مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

محمد جمال عرفة يكتب: تلفزيون "درية"!!

محمد جمال عرفة يكتب: تلفزيون "درية"!!
محمد جمال عرفة
2013-09-03 15:49:41
تخيلوا.. فى عهد مبارك وصفوت الشريف -الحديدى- كان يسمح لى ولأمثالى من الصحفيين الذين لديهم هامش اختلاف مع السلطة بالظهور فى تلفزيون بلدى الذى أدفع رواتب قادته وموظفيه من ضرائبى أنا وباقى المصريين، بل وصل الأمر أن اتصل بى يوما معد برامج فى قناة النيل للأخبار ليطلب منى الحضور للتعليق على ترشيح مبارك نفسه للرئاسة فى آخر دورة له قبل خلعه، وأشفقت على الشاب لأن المطلوب فى تقديرى (كما ذكرت له) هو صحفى يطبل لمبارك لا يحلل سياسيا الانتخابات، ولكنه أصر وأنا رفضت رأفة به وبأكل عيشه من أى كلمة أقولها لا تعجبهم، خصوصا أن زميلا له تحمس هو الآخر وأحضر مواطنا عاديا ليتحدث عن انتخابات الرئاسة فذكر كلمة (التوريث).. وقد كان وحولوه للتحقيق!.
 
تخيلوا بقى الآن وفى ظل (عصر التفويض) و(ثورة 30 يونيو الصناعية) المفبركة المجيدة، لا يستطيع أى مواطن ليس معه (صك التفويض) ولا ينتمى للحزب الوطنى أو جبهة الخراب (الإنقاذ سابقا) أو المؤسسة العسكرية والأمنية، أن يدخل باب التلفزيون بعدما أمسكت به الست "درية" وزيرة إعلام الانقلاب ووقفت بشومة على بابه تهدد كل من يقترب منه ليقول كلمة حق أمام الحاكم الجائر!.
 
نعم.. تحول (تلفزيون مصر) إلى (تلفزيون درية) وتقمصت الست المذيعة التى كنا نحترمها أيام ظهورها كحمل وديع فى برنامج (نادى السينما) دور وزير الداخلية تحمل شومة لكل صحفى أو كاتب أو محلل سياسى أو صاحب رأى حر يعارض الانقلاب وتقف على باب التلفزيون لتقرر من يدخل ومن تسمح له بالظهور، متصورة أنه تلفزيونها الخاص تنفق عليه من جيبها الخاص لا تلفزيون الشعب الذى ينقسم إلى مؤيد ومعارض دوما، ومن حق الجميع أن يظهر فيه ويقول رأيه بحرية!.
 
لم تكتف الست درية صاحبة حق احتكار تلفزيون جمهورية مصر العربية، باحتكار الظهور على تلفزيونها وقصره على مجموعة من العواجيز الاستئصالين المتقاعدين من الحفريات التاريخية، ومدعى الثقافة ولاعقى البيادة وعبده مشتاق، ولكنها قدمت لنا إعلاما عبيطا يظهر الميادين خالية من المتظاهرين، ويقول للجمهور إن الدنيا حلوة والأسعار رخيصة والسياحة زى الفل، ثم يقول لنا فى الأخبار إن "الجيش أغلق الميادين لمنع المتظاهرين".. يعنى فيه متظاهرين!؟.
 
تلفزيون الست (درية) لم يسمع سوى عن شهداء الجيش والشرطة وجنازاتهم.. ولم يسمع عن شهداء الشعب الذين فاقوا الـ3 آلاف حسب إحصاءات نقابة الأطباء.. لم تسمع عن الجثث المتفحمة التى تقول مصلحة الطب الشرعى إنه لا يزال لديها 54 جثة منها مجهولة وصعب التعرف عليها، وبدل أن تنشر تفاصيل عن المواطنين المجهولين المفقودين الذين يزيد عددهم على 1800 مواطن منذ فض اعتصام رابعة بالطائرات والمدرعات والجرافات العسكرية أو أخبار المعتقلين الجارى تعذيبهم وانتهاك حقوقهم الإنسانية، تنشر خبر اعتقال بطة تحمل جهاز تجسس تابع للإخوان، وزيارة وفد من منظمة حقوق الحيوان للبطة للاطمئنان عليها فى محبسها، وأن وضعها قانونى ولا يخالف مواثيق حقوق الحيوان الدولية التى وقعتها مصر!؟.
 
الست (درية) لم تكتف بمنع أى مواطن شريف أن يهوب ناحية مبنى ماسبيرو ليقول كلمة حق، ولكنها هددت كل من يذهب لأى قناة أخرى -خصوصا الجزيرة- بأن تضعه فى خانة المطرودين من جنة الوطن، فهددت كل من "ظهر على قناة الجزيرة بشحمه ولحمه، أو بصوته عبر الهاتف، أو عمل فى هذه القناة" بأنه سيكون "شخصا غير مرحب به فى مصر الجديدة".. تقصد مصر الانقلاب وقتل المتظاهرين وحرقهم وجرفهم بالجرافات!!.
 
أتذكر أنه فى عهد الوزير الصحفى صلاح عبد المقصود -الذى ظلوا يهاجمونه لأنه إخوان، ويدعون أنه يقوم بأخونة الوزارة- ظل الرجل يسمح لكل من يعادى الرئيس محمد مرسى بالظهور بصورة عادية ويتهم الرئيس بالديكتاتورية بكل حرية فى تلفزيون بلده؛ لأن هذا هو معنى الحرية والديمقراطية بعد ثورة 25 يناير، وكانت تعليمات الوزير -التى سمعتها من المعدين- هى أنهم لو استضافوا معارضا للرئيس فيجب أن يكون معه مؤيد، ولو استضافوا مؤيدا لا بد أن يكون معه معارض.
بل لقد كانت المذيعات والمذيعين أكثر عدائية للرئيس مرسى من الضيوف، وأتذكر أنه فى أحد برامج القناة الثانية أحضروا معى صحفية شيوعية ورئيس محكمة محايد وظلت المذيعتان تهاجمان الرئيس مرسى بصورة شرسة وتعطيان الكلمة للصحفية الشيوعية ليصادروا على رأيى، حتى إننى اضطررت لإحراجهما بسؤال: هل أحضرتمونى لكي أسمع منكما أم لتسمعا منى؟!.
 
والأغرب أن المذيعتين حاولتا التأثير على المستشار رئيس المحكمة أيضا فيما يخص الجانب القانونى من قرارات الرئيس، ويصادران على كلام الرجل الذى كان يتحدث بلغة القانون لا السياسية، فنهرهما بشدة لمجادلتهما السخيفة له، وقال لهما: هل ستجادلان فى صحيح القانون كمان؟!.
كل هذا كان يحدث فى تلفزيون مصر عندما كان يحكمه الإخوان كما يقولون.. أما عندما حكمه الانقلاب والست درية، فالويل لأى مصرى له رأى معارض أو حتى مستقل لو اقترب من المبنى.
 
أقترح أن يغيروا اسمه وبدل ما يقولوا (تلفزيون جمهورية مصر العربية) يكتبوا عليه (تلفزيون درية) طالما أنها تحتكر الرأى فيه كأنها اشترته بفلوسها!.

ليست هناك تعليقات: