مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 3 يناير 2013

محمد جمال عرفة يكتب: “فتنة دبى” تحتاج جراحة خاصة





2013-01-03 

محمد جمال عرفة

أعلم تماما حجم الغضب لدى الكثير من المصريين من حالة التخبط التى تتبعها الأجهزة الأمنية فى دبى بالإمارات العربية المتحدة، واعتقال 14 مصريا من الصحفيين والمهندسين والأطباء، الذين ذهبوا ليخدموا أشقاءهم هناك، فأصبحوا فى السجون بتهم معلبة (على طريقة أمن الدولة)، مثل مزاعم (قيامهم بإدارة تنظيم يتمتع بهيكلة تنظيمية واجتماعات سرية وجمع معلومات سرية وأسرار الدفاع عن الدولة)!.
وأعلم بالمقابل أن جزءا كبيرا من حجم القلق الإماراتى والخليجى عموما من مصر، يأتى من تخوفهم من تصدير الثورة والصحوة (الربيع) العربية إليهم، وأن هذا الهوس الأمنى فى دبى تحديدا له أساس منطقى يتعلق بكون دبى عبارة عن سوق تجارى خدمى كبير أو (مول تجارى) يتأثر بسرعة بأى خلل أمنى؛ لأنه يمكن أن يدمر هذا السوق، ويدفع الاستثمارات للهرب منه، ولهذا لديهم حساسية أمنية يغذيها أن ضباط أمن دولة مصريين هم الذين أسسوا أجهزة الأمن هناك.
دوافع هذا القلق من جانب دبى تحديدا –بخلاف بقية الإمارات- الذى يدفعها لمعاداة الرئيس مرسى والإسلاميين عموما، لخصه بدقة المفكر الأمريكى اليهودى (نعوم تشومسكى) فى ندوة سياسية بجامعة كولومبيا بنيويورك أمس الأول فى ثلاثة أمور أساسية:
(الأول) هو قلق دبى من مشروع تطوير إقليم قناة السويس الذى يتبناه مرسى؛ لأنه سيحول القناة لأفضل من دبى، ويصبح كارثة لاقتصاد الأمارات، خاصة دبى؛ لأن اقتصادها خدمى وليس إنتاجيا يعتمد على الموانئ البحرية (بعكس بقية الإمارات التى بها نفط)، كما أن موقع قناة السويس الإستراتيجى الدولى أفضل من مدينة دبى المنزوية داخل الخليج العربى، الذى يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع إيران.
و(الثانى) أن دبى هى أكثر إمارة عربية تعتمد سياسيا ومخابراتيا على الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية، وطبيعى أن يقلقها أى نشاط أو صحوة إسلامية.
و(الثالث) أن هناك قلقا إماراتيا من التقارب المصرى التركى ومن الزخم التركى وراء الثورة السورية؛ لأنه سيؤدى مستقبلا إلى فتح الأبواب التجارية الأوروبية للمنتجات السورية والمصرية، وتصبح الحاجة إلى مشاريع إعمار منطقة قناة السويس بمنزلة اللطمة للاقتصاد الإماراتى الخدمى، وهذا أحد أسباب مساندة دبى للثورة المضادة ضد الثورة المصرية والجيش السورى الحر، والرغبة فى إفشال التواصل المثمر والبنّاء بين تركيا ومصر؛ لأنه إذا تمكنت مصر من تنفيذ هذا المشروع العملاق فى منطقة قناة السويس، ستنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا.
بعد هذا التوضيح يجب أن ندرك أن هناك أطرافا خارجية وأخرى من فلول النظام السابق، تُذْكى هذا الخلاف وتعمقه بين القاهرة ودبى، وبعض التسريبات من دبى تلمح لموجة تصعيد أخرى بعد اعتقال المصريين هناك قد تتضمن توجيه التهم لشخصيات إخوانية قيادية فى مصر بزعم أنها تقف وراء التنظيم السرى المزعوم الذى يتحدثون عنه!.
والحل العاجل الذى لا يجب أن ينتظر فى تقديرى هو أن تسعى الشقيقة الكبرى مصر لحوار مباشر مع القيادة الأم فى (أبو ظبى) خليفة الشيخ زايد؛ لطمأنتها أولا أن مصر لا تريد تصدير الثورة، وأن نهضة مصر لصالح كل العرب وليست ضد أحد، وأن يتم طرح مشاريع تعاون مشترك وتكامل بين موانئ دبى ومنطقة قناة السويس الجديدة.
أقترح بوضوح أن يتم ترتيب زيارة لوفد مصرى على مستوى عال للقاء الشيخ زايد والقادة هناك، أو لقاء قمة فى أقرب فرصة لتدارك هذا الانهيار للعلاقات لو استمر تصعيد الأزمة وما سيترتب عليه من أضرار على الإمارات وعلى المغتربين المصريين هناك، وأن نحتضنهم ونزيل شكوكهم بمزيد من التواصل أو عبر خلية أزمة، ثم يتم إطلاق سراح المعتقلين المصريين بصورة عاجلة.

ليست هناك تعليقات: