مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 18 فبراير 2012

فلول مبارك وغوغاء الثورة .. وجهان لعملة واحدة

السبت 26 ربيع اول 1433 هـ - 18 فبراير 2012 م

جريدة الحرية والعدالة

بقلم : د. صلاح عز







هذه هي عملة العلمانية .. الفاسدة بالضرورة والتخصص. فالطرفان يتطابقان في الاقتداء بالنهج الصهيوني الذي يطبق الديمقراطية العنصرية : إقصاء للعرب في إسرائيل ، وإقصاء للإسلاميين في مصر (تصريحات إبراهيم عيسى وعلاء الأسواني وغيرهما كانت واضحة في رفض تواجد الأحزاب الإسلامية ، وأن المجلس العسكري إرتكب جريمة كبرى لأنه لم يحظر هذه الاحزاب. وهذا هو السبب الحقيقي للحرب الشرسة التي تشنها العلمانية الغوغائية ضد المجلس). كما يتناغم الطرفان مع النهج الصهيوني في توظيف الإعلام والصحافة من أجل : أولا خدمة أجندات شريرة (تبرير الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، وإعادة الاحتلال العلماني لمصر)، وثانيا من أجل ترويع (intimidate) الخصوم بإثارة ضوضاء إعلامية تستهدفهم ، لردعهم عن التصدي لتجاوزات العلمانيين ، تماما كما يحدث في الإعلام الصهيوني بالولايات المتحدة وأوربا ضد كل من يجرؤ على نقد إسرائيل أو اللوبي اليهودي. فمثلا زعم علاء الأسواني مؤخرا أن د. سعد الكتاتني منحاز للأغلبية ضد الأقلية ، على الرغم من أن العكس هو الصحيح ، واسألوا د. محمد البلتاجي. ولكن هدف هذه الفريّة هو ردع الكتاتني عن إلتزام الحياد بين الأغلبية والأقلية ، تماما كما يرى الصهاينة أن إلتزام الحياد بين إسرائيل والعرب خطيئة تستحق التجريس.






وثالثا غسل العقول بمصطلحات مضللة مثل الليبراليون والمدنيون في الإشارة إلى العلمانيين ، وذلك للايحاء بأن طبيعة الخصوم الإسلاميين مناقضة للمدنية والليبرالية. ولأن الليبرالية توحي بالتسامح والاعتدال والعقول المنفتحة على الآخر القابلة للتعددية ، فإني أدهش من هؤلاء الإسلاميين الذين إستــُدرجوا بسهولة إلى هذين المصطلحين لوصف علمانيين أقحاح ، بلا وعي لمضامينهما. أنا أعتبر نفسي كإسلامي أكثر ليبرالية من كثير من المتعصبين المهووسين الذين يكتبون في صحف "التحرير" و"المصري اليوم" و"الشروق"






ورابعا ترديد أكاذيب وتكرارها بهدف تحويلها إلى حقائق في العقول ، تماما كما جرى مع أكذوبة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" أو "أسلحة الدمار الشامل العراقية" . وعلى رأس هذه الأكاذيب أن العلمانيين هم أصحاب الثورة وأن الإسلاميين سرقوها منهم. وبالتالي يتعمدون الفصل بين الإسلاميين والثورة بترديد عبارات من نوعية : "الإخوان والثوار" و "الإسلاميون يواجهون الثوار" و "الإخوان وصلوا إلى البرلمان بفضل الثوار" .. إلخ . ومن أشهر هذه الأكاذيب أن حزب "الحرية والعدالة" هو نسخة أخرى من "الحزب الوطني"، بينما الحقيقة هي أن العلمانيين من الفلول والغوغاء هما الأشبه ببعضهما البعض:




أولا: كانت أغلبية الطرف الأول تتحقق بالتزوير الممنهج ، بينما تحققت الأغلبية الإسلامية بانتخابات حرة نزيهة عادلة. ثانيا: قبل الثورة كان الوجود الإسلامي محظورا إعلاميا ليس فقط في صحف وتلفزيون الطرف الأول ، وإنما أيضا في صحف وتلفزيون الطرف الثاني ، وبعد الثورة زال هذا الحظر عن الأول وبقي ساريا في الثاني ، وتعمد كل منهما عبر أبواقه الإعلامية نشر فزاعة الإخوان وشيطنتهم والتحريض عليهم . ثالثا : كل من الطرفين يؤمن بحظر الإسلاميين سياسيا .. الأول تمكن من ذلك قبل الثورة ، والثاني أعجزته الإرادة الشعبية عن ذلك بعدها. رابعا: كل منهما يستميت على أن يتصدر المشهد بمفرده .. الأول كان يقول البلد بلدنا واحنا أحرار فيها ، والثاني يقول الثورة ثورتنا واحنا أحرار فيها. خامسا: الأول والثاني منبوذون شعبيا ويسقطون في أية إنتخابات نزيهة. سادسا: كل منهما يرتبط وجوده بشرعـية زائفة : الأول بتزوير الانتخابات ، والثاني باختلاق بدعة طريفة يسميها "شرعية الميدان". سابعا: كل منهما مهووس بالإسلاميين إلى درجة من العند والغباء وإنعدام الحياء ، تجعله عاجزا عن التعلم من أخطائه أو إجراء نقد ذاتي . ثامنا: مساحة المشترك بين الطرفين واسعة وساطعة ، ولا أدل على ذلك من كتــّاب (المصري اليوم). تاسعأ: كل منهما يعتبر الشعب قاصرا لا يعرف مصلحته ، ولا ينبغي أن يكون سيد قراره. ومن هنا كانت محاولات الطرف الثاني للإنقلاب على إرادة الشعب في إستفتاء 19 مارس وإقصاء أصحاب الشعبية الأكبر عن الساحة السياسية ، وفرض دستوره على الشعب رغما عن أنفه.

 


إن كل ما سبق يؤكد على أن غوغاء الثورة هم نسخة طبق الأصل من فلول مبارك ، وأنهم الخطر الأكبر على الثورة وعلى مصر. هم الذين حرضوا المجلس العسكري وإستدرجوه من أجل إطالة المرحلة الانتقالية والوقوع في الخطأ ، ولهذا لا تزال مصر بعد أكثر من عام على الثورة مغيبة عن قضاياها الإقليمية والدولية. وهم الذين شجعوا وحرضوا على ابتذال ميدان التحرير وتشويه سمعته عندما أطلقوا الغوغاء والبلطجية ، بتوافق مع الفلول ، على الشباب البرئ غير المسيس لدفعه إلى الإشتباك مع جنود الجيش لكي تتفاقم الأخطاء ويسقط الضحايا الأبرياء. هم الذين يوفرون الغطاء السياسي والمنبر الإعلامي لمن يسبون الجيش ويبصقون عليه ويرفعون الأحذية ويقذفون بالحجارة والمولوتوف. وهم الذين يكذبون كما يتنفسون من أجل ألا يتمكن البرلمان من التركيز على مشاكل الناس. وبعد أن فشلوا في إستدراج الإخوان إلى حرب شوارع كما فعلوا مع جنود الجيش والشرطة ، يبدو أنهم سينجحون في استدراجهم إلى التسرع في تشكيل حكومة ، أؤكد من الآن أنه سيحدث معها كما جرى مع حكومة حماس في غزة ، عندما وضع فلول فتح أمامها كافة العراقيل لتعجيزها عن القيام بمهامها.





عندما ترى إبراهيم عيسى وأمثاله يحضون الإخوان على تشكيل حكومة ، لا يحتاج الأمر إلى ذكاء خارق لإدراك المغزى الحقيقي وراء تلك الدعوة. وعندما نرى د. محمود حسين يقول أن "إستعداد الإخوان لتشكيل حكومة يرد على من يشكك في قدراتهم" ، تدرك أن عملية الاستدراج بالاستفزاز أوشكت على النجاح. فتشكيل الحكومة لايرتبط  بالقدرات قدر إرتباطه بما لديك ولدى خصومك من أدوات وأسلحة لتمكين أو إحباط هذه القدرات. إن غوغاء العلمانية لا قيمة لمصلحة مصر عندهم ، طالما أنهم سيتمكنون من الإيقاع بالإخوان في المصيدة ، واستغلال الأوضاع المجتمعية الصعبة لإثارة الناس عليهم عبر صحفهم وفضائياتهم التي يحتكرونها. والهدف في النهاية من كل ذلك هو إشعال ثورة ثانية تطيح بالإخوان وتعيد مصر تحت الإحتلال العلماني ، وكل ما يرتبط به من مفاسد. وأحيل القارئ الكريم إلى المقال المهم المنشور في هذه المساحة منذ أيام للأستاذ أنس فودة بعنوان "ثورتنا البلشفية". وللحديث بقية عما نحتاجه من أدوات وأسلحة لتمكين الحكومة القادمة

ليست هناك تعليقات: