مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 28 يونيو 2011

إعلان الحرب على الانتخابات



الثلاثاء, 28 يونيو 2011
بقلم: مجدي أحمد حسين
جريدة الشعب الجديد



تشن الآن حملة منسقة من جهات عدة تستهدف تأجيل الانتخابات التشريعية التى نص عليها الاستفتاء الذى جرى بموافقة الجميع وبنزاهة اعترف بها الجميع. الآن تريد قلة أن تلغى هذا الاستفتاء لأنها ترى أن حظوظها فى الانتخابات محدودة! وكما ذكرت بالأمس فإن البلاد عانت من تأخر الديمقراطية بسبب خشية الحكام والنخبة المتغربة من الإسلام والحركة الإسلامية، فانضم جزء من هذه النخبة للحكام صراحة, بل وصل الأمر إلى حد أن عمل جزء مقدر منها تحت إمرة فاروق حسنى وزير الثقافة الشهير أو فى الإعلام الحكومى، بل تحالفت أحزاب بأسرها مع نظام مبارك تحت شعار أن نار مبارك أفضل من جنة الإسلام! وحتى بعض الشرائح الثورية من النخبة التى عارضت مبارك فقد حاولت أن تفعل ذلك بمنأى عن التحالف مع الإسلاميين، ولم يوافق من النخبة العلمانية على فكرة التحالف مع الإسلاميين ضد طغيان مبارك إلا نفر قليل وأحسب أن هؤلاء وحدهم هم الأمناء على فكرة الديمقراطية.




 فقد تعلمنا ونحن فى مقتبل حياتنا السياسية الديمقراطية من فكر جون ستيوارت ميل وروسو وفولتير. وكنا نردد أقوالهم وكأنها من الحكم الخالدة وأذكر على سبيل المثال كلمة فولتير الشهيرة (اننى اختلف معك ولكننى على استعداد أن أضحى بحياتى من أجل الدفاع عن حريتك). أما الآن فإن مدعى الليبرالية يقولون بفكرة أن الانتخابات غير مناسبة لأحوال البلاد حاليا. وهى الفكرة التقليدية لكل طغاة العالم. فلم يقل طاغية قط أنه ضد الحرية, ولكنه يقول دائما أنها غير مناسبة لهذا الشعب أو فى هذا الوقت. ولهذا السبب كان الغرب والولايات المتحدة دوما ضد الحرية فى البلاد العربية والإسلامية، فهم يعرفون أن الحرية لن تحمل عملاءهم إلى سدة الحكم أو البرلمان. لذلك فقد قالوا دوما أنهم لا يرغبون فى تعميم تجربتهم الديمقراطية ويرغبون فى ترك الشعوب لتختار أسلوب حياتها السياسية. رغم أنهم لا يحترمون حق هذه الشعوب فى اختياراتها الاجتماعية (كالزى والختان والعلاقات بين الجنسين إلخ).

 

حدث هذا فى عهد التدخل الأجنبى خلال حكم إسماعيل ثم خلال الاحتلال الإنجليزى بعد ذلك، وحدث طوال عهد مبارك، ويحدث الآن حيث يطالبون بتأجيل الانتخابات حتى تستعد القوى غير الإسلامية خاصة الصديقة لأمريكا (وهذا قالته السفيرة الأمريكية صراحة لمن التقت بهم من السياسيين). وهذا هو التنظير الأعمق للاستبداد عندما تقول: يجب أن نقدر النتائج التى ستسفر عنها الانتخابات قبل أن نوافق عليها!!

ليست هناك تعليقات: