مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الاثنين، 9 سبتمبر 2013

حازم غراب يكتب: تعالوا إلى الحديقة !

حازم غراب يكتب: تعالوا إلى الحديقة !
حازم غراب
2013-09-09 13:32:32
بانتقال الكاتبين عبد الوهاب المسيري وعادل حسين من الشيوعية إلى حديقة الدين والهوية، أبدعا وقدما اجتهادات لم يكونا ليصلا إليها لو بقيا شيوعيين.
أما آن الأوان لعباقرة اليسار أن يسلموا بانهيار الفكر الشيوعي المادي بتنويعاته العنفية والسلمية، وبتصادماته مع الفطرة؟ ألا يدركون كأصحاب عقول نيرة مفكرة أن استمرارهم في حطام وركام الشيوعية حتى الآن لم يساعدهم أن يطوروا أو يبدعوا أو يستخرجوا من ذلك الفكر أي جديد مفيد للبشر؟.
لا زلت أتذكر مقالاً يقطر ندماً كتبه الشيوعي الراحل لطفي الخولي في الأهرام إثر انهيار الاتحاد السوفيتي والشيوعية في بداية التسعينيات. كتب الرجل، وقد ناهز وقتها السبعين من العمر، يقول ما معناه لقد نظرت خلفي لأجد كل ما عشته خواء في خواء.
لا جدال أن كثيرين ممن اعتنقوا أو تخندقوا في الفكر الشيوعي يتمتعون بذكاء يصل عند بعضهم إلى حد العبقرية، ولا شك أن منهم من اتجهوا يساراً تأثراً بتخلف وكسل وانتهازية نماذج فكرية محسوبة على اليمين الليبرالي بل والإسلامي التقليدي. وثمة عذر آخر وهو تأثرهم بالبيئة السائدة في بلاد العالم الثالث الواقع تحت الاحتلال الغربي.
لعل الفكر القومي العنصري كان مرحلة استقطبت من الشيوعية والشيوعيين أعداداً من أصحاب العقول المفكرة التي استنكفت من الإلحاد وحاولت تلفيق حالة وسطية خلطت اليسار بالعروبة دون الإسلام، فظهر من نعرف من المفكرين والكوادر الحركية "القومية".
ميشيل عفلق نفسه تراجع في أواخر عمره، ولعل بعض القريبين منه خبؤوا أو عتموا على ذلك التراجع.
بدايات انهيار الفكر القومي العنصري المتزامنة مع الصعود التدريجي للإحياء الإسلامي، وظهور بوادر سقوط الشيوعية، كان من نتائجها تحول شخصيات مثل محمد عمارة، وعبد الوهاب المسيري، وعادل حسين من الشيوعية إلى الفكر الإسلامي. واصطف المفكر القومي طارق البشري، وعالم السياسة الجهبذ حامد ربيع إلى ذات الفكر المرتبط بالعقيدة والهوية الإسلامية.
السؤال "التمنياتي" للعبد لله: لماذا لا يتحول رموز الشيوعية واليسار في مصر إلى ما تحول إليه المسيري وعادل حسين؟ أظن أن هؤلاء يعرفون جيداً تاريخ أمتهم، وقد قرؤوا عن التحولات الرائعة لكل من عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد من معسكر الحرب على الدين والرسول صلى الله عليه وسلم إلى مربع القيادة.
القاعدة المنطقية العقلية تقول: خياركم في "الشيوعية" أو "القومية" خياركم في الإسلام.
صديقي الروسي
فلاديمير بلياكوف هو آخر مراسل في القاهرة والشرق الأوسط لأكبر الصحف السوفيتية "البرافدا"، عاش بيننا سنوات، كانت آخرها تلك التي شهدت انهيار الامبراطورية السوفيتية "الشيوعية". تزاملنا في مجلس إدارة جمعية المراسلين الأجانب فترتين انتخابيتين. سافرنا معا في طول مصر وعرضها، وأعددنا وباقي زملاء المجلس فعاليات، ودعونا ضيوفاً من المسؤولين والمفكرين المصريين والعرب والأجانب
أتذكره هذه الأيام بالذات لأنه جسد لي حقيقة حاجة الإنسان إلى الدين والديان. أتمنى للزملاء الشيوعيين الألداء أن يكونوا كنظيرهم الروسي بلياكوف الذي تاب وأناب وعاد، وهو قريب من نهاية العمر، إلى حضن الدين.
كان صديقي فلادمير شيوعياً طيلة عمره، وفجأة زلزلته صدمته عام ١٩٩١. اكتشف حقيقة الخواء العقيدي والغش والفساد البروليتاري السوفيتي. تحول الرجل بسرعة إلى المسيحية الأرثوذوكسية الروسية، وأصبح مرشداً لحجاج روسيا الزائرين إلى دير سانت كاترين في سيناء.
تحول الرجل إلى درويش يتغزل أمامنا في الكنيسة الروسية وتاريخها ومناقبها. المسكين انقطع عنه راتب "برافدا" وهي في النزع الأخير. تحول الزميل إلى مراسل جريدة تدعى "ترود" في القاهرة. ولما لم يكفه راتب تلك الوظيفة، ولا ما يجنيه من إرشاد حجيج سانت كاترين، قرر أن يفاتحني في مشروع للترجمة الصحفية من الروسية إلى العربية.
كنت أشفق على بلياكوف وأستشعر واجباً إنسانياً وحضارياً نحوه كزميل ماهر. اتفقنا على تجربة لم يكتب لها النجاح. غادرنا بلياكوف الشيوعي السابق عائداً إلى روسيا وقد تحول إلى مسيحي أقرب في تدينه إلى قسيس أرثوذكسي

ليست هناك تعليقات: