مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 1 يوليو 2010

كيف أيقظ الصهاينة الوعي اليهودي لأنشاء وطن قومي ؟! (3)



ثامنا : ركبت الصحف اليهودية والصهيونية في مصر موجة الوطنية والمصرية والتحرر من الاستعمار البريطاني فنجدهم من ناحية بدأوا في اعلان وجوب تعلم الشباب من الطائفة اليهودية للغة العربية وكان ذلك نتجية حملة التمصير – أي حملة اعلاء الشأن القومي المصري – التي عمل عليها شركات بنك مصر وطلعت حرب بعد أن كان من السائد لدى الطائفة اليهودية استعمالها للغات أجنبية في الشركات الأجنبية وخاصة الطبقة الأرستقراطية البرجوازية لليهود لللغة الفرنسية في دواوينها ومعاملاتها ومجالسها فدعت الصحف الصهيونية الى ضرورة تعلم اللغة العربية لتركب الموجة الوطنية وخشية من تعرض شبابهم لأفة البطالة لمن لايجيدون العربية…ومن ناحية أخرى بدأت تلك الصحف وخاصة صحيفتا (( اسرائيل )) ..و
(( الشمس )) حملة ضد البريطانيين والمؤسسات الاعلامية التابعة لها مثل وكالة رويتر والأسوشييتدبرس ووكالة الأنباء العربية  وأنها مجرد أبواق للدعاية البريطانية تخدم مصالحها وأن بريطانيا تزرع الشقاق بين العرب واليهود من أجل أن تلقى العطف من المصريين وكافة الطوائف نحوها  وذكرت على سبيل المثال ماذكره الجنرال اللنبي قائد الجيش البريطاني المحتل لفلسطين ابان الحرب العالمية الأولى حينما قال : (( الأرض الموعودة في فلسطين ليست للعرب أو الفرنسيين أو اليهود وانما للإنجليز )) إلا أن هذه الأوضاع لتلك الصحف تبدلت نحو علاقاتها ببريطانيا في ماتنشره من كتابات حينما كانت الحركة الوطنية في مصر تستبشر خيرا بالقوات الألمانية لما سحقت الجيش الثامن البريطاني ووصل القائد الألماني " روميل " إلى منطقة العلمين من أنهم قادمون من المنطقة الغربية لمصر  لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني ومن ثم سيزول احتلالهم عن فلسطين ويعلنون الشماتة في الانجليزوالدعوة الى المفاوضة معهم ضد الانجليز مقابل تحقيق الاستقلال المصري .. حينها بدأت الصحافة اليهودية نتيجة لكراهيتهم للألمان ومافعله النازي الألماني ضد اليهود هناك أن تشن حملة ضد الألمان – كل من صحيفة الشمس واسرائيل والتسعيرة….- وإشادات بالبريطانيين وأنها حصن الحرية للمصريين وتدعي أن حياة الأمم الصغيرة معلقة على انتصار بريطانيا لأنها مهد الديمقراطيات والنموذج الأمثل الذي علَّم الشرق في العصر الحديث معاني التحرر وشعلة الديمقراطية , كما ادعت صحيفة الشمس من خلال تصديها للميل الشعبي المصري والشرقي لما يفعله الألمان يالانجليز واليهود أن وجهت دعاويها بأن " هتلر " لم يوجه عدائه لليهود بدافع أنهم يهود وانما لأنهم والعرب ساميين فهو من ثم معادي للسامية فكلاهما يعد من تلك السلالة المضطهدة وحاولت أن تثني المصريين عن تقربهم من هتلر من حيث أن كتابه الذي كان يوزع في مصر (( كفاحي )) قد حذفت منه عبارة يقول فيها : (( أن العرب والمصريين من العجزة ذوي العاهات , وشعب منحط تبعا لأنحطاط عنصره )) وهكذا أيضا تتهم أحد زعماء الحركة الوطنية في فلسطين جمال الحسيني بأنه عنصر من عناصر الاتحاد الشيوعي في موسكو وبالتالي يتبين من أن تلك الصحف تجد مبررات لقطع أي محاولة عربية ودعم من دول أجنبية للدفاع عن قضية استقلالها بأن فلان عميل للنازية لأنه يطلب المساندة منها وذاك عميل للشيوعية لأنه يطلب من روسيا الدعم..إلخ"



تاسعا : حاول الاعلام والصحافة اليهودية الصهيونية زرع الشقاق بين المسلمين والنصارى العرب وتأليب مشاعر المسلمين على النصارى وأن من يتبعون الديانة اليهودية برئاء من التهم التي تشملهم نتيجة الدعاية العربية وخاصة من الصحفيين النصارى ضد اليهود لأنهم تربوا ونشأوا في مدارس المبشرين الذين يهدفون إلى اقامة دولة مسيحية في فلسطين بدلا من الوطن القومي اليهودي وزرع الشقاق بين اليهود والعرب من وجهة نظر وادعاءات الصحافة اليهودية كصحيفة الشمس وصحيفة اسرائيل يتمثل في النصارى السوريين الذي يقومون بدعم الثورات في فلسطين على الانجليز والصهاينة وقد اتهمتا كل الصحف المصرية الوطنية حتى بعض الصحف التي فتحت صدرها للكتابات المدافعة عن الصهيونية مثل جريدتي : (( المقطم )) و ..(( الأهرام )) وخاصة الأهرام بأنها كالحرباء وأنهما يتقاضيا أموالا لإيقاع الشقاق بين اليهود والعرب لأعلاء كلمة المسيحية وأنهما أيضا يتقاضيا أموالا من الأموال المخصصة لترميم المسجد الأقصى حتى تثير الغيرة في قلوب العرب المسلمين كما أن اليهود ضحايا لهذه الدعايات لأن دينهم ليس عالميا فهو لايسعى إلى ادخال الآخرين في ديانتهم بل هو ينطوي على أتباع نبي الله موسى وحدهم .






عاشرا : تضليل الرأي العام اليهودي في العالم وفي المنطقة الشرقية عن ما يحدث من تطورات في فلسطين من خلال وسائل الإعلام الصهيونية والصحف فبداية ً مع أحداث ثورة البراق سنة 1929 التي نتجت عن قيام اليهود باعلانهم عن مظاهر الحج لليهود في القدس وأن حائط البراق أحد أركان المسجد الأقصى – الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى – خلال مظاهرات قاموا بها في أسبوع الغفران من شهر آب أغسطس من نفس السنة ودعوا بهتافاتهم (( الحائط حائطنا )) فرد عليهم المسلمون العرب بمظاهرات مضادة مما أدى إلى اندلاع الثورات التي نجم عنها قتلى وشهداء وجرحى بين الجانبين على إثر ذلك قامت بريطانيا بارسال لجنة للبحث حولها وتهدئة الموقف إلا أن نتائج بحق تلك اللجنة لم ترض الجانب الصهيوني وقامت الصحف الصهيونية بتضليل اليهود بدعوى أن اللجنة المنوطة (( لجنة شو ))  هي لاتذكر أن العرب هم الذي اعتدوا على اليهود واخراجهم عن أماكن عبادتهم ودعت صحيفة (( اسرائيل )) الصهيونية في مصر وأوعزت لقرائها أن هناك أسباب أدت إلى إندلاع الثورة منها جهل العرب والفلسطينين بوعد بلفور وانقيادهم وراء مثيري الفتن من أمثال مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني وادعت كذبا أن المحال والمتاجر اليهودية تعرضت للتخريب والانتهاك منها مما يثير مشاعر السخط والكراهية على العرب من يهود العالم. كما قام العرب بايفاد وفد على اثر تقرير لجنة شو من شهر مارس سنة 1930 ليدفع بتحقيق بعض الأهداف التي تحل المشكلة بالنسبة لعرب فلسطين ومنها : منع بيع الأراضي لليهود ومنع توافد الهجرة اليهودية على فلسطين , وإنشاء الدستور .





إلا أن الصحف الصهيونية ردت على تلك الطلبات والتوصيات بالهجوم عليها والتشكيك في محاولاتها وفي وطنية أعضاء الوفد ووصمها بالفشل وكل ذلك لطمأنة اليهود وفي مايو من نفس السنة أصدرت وزارة المستعمرات البريطانية كتابا أبيض ينص على وقف الهجرات اليهودية الى البلاد العربية والشرقية فقامت الصحف الصهيونية في جميع أنحاء العالم بالرد على محتويات الكتاب من أنه جاء لتستدير بريطانيا عطف المسلمين في الهند تحت مستعمرتهم هناك لأبعاد ناظرهم عن عمق سياستها واحتواء مسألة الاستقلال الهندي عنها ومن جانب آخر تسترضي الثوار العرب في فلسطين بدعوى هضم حقوق اليهود وبعد هياج اليهود وما تنوء به صحفهم في أنحاء العالم من هجوم وضغط  على بريطانيا أصدرت الأخيرة كتابا آخر في العام التالي 1931 أسماه العرب الكتاب الأسود يدعو إلى عودة الهجرة اليهودية فتدفقت الهجرات بالأشكال الشرعية وغير الشرعية ومع صعود السلطة النازية في ألمانيا سنة 1933 واضهاد اليهود هناك ازدادت الهجرات ونتيجة لأعمال الايطاليين في الحبشة على اليهود الفلاشة وعدوانهم عليهم وتفاقم مشاكل البطالة تبعا لأحداث ثورات بها , بدأت الهجرات تتوالى من هناك أيضا في الفترة بين عامي 1936 – 1939 .



في أحداث الثورة العربية في فلسطين سنة 1936 اقترحت لجنة ملكية بريطانيا سميت لجنة (( بيل )) مشروع لتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء :



1 – دولة لليهود للأكثرية اليهودية تمتد من الاحل من الساحل من حدود لبنان إلى جنوب يافا .


2 – دولة للعرب في الأجزاء الباقية وتضم شرق الأردن .
3 – منطقة انتداب بريطاني تشمل الأماكن المقدسة والقدس .





: (( على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي اعترفت فيها بريطانيا بحق اليهود في إقامة دولة مستقلة بهم في فلسطين على عكس التعريفات التي كانت تقدمها للوطن القومي والتي كانت تحاول أن تنفي فيها باستمرار أن يكون له أي صفة من صفات الدولة , إلا أن ذلك لم يرض الصحافة اليهودية في مصر التي كشفت عن أطماع اليهود في فلسطين كلها , فقد استهجنت صحيفة (( الشمس )) التقسيم ورفضته لأنه سلخ شرق الأرض عن فلسطين وأوعزت لليهود أن هذا المشروع احبولة استعمارية  …لأنه من وجهة نظرها جزء من فلسطين يشمله الانتداب البريطاني وما تضمنه من شروط الوطن القومي كما أن المشروع لايمكن تطبيقه لأنه سيعطي اليهود منطقة صغيرة لاتتعدى أن تمثل حي أو ضاحية من مدينة لتقام عليه دولة لهم))






كما كشفت صحيفة (( الشمس )) عن المخطط الصهيوني الذي كانت تخفيه الحركة الصهيونية عن العرب بأنه ليس هدفها انشاء وطن قومي لليهود , بل إقامة دولة يهودية صرف , حيث قد نشرت الصحيفة الرسالة التي بعثت بها الوكالة اليهودية إلى حكومة  بريطانيا سنة   1944 خلال الحرب العالمية الثانية  وتتضمن :



1 – إعلان فلسطين كدولة يهودية بعد الحرب .



2 – السماح للوكالة اليهودية بادخال المهاجرين اليهود وفق مقدرة البلاد وطبقا لما تراه الوكالة لترقية مصادر البلاد الطبيعية .


3 – مساعدة الوكالة على نقل يهود أوروبا بقرض يخصص لهذا الغرض .
4 – مطالبة ألمانيا بدفع تعويضات للشعب الإسرائيلي .

ليست هناك تعليقات: