رثاء ” مر العامان ولازلنا حداد “
رثاء إلى والدي الذي لم يشهد لحظات الثورة المصرية
وعاش مكافحا حاملا أعباء أسرته عقب اعتقال والده
في مرحلة السيتينيات وفارق الحياة اثر مرض السرطان الكبدي
لا زلت أدور بين صفحات الكتب عن كلمة أب
بحت حنجرتي وأنين فؤادي يتذفر ألوان الوصب
لاأنت جليس ذراريــــــك كـــــأيام الــــفرح
توليهم بعض أحاضين ٍ واثلة ٍ أيام الترح
أذاكرت محمد ؟ محلاك صبيٌ ذهبيٌ مصري الوصف
قد كنت أشاطر أقراني شُعبا مرحا والآخر نجمي الصف
الحُلمُ حميدٌ عذريٌ لإيثار شقيقٍ أبويٍ معذور الضعف
لاعيب َ فهو صغير ٌ محسودٌ وبرزق الله الميسور قاري الضيف
ياأبتي فارقني خليلٌ معذوب باهي الروح
ألبسني أكــفان منيته نشيــــــجُ النــــوح
يا أبتي توارت أفئدة وقت السكرات
ترحالك أغدا ليالينا بضع شيبات
نُذُر الرحمن تباغتنا قِدرَ سويعات
جِنانٌ نادت أسلافا حمد الأموات
* * *
الموت حياةٌ يا أبتي أحياها ربُ الأرباب
تذكرةُ الرحلة مألوفة دانية دنو الأصحاب
اشتـــاقت مقلته لجوادٍ قمحيٍ دون عتــــاب
أمهار اللهفة منسية مسلوبة حظوظ الأحباب
مرَّ العامان كأنهما عشرين ربيعا ذابلةً لازلنا حداد
أناشيد العِزِّ رقبناها أمنيةً أمجاد حثيثك صارت أمجاد
الثــورة لازالت تغزلنا تُجمِّلنا بعفـــافٍ وبراءة أحفاد
وغدا تعزوها مكارمنا بدوائر فل ٍ ريفيٍ على أعناق الأولاد
عكفتُ على كتب الظلال الوارفة أترجى حنين صديق ٍ حاصفا
علمٌ تركت جاريا يــــــا عزيـــــــزٌ علينا الخير فينا قاطفا
لله لا شواغل دنيا أشكو بثي وحزني إلى العليم ِ العارفا
أرثيك بالكلمــــات بالأدمع لابل أرثيك
بثورة الشهداء وبمجد أمة شارفا
* * * * * * * * * * *
ذَفِرَ : ذفرا : اشتدت رائحته
باهي: الشديد الحُسن والظرف
نشيج : متردد البكاء في صدره من غير انتحاب
دانية : قريبة من القلب وتباح رؤيتها
أمهار: جمع مُهر : وهو ولدُ الفرس من الخيول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق