مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأحد، 10 يوليو 2011

رسالة إلى المجلس العسكري.. وفي انتظار الجواب

بقلم: د. عصام العريان
عندما خرج الدكتور عصام شرف ليلة السبت 9/7/2011م، للحديث إلى الشعب عقب جمعة “الثورة أولاً” في 8/7/2011م كنت في استديو برنامج “مال مصر” في حلقته الأولى مع الأخ المهندس أشرف بدر الدين نتحدث عن رؤية حزب الحرية والعدالة للاقتصاد المصري بعد الثورة.
قطع الأستاذ: حازم شريف الحديث وراقبنا كلمة رئيس الوزراء وطلب مني تعقيبًا سريعًا على وعود د. شرف.
قلت ببديهة سريعة: نحن نريد أن يتحدث إلينا أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وحديث د. شرف مهما كان ملبيًا لبعض طلبات الشعب فلن يشفي الغليل.
وتساءلت: لماذا لم يخرج عضو من المجلس العسكري ليقول بوضوح “ما زلنا عند وعدنا بتلبية مطالب الشعب وحماية إرادته، وأننا نرفض الضغوط الخارجية والداخلية التي تريد إعاقة مسيرة الثورة وتهدد البلاد بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا تمت محاكمة العهد السابق بعدالة”.
السبب أن الأصيل هو المطالب وليس الوكيل، فمهما كان دور د. عصام شرف فلن يتعدى حدوده، وقد فرض عليه أكثر من نصف الوزراء من العهد السابق، وهم شركاء متشاكسون.
وليس له أن يعد بشيء لا يستطيع الوفاء به، وإذا كان المجلس العسكري وهو رأس المؤسسة العسكرية الوطنية يجد صعوبات في الوفاء بما تعهد به، فكيف يستطيع د. شرف أن يحقق آمال الشعب وهو لا يملك كافة السلطات ولا الصلاحيات؟!
إن رسالة يوم 8 يوليو كانت موجهة إلى المسئولين عن إدارة البلاد، المجلس العسكري والوزارة جميعها ووزارة الداخلية بالذات والقضاء المصري الذي هو محل ثقة الشعب.
أهمية رسالة 8 يوليو أنها جاءت من كل القوى السياسية والوطنية في اتفاق طال انتظاره لمدة شهور بعد أن حاول البعض الالتفاف على إرادة الشعب الواضحة في استفتاء 19 مارس ولا يزالون يصرون على تحدي الإرادة الشعبية ومحاولة شق الصف الوطني من جديد حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الإعلان أننا سنعلن عن موقف منفرد في منتصف الليل بعد انتهاء المليونية وأننا سنعتصم من أجل مطالبنا القديمة وليس المطالب التي أصر عليها الملايين ويتناقلون إشاعات عن إجراءات وتمنيات سرعان ما يكتشف الجميع زيفها وعدم صدقها.
ووصل الأمر ببعضهم إلى استمرار الانسياق وراء كذب إعلامي مقصود ولم يتبينوا صدق ما نسب إلى رئيس حزب الحرية والعدالة وكذب بعضهم عندما قال إنه اتصل برئيس الحزب وأكدّ له الأكاذيب المنشورة، بينما قدّم بلاغًا ضد الصحيفة الكاذبة التي تدلس على الرأي العام وتصر على ممارسة غير مهنية مما سيؤدي بها إلى أن تتحول من صحيفة رصينة إلى صحيفة فضائحية إذا لم تصحح طريقة أدائها وتراجع نفسها وتحرر إرادة الصحفيين من سطوة رأس المال وطموحات المالكين وتفصل بين الخبر الذي هو حق القارئ، وبين الرأي الذي هو حق الكاتب.
كان يوم 8 يوليو مشهودًا بحق، وكنت في ميدان التحرير أصلي الجمعة مع ابني، والتقيت في الميدان بحشود قدمت من كل المحافظات، وعادت إلى الميدان روح يناير وفبراير من جديد، ويصر البعض على قتل هذه الروح من جديد بإثارة القضايا الخلافية ورفع مطالب لم يتم الاتفاق عليها.
الجديد الذي وصل إلى عين وأذن وأنف المجلس العسكري أن مصر كلها كانت في الميادين، وأن الشعب هو الذي يريد، وأن القوى الوطنية لم تنقسم على المطالب الرئيسية وأن المطلوب هو رد الرسالة، أين الجواب؟
السادة أعضاء المجلس العسكري:
نعلم أنكم لستم ثورًا، وأنكم تربيتم على الانضباط العسكري والالتزام الوظيفي واحترام الأقدميات.
نعلم أنكم أكثر منا علمًا بخفايا وخبايا النظام السابق وأنكم تملكون الأدلة والبراهين والمعلومات حول جرائم تصل إلى الخيانة العظمى.
نعلم أنكم كنتم شركاء في الثورة عندما نزلتم يوم 28/1 ورفضتم إطلاق رصاصة واحدة على الشعب، وأنكم ظللتم على الحياد لمدة أيام حتى يوم 2 فبراير، تحمون حق الشعب في التظاهر السلمي، وتضغطون على النظام للاستجابة إلى مطالب الشعب لتجنيب البلاد فوضى عارمة وتجنيب الجيش مسئولية خطيرة.
نعلم أنكم بعد موقعة الجمل تبين لكم بوضوح انتصار إرادة الشعب على أخطر محاولات النظام لإجهاض الثورة، وعندها وبعد سقوط مئات الشهداء قررتم أن الوقت حان للانحياز ضد رأس النظام وأولاده ورجاله وحزبه وبرلمانه.
نعلم أنكم تركتم فرصة لنائب الرئيس ليتسلم السلطات التي لم يتسلمها أبدًا وبعد أسبوع أدركتم أنه لا بد من رحيل الرئيس مبارك ونائبه وتولى إدارة البلاد بأنفسكم رغم أنكم رافضين لذلك، راغبين في تجنيب المؤسسة العسكرية التورط في حكم البلاد عسكريًّا، وأنكم إذا خيرتم بين الحفاظ على المؤسسة وتماسكها وانضباطها وبين أي أمر آخر تختارون الحفاظ على المؤسسة درعًا للوطن وحماية للبلاد.
نعلم أنكم في حيرة من أمر البلاد التي خرج الملايين بدون قيادة واضحة، تقودهم أهداف تتعالى أسقفها يومًا بعد يوم، ولهم أحلام طال بهم انتظار تحقيقها طوال 30 سنة كبيسة على البلاد، وأن البديل لنظام بائد لن يكون إلا بتوافق وطني عام على تقاسم الأعباء وتحمل الهموم والخروج بالبلاد من عنق الزجاجة.
ونعلم أيضًا أنكم تتعرضون لضغوط هائلة من أمريكا التي استثمرت في مصر 60 بليون (مليار) دولار على مدار 35 سنة وتريد أن تجني الفوائد بتبعية مهينة وسياسة خارجية تضمن لها الاستسلام لإرادة العدو الصهيوني، والحفاظ على الأنظمة الموالية لها من تأثير الثورة المصرية (كما حدث من قبل بعد ثورة 1952) واستمرار تدفق البترول بأسعار زهيدة، والحفاظ على الهيمنة الأمريكية على أفريقيا وأواسط آسيا وأوربا الشرقية.
كما نعلم أنكم تتابعون باهتمام رفض العدو الصهيوني لأي تغيير في معادلة العلاقات المهينة المذلة التي حولت رئيس مصر إلى كنز إستراتيجي، وأنهم قد يكونون وراء تفجيرات أنبوب الغاز ليدللوا على ضعف قبضة الحكم على البلاد ويرسلون الجواسيس تلو الجواسيس لتخريب الثورة وتقسيم الثوار، وتأليب الشعب على بعضه البعض.
نعلم أنكم تخافون على عجلة الإنتاج وإدارة الاقتصاد من رجال العهد السابق الذين سيطرت 500 عائلة منهم على معظم ثرورات البلاد ويحتاج الخروج من عنق الزجاجة إلى حكمة وروية.
كما نعلم أنكم تتعرضون لضغوط من رجال حبيب العادلي في وزارة الداخلية الذين ناصبوكم العداء لسنوات وكتبوا عنكم التقارير لإيغار صدور مبارك على المؤسسة التي انتمى لها وليتحيّز للشرطة ضد الجيش، وأن هؤلاء ربوا جيوشًا من البلطجية والمفسدين في العشوائيات والمحليات.
ولكننا نعلم أنكم أبناء هذا الشعب، من رحمه خرجتم، ومن لبن أمهاته رضعتم، ومن نيله شربتم، وعلى أرضه ترعرعتم، وتحت سمائه أقسمتم الولاء للوطن، وليس للرئيس، للشعب، وليس للنظام، وأنكم ستكونون عند عهدكم مع الشعب، وقد تابعنا بياناتكم المتتالية وكنتم في غاية الوضوح أثناء الثورة، فهل تغيرتم؟ أم تغيرت الظروف؟ وهل ما زلتم عند وعودكم؟ أم حدثت في الأمور أمور؟
نريد أن نسمع منكم جوابًا واضحًا، ونحن على يقين من انحيازكم لضميركم الإيماني، وضميركم الوطني، وفطرتكم السليمة.
ونقول لكم: إن الشعب أقسم على تطهير البلاد، وإسقاط النظام، وتحقيق العدالة، وهذا الشعب سيبر بقسمه، ويريد منكم أن تكونوا في صفه.

ليست هناك تعليقات: