مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 5 أكتوبر 2013

حسن القبانى يكتب: 6 أكتوبر.. والعبور نحو النصر الثورى
حسن القباني
2013-10-05 08:29:56
يستعد الشعب المصرى الثائر لجولة جديدة من جولات ثورة الشرعية والكرامة، تزامنا مع ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، وسط آمال عريضة للحسم الثورى فى عيد النصر وإسقاط الذين أفسدوا على الجيش عقيدته وحياته، وورطوه فى متاهات السياسة وشهوات السلطة ولعنات إراقة الدماء ودعوات الثكالى، كما سقط الذين أفسدوا الشرطة فى عيدها فى 25 يناير 2011، تلاحقهم اللعنات فى انتظار حبال المشانق.
ويستلهم الشعب الثائر الصمود والوعى من وحى النصر المجيد، للعبور على الانقلاب ودحره وتحقيق نصر وطنى فى ظروف أعقد مما كانت فى يناير 2011، وهو الأمر نفسه الذى استشعره قادة أكتوبر الحقيقيين قبيل المعركة، حيث يقول الفريق محمد عبد الغنى الجمسي: "الموقف العسكرى الاستراتيجى فى أكتوبر كان أصعب من الموقف فى حرب يونيو، وبرغم ذلك عبرت قواتنا الهزيمة وحققت النصر العسكرى فى ظروف سياسية أعقد مما كانت فى يونيو".
وهنا يجب أن يعلم أبناء جيشنا المصرى العزيز، أنهم أحب الناس إلى قلوبنا، وأننا نخشى عليهم خشيتنا على مستقبل وطننا، وأن الفريق عبد الفتاح السيسى دفع بهم فى أتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، من أجل أن يقفز على سدة الحكم بانقلاب عسكرى دموى ويطيح بقائده الأعلى رئيس الجمهورية الشرعى، لاغيا كافة الاستحقاقات الانتخابية التى أشرفت على تأمينها ونزاهتها قوات الجيش، لحسابات سياسية نكراء، بفرح صهيونى مشبوه.
ولعل إعلان ثوار مصر حمل الورود لأبناء الجيش فى يوم 6 أكتوبر، هو تعبير عن إصرار الشعب المصرى الثائر على التفريق فى التعامل بين الجيش الذى يجب أن يبقى شامخا بعيدا عن العمل السياسى شأنه شأن كل جيوش العالم المتحضر، وبين قادة انقلابيين حرضوا مجموعة بعينها ترتدى زيا مدنيا أو عسكريا على الانضمام لهم فى مخططهم العبثى، الذى أسفر عن توجيه بندقية الجيش إلى صدور المصريين ما أدى الى ارتقاء أكثر من 6 آلاف شهيد ووجود 12 ألف معتقل، بينهم أبناء للقوات المسلحة.
وهم فى ذلك يستهجنون كل الاستهجان أن تراهن وزارة الداخلية على استنزاف الجيش المصرى العظيم فى معركة غير معركته المقدسة، وفى امتهان صورته فى الشوارع والميادين بعد أن دفعوا بلطجيتهم للاحتماء بمدرعاته، واتخذوه كستار لعمليات بلطجة شرطية ممنهجة كانت ثورة 25 يناير قضت عليها.
 كما يستشعرون الغضب، وهم يقرؤون ما كتبه دان مرغلت، كبير معلقى "إسرائيل اليوم" وأحد أقرب المقربين لنتنياهو حيث قال: "سنبكى دماً لأجيال إن سمحنا بفشل الانقلاب"، ويشاهدون الاحتفاء الكبير من العدو الصهيونى بقائد الانقلاب، ووصفه بالبطل، لتغييره العقيدة القتالية للجيش وإنزاله لقتل أبناء وطنه فى الميادين السلمية، وهو أمر جلل وخطير، سبق وأن حذرنا منه فى مقالنا "الانقلاب الإسرائيلى ودور السيسي".
لقد كان فخامة الرئيس المختطف محمد مرسى حريصا منذ اللحظة الأولى من حكمه على رعاية الجيش، وخروجه من المشهد السياسى، وعدم استخدامه فيه، فكانت قرارات التقاعد الشهيرة لطنطاوى وعنان فى  12 أغسطس 2012، وإلغاء الإعلان العسكرى المكبل، وإعلان تنمية سيناء بخطة مالية قوية، وبدء عملية "نسر"، وعملية تحرير الجنود المختطفين، ودعم الإمكانات المادية للجيش لإتمام دوره القانونى فى ثكناته بعد مرحلة طويلة من التوريط.
إن رفع الثوار صور أبطال أكتوبر، الفريق سعد الدين الشاذلى، والمشير محمد عبد الغنى الجمسى، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، والعميد أركان حرب الشهيد إبراهيم الرفاعى، فى المسيرات ودعوات الفعاليات، ذو دلالة واحدة واضحة، أنهم يسعون لمجد وطنى يعود فيه الجيش للشعب، حافظا لقَسَمه وثكناته ورصيده مؤديا لدوره، دون خلط بين تاريخ المؤسسة العسكرية المجيد وبين قلة من أبنائها ارتكبت الخطيئة الوطنية، ووجبت محاسبتها وعزلها فورا.
وعندما نقرأ تاريخ هؤلاء الأبطال نعرف أهمية النزول يوم 6 أكتوبر لإنقاذ الجيش والوطن والشعب من خطر قائد الانقلاب "خريج سنة 77" الذى يقف تاريخه عند الفشل والدم وتغيير العقيدة القتالية للجيش، ونعرف لماذا أوصى الرئيس فى آخر خطابه قبل الاختطاف بالجيش!.
فى المقدمة يأتى الفريق المرحوم سعد الدين الشاذلى، صاحب البطولات العظيمة منذ دخوله المؤسسة العسكرية، ومهندس حرب أكتوبر والرأس المدبر لها من خلال خطة المآذن العالية، ومع ذلك ناكفه السادات وهال المخلوع عليه التراب حيا، حتى تبقى أحادية النصر لصاحب "الضربة العاشرة"، ولم يكرمه إلا الرئيس المدنى المنتخب الدكتور محمد مرسى، تكريما يليق بمكانته، ومن المقابلات العجيبة أن يكون يوم تشييع جنازته هو نفس يوم تشييع جنازة نظام مبارك وإسقاط المخلوع فى 11 فبراير 2011.
 المشير الجمسى، تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا فى التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية، وأحد مهندسى خطة أكتوبر، وله موقفه العسكرى الناصع الذى أدى إلى إقالته أو استقالته بعد خلاف مع السادات بسبب عدم موافقته على نزول الجيش المصرى للقاهرة لقمع الاحتجاجات التى جرت بسبب ارتفاع الأسعار.
المشير أبو غزالة، ومن لا يعرفه داخل المؤسسة العسكرية وفى الشوارع المصرية، فهو أحد أبطال حرب أكتوبر، وأقاله المخلوع من منصبه كوزير للدفاع سنة 1989، بعد أن تزايدت شعبيته داخل الجيش وخارجه، بسبب إصراره على تصنيع مصرى للسلاح بعيدا عن الهيمنة الأمريكية كما تقول معظم التقارير.
القائد الشهيد إبراهيم الرفاعى، كان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة التابعة للمخابرات الحربية فى حرب أكتوبر المجيدة، واستشهد فيها وهو صائم، بعد أن ضرب المثل فى الفدائية والشجاعة فى القتال ضد العدو الصهيونى، وليس المصريين السلميين المناهضين لانقلاب عسكرى دموى غاشم.
على قادة الانقلاب إعلان التسليم والاستسلام، وتقديم أنفسهم للعدالة فى انتظار المصير المحتوم، فالوقت يمر بسرعة والثورة تتصاعد، ولن تتوقف حتى تحسم مطالبها على الأرض فى لحظة خاطفة كما جاء الانقلاب فى لحظة غدر وانتقام، وفى الظل مفاجآت وأحرار شأن كل الثورات.
إن أرواح الشهداء تظلل دعوات النصر فى 6 أكتوبر، وإن سلمية المصريين الأحرار ستلاحق الانقلابيين القتلة فى يوم العبور، لتكون شرارة ثورة تمكن المصريون من العبور بالوطن من حال إلى حال، لنستعيد جميعا ثورة 25 يناير المجيدة بمكتسباتها "عيش.. حرية.. شرعية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية".
ثوروا تسعدوا، واصبروا تنتصروا.
_______________________
منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح".

ليست هناك تعليقات: