مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 1 يوليو 2011

يوميات الثورة السورية الكبرى 2011م (إحتمالات النزاع المسلح)

||27||

الثورة وإحتمالات النزاع المسلح



منذ اليوم الأول لإنطلاق الحراك الشعبي السوري أكد ثوار سورية أن حراكهم ملتزم بنقطتين هما أساس هذا الحراك وقاعدته وهما: السلمية ورفض التدخل العسكري الأجنبي. مع مضي الأيام وإتساع هذه الثورة وصمودها زادت وحشية النظام وألة قمعه حداً لم يتخيله بشر, ربما كنا كسوريين نفهم هذا النظام ونحفظ تاريخه وندرك كيف يفكر ويخطط ولذا لم نستغرب أن تلجأ الماكينة الإعلامية الفاشلة للنظام إلى إدعاء وجود" عصابات مسلحة" تطلق النار هنا وهناك ثم تطير بخفة الطير لتنتقل من محافظة لأخرى مستهدفة المدنيين والعسكريين… بالطبع لم يجب أحد من أبواق النظام وطبوله وما أكثرهم على الأسئلة المنطقية التي تفرضها هذه الرواية الرسمية الخرقاء والتي على رأسها: أين كانت أجهزة الأمن التي تعرفنا ونعرفها من هذه التشكيلات المسلحة المزعومة التي قدرها رأس النظام بشار الأسد ب 65 ألف إرهابي؟! ولماذا لم نرى حتى هذا رأساً واحداً من رؤوس هذا النظام صغيرها وكبيرها يتدحرج برصاص هذه العصابات المفترضة؟ قلت ذات يوم أنني في ظل غياب تغطية إعلامية محايدة وذات مصداقية لن أؤمن بوجود هذه العصابات التي – وفي مفارقة عجيبة - قتلت " الألاف من معارضي النظام بهدف إسقاط النظام" حتى أرى رؤوس بعض أبواق النظام ومزمريه من أمثال طالب إبراهيم وخالد عبود وبسام أبو عبد الله وأحمد الحاج علي تتدحرج - دون أن أتحمل بالتأكيد أي إدعاء لاحق بأنني أدعو إلى قتل هؤلاء – لكنه السؤال الذي يبحث عن إجابة منذ صدور هذه الفبركة ولم ولن يجد؟!!




مع بدء إنشقاق عناصر وضباط ووحدات عسكرية من الجيش رفضاً لأوامر إطلاق النار على الشعب الأعزل بدأ الحديث حول " عسكرة " الحراك السلمي يتزايد… زاد من بلة هذا الطين الشكوك حول " نية مبيتة" في صدر تركيا وحلف الناتو" للتدخل العسكري في سورية على غرار ما حدث في ليبيا لاسيما وأننا كنا نكرر ونؤكد أن النظام يفضل الأنموذج الليبي للثورات العربية ليصاغ على المقاس السوري…! إذن ما هي إمكانية وإحتمالات هذه العسكرة المفترضة لثورة شعب سورية سواء أكانت هذه العسكرة ببنادق سورية محلية أم بحاملات طائرات وصواريخ غربية تركية؟!








قلت لصاحبي ونحن في جلسة فجر من جلسات مؤتمر أنطاليا للتغيير :إنني أتخيل ويمكنك أن تتخيل معي السيناريوهات التالية:




1- ماذا لو فقدت أجهزة المخابرات والشبيحة السورية السيطرة على زمام الأمور في محافظة ما – كمحافظة إدلب مثلا – وفر الأمن هارباً مولياً دبره تاركاً مقراته الأمنية لألاف المتظاهرين وهم يزحفون نحوها فيقتحمون بواباتها ويحرقون مكاتبها ويعلنون في نشوة نصر أن المنطقة أصبحت منطقة محررة من النظام!!! لم أدع المجال لمخيلة الصديق ليجيب بل أردفت قائلاً: هل يتورع النظام وقتها وهو الذي إستخدم الدبابات والمروحيات ضد المدنيين العزل هل يتورع مثل هذا النظام عن قصف " المناطق المحررة" بالصواريخ و قذائف الطائرات" وإجتياح الالاف من المقاتلين الأشداء؟؟ الجواب لا بالتأكيد وإذن أكملت فكرتي بالقول: وإذا ما وجدت نفسك وعائلتك وأطفالك تحت جحيم يُصب من السماء وينفث من زوايا الأرض فهل ستفكر في ظل هذا الوضع الميداني والنفسي الذي تزيع فيه الأبصار وتتزلزل من هوله الأقدام و تبلغ فيه القلوب الحناجر في شيء يدعي" سلمية الثورة"- إذا جاز هذا التعبير- ؟؟؟!!




2- ماذا لو زادت وإتسعت رقعة الإنشقاقات العسكرية لتشمل وحدات أكبر حجماً  أكثر تاثيراً و بسطت سيطرتها على مناطق محددة؟ ماذا سيحدث عندما تتعرض هذه القوات للقصف والهجوم؟ هل سيتركها الثوار المدنيون" تقاتل وحدها"؟؟!




3- وماذا لو طال القصف السوري لقرى وبلدات ومدن المحافظات الشمالية المحاذية لتركيا وتحديداً منطقة جسر الشغور وما حولها – ماذا لو طال هذا القصف ( خطأً أو عمداً ) الأراضي التركية وأصاب مواطني الدولة الأقوى إقليمياً والعضو في حلف الأطلسي ؟ هل ستسكت تركيا وتحتفظ بحق الرد؟! وهل يستطيع حلف الأطلسي وقتئذٍ التخلي عن تعهده بالدفاع عن أعضاءه حال التعرض لخطر ما؟




هو ذات الجواب في كل هذه الأسئلة : بالتأكيد لا!










لقد دار هذا الحديث في الأروقة الجانبية لمؤتمر التغيير في أنطاليا في الأول من حزيران يونيو 2011م لكن ديبلوماسياً لبنانياً نقل عن مسؤولين حكوميين أمنيين وسياسيين قولهم - وبعد أربعة أسابيع فقط من هذه التوقعات التي سمحت لنفسي بالبوح بها- : " إن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو وعددا من مستشاري حكومة رجب طيب اردوغان “يبدون خشيتهم من وقوع اي خطأ سوري على الحدود يفجر الاوضاع المحتقنة ويدفع الجيش التركي ودباباته تحت غطاء جوي كثيف الى اجتياز الحدود مع سورية للسيطرة على شريط حدودي بداخلها يبلغ 5 -10 كيلو مترات لتحييد القرى السورية المرتعبة من تصرفات الجيش والأمن السوريين الدموية والقمعية التي لا مبرر لها على الاطلاق”. فيما أكدت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية في تل أبيب في 26/6/2011م نقلا عن “مصادر تركية رفيعة المستوى” معلومات حول “تحول الوضع الميداني بين الاتراك والسوريين الى متفجر وقد ينزلق نحو مواجهة (عسكرية)” عاصفة كاشفة النقاب عن ان أردوغان دعا في 25/6/2011م و خلال اقل من 48 ساعة الى اجتماع طارئ اخر لمجلس الامن القومي التركي الذي يضم قيادات الجيش والاستخبارات ووزارة الخارجية لدراسة احتمال وجود سيناريو سوري لاختراق الحدود التركية لملاحقة اللاجئين السوريين واعادتهم بالقوة الى قراهم ومدنهم او لضرب المخيمات التي بلغ عدد اللاجئين اليها اكثر من 12 الف لاجئ سوري”.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهم في مؤتمره الصحفي في دمشق في 22/6/2011م كلاً من  تركيا وقطر “بالتآمر على سورية مع فرنسا وتأليب دول الغرب عليها”. وأماط الديبلوماسي اللبناني لصحيفة  “السياسة” الكويتية في مقال نشر في 27/6/2011م   كتبه حميد غريافي من لندن تحت عنوان"
تركيا أبلغت "الأطلسي" والغرب بإمكانية شن هجوم على سورية قد يبلغ حلب وحمص وحماه واللاذقية ويؤدي إلى إسقاط النظام "اللثام عن ان “الدافع الآخر الاكثر الحاحا لاقدام الاتراك على فتح جبهتهم الجنوبية مع السوريين هو مخاوفهم من ان يبدأ لجوء كردي كثيف من القرى والمدن الكردية السورية المحاذية لتركيا بحيث تتفجر اوضاع الاكراد داخل الحدود التركية وهي اوضاع هشة اساسا, لذلك بدأت الحشود العسكرية التركية تظهر بوضوح على طول الحدود المواجهة لتلك المدن والقرى (الكردية) لمنع سكانها من دخول الاراضي التركية اذا هاجمتهم القوات السورية وصد الجيش السوري وتدميره. أما في لندن فقد ذكرت مصادر برلمانية في لجنة العلاقات الخارجية والدفاع  أن تركيا ابلغت لندن وباريس وروما وبرلين وقيادة حلف شمال الاطلسي الاميركية مخاوفها من اضطرارها لخوض مواجهة قريبة جدا مع الجيش السوري طالبة من هذه العواصم ان تكون مستعدة لتقبل هجوم تركي عسكري على شمال سورية قد لا يقتصر على الشريط الحدودي بل يتعداه الى المدن الاساسية الشمالية مثل حلب وحمص وحماه واللاذقية التي اذا سقطت في ايدي القوات التركية واخرجت منها القوات السورية والاستخبارات والاجهزة الامنية الاخرى ثم جرى تسليمها الى المعارضة السورية فإن النظام البعثي سيسقط لا محالة وينتهي دوره هو ورموزه بشكل مأساوي!!!! .




في مقابلتي مع وكالة عمون الإخبارية الأردنية الأوسع إنتشاراً ألحت الصحفية الأردنية الكريمة شهيرة خطاطبة في السؤال عن هذه النقطة: التدخل العسكري الدولي؟ أعتقد أن إجابتي كانت واضحة أننا لن نقبل بأي تدخل عسكري أجنبي من أي طرف وتحت أي ذريعة كانت وأننا أحفاد إبراهيم هنانو وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة قادرون على الإنتصار دون هذا التدخل – فقط ليسقط المجتمع الدولي شرعية هذا النظام بعدما اسقطها الشعب السوري وليتحمل مسؤولياته في إدانة هذا النظام وتجريمه وتحميله كامل المسؤولية عن مجازر سورية ومذابحها!




قد تبدو الإجابة حالمة واعدة لكن البعض إعتبرها من باب " البغبغة غير الواقعية" فهذا المجتمع الدولي الخجول على نحو غريب في مواقفه تجاه ثورة شعب سورية وبشكل عام مع بعض الإستثناءات القليلة لا يتحرك وفق أجندة إنسانية ولا حقوقية وإنما يتحرك وفق مصالح وأطماع وبالتالي يكون السؤال الدولي : ما الذي يملكه أو سيقدمه لنا شعب سورية لنتحرك من أجل وقف شلال دمه الهادر؟!




نحن ندرك أن المجتمع الدولي " الغاضب" من نظام " الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي" لم يفعل حتى الأن شيئاً ذا قيمة حقيقية سوى المراوغة وإعطاء مزيد من الوقت للنظام العتيد وأن قرار التحرك ضد هذا النظام عسكرياً لن يمرر من مجلس الأمن الذي تهدد كل من روسيا والصين بإستخدام حق النقض الفيتو ضده- إلا إذا دفع الغرب الثمن المطلوب لشراء هذين الموقفين المعروضين للبيع بالطبع للسعر الأغلى ؟ نحن ندرك أن المواقف الغربية ما تزال مترددة متأرجحة من إتخاذ قرار إستراتيجي بالوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي تقر كل الشرائع أرضية وسماوية حقه في إختيار النظام الذي يمثله ويقوده,, مثلما ندرك أن قلب تركيا حكومة وشعباً مع شعب سورية لكن سيفها البتار لم يخرج بعد من غمد العلاقات الحميمة مع هذا النظام ولا من نطاق حساب " التبعات " بشكل دقيق وصحيح لاسيما وأن التلويح السوري الرسمي بأوراق" المياه – وحزب العمال الكردستادني وقضية لواء إسكندرون" ماثل أمام عيني ساسة تركيا وعسكرييها!




في قاهرة المعز وكنانة العروبة ربتّ صديق حقوقي ليبي على كتفي قائلاً : يا صديقي سوريا وليبيا كلاهما لم يوقعا إتفاقية المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي فليس من إختصاص المحكمة التحرك فيهما إلا بقرار من مجلس الأمن وفق البند السابع المعني بحالات تهديد الأمن والسلم الدوليين … أفهمت؟!!




ما زلت أغني مع الثوار الصامدين وقلبي يخفق بشدة : سلمية سلمية .. لكن لحظة من الحقيقة نحن في إنتظارها – أراها رأي العين وأغمض الطرف علني أكذب ظني الذي لا يخيب!






د.محمد شادي كسكين – كاتب وناشط سوري

في اليوم الثامن بعد المائة من الثورة المباركة – الثلاثين من يونيو حزيران 2011م

ليست هناك تعليقات: