مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الاثنين، 10 سبتمبر 2012

د. محمود غزلان يكتب: أخونة الدولة.. آخر مصطلحات الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي 

 

10-09-2012




الصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، والعدل والظلم صراع قديم يلجأ فيه أهل الظلم عندما يعوزهم الدليل ويعجزهم التصدي لسلطان الحجة والبرهان إلى رمي الخصوم باتهامات باطلة وصفات مختلقة بغية تنفير الناس منهم، وصرفهم عن سماع دعوتهم والاستجابة لمنهجهم، والمتتبع لقصص الأنبياء في القرآن، والمصلحين في التاريخ يجد هذه الحقيقة متكررة، وحسبنا أن نعرض بعض ما نال النبي صلى الله عليه وسلم قال خصومه: (يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (الحجر: 6) (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ) (الأنبياء: 5)، وكان عمه أبو لهب يسير خلفه إبَّان دعوته للناس ليقول لهم إنه ساحرٌ يفرق بين الرجل وزوجه والأب وابنه والأخ وأخيه.




وعلى هذه الطريقة سار خصوم الإخوان على طول تاريخهم مع الإخوان- مع فارق بأن أولئك كانوا مشركين، وخصوم الإخوان في غالبيتهم مسلمون فقد استخدموا مصطلحات وأوصافًا باطلة تارة يتهمونهم بالتشدد والتطرف وتارة بأنهم جماعة محظورة وتارة بأنهم متأسلمون، وظلت جماعة الإخوان تعمل في ظروف بالغة الصعوبة من اعتقال ومحاكمات عسكرية وسجن وتشريد وتعذيب ومصادرة للأموال وحظر للنشاط إضافة للحملات الإعلامية الباطلة التي تمثل تعذيبًا نفسيًّا ومعنويًّا هائلاً، وظلت مع ذلك كله تكسب الأنصار والمحبين والمؤيدين، حتى إذا قامت ثورة 25 يناير المجيدة واستعاد الشعب إرادته وحريته وكرامته وأجريت انتخابات نزيهة لمجلسي الشعب والشورى فاز الإخوان بالأغلبية فيها- بفضل الله- ودعم الشعب؛ الأمر الذي أثار حفيظة المخالفين من أهل اليسار واليمين والكارهين للتوجه الإسلامي للشعب المصري، فبدأت عبارات مثل (أسلمة الدولة) تتردد، وكأنَّ الإسلام دخيل على الأمة أو منكر من المنكرات، وتناسوا أنه هوية الأمة وعقيدتها وشريعتها التي تؤمن بها وتتطلع للعيش في ظلالها؛ ولذلك تقلصت شعبية هؤلاء المناوئين وانصرف الناس عنهم لا سيما وهم يباشرون عملهم من أبراج عاجية وغرف مكيفة منعزلين عن الشعب ومشكلاتهم مكتفين بالجهاد على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد والمجلات.







وراحوا يشوهون صورة مجلس الشعب وينسبون إليه ما هو منه براء ويكتمون كل إنجازاته ويضخمون خطأ أي فرد من أفراده حتى إذا تم حله لأسباب سياسية معروفة انطلقوا يحتفون بهذا الحل يطبلون له ويزمرون.







وجاءت انتخابات الرئاسة برئيسٍ من الإسلاميين فبدأت عجلة الحملات الإعلامية الباطلة تدور من جديد بهدف التشويه والإفشال من ناحية والإرهاب الفكري من ناحية أخرى، فبدأ البعض يطالب الرئيس بعدم تعيين أي فرد من الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة في مؤسسة الرئاسة أو في الوزارة والانفصال التام عن كلتا المؤسستين (الجماعة والحزب)، وبدءوا في استخدام مصطلحات مثل السيطرة والهيمنة والاستحواذ والتكويش على مفاصل الدولة، وكلها ألفاظ خادعة تريد من الرئيس أن يقف موقف الدفاع، وأن يخشى من انطباق هذه الأوصاف عليه فينصرف عن تعيين أحد من الجماعة والحزب، ولو كان أهلاً للمنصب المعين فيه.







وهم بهذا يثبتون أنهم إقصائيون وليسوا ديمقراطيين كما يدعون؛ لأن الديمقراطية تعني أن من ينتخبه الشعب فإنه يريده أن يطبق برنامجه، وهذا لا يحدث إلا إذا استعان بمَن يؤمن بهذا البرنامج ومن هو أهل لثقة الرئيس وكفء لحمل الأمانة ولو نظرنا إلى تركيا لوجدنا الرئيس ورئيس الوزراء والأغلبية البرلمانية من حزب العدالة والتنمية، وفي فرنسا فإن الرئيس الجديد (أولاند) ذهب يدعو الناس لانتخاب حزبه في البرلمان ليحوز الأغلبية ليستطيع تطبيق برنامجه، وقد كان، ولم يتهم أحد في تركيا أو فرنسا الرئيس أو حزبه بالاستحواذ والتكويش والهيمنة مثلما يفعل أدعياء الديمقراطية في مصر.







ولو عدنا بذاكرتنا إلى الماضي السياسي المصري لوجدنا أن حزب الوفد حينما كان يفوز بالانتخابات البرلمانية، ويُشكِّل الحكومة كان يعين رجاله في كل المناصب الكبرى في الدولة حتى يصل إلى منصب العمدة في القرية، ولم يرتفع صوت متعصب يتهمه بالتكويش لأن هذا هو حقه الديمقراطي، وعندما شرع الرئيس في تعيين أقلية من حزب الحرية والعدالة أو الإخوان في بعض مؤسسات الدولة (5 من 35) في الوزارة، (4 من 21) في مجموعة مساعدي ومستشاري الرئيس تفتقت قريحة المناوئين وارتفعت عقيرتهم بالصياح أن أدركوا مصر فإنها تتم (أخونتها)، وهذا المصطلح يدل على منتهى الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي، وتدل على مدى افترائهم على الحقيقة وكراهيتهم للإخوان، بل وأيضًا افتئاتهم على الدستور والقانون والديمقراطية وحق الرئيس في الاستعانة بمَن يشاء؛ لأنه لا يمكن محاسبة رئيس إذا لم يكن له هذا الحق، ورغم ذلك فالسيد الرئيس يعلن دائمًا أننا ورثنا دولة مخربة ومعقدة المشكلات، وأنه ينبغي أن تتضافر كل الجهود وتتوحد كل الأيدي بعد طهارة كل القلوب في إنقاذ سفينة الوطن، إلا أن ما نراه يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذه المجموعات تكره الإسلاميين أكثر مما تحب الوطن وتتمنى للرئيس ونظامه الفشل، ولو أدَّى ذلك إلى مزيدٍ من المشكلات وعقد حياة الناس وخربها، وزاد البلاد تخلفًا وضعفًا وفقرًا.







إننا الآن في مرحلة العمل وليس الجدل، في مرحلة التطهير والبناء وليست المهاترة والمراء، فمن أراد أن يعمل عليه أن يكف عن الثرثرة، وأن يشمر عن ساعد الجد مع المجدين، ومن آثر التهاتر والافتراء واللغو لا نملك إلا أن نقول له قول ربنا تعالى: (وإذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا ولَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي ……) (القصص: 55).







لذلك فإنني أدعو السيد الرئيس ومؤسساته وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ألا يلتفتوا لهذه الترهات والمصطلحات المضللة والابتزاز الرخيص، وأن يعملوا متوكلين على الله لمصلحة الوطن والشعب (وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ).







————-

* عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين

 

ليست هناك تعليقات: