مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأحد، 26 سبتمبر 2010


وفاة الدكتور عبد الصبور شاهين
الرقيم
تاريخ النشر: 26/09/2010

توفي مساء يوم الأحد الأستاذ 26/9/2010 الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين ، عن عمر بلغ الثانية والثمانين، وتشيع جنازته بعد ظهر الاثنين من مسجد عمرو بن العاص مسجده الذي خطب فيه مدة، رحمه الله رحمة واسعة.
والدكتور عبد الصبور شاهين أستاذ متفرغ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وله نحو 65 كتابا أشهرها أبي آدم، ومنها التطور اللغوي، والقراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث، وقراءة أبي عمرو بن العلاء، وتاريخ القرآن، وتحقيق لطائف الإشارات في فنون القراءات للقسطلاّني بمشاركة الشيخ عامر السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية، رحمهما الله.


إنا لله وإنا إليه راجعون، والبقاء والدوام لله وحده
بكل الأسى والحزن تلقينا اليوم نبأ وفاة شيخنا وأستاذنا العلامة الأستاذ الدكتور/عبدالصبور شاهين- أستاذ اللغويات بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والمفكر الإسلامي الكبير، وخطيب جامع عمرو بن العاص الأسبق؛ حيث وافته المنية مساء أمس الأحد 17 شوال 1431هـ، الموافق لـ 26/ 9/ 2010م، وشيعت جنازته بعد صلاة ظهر اليوم من المكان الذي طالما صال فيه وجال ... من جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة وسط حشد كبير من العلماء والأساتذة من دار العلوم ومن الأزهر الشريف ومن سائر الجامعات المصرية؛ حيث تلاميذه وبقية زملائه من شيوخ الأساتذة، وقد أمَّ تلك الجموع في صلاة الجنازة الأستاذ الدكتور/محمد المختار المهدي، وحضرها سماحة الشيخ الدكتور/أسامة عبدالعظيم، والعالم الجليل الدكتور/عبدالمجيد محمود، وأ.د/محمد السيد الجليند، وأ.د/محمد حماسة عبداللطيف، وأ.د/السيد رزق الحجر، وأ.د/محمد يونس، وغيرهم كثير ممن يطول بهم المقام، ولم يظفر بهم البصر وسط الزحام الشديد، في حضور أمني ملحوظ يلف جامع عمرو ويحيط به.
وأستاذنا رحمه الله ولد في مارس سنة 1929م، وتخرج في دار العلوم وحصل على الدكتوراه سنة 1965م، وشغل منصب أستاذ علم اللغة بالكلية.
وكان رحمه الله حين نستمع إليه في المحاضرة كأنه رجل قادم إلينا من الزمن الأول ... زمن الخليل بن أحمد وسيبويه وابن فارس ... يسمعك لغة لا تكاد تسمعها من أحد في هذا الزمان... مع علم عميق واسع في جميع المجالات والعلوم العربية والإسلامية؛ فقد كان رحمه الله عالما موسوعيا له نظره واجتهاده.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والعلماء، وحسن أولئك رفيقا.
وألهم أبناءه وأهل بيته وذويه الصبر والسلوان، وأحسن عزاءنا فيه نحن تلاميذه ومحبيه، وعوض الأمة العربية والإسلامية خيرا عن علمائها الذين تفقدهم واحدا تلو الآخر، وهم والله أحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا.
وسيكون العزاء بإذن الله غدا بدار مناسبات جامع عمرو بن العاص.
هشام يسري العربي
منقول مباشر
27-9-2010

علي قناة المحور المصرية وفي برنامج "علمتني الحياة " المسجل في العام الماضي 2009م والمعاد ليلة البارحة مساء الاثنين 19/9/1431هـ 28/9/2010م في الثانية مساء شاهدت حوارا مفيدا مدهشا مع الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين والذي حاوره مقدمُ البرنامج حول قضايا عصرية علمية وشخصية ذاتية جمعت منها الآتي :
أولا: يقول الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين عندما اجتمعت مع ضياء الحق في باكستان وقلت له إنني أحب باكستان لأنها تمتلك قنبلة ذرية فقال الجنرال المسلم: بل لأنها تمتلك قنبلة إسلامية وكان هذا الحوار علنيا ، بعدها اغتالت أمريكا الرئيس ضياء الحق هو ومن كان معه في طائرته .
ثانيا:يقول المذيع : ما الذي تخافه على الأمة؟
الأستاذ الدكتور: الزعامات الفاشلة التي هي زعامات فساد ومنكر.
ثالثا: ظللت ـ والكلام لأستاذنا ـ أخطب في مسجد عمرو بن العاص 13 سنة أفسر القرآن حتى منعت من الخطابة ، قال المذيع: ذكرت جريدة " المصريون " أن { نتن ياهو} إبان رياسته الأولى للوزراء في إسرائيل كان السبب في منعكم فأجاب الله أعلم لكن ذكرت ذلك جريدة المصريون .
رابعا: يقول الدكتور : الحمد لله ترجمت عشرين كتابا من الفرنسية إلى العربية على رأسها " دستور الأخلاق في القرآن للدكتور محمد عبد الله دراز ، وقد فاقت طبعاته العشرين . وقد قال ابن الدكتور محمد عبد الله دراز للدكتور عبد الصبور إن أبي ـ رحمه الله ـ قد استعصت عليه ترجمة رسالته من الفرنسية إلى العربية، كما ذكر الدكتور أن ممن ترجم له مالك بن نبي وغيره.
ويضيف ـ المرحوم إن شاء الله ـ شاركتني زوجي أو زوجتى في موسوعات كثيرة .، وبلغ مجموع مؤلفاتي ثمانين ما بين تأليف وترجمة وتحقيق ,.......
خامسا:المذيع: لماذا لم تحصل على جائزة الدولة التقديرية أو التشجيعية ؟
الأستاذ: لأن هذه الأمور تحتاج إلى مشاورات ومداخلات ليس من طبيعتي أو كما قال.
سادسا: حضر الرئيس مبارك لي خطبة الجمعة في مسجد عمرو بن العاص ، وكنت أتحدث عن الزكاة وقلت: إن زكوات المصريين خمسة مليارات جنية وهي قادرة على تسديد ديون مصر ، وسَعِد الرئيسُ بهذا الكلام ، وسعد أيضا شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق ـ عليه سحائب الرضوان.
سابعا: المذيع: ما هي أمانيك يا أستاذنا الدكتور؟
أجاب قائلا : أمنيتي أن أتم تفسير القرآن على المنبر ، لذلك لما منعت من إتمام المسيرة على منبر مسجد عمرو بن العاص ، قمت بناء مسجد لإتمام مسيرتي مع القرآن .
ملحوظة": حضرتُ خطبة لأستاذنا في مسجد عمرو بن العاص وكان يفسر آية المداينة وسمعت منه ما لم أسمعه من أحد وذلك في مطلع التسعينيات من القرن الماضي .
كما كانت أمنيته أن يلقى الله على خير وإحسان وعقيدة وستر جميل ، وتمنى أن يغفر الله له لخدمته الدعوة .
ثامنا: ما الذي تعلمته من الحياة؟
أجاب رحمه الله : علمتني الحياة كيف أغفر للمسيء ، وكيف أحب الذين يخاصمونني ، فأنا لا أريد أن أختزل حقدا وأنا مقبل على الله تعالى.
في الختام ما علاقتك بأحفادك؟
الجواب: علاقتي بأحفادي علاقة الحب ، علاقة العشق بل إني أحب أحفادي أكثر من أولادي .
لقاء سعدت به وأردت أن يسعد به غيري فنقلت منه المستطاع
رحم الله الشيخ الأستاذ الدكتور المحسن الكبير عبد الصبور شاهين ابن الأزهر الشريف ثم دار العلوم .
د عبد الفتاح خضر
آخر لقاء
29-9-2010

د. عبد الصبور شاهين.. فارس المنبر والقلم
[27/09/2010][23:18
مكة المكرمة]
د. عبد الصبور شاهين
-
أ. محمد مهدي عاكف : تربَّى في مدرسة الإخوان وحفظ العهد على نصرة الدين
-
د. حسن الشافعي: عايش تقلبات الوطن العديدة وتفاعل معها بإيجابية
-
د. جابر قميحة: الفكرة الإسلامية عاشت في شخصيته وعلمه وعمله
-
د. إبراهيم عوض: مدافع صلب لا يخشى في الله لومة لائم
-
د. خالد فهمي: بوفاته انقطع طوفان من العلم وحبل من المعرفة
تحقيق: خالد عفيفي وجهاد عادل
رحل عن عالمنا الدكتور عبد الصبور شاهين عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، تاركًا وراءه آلاف التلاميذ الذين نهلوا من علمه الغزير، فاستحق أن يكون ممن لا ينقطع ذكرهم بعد الموت.
ويعدُّ الفقيد واحدًا من أشهر المفكرين في مصر والعالم الإسلامي؛ حيث عمل لسنوات طويلة أستاذًا متفرغًا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وهو ما جعله يُسهم في تكوين فكر الكثيرين، كما قضى فترةً من الزمن بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد بالسعودية.
وحرص العالم الجليل على التواصل مع الجماهير من فوق منبر مسجد عمرو بن العاص؛ حيث كان الآلاف يواظبون على حضور خطبته ودروسه الأسبوعية في علوم القرآن قبل قيام الأمن بمنعه من الخطابة والتدريس نهائيًّا في المسجد؛ بسبب نقد الدكتور شاهين المتكرر لفساد الحكم ودعوته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية؛ باعتبارها السبيل الوحيد لكي تنجو مصر من مشكلاتها.
وخط العالم الجليل بقلمه أكثر من 65 مؤلفًا في كل العلوم الشرعية؛ كان أكبرها كتابه في شرح القرآن الكريم الذي سطَّر منه 10 مجلدات، وسماه "المفصل في القرآن الكريم"؛ وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من المطبوعات التي أثارت نقاشات حادَّة بين العلماء والمفكرين؛ نظرًا لما طرحه فيه من أفكار جديدة.
الأستاذ محمد مهدي عاكف في وداع د. عبد الصبور شاهين
وكان د. شاهين أول مَن اشترك مع زوجته في التأليف، وقد أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" في مجلدين، كما كان له الفضل في تعريب لفظ "كمبيوتر" بابتكاره كلمة "الحاسب الآلي" التي تمَّ وضعها في العديد من المقررات الدراسية في معظم الدول العربية تقديرًا لمجهوده في تعريب العلوم والمصطلحات.
ودخل الراحل العديدَ من المعارك الفكرية مع التيار العلماني، وكان له دور كبير في انحسار فكره وتضاؤله في مصر، وكان من أشهرها السجال الذي جرى بينه وبين د. نصر حامد أبو زيد، واليوم ما زال شاهين واحدًا من أهم مَن تصدّوا لحرب تغريب البلاد والعباد وإبعاد الناس عن شمولية القرآن والتشكيك في السنة النبوية التي قادها البعض بضراوة خلال السنوات الماضية.
من جانبه قال الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد السابق للإخوان المسلمين: "مات شيخي وأستاذي وعالم الأمة وفقيهها وخطيبها، مضيفًا أن معرفته بالعالم الراحل امتدت منذ أكثر من 60 عامًا؛ حيث وجدت فيه خلالها الصحبة الطيبة والأخوَّة المباركة والمواقف الجادة.
وأشار إلى أن الراحل تربَّى في مدرسة الإخوان المسلمين، وحفظ العهد على نصرة دينه والعمل لكتاب الله، ومن أجل رفعة شأن الإسلام على مدار سنوات حياته، حتى لقي ربه محافظًا على الأمانة متمسكًا بها.
وأضاف أن د. شاهين صاحب مواقف بطولية وشجاعة دافع فيها عن الإسلام، وجاهد في الله حق جهاده، نحسبه كذلك ولا نُزكّي على الله أحدًا، ومهما تحدثنا لن نوفيه أجره.
د. محمود عزت في وداع د. عبد الصبور شاهين
وقال: "نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتقبله في الصالحين ويُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنا وعن الأمة خيرًا، ويلحقنا به في زمرة النبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".
ويضيف الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين: "نحسب الفقيد ممن أفنوا حياتهم من أجل هذا الدين العظيم، وضحّوا في سبيل الله بكل غالٍ ونفيس، ولم يخش في الحق لومة لائم".
وشدَّد على أنه تتلمذ على يد الدكتور شاهين وعلى يد شقيقه الدكتور عبد الرحمن، وتربطه به علاقات ود واحترام وتقدير بأسرته، مضيفًا: "نسأل الله العلي القدير أن يعوضنا ويعوض الأمة الإسلامية عن فقد عالمنا الجليل".
جهاد في محراب العلم ويضيف د. حسن الشافعي رئيس الجامعة الإسلامية بباكستان ورفيق الفقيد في كلية دار العلوم جامعة القاهرة أن أسرة الدكتور شاهين لها باع طويل في العلم والجهاد؛ فابن عمه أحد شهداء أحداث القناة 52 وشقيقه أستاذ في كلية دار العلوم أيضًا.
د. حسن الشافعي
واستطرد قائلاً: "صلتي به قديمة، فأنا أعرفه منذ 60 عامًا وهو شخصية ذات تأثير مميز تترك انطباعًا مختلفًا عند كل مَن يعرفه، كما أنه معروفٌ بثراء إنتاجه العلمي، فرغم أنه كان أستاذًا في فقه اللغة كان له في الوقت نفسه باع كبير في علوم القرآن والقراءات.
وأوضح أن الفقيد من براعته في تخصصه كان على درايةٍ واسعةٍ بعلوم عديدة منها الترجمة من اللغة الفرنسية؛ حيث أصبغ على الكتب المترجمة أسلوبه البارع العميق فكان سببًا في نشرها بما تحمله من علمٍ نافعٍ في العالم العربي وتعريفنا ببعض الإسهامات الغربية في العلوم الإسلامية.
وأكد أن الدكتور شاهين من الناحية العملية عايش تقلبات الوطن العديدة على مرِّ الأزمان وتفاعل معها إيجابيًّا, فحياته العلمية الطويلة لم تخلُ من شغبٍ وصراعٍ وانتصار تارةً وانكسار تارةً أخرى.
وشدد على أنه افتقد أخًا عزيزًا وعالمًا جليلاً ومجاهدًا في سبيل الحق لا مثيلَ له, وأن ألم فراق عبد الصبور شاهين لا يُحتمل، ولكن أنا على أمل أن يجمعنا الله تعالى في جنات الخلد وأن يحشرنا مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
شعلة نشاط
د. جابر قميحة
ويصف الدكتور جابر قميحة، أستاذ الأدب العربي، الراحل بأنه كان أمةً، وعاش من أجل الفكرة الإسلامية سواء في شخصيته وعلمه وعمله، علاوةً على إصراره على نصرة الحق أينما وُجِدَ, كما أن الحديث عنه يحتاج لصفحات كبيرة لذكر مناقبه العديدة التي تنوعت وتجمعت في شخص واحد.
ويكشف د. قميحة أن أول مرة تعرَّف فيها بالدكتور شاهين كانت في كلية دار العلوم؛ حيث كان يشد الأنظار بعلمه الغزير وطلاقة حديثه وكلامه المرتب, فكان أول مَن جذبني إليه من شباب الإخوان، خاصةً عندما كان يتحدث عن القرآن وفضله في إحدى قاعات دار العلوم بالمنيرة.
وأضاف أن شاهين كان شعلة نشاط وطاقة ضخمه انعكست على كل أفعاله فكان إذا مشى تعتقد أنه يجري، وإذا ناقش وعالج أحد أبواب العلم استوفاه لآخره, وكان- رحمه الله- دارسًا للغة الفرنسية بصورةٍ وافيةٍ مكَّنته من ترجمة العديد من الكتب والمجلدات للغة العربية، وكان من أولها كتاب (دستور الأخلاق في القرآن) لعبد الله دراز؛ حيث ترجمه ترجمةً بارعةً تنمُّ عن تميز واختلاف عن باقي التراجم، فقد تمتع بأسلوبٍ يتسم بالعمق والوضوح ويؤكد لمَن يقرأ له أنه صاحب علم لا ينضب.
ووصف الراحل بأنه كان ذا ملامح وضيئة ومتعددة، والدور الذي قام به في الدفاع عن الشريعة الإسلامية واللغة والفقه أكبر من أن يقوم بإنكاره أي إنسان.
صاحب التراجم
د. إبراهيم عوض
ويتذكر د. إبراهيم عوض، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، أنه تعرَّف على الدكتور شاهين عن طريق أعماله العلمية وترجماته التي كانت تشعُّ نورًا في دلالةٍ على علمه الغزير، وأوضح أن أول ما اطلع عليه هو ترجماته الرائعة للفيلسوف الجزائري مالك بن نبي، قائلاً: "لولا ما قام به شاهين ما كنا لنسمع عن هذا المفكر العربي الكبير".
وأشار عوض إلى أن كتابات الراحل تتميز بأسلوبها الجميل الذي يتميز به عكس بعض الباحثين اللغويين الذين يصوغون أعمالهم دون الاهتمام كثيرا بجودة الأسلوب، وهو ما جعله مختلفًا عنهم.
وقال: زاد الإعجاب به بعدما علمتُ مدى إتقانه للغة الفرنسية دون أن يتعلمها على يد معلم أو يذهب باريس ليحصل على الدكتوراه من هناك، فهو رجل عصامي، كوَّن نفسه بنفسه، واعتمد على عقله، وهو ما يعكس مدى الثراء الفكري الذي يتمتع به.
وأضاف أن ما شدني إليه أيضًا نشأته الأزهرية، وحفظه القرآن، وعنايته بتعلُّم العربية، وهو ما يشير إلى أنه أخذ من كل شيء أحسنه.
وشدَّد على أن الراحل كان عالمًا لغويًّا بارعًا، يتمتع بأسلوب كتابي مشرق ومتميز, كما كان له باع كبير في الفكر الديني والدراسات الإسلامية، كما كانت له اجتهادات تدعو إلى التفكير والتدبر, بعيدًا عن التنطع والتشدد، كما كان خطيبًا مفوَّهًا. ومن المعروف أنه كان يخطب الجمعة فى جامع عمرو بن العاص أول مسجد بنى فى مصر، وكان الشيخ الغزالي قبله يخطب فى نفس المسجد. وكان من خطبائه أيضا، كما قلت يوما للشيخ محمد الغزالى، الشيخ العز بن عبد السلام، فسره ذلك كثيرا.
وقال د. إبراهيم عوض إنه لم يقابل العالم الراحل سوى مرة واحدة ليشكره على دفاعه عنه عندما هاجمه بعض الحاقدين دون أن يلتقي به من قبل، إذ طُلِب من الدكتور شاهين أن يكتب عنه تقريرًا علميا. وأضاف: جاش الدع فى عينىّ عندما رأيت الكلامَ الذي كتبه عني رجل لم أره من قبل، موضحًا أن الفقيد تعامل معه في تلك الزيارة اليتيمة وكأنه يستقبلُ صديقًا قديمًا، مشددًا على أنه كان رجلاً مرحًا لا تفارق الابتسامة شفتيه.
طوفان توقف
د. خالد فهمي
ويصف د. خالد فهمي، أستاذ علم اللغة بجامعة المنوفية، رحيل الدكتور شاهين بأنه أشبه بالطوفان الهادر الذي توقَّف جريانه وجبل علم انقض، مضيفًا أن المتأمل في عطاء الرجل يكتشف أننا أمام نمطٍ فريدٍ من الذين قدَّموا خدمات جليلة للعلم والثقافة العربية والإسلامية المعاصرة.
وقال: إن التوقف أمام نعي الدكتور- رحمه الله- يردنا إلى نمطٍ من التكوين المعرفي والوجداني لرواد الفكرة الإسلامية؛ ذالك أنه اجتمع في تشكيله 4 صفات، وهي: أولاً: الجانب التراثي بوحي من بدايته الأزهرية الأولى, ثانيًا: انتماؤه للثقافة العربية لدراسته في دار العلوم وتخرجه منها, ثالثًا: بالإضافةِ إلى ما حصَّله من معرفةٍ غربيةٍ بعد إتقانه اللغة الفرنسية بصورةٍ فريدة ساعدته على ترجمة نصوص لهنري فليش اليسوعي، وبارتيل ماليم بيرج، ومالك بن نبي، ومحمد دراز وغيرهم كثيرين, بالإضافةِ إلى هذا كله فإن صحبته لأعلام عصره من العلماء مثل محمود شاكر، ومحمود قاسم، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وعامر عثمان وغيرهم ممن أثَّر فيه بصورةٍ كبيرةٍ، وجعله متفوقًا على الكثير من أقرانه.
وأوضح د. خالد فهمي أن تلك الروافد الأربعة ظهرت في تجليات ثلاثة, أولاً إنتاجه العلمي في حقل تخصصه؛ حيث أسهم في معالجة عددٍ من قضايا اللغة العربية، كما أن تراجمه توزَّعت على خدمة علم اللغة والفكرة الإسلامية, أما حركته فاشتبكت مع واقع الصحوة من خلال نشاطه في أقدم مسجد في إفريقيا- مسجد عمرو بن العاص- والذي أوصى بأن يُشيَّع منه جثمانه.
وأشار إلى أنه ليس بالخافي أن الحركة الإسلامية- ممثلة في الإخوان المسلمين- تعتز بإسهامها في تكوين هذا العالم الجليل؛ حيث لعبت دورًا كبيرًا في تشكيله وتنمية توجهه من أجل مناصرة الوسطية.
كان أمة
ويشدِّد د. أحمد الهندي، الأستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة عين شمس، على أن الفقيد كان أمةً في رجل؛ حيث أعطى مثالاً عمليًّا على العالم الرباني التي تجمَّعت فيه كل الصفات، من تقوى وخلق وتواضع وعلم وعمل وجهاد وثبات على الحق.
ولفت إلى أن د. شاهين كان من أقوى علماء اللغة العربية، كما أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته وتراجمه المميزة من حيث الشكل والمضمون وأسلوب الصياغة وروعة الأداء, وأضاف: يُحسب له أنه كان ربانيًّا يعشق القرآن ويعمل به، وبخسرانه فقدنا أحد أميز علماء اللغة العربية في مصر والعالم.

ليست هناك تعليقات: