مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 22 أغسطس 2013

د. صلاح عز يكتب: العصيان والتوثيق وخواطر أخرى

د. صلاح عز يكتب: العصيان والتوثيق وخواطر أخرى
أ.د. صلاح عز
2013-08-22 11:24:44
(1) في البيان الأخير لتحالف دعم الشرعية الذي ألقاه د.مجدي قرقر، جرى التلويح بالعصيان المدني، كأحد الأسلحة التي يمكن أن تلجأ إليها المقاومة الشعبية للاحتلال السيسي لمصر.
وأرى أنه ليس من المناسب حاليا اللجوء إلى هذا السلاح. فحتى يكون العصيان المدني فعالا ومؤثرا، يجب أن يخطط ويعد له جيدا على مستوى جميع محافظات مصر، لأن اللجوء إليه دون تخطيط، أو في التوقيت الخطأ سيقود إلى نتائج عكسية تضر كثيرا بالمقاومة.
السلاح الأساسي الذي يجب التركيز عليه الآن هو المظاهرات اليومية في مختلف المحافظات، مع وضع جدول يحدد لكل محافظة يوم التظاهر الأسبوعي، على أن يكون الجدول غير معلن حتى نحد من استعداد ميليشيات السيسي الأمنية والبلطجية لها.
(2) كنت على يقين منذ بدأ الانقلاب أن الانقلابيين سيستميتون لإنجاحه، لأن البديل هو رقابهم. وبالتالي كنت على يقين بأن نظام الاحتلال لن يسكت على اعتصامي رابعة والنهضة، وأنه سيتم فضهما آجلا أو عاجلا، وأن ذلك سيؤدي إلى سقوط جرحى وشهداء.
كان من المفترض أن تكون هذه البديهة واضحة أمام القائمين على الاعتصامين، وأنهم على أساسها قاموا بتسجيل أسماء المشاركين في الاعتصامين، وأعدوا مجموعات تكون مهمتها الأساسية توثيق ملابسات سقوط الضحايا والشهداء، وتسجيل كل شهيد ومصاب بالاسم والمحافظة وطبيعة الاصابة. غير أننا بعد مرور أكثر من أسبوع على المجزرة ما زلنا لا نعلم عدد الشهداء والمصابين ولا أسماءهم .. فالأرقام المتداولة تتراوح بين 1000 و 2500. هذا التباين الشاسع في الأرقام لا يعني فقط فشل المعتصمين في الاستعداد لعمليات الفض، وإنما الأخطر من هذا أن كثيرا من الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الله والوطن، لن يخلد التاريخ أسماءهم بسبب انعدام التوثيق لتضحيتهم الغالية.
إن مجرد تسجيل أسماء المعتصمين كان سيجعل عملية حصر الغائبين أكثر سهولة، ويحصر احتمالات غيابهم بين الاستشهاد والاعتقال.
ثم ماذا عن توثيق المجازر، بدءا بمجزرة بين السرايات، ومرورا بالحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس ورابعة والنهضة والمنصورة ومسجد الفتح، وأخيرا أبو زعبل. من حق شهداء هذه المجازر أن يعلم شعب مصر من هم.
(3) لم يسبق للفريق السيسي أن خاض حربا ضد إسرائيل. ولهذا فهو لا يجد غضاضة في التعاون والتنسيق معها ضد العدو المشترك: الإخوان وحماس. وبالنظر من زاوية أخرى لجريمة اغتيال الجنود المصريين في رفح في رمضان قبل الماضي، سنرى أن هذه الجريمة كانت هي طريق السيسي إلى وزارة الدفاع بدلا من المشير طنطاوي. والفارق بينهما واضح .. فطنطاوي خاض حروبا ضد إسرائيل، ويعتبرها هي العدو، وليس حماس أو شعب مصر.
(4) لم تكن تهمة "التخابر مع حماس" التي وجهتها سلطة الاحتلال السيسي للرئيس مرسي مجرد تهمة ملفقة تستهدف سجن الرئيس، وإنما كانت رسالة لإسرائيل أن هذه السلطة معها قلبا وقالبا .. فهذه التهمة توجهها إسرائيل فقط ضد كل من يستهدف أمنها. ولهذا كانت هي أسعد دولة في العالم بالانقلاب. ولأنها كذلك، فهي لن تقدم على أية جريمة مستفزة ضد الفلسطينيين أو المسجد الأقصى قبل أن يستقر الأمر للسيسي ونظام طراطيره، حتى لا تحرجهم وتكشف حقيقتهم أمام المخدوعين فيهم.
ومن هذه الزاوية تبدو أهمية استمرار المقاومة للاحتلال السيسي، لأنه إذا - لاقدر الله -ـ تمكن السيسي من سحق المقاومة، واستقر له الأمر، فلن ننتظر طويلا حتى نرى غزة وهي تتعرض للإبادة .. ولن ننتظر طويلا حتى نرى كارثة غير مسبوقة تصيب المسجد الأقصى. فقد كان دعم إسرائيل للانقلاب مشروطا ليس فقط بأن تنفض سلطة الانقلاب يدها من القضية الفلسطينية، وإنما أيضا من مقدسات المسلمين في القدس.
(5) من تعرض لإطلاق النار وقنابل الغاز عليه، واستشعر مدى استخفاف الشرطة بأرواح البشر، لابد أن يخرج بانطباع واحد، وهو أن السيسي عندما أطلق الشرطة على المتظاهرين، كان يدرك أنه يطلق عليهم كلبا مسعورا له "ثأر بايت" منذ ثورة يناير. أقول هذا حتى لا يظن أحد أن محمد ابراهيم وجهاز الشرطة "حيشيلوها" بمفردهم. كل من نزل يوم 30 يونيو مفوضا السيسي للانقلاب على الشرعية .. وكل من نزل يوم 26 يوليو مفوضا السيسي لسفك دماء الأطهار الأبرياء .. كل هؤلاء الذين انعدمت فيهم الإنسانية، وأصبحت قلوبهم كالحجارة - بل هي أشد قسوة -ـ يتحمل كل منهم نصيبه من الدم ومن لعنة هذا الدم.
(6) جميع من في المشهد اليوم من المحيطين بالسيسي، لم يكن لأي منهم دور يذكر في يناير2011، ولم أر أيا منهم في ميدان التحرير. استغلوا شعبية الاخوان وقدرتهم على الحشد في جمعة الغضب وصمودهم في موقعة الجمل لكي يتخلصوا من مبارك وابنه، ويدعوا الثورية بينما كانوا أثناء الثورة قابعين في بيوتهم آمنين ينتظرون لمن تكون الغلبة. فلما انتصرت الثورة، تصنعوا الصداقة والتحالف مع الإخوان لكي يتسلقوا على أكتافهم وصولا إلى البرلمان. وبعد أن لفظهم الشعب مرارا وتكرارا، استقووا بالعسكر لكي يصعدوا على أكتافه إلى الحكم.
لقد رأيت في حياتي نوعيات متعددة من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية والغربية.. ولم أر أحقر وأخس من هؤلاء الانقلابيين.

ليست هناك تعليقات: