ما ما أمريكا .. نرجوكم اقطعوا المعونة ؟!
الاربعاء 10 صفر 1433 هـ -4 يناير 2012م
بقلم : محمد جمال عرفة
حملة
مسعورة انتشرت في أمريكا وبعض الدول الأوروبية عقب تحقيقات النيابة مع عدد
من منظمات المجتمع المدني المتهمة بالحصول على تمويل أجنبي تهدد وتتوعد
بقطع المعونة , وكأن مصر تأكل وتشرب من هذه المعونة , ودونها سنجوع ونتعرى ,
مع أنهم هم في أشد الحاجة لنا لكي نقبل معونتهم , ولو أوقفناها لتوسلوا
لنا أن نقبلها ؛ لأنها تفيدهم قبل أن تفيدنا , كما أنها معونة مشروطة بحفظ
مصالحهم ومصالح الدولة الصهيونية ! .
إليوت
ابرامز – نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق – دعا الرئيس اوباما
لقطع المعونة العسكرية التي تقدر ب 1,3 مليار دولار سنويا , ردَّا على ما
اعتبره " الحملة التي قادها الجيش المصري " على منظمات حقوق الانسان
والمنظمات الأجنبية خصوصا " فريدم هاوس " و " المعهد الديمقراطي القومي " و
" المعهد الجمهوري الدولي " و " كونراد اديناور " .
وتوعدنا
السيناتور باتريك ليهي – رئيس لجنة المخصصات في الكونجرس – برفض لجنته
المساعدات الخارجية للجيش المصري " , وتجميد ( تشريع ليهي ) الذي جاء في
اطار مسودة لعام 2012 وقعها الرئيس باراك اوباما في 23 ديسمبر لمنح مصر 250
مليون دولار كمساعدات اقتصادية , وشطب 500 مليون دولار ديون مصرية مستحقة
للولايات المتحدة .
بل
وترددت تقارير – نفتها السفارة الأمريكية – عن الضغط حتى على دول عربية
لكي تمتنع عن مساعدة مصر في هذه المرحلة للضغط على المجلس العسكري للتوقف
عن تفتيش مقرات هذه المنظمات ومحاكمة مسؤوليها لمخالفتهم الصريحة لقانون
المنح الأجنبية .
وكل هذه التهديدات " طق حنك " لاقيمة لها , فهذه المعونة مرهونة بتحقيق مصر مصالح امريكية مباشرة , أبرزها – كما قال" ليهي " نفسه وهو يهدد ويتوعد – " الالتزام بمعاهدة السلام الاسرائيلية – المصرية " !.
فالمعونة
الاقتصادية تقلصت حتى بلغت 50 % من قيمتها لتصل الى 415 مليون دولار ,
بدلا من 815 , وهو مبلغ لاقيمة له , وتستفيد منه الشركات الأمريكية وموظفو
المعونة الأمريكية في مصر , كما أن المعونة العسكرية التي تبلغ 1,3
مليار دولار تقدم مصر بموجبها خدمات لأمريكا تمتد من عبور سفنها الحربية
في قناة السويس , وحتى استخدام الطائرات الأمريكية للأجواء المصرية بخلاف
مساعداتهم في أفغانستان
, وهناك دراسة تقع في 40 صفحة قدّمها مكتب " محاسبة الانفاق الحكومي "
التابع للكونجرس بشأن هذه المعونة , تؤكد صراحة أن المساعدات الأمريكية
لمصر " تساعد في تعزيز الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة " ! .
ثم
من قال : إن هذه المعونة تضمن للجيش المصري التفوق على نظيره الاسرائيلي ؟
ألا تحرص واشنطن على حصول اسرائيل على 3 مليارات دولار مقابل كل مليار
تمنح لمصر ؟ كما تحرص على تفوقها العسكري النوعي على مصر ؟!
الاخوة أعضاء الكونجرس الموقر .. من فضلكم اقطعوا هذه المعونة عنا كي نتخلص من الطوق الذي تكبلوننا به ! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق