مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 24 أغسطس 2013

شاهين فوزى يكتب: الهالك بأمر الله

شاهين فوزى يكتب: الهالك بأمر الله
شاهين فوزي
2013-08-24 09:41:46

هيومن رايتس ووتش: 14 أغسطس أسوأ جريمة قتل جماعى بتاريخ مصر المعاصر.
سيظل تاريخاً للعار حالك السواد فى ذاكرة الأمة، أريقت فيه الدماء الطاهرة فى رابعة العدوية والنهضة، وأحرق الموتى والأحياء فى مجازر فاشية قلما شهدت لها الإنسانية مثيلاً. استشهد فيها ما يقرب من 3000 مصرى كان ذنبهم الوحيد أنهم بذلوا أنفسهم فداء حرية وطنهم ضد حكم عسكرى غاشم وعلى يد سفاح خسيس.
إن ما جرى ويجرى على أرض مصر لا يمكن فهمه بعيداً عن الأيدى الصهيونية الأمريكية، ولا يحتاج الأمر إلى استدلال، إذ إن تبنى اسرائيل للانقلاب، واحتفاءها بالخسيسى لم تستطع كتمانه، كما أن أنظمة النفط العلمانية التى يتدثر بعضها برداء دينى مهترئ قد أعلنت عن عدوانها على الشعب المصرى الأعزل، حين وصفت مظاهراته واعتصاماته السلمية ضد الانقلاب بالإرهاب، داعية أصدقاءها فى أوروبا وأمريكا لدعم عسكر كامب ديفيد ضد أنصار الإخوان المسلمين وأقرانهم من داعمى الشرعية فى مصر.
لقد مضى السيسى إلى آخر الشوط متجاوزاً جرائم العبد الخاسر فى 54 و65 ، وهو ما يدعو للتساؤل عن شخصية الرجل هل هو مجرم بطبعه سفاح بفطرته؟؟ أم أن الدماء تسيل أنهاراً لينجو بعصبته من القصاص؟؟.
البعض من البسطاء والسذج يتغنى بالحديث عن السيسى الذى يصلى ويحفظ القرآن!! فالرجل لم تبد عليه أمارات المعصية  ولا إشارات الخيانة أو الطغيان والجبروت التى جعلته ينافس فرعون موسى الذى كان يستحيى نساء المؤمنين فلا يقتلهم، بينما هذا السفاح يقتل ثم يحرق معارضيه ونساءهم أيضاً!!!
نسى هؤلاء أن الحجاج بن يوسف الثقفى كان حافظاً لكتاب الله؛ لكنه هدم الكعبة بالمنجنيق، وقتل صحابة أشهرهم عبد الله بن الزبير الذى ودعته أمه ذات النطاقين بقولتها الخالدة: (امضِ يا بنى، فما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟).
أتت حرب الإبادة العنصرية التى تمت فى رابعة والنهضة، ثم قنص المصريين فى الشوارع والاعتداء على المساجد بالاستعانة بالبلطجية علناً أمام كاميرات الفضائيات، ثم قتل المعتقلين تحت التعذيب وإخراج جثامينهم للعيان بهذا المشهد البشع المنافى للإنسانية، لتذكرنا بمذابح الصهاينة فى كفر قاسم ودير ياسين بهدف إرهاب الأحرار بالصدمة والرعب، ليدرك المصرى أنه بنزوله للشارع ضد العسكر فمصيره إما القنص أو الاعتقال والسجن أو التعذيب حتى الموت.
إن الخطأ الاستراتيجى للرئيس مرسى وللإسلاميين أنهم وثقوا فى قادة العسكر وقواد  المخابرات العامة والحربية، ونسى الرئيس الأسير أن عسكر كامب ديفيد قد صُنعوا على عين البنتاجون والسى آى ايه، كما تناسى أن السيسى نفسه كان رجل المخابرات الحربية، أى أنه نظير عمر سليمان فى خدمة إسرائيل وتأمين نظام مبارك.
إن مواجهة وتطهير الأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية كان يجب أن يتم وقت عزل طنطاوى وعنان، نعم كانت المواجهة ستكون شاقة وربما تم الانقلاب فى أغسطس 2012؛ لكن المواجهة المبكرة كانت لتوفر مناخاً شعبياً لم يتلوث بألاعيب السيسى ومخابراته وأبواقه الإعلامية المأجورة التى شنت دعايتها السوداء طوال العام المنصرم.
لماذا يتعجب البعض من كون السيسى كنزاً استراتيجياً للصديقة إسرائيل؟ وخادماً مطيعاً لربته أمريكا التى أتمت الانقلاب ثم نفضت يديها من دماء الأبرياء؟!.
ألم تُستخدم أمن الدولة والمخابرات كأداة اساسية فى خدمة الموساد والمخابرات الغربية منذ صدور التعليمات للمخلوع بتبنى مصطلح الإرهاب1990 لمحاربة الإسلام الجهادى من باكستان وأفغانستان حتى المغرب ومالى.
ألم تستخدم معتقلات مصر منذ سنين لاحتجاز وتعذيب المعتقلين الأجانب لصالح الأجهزة الغربية (ولنا عبرة فى فضيحة تعذيب المصرى الإيطالى أبو عمر إمام مسجد ميلانو لصالح المخابرات الأمريكية فى معتقل دمنهور فى 2005 وما خفى كان أدهى و أعظم).
ألم تكن مصر شريكاً أساسياً فى التخطيط لغزو العراق2003، وجيشك كان جزءا من الغزو بدعم لوجيستى كامل للعدوان، وطائرات التحالف عبرت أجواءك وتزودت بالوقود، وبارجاته الحربية عبرت قناة السويس لتحتل العراق.
وكانت وما زالت  المخابرات ترتمى فى أحضان الصهاينة وتحارب المقاومة فى فلسطين، وما عملية الرصاص المصبوب فى ديسمبر 2008 منا ببعيد!!.
الجديد أن نفس الأجهزة قد خططت لتدمير كل مكتسبات ثورة 25 يناير، وإجهاض الديمقراطية الوليدة، ثم تدنت فى الإجرام فصارت تشرف بشكل منهجى على قنص وحرق المصريين بدم بارد،  فى مجازر يراها العالم كله حرب إبادة فاشية وجرائم لا تسقط بالتقادم. 
ولنلخص المشهد الذى يقوده الخسيس يمكننا استعارة كلمات (رون بن يشاي) المعلق العسكري الصهيونى لموقع واي نت، الذي يرى أنه يتوجب على إسرائيل عمل المستحيل من أجل إنجاح الانقلاب للأسباب التالية:
(السيسي يقود المعركة ضد كل الذين يحاولون إعادة الإسلام لصدارة العالم، إفشاله يعني حرمان الغرب من تمتع الطيران الحربي الغربي من الحق في استخدام الأجواء المصرية، والتوقف عن منح حاملات الطائرات الأمريكية الأفضلية لدى الإبحار في قناة السويس.
يتولى السيسي قيادة مواجهة مفتوحة مع "قوى الجهاد العالمي"، التي تهدد مصالح إسرائيل والغرب.
من هنا يدعو (بن يشاي) الغرب إلى ضخ مليارات الدولارات من أجل منع حدوث انهيار اقتصادي يؤجج بدوره ثورة ضد حكم العسكر، ويشدد على ضرورة تركيز الاستثمار في البداية على دعم الجيش والأجهزة الأمنية المصرية التي تتولى مهمة قمع "المتطرفين". ويشدد على أنه يتوجب على إسرائيل ألا تخجل من دورها في دعم  السيسي، مستذكراً بأنها تقوم بذات الدور الذي تقوم به دول الخليج والأردن)!!
إن السيسى هالك لا محالة، إن عاجلاً أو آجلاً، فهو وجنده على خطى فرعون وهامان وجنودهما (ورَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذَابَ بِل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً)،
وعلى المصريين أن يواصلوا ثورتهم الحقيقية ضد عملاء الصهيونية وحلفائهم الانقلابيين الذين خططوا شهوراً لكى ينقلبوا على الديمقراطية وينسفوا الثورة، فلنهيئ أنفسنا لنضال طويل عصيب، وتضحيات مريرة، لدحر هذا الانقلاب الدموى.
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ  ***  بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ.

ليست هناك تعليقات: