مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 27 ديسمبر 2008





27 / 12 / 2008

يؤرقني كثيرا مشكلة يقع فيها أصحاب مشاريع سياسية وتيارات فكرية , يحاول كل منها أن يحتكر مفاهيم عامة , ويرجع السبب أن البعض يتساءل .: كيف لتيار ٍ اسلامي يحتكر الحديث بإسم الدين وبأنه الوحيد الذي يحتكر الاسلام بسبب شعاره الاسلامي ؟؟؟….
ونحن نرى على نحو ذلك الاشكال أنه لماذا لايتحدث الآخرون عن الدين , أم أنهم لايؤمنون به من الأساس ؟؟ فمن حق الجميع الحديث عنه , واستلهام القيم الدينية واذا تصادف وعمَّ علينا فهم نصوصه أن نستعين بأهل الخبرة والاختصاص { فَاسأل به خبيرا } .
في حين أن الجميع يعتبر ذاته مجرد فكرة في إطار الاسلام الواسع .
وفي حالة أخرى يوجد ممن يطلقون على أنفسهم بالعروبيين , نراهم يحتكرون الحديث باسم العروبة , وكأن لايوجد عروبيا على وجه البسيطة إلا هم , ورغم أنه كمشروع سياسي يحتاج الشعار العروبي الى تحديد أكثر في مدلوله – الغاية المقصودة منه – ويعتقدون أن العروبة ينبغي أن تظل في اطار بعيد عن الدين أي معلَّقة على منحى علماني , رغم أن الاسلام اعتبر القومية هي احدى الدعامات الأساسية لنظام الدولة في الاسلام .., فالنبي الكريم - صلوات الله عليه – نبيا عربيا , وقرآنه بلسان عربي مبين , واشترط لتعلم الدين الإحاطة والإلمام بقواعد لغته .
ونجد أيضا من يحتكر الحديث عن التحرر والديمقراطية والدولة المدنية من ذوي المذهب الرأسمالي , فيخلقون حالة اجتماعية وسياسية وهمية فلايسمون الأشياء بمسمياتها , ويجعلون الناس تعيش في شكل المفاهيم المعلَّبة , وتعليب الأفكار على أهوائهم , فيدَّعون أن عصر الملكية الذي عايشته مصر – وماتخلله من هامش للحرية السياسية – بسبب الجهادات والنضالات الوطنية ضد الاستعمار هو عصر الليبرالية والتحرر .
اذ أن ذاك الجيل الذي عايش تلك الحقبة الزمنية قد حقق هذا الهامش في ظل الاحتلال الانجليزي وجنى ثماره في نواحي ثقافية وعلمية وسياسية , ومن خلال هذا التعليب من الناحية التاريخية يصبح كل ماكان بتجلياته نتيجة حتمية لدور الرأسماليين وأن الجميع لن يحقق الحرية السياسية اطلاقا الا في ظل اعتناق المذهب الرأسمالي ..لكن السؤال ألا نستطيع أن نتنفس الصعداء ونستمتع برحيق الحرية والديمقراطية والدولة المدنية بتطبيق مذاهب اقتصادية وفلسفات أخرى دون عسكرة الدولة ؟؟! باشتراكية مدنية وديموقراطية , أو اسلامية مدنية ديمقراطية ؟!!

نستنتج أن هذا التيار قد احتكر الحديث عن المدنية وتفسيرها على حسب هواه كما احتكر السلوك الديموقراطي وهو أبعد مايكون عنها بتحريضه ضد خصومه الذين يهدفون لنفس المسعى . وان كان يقصد بالتحرر أو الليبراليزم اللهم في الأساس التحرر من قيود الدولة من أجل حركة السوق .

محمد سعيد
m_saeed83@hotmail.com
.

ليست هناك تعليقات: