مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 14 سبتمبر 2013

د. حمزة زوبع يكتب: لماذا سيناء؟

د. حمزة زوبع يكتب: لماذا سيناء؟
د. حمزة زوبع
2013-09-14 09:16:54
فشل الانقلابيون في تسويق الانقلاب داخليا وخارجيا؛ لأن حجتهم ضعيفة، فهم الذين انقلبوا على الشرعية وعزلوا الرئيس، وهم من نفذ المذابح ضد المدنيين من مذبحة الحرس الجمهوري إلى مذبحة رابعة والنهضة ورمسيس، مرورا بمذبحتي المنصورة والمنصة.
حتى تسويق فكرة استعادة الديمقراطية التي حاول جون كيري وزير خارجية أمريكا راعية الانقلاب تمريرها، حتى هذه فشلت لسبب بسيط، أن الجيش ليس في عقيدته شيء اسمه الديمقراطية، فعقيدته قتالية بحتة، واعتبر الانقلابيون كل من يقول لا للانقلاب عدوا يجب قتله، ولعل الفيديو المنشور على الشبكات الاجتماعية والذي يظهر فيه مساعد وزير الداخلية وهو يطالب بالقتل في سويداء القلب يبين أن هناك بونا شاسعا بين الديمقراطية والإرهاب الرسمي الذي ترعاه قيادة الانقلاب.
بحث الانقلابيون عن فكرة يتم تسويقها عالميا بعد أن فشلوا في تسويق فكرة "إرهاب الإخوان" وبدا للعالم بأسره أن الإرهاب له عنوان واحد اسمه "الانقلاب".
إذن المطلوب فكرة جديدة وموضوع يسيل لعاب الغرب، والكلمة السحرية هنا اسمها "الإرهاب"، وبالطبع فإن سيناء هي المكان المفضل لإقناع العالم عبر البوابة الصهيونية، وأنا هنا لا أنكر وجود بؤر ارهابية أو جماعات تكفيرية لها ثأر قديم مع الدولة المصرية التي أهملت سيناء وأهلها.. فكيف تسير خطة تسويق الإرهاب في سيناء:
1- الكيان الصهيوني نفسه يقوم بكل ما أوتي من قوة بمساعدة الانقلابيين دوليا، ولكن كل جهوده ووجهت بلقطات الفيديو والصور التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية عن مذابح النظام، وبالتالي توقفت عجلة التسويق لحين التفكير في قضية أخرى يمكن تسويقها عبر اللوبي الصهيوني.
2- حتى تتمكن آلة العلاقات العامة الصهيونية من تسويق الموضوع، كان لابد من ضرب سيناء وبقوة، وبمساعدة العسكرية الصهيونية وبالتنسيق معها لكي يتم تمهيد الرأي العام العالمي إلى أن مصر تقود حملة ضد الإرهاب في سيناء.
3- بمجرد بدء الحملة جاء وفد من الكونجرس الأمريكي، وهو ليس وفدا بمعنى الكلمة، بل تم ترتيب زيارته لمصر عبر وكالة عالمية للعلاقات العامة تعرف تماما مواقف النواب الأمريكيين من الإرهاب ومن الاسلاميين، وبالتالي حضر الوفد إلى مصر.
4- قام الوفد بكيل المديح للسيسي وتشبيهه بأنه جورج واشنطن الجديد، وذلك لكي تنقل وكالات الأنباء العالمية الخبر، وبالتالي يتم تعميمه على النواب بحيث تشكل رأيا عاما مضادا للرأي العام السائد ضد الانقلاب.
5- يتوقع استمرار الحملة في سيناء لأشهر، كما صرح سامح سيف اليزل الخبير الأمني المقرب من الانقلابيين، والذي توقع استمرار العمل العسكري وتوقع سقوط ضحايا وشهداء على حد قوله، وللعلم يستعد سيف اليزل للسفر في جولة لتوضيح الموقف أمام الرأي العام العالمي من أن مصر تقود حربا ضد الإرهاب، وبالتالي فمن الضروري الاعتراف بأن ما حدث ليس انقلابا كما يتصور الغرب، بل ثورة ضد الإرهاب.
6- ستقوم آلة الاعلام الصهيوني بمساعدة الانقلابيين في تسويق فكرة الحرب على الإرهاب في سيناء بصفتها حربا داعمة للكيان الصهيوني، وربما يتم الربط بين ما يحدث وبين حماس التي تعتبر عند بعض الدول منظمة إرهابية.
7- سيستمر الإعلام المصري في استخدام نفس نغمة الربط بين ما يحدث في سيناء وحماس والإخوان للمساعدة في تسويق الانقلاب في الداخل جنبا إلى جنب مع تسويقه للخارج.
المفاجأة غير السارة للانقلابيين أن الصحف الأمريكية الكبرى، مثل واشنطن بوست والنيويورك تايمز هي من قامت بعمل الواجب مع النواب الأمريكيين الذين زاروا مصر ومدحوا السيسي، واعتبرتهم الجهلة لأنهم ربطوا بين القاعدة والإخوان ولأنهم اتهموا الاخوان بتفجيرات سبتمبر مما جعلهم مادة للسخرية بسبب جهلهم السياسي الفاضح.
هذه باختصار قصة الحرب في سيناء، ونتابع سويا ما يحدث، وسنعرف سويا قصة فشل تسويق هذه الفكرة الجهنمية التي يخاطر فيها السيسي بجزء من شعبه وأرضه من أجل نيل الاعتراف الدولي.

ليست هناك تعليقات: