مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 5 أكتوبر 2013

محمد القدوسى يكتب: للجيش أم للانقلاب؟
محمد القدوسى
2013-10-05 09:32:16
ما ينشره الفريق “سامى عنان” ليس مجرد “مذكرات”، لكنه “إعلان سياسى” تتعدد بنوده ووجوه قراءته. واستمرار النشر بعد “البيان رقم 1” الذى صدر ضده ممهورا بتوقيع المتحدث العسكرى يؤكد أن الفريق “عبد الفتاح السيسى” ليس وحده من يمسك بزمام الأمور، وليس الفرق كبيرا بين قولنا: للأمور أكثر من زمام، وقولنا: بل هو زمام واحد تمسكه أكثر من يد.
عنان والسيسى، كلاهما فريق، والفريقان فى مباراة مصيرية، يتابعها مشجعو كل منهما بمزيد من الشغف، كما تتابعها الفرق الأخرى بحسابات طويلة لاحتمالات المكسب والخسارة.
عنان هو الأقدم فى الترقى والمنصب القيادى، لكنه الآن متقاعد -مع “قلادة النيل”- والسيسى هو الأعلى منصبا، فهو “وزير الدفاع” بينما عنان وقف عند “رئيس الأركان”، والأكثر أهمية أنه قائد الانقلاب، الذى أراد به أن يصبح حاكم مصر الفعلى والأوحد. فهل تحقق له هذا؟ الإجابة حتى الآن هى: لا، فلا الانقلاب نجح، ولا السيسى استطاع أن يصبح “الأوحد” حتى فى حدود دائرة الانقلاب. وها هو “عنان” يطل عليه، لا باعتباره طيفا من زمن مبارك، بل “حلا” محتملا للورطة التى وضع الانقلابيون أنفسهم فى مستنقعها، والتى يبحثون عن مخرج منها، فإذًا كل المخارج تبدأ باستبعاد السيسى.
سنشاهد إذًا مباراة هائلة، أقول “نشاهد” لأنها مباراة لا شأن لنا بها، وهذا أدعى للاستمتاع بالمشاهدة، ومواصلة ثورتنا التى لا نملك غيرها.
ثم إنها مباراة لا تخلو من فوائد؛ لعل أولها فضح موقف مؤيدى “الانقلاب” الذين تمسحوا فى الجيش، مدعين أنهم يساندونه، ويناصرون من زعموا أنه “قائده” حبا فيه، بينما هم -فى حقيقة الأمر- لا يريدون إلا القضاء على الديمقراطية ومصادرة العدالة وإغلاق نوافذ الحرية، تلك المعانى التى كنا نسعى لتمهيد طرقها وإصلاح مسيرتها، حتى جاء اللصوص، باعة الوطن ومصاصو الدماء ليحاولوا مصادرة هذا كله. قالوا إنهم يناصرون “الجيش”، وأسرفوا فى تملقه، لكنهم -وكما افتضحوا- يعملون لصالح انقلاب استبدادى دموى.
والشاهد الواضح أنهم وقفوا -بوقاحة- ضد “سامى عنان”، سواء فى مذكراته أو فى مشروع ترشحه للرئاسة. ولو كانوا مع “الجيش” مطلقا لأدركوا أن “عنان” يمثله هو الآخر، ولكانوا -على الأقل- خففوا من غلواء موقفهم ضده. لكنهم لم يفعلوا، ولن يفعلوا، لتنكشف -واضحة- وجوه عصابة الثورة المضادة المنقلبة على الديمقراطية، بعد أن أسقطوا -بأنفسهم- قناع “الجيش” عن قبح “الانقلاب”.

ليست هناك تعليقات: