مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الاثنين، 22 ديسمبر 2008

الليلة الزرقا ..والليلة الحمرا


22 / 12 / 2008

يحار المرء في بعض الأحيان عن سبب انغماس أجيال ناشئة وأعمار صغيرة شابة في الملذات , وفي الذوق الهابط لألوان ثقافية تستثير الغرائز وأحاسيس الجسد فتأخذ به الى عالم منحط ومستنقع لايرقى به الى تحقيق طموحاته ؛ سواء في العِلم أو أي مجال على مستوى الفكر والشأن العام والسياسة !…
ونحن على تمام اليقين في أن شيوع مظاهر الفساد ما اذا كانت تغيّب العقول – من إدمان ٍ للخمور والمخدرات , أو المجون والوقوع في الرذيلة فأحيانا يكون هذا الأمر من الحالات الفردية التي لاتشكل خطرا على المجتمع , وتنتهي بتوقيع الجزاء, والعقوبة لمرتكبها , ولكن شيوعها وخاصة في المجتمعات المحافظة يسترعي الانتباه أن ذلك النوع من الشيوع لابد أن يكون مرعيا من السلطة وتحت سمعها وبصرها والمحرّضة عليه !
ولذلك , يحار المرء والمواطن البسيط حول دواعي رعاية السلطة الحاكمة لمظاهر الفساد ..فيكون السؤال..لماذا؟؟!
والاجابة البسيطة هي لألهاء الناس والجيل الناشئ عن التعاطي مع مجريات الأعمال العامة والقضايا الكبرى , وشئون السياسة والحكم …
ففي هذا مصلحتها فتتيح للمجتمع وسائل الفن الهابط المنحط , ماكان من غناء فاحش ..ورقص خليع .. وشعر بذئ .. وأدب مكشوف وحينها يستخدم بأسلوبٍ ممنهج ومستمر وتدل في بداءة ظهوره بها في فتره ما على تحريض السلطة لها , فهي في الأصل المنوط بها صيانة المجتمع .
الخبائث والرذائل شيوعها فلادليل عليه إلا أمرين , هو إما عدم وجود سلطة للوطن تحميه , وترعاه , وتصونه – وهذا ماهو مستحيل .وإما أنه بالبداهة هو تحريض من تلك السلطة التي لاتفتأ أن تسعى الى إغراقه في اللهو الماجن أو تضييع العقل . ونحن نرى في مجتمعاتنا ظهور هذه الأنماط في وسائل التثقيف ومنابر الإعلام مماهو : مقروء .. أومسموع .. أو مرئي .
وهذا العبث من السلطة قد كان شائعا في فترات تاريخية سالفة مرَّت على العرب والمسلمين في فترة حكم البعض من بني أمية الذين أشاعوا الشِعر الغزلي الرديء, وذاك النوع من الغناء والرقص الخليع والقيان في الأماكن العامة ..ليجعل مايحرك الغرائز حتى في المناطق الحجازية وقت أن كان مركز دولتهم – أي الحكام الأمويين - في الشام .
وفي واقع حياتنا تخديرا ومجونا كثيرة , ورذيلة شائعة وليالي حمراء من خلال مايبثه اعلامنا العربي …وادمانا في أجواء زرقاء معبئة بالدخان المفتر في أكثر المجالس والمقاهي والمنتديات …فهو سلاح من أسلحة الأنظمة المستبدة التي تواجه خصومها ومعارضيها السياسيين! ..وخلال هذا الخطر المحدق بأمة من الأمم ينبغي مكافحه تلك الأنظمة السياسية واجتثاث شئفتها لصيانة الأمة وبراعمها الصغيرة .

محمد سعيد
m_saeed83@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: