مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأحد، 7 يوليو 2013

وائل قنديل يكتب: على خطى 25 يناير "بأستيكة"

وائل قنديل يكتب: على خطى 25 يناير "بأستيكة"
الأحد 07 يوليو 2013
photo
وائل قنديل يكتب: على خطى 25 يناير "بأستيكة"
عندما طرح المستشار طارق البشرى رؤية ترفض مشروع تنمية خليج السويس تلقف المعارضون للرئيس محمد مرسى كلماته واعتبروها الحجة الدامغة من رجل أوسعوه إطراء وثناء وتسابقت الفضائيات لاستضافته وتقديمه للمتابعين بعبارات تنوء بحملها الجبال.

وبالأمس تحدث المستشار الجليل عما جرى فى مصر قبل أيام، معتبرا الإطاحة برئيس الجمهورية المنتخب «انقلابا عسكريا على دستور ديمقراطى» ولكى لا ننسى فالمستشار البشرى هو الذى اختاره المجلس العسكرى بعد الثورة رئيسا للجنة التعديلات الدستورية فى مارس ٢٠١١، وعلى ذلك فالرجل لم يكن يوما من المناوئين للجيش، كما أنه لم يكن يوما من الداعمين لحكم الإخوان.. ولو أضفت إلى ذلك تاريخه القضائى الناصع، وسيرته السياسية البيضاء وانحيازه العميق للدولة المركزية منذ محمد على باشا وحتى جمال عبدالناصر، فإننا نكون أمام شهادة من رجل لا يشق له غبار فى الفقه الدستورى، ولا يشك فى تجرده أو نزاهته السياسية.

غير أن كلام البشرى الواضح فى هذه اللحظة الغارقة فى رغبات الانتقام والتشفى ونسف القناعات وتبديل المعتقدات لم يحتف به أحد ولم تشتغل ماكينات التحليل الفضائى والأرضى على مناقشته أو حتى مقارعته الحجة بالحجة، إذ نشر متأخرا على استحياء، وكأن المتحدث شخص آخر غير ذلك الذى كان تتسول الميديا تصريحاته.

وهذا طبيعى ومصر تعيش حالة ارتداد كامل عن قيم ظننا أنها ثابتة وراسخة فى التربة المصرية، حيث تعسكرت العقول والقلوب قبل أن تتعسكر السياسة، ورأينا بعضهم يلعقون أقوالهم القديمة ويتمايلون على إيقاع الموسيقات العسكرية.

لقد بدأت الحرب على محمد مرسى حين أصدر إعلان نوفمبر الدستورى (الذى وصفته فى هذا المكان بالاستبدادى الفرعونى) وتأسست الحملة على أنه ليس من حقه إصدار إعلانات دستورية، بينما تصاب الأصوات ذاتها بالخرس الآن وهى ترى رئيسا مؤقتا ولد من رحم خطة المستقبل العسكرية وفى فمه ملعقة من سلطة إصدار إعلانات دستورية.

لقد قالوا إن شرعية محمد مرسى سقطت حين سقط قتلى على أسوار قصر الاتحادية فى غمرة المظاهرات العارمة التى تسلقت حوائطه وبالت عليها وكتبت «يسقط الخروف» وحاولت اقتحام القصر.. لكنهم لا يحركون ساكنا ولا يشعرون بالخجل وهم يرون دماء تسيل أمس الأول برصاص النظام الجديد عند الحرس الجمهورى.

لم تقشعر جلودهم الجديدة وهم يرون مشاهد نحر المتظاهرين الرافضين للموجة الانقلابية الثورية الحديثة عند تمثال نهضة مصر أو فى الاسكندرية، وليت أنبياء الحرية والإنسانية المعدلين اكتفوا بالصمت، لكنهم تحولوا بقدرة قادر إلى متحدثين باسم الجيش، مبررين الاعتقالات والمصادرات، مرددين خطابا يتوارى أمامه خجلا خطاب صفوت الشريف وعلى الدين هلال قبل ٢٥ يناير.

إن الذين يحاولون تسويق ما جرى على أنه ليس صعودا للعسكر إلى كابينة القيادة السياسية لم يقدموا لنا إجابة شافية على هذا السؤال: بأية صفة يبحث وزير الدفاع مع العاهل السعودى الوضع السياسى فى مصر إذا كان لدينا رئيس للبلاد فعلا؟

ويبقى الإصرار على محاولة تثبيت مصطلح «ثورة ٣٠ يونيو» بديلا لمصطلح «ثورة ٢٥ يناير» أقرب إلى ثنائية «يوليو ١٩٥٢ ومايو ١٩٧١»، حيث تمضى الثانية على خطى الأولى «بأستيكة».

ليست هناك تعليقات: