصر بشكل فعلى وكامل بعدما طهر الجيش من كل رجال عبدالحكيم، هذا ما حدث فى مسيرة ثورة 23 يوليو من ثم فإن ما تمر به ثورة 25 يناير من تقلبات هو أمر طبيعى فى ظل الانقسام الشعبى الذى نجح النظام القديم فى صناعته بعد قيام الثورة، وانقلاب 30 يونيو ليس سوى مرحلة فى مسيرة الثورة لن تدوم ولأن الشعوب هى التى تقود الثورات فإن الشعب المصرى قادر على أن يغير المشهد، ويدخل بالثورة فى مرحلة جديدة حتى تستقر وتأخذ مسارها حتى لو بعد حين.

ليست هناك تعليقات: