مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 5 يوليو 2013

حازم غراب يكتب: دروس اغتصاب الشرعية الدستورية

حازم غراب يكتب: دروس اغتصاب الشرعية الدستورية
حازم غراب
2013-07-05 15:56:47
بعد انقلاب عبد الناصر على الديمقراطية عام ١٩٥٤ وترسيخ أقدامه بالقبض على محمد نجيب، استخدم العسكر لقهر الشعب وتخويفه. ثم بدأ ناصر مرحلة غسل الأدمغة صحفيا وإعلاميا، ثم رشوة الطبقات الدنيا والوسطى لصرفهم عن حكاية الديمقراطية. أمم الرجل الصحافة وأطلق الإذاعة وأبواق الفن ودغدغة العواطف، وتفريق الناس بتكتيكات "فرق تسد". الرشوة الأولى كانت "فدادين خمسة خمس فدادين". أعطى بالمصادرة معدمى الفلاحين أرضا اغتصبها من الإقطاعيين بغير حق، ورشا الطبقة الوسطى بتعيين الخريجين جميعهم فى الحكومة والقطاع العام حتى ولو لم يكن لهم عمل حقيقى، كما مناهم بأراضى الصحراء فى الوادى الجديد "يا صحرا لمهندس جاي".. وطنطن بما سُمى المشروع القومى فغنى "كنا هانبنى واديحنا بنينا السد العالى.. ثم تاجر بقضية فلسطين وغنى للسد والتحرير "جبل الجرانيت انهد انزال وفبحر النيل اتزق اتشال ما فى حاجة تقولنا لَأ إيشحال يوم تحريرنا فلسطين. عاث الانقلابيون وبطانة الطاغية وكبار مساعديهم وتابعيهم فى طول البلاد وعرضها فسادا وإفسادا. جرب الطاغية استيراد أيديولوجية مخاصمة لثقافة وتقاليد ودين المصريين الإسلامى والمسيحى. سلم ناصر الصحافة والإذاعة والسينما والمسرح ودور النشر الحكومية لليساريين، فحاربوا التدين والعفة وكل الأخلاق الفطرية تحت دعوى التثقيف ومواجهة خصوم الانقلاب الذى سموه ثورة. ولأن سنة الله فى الكون تأبى أن يتأله آدمى على الخلق والبلاد ويفسد فيها فى أى زمان وأى مكان، فقد تدخل القدر فأزاح الطاغية على مرحلتين، الأولى تجريعه وبطانته أكثر الهزائم مرارة فعاقبهم بعار هزيمة يونيو ٦٧ إلى سبتمبر ١٩٧٠. وقعت المرحلة الثانية من الإزاحة الربانية على يد ملك الموت الذى قبض روح الطاغية بعد الهزيمة بنحو ثلاث سنوات، وهو بعد فى سن الخامسة وخمسين على ما أتذكر.
دروس ذلك الانقلاب يجب أن يضعها المصريون العقلاء نُصب أعينهم فى هذه المرحلة المأزومة. لا يجب أن ننخدع آو نسمح لغير الساسة أن يحكمونا بغير طريق الصندوق الانتخابى، خاصة بعد أن جربنا حكم العسكر أكثر من ستين عاما. ولا يجب أن يخدعنا أحد ممن قد يغتصبون السلطة الشرعية برشاوى مؤقتة. ولا يجب أن نسمح لمن قد يغتصبون الشرعية أن يفرقوا المصريين وينشروا بينهم الفتنة. لابد أن نفهم جميعا أن مصر بموقعها وأهلها المرابطين المجاهدين والنابغين مستهدفون من أعداء إقليميين ودوليين. لا بد أن يفهم الجميع وأولهم المتهافتون على السلطة بلا شعبية ولا قواعد، أن ما أفسده النظام البائد والنظامان السابقان عليه فى ستين عاما لا يمكن إصلاحه فى سنة ولا بضع سنين. إن من قد يساعدون على اغتصاب متوقع للسلطة على حساب الشرعية الدستورية سيندمون أشد الندم، وستخسر مصر خسارة فادحة إذا لا قدر الله وحدث هذا. لا أدرى وأنا أكتب هذه السطور قبل يومين من نشرها ماذا سيكون عليه حال مصر وأنت عزيزى القارئ تقرأنى. أسأل الله تعالى أن يلهم الجميع الرشد كل الرشد والبصيرة كل البصيرة

ليست هناك تعليقات: