القرآن يرد على اللادينيين والعلمانيين
حياة المسلم المتدين من الميلاد الى الممات قائمة على الدين لاتنفصم عراها في معزل عن الدين كما يزعم أنصار اللادينية أو العالمانية أو ما نسميه الالحاد السياسي بدعوى عزل الدين عن السياسة كمعيار متحلل بشكل نسبي أو بمثابة دعاواها المتطرفة في أقصى درجاتها لعزل الدين عن الحياة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعلميا وسائر دروب الحياة البشرية فيرد المولى سبحانه وتعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام في قرآنه الكريم :{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ سورة الأنعام : 162 ]
وفي دعوى أخرى تنفصل الحياة البشرية عن الأمر الإلهي وتوجيهاته فيقول سبحانه : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون )
[ سورة الأنعام 136 ]
يدعون في أبسط الدعوات الليبرالية الى أن الله سبحانه خالق للكون اعترافا منهم بينما تدبير شئون الدنيا وتدبير الكون بطبيعتها الذاتية الأوتوماتيكية فالأمرية للطبيعة والبشر فيقول سبحانه ردا عليهم : "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين". (الأعراف:54)
يحتكم المسلمون في أمورهم إلى الشريعة الإلهية ويجعل هذا الاحتكام صفة من صفات الإيمان ارتباطا به ولاينفي ذلك أن مجالات الحياة تتطلب التطور في اجراءاتها لذا ترك للبشر الاجتهاد والعلم والعمل في ضوء هذا التطور المبني على سنة الله في كونه فلله سنن لاتتبدل أما الاحتكام بين الخير والشر الحق والباطل والتنازع بينهما يتطلب الاحتكام الى أوامر الخالق المدبر وشريعته ومنهاجه يقول سبحانه : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}[سورة النساء : 60]
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ سورة النساء :65]
{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الجاثية: 18]
( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا }
[ سورة النساء : 105 ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق