مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 9 فبراير 2012

د. نصر فريد واصل: من يحاول إسقاط الدولة يطبق عليه حد الحرابة 

 

09/02/2012

 

الاعتداء على الذين يحمون مؤسسات الدولة قتل للنفس التى حرم الله قتلها
الإسلاميون تيار وطني جـاء بإرادة شعبية عليهـم الاســتمرار فى نـضـالهم
ما نعانيـه الآن مـــن كــــــوارث سـببه فصــل الديــن عن الدولــــــة

جريدة الحرية والعدالة


حوار- على يحيى





الشيخ نصر فريد واصل، هو رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ومفتى الديار المصرية السابق، عيّن مفتيا للديار المصرية فى 11 نوفمبر 1996م، وظل فى هذا المنصب حتى عام 2002. وقد تم إقالته من هذا المنصب الرفيع؛ بسبب رفضه إصدار فتوى تبيح تصدير الغاز لإسرائيل وفتوى أخرى تشرع للتوريث، وقد عمل فى الكثير من الجامعات العربية أستاذا للفقه المقارن؛ منها جامعة صنعاء باليمن، ثم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعوديتين، بعد ذلك عمل عميدا لكلية الشريعة والقانون بأسيوط فى الفترة من عام 1981م حتى عام 1983م. وانضم لجبهة علماء الأزهر فى 1995، وصدر له أكثر من عشرين كتابا وبحثا علميا ودراسات فى الشريعة الإسلامية والفقه والتشريع.. الحرية والعدالة التقت هذا العالم الكبير وأجرت معه هذا الحوار؛ لمعرفة رأيه فيما يحدث على الساحة المصرية حاليا، وكيفية الخروج منه.
ــ ما رؤيتكم التحليلية لما يحدث الآن على الساحة المصرية؟
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «مصر كنانة الله فى أرضه، من أصابها بسوء قصمه الله بسيفه»، وسيف الله سبحانه وتعالى يتمثل فى جنود مصر التى تحمى هذه الكنانة، والكنانة معناها الجراب الذى يحمى ما فيه من أدوات الدفاع والأسلحة، وهذه الأدوات هى جنود مصر الذين قال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم: «هم خير أجناد الأرض، وهم فى رباط إلى يوم القيامة»، وبذلك كانت مصر بكل ما عليها من رجال ونساء وشباب وشيوخ هم هؤلاء الجنود الحُماة للعالم كله؛ لأن الإسلام جاء سلاما للعالم كما فى قوله تعالى: (‬وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ‭)، ولهذا فإن ما يحدث الآن هو زوبعة فى فنجان، يمكن أن تكون غثاء كغثاء السيل الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أن المسلمين الآن فى داخلهم غثاء كغثاء السيل ولكن جوهر الدين والمسلمين الذين يحملون رسالة الإسلام هم فى خير إلى يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فرسالة الإسلام محمية والله حافظها بكتابه الكريم: (‬إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
ــ ولكن هناك خوف على مصر مما يحدث الآن.
ولا خوف على مصر مما يحدث الآن؛ لأن العالم كله يتكالب فى شرقه وغربه، خاصة أعداء الإسلام والصهيونية العالمية والمنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والإلحاد والإشراك للقضاء على هذه الرسالة الخاتمة من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى وقتنا الحاضر، فما يحدث الآن فى مصر هو مظهر من المظاهر التى تجعلنا نعتصم جميعا بحبل الله وليكون الإسلام هو العاصم لنا جميعا، لأن الله تعالى يقول: (‬وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا‭)، (‬إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ولم تنجح ثورة الخامس والعشرين من يناير إلا من خلال وحدة الصف والاعتصام بحبل الله تعالى، وكلنا كنا على قلب رجل واحد، رجالا ونساء وشيوخا ومسلمين وغير مسلمين، فكانت المنحة من الله وكانت هذه الثورة المباركة التى نجحت لأننا اعتصمنا جميعا وتمسكنا بحبل الله المتين وكان النصر لنا؛ لأن الله يقول: (‬إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) نصرنا أنفسنا من خلال اعتصامنا وتمسكنا بكتابه وبسنة رسوله والله تعالى يقول: (‬الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)هذه الرسالة وعلى التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله سواء قبل الثورة أو بعدها حتى تحقق النصر الكامل وسقط رأس النظام وبدأت الثورة تسير فى طريقها الصحيح، لكن للأسف بدأت الثغرات تدخل فى إطار هذه العصابة المؤمنة وتحاول أن تفرق وتشتت بينها.
ــ ما هذه الثغرات؟
الائتلاف التى حدثت تحت مسميات مختلفة واندس فيها أعداء الإسلام، وأعداء الوطن، وأعداء الأمن والسلام، من أتباع النظام الذى سقط ومن أتباع كل العناصر الخارجية التى لا تريد لهذا الإسلام ولا لرسالته أن تنتشر فى العالم وتحقق الأمن والسلام وتحقق التواصل بين جميع البشر، ونحن الآن فى هذه المحنة إنما علينا جميعا أن نرجع إلى ما كنا عليه فى بداية هذه الثورة وهو الاعتصام الكامل بدين الله وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن يجتمع الثوار جميعا كما كانوا وأن يحافظوا على كل مؤسسات الدولة المتعلقة بالجيش وبالأمن الداخلى «الشرطة» والقضاء والمؤسسة التشريعية التى تنوب عن الشعب وتم انتخابها بصورة ديمقراطية سليمة وتم الإجماع عليها، ومن خلال ذلك يظهروا هؤلاء الدخلاء ومن يسمون أنفسهم ثوارا، وهم ليسوا ثوارا، ولا بد أن نتيح لقوات الشرطة ولقوات الأمن أن تمارس مهامها ووظيفتها الحقيقية، وأن تأخذ بيد من حديد على الخارجين على القانون الآن، خاصة ما نراه الآن من محاولات لاقتحام وزارة الداخلية، ولا يمكن للثوار أن يفعلوا ذلك، لأن الثوار رجال يحافظون على بلدهم وعلى ثورتهم ويحمونها، ولا يمكن أبدا أن يحدث منهم ما نراه من تخريب ومحاولة إلقاء بالحجارة والتكسير والاصطدام بالشرطة.
ــ ولكن ما موقف الدين من الذين يحاولون إسقاط الدولة وهدم مؤسساتها كما يحدث الآن؟
هؤلاء يعتبرون مخربين ومفسدين فى الأرض، وخارجين على القانون وعلى الدولة ومحاربين لله ورسوله ويعتبرون قطَّاع طرق والآيات صريحة: (‬إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) أنه واضح من الإسلام ومن الدين أنه يأمر بالأمن وبالسلام، ويعتبر أن قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعا: (‬مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا‭)، وما نراه من محاولات الإفساد والتدمير والحرق وقتل الذين يحمون الوطن وهم أولو الأمر وهم الذين لهم سلطة الولاية سواء العامة أو الخاصة، وهم المسئولون عن حفظ كيانات الدولة، وعندما يقول تعالى (‬وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) يكون هذا الأمر هو مسئول فيه عن حماية جانب معين، لذلك فالشرطة مؤسسة من مؤسسات الدولة وتمثل حماية للجميع وفى الخروج عليها قتل للنفس والله تعالى يقول: (‬وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‭)، ويقول: (‬وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) هي كيان عام للجميع يعتبر أولا خروج ومحاربة لله ولرسوله، وفى الوقت نفسه قتل للنفس، ومن هنا يجب على العقلاء منا وأصحاب الجوانب السياسية والتشريعية أن يتخذوا من الوسائل ما يردع مثل هؤلاء؛ لأننا الآن فى مركب واحدة، إذا غرقنا فسنغرق جميعا، وإذا نجونا فسننجو جميعا حسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فالذين يقومون الآن بأعمال مشينة؛ من تخريب، ومن خروج، ومن مظاهرات فئوية، ومن محاولة إفساد ووقف حركة الحياة والعمل، كل هؤلاء يجب علينا جميعا أن نأخذ على أيديهم، وأن نتخذ كل السبل التشريعية والقانونية والاجتماعية من أجل أن نحافظ على هذا الوطن الذى نعيش فيه جميعا، والوطن كمركب أو سفينة إذا أصابها عطب أو سوء فستغرق بنا جميعا.
ــ كيف ترون مستقبل مصر فى ظل الصعود الإسلامى؟
التيار الإسلامى تيار وطنى، وجاء بإرادة شعبية، ومصر دولة إسلامية، والإسلام هو أمن وسلام لمصر وللعالم جميعا، فكما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «مصر كنانة الله فى أرضه، وأن الإسلام الذى نتمسك به سيحقق الأمن والأمان والسلام لنفسه ولغيره، والآية الصريحة فى قوله تعالى: (‬الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) هو الذى يحقق الأمن والأمان والسلام، فنحن الآن فى حاجة إلى الأمن، ولذلك ما نلاحظه الآن من خروج على الأمن وعدم استقرار هو نتيجة لعدم تمسكنا بديننا وبرسالة الإسلام وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك فأساس الأمن والأمان للمواطن هو الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أعتقد أنه الاتجاه الذى يسير عليه مجلس الشعب من خلال أغلبيته الإسلامية فى مجال التشريع والقوانين، فالإطار الذى جاءت معه الأغلبية نعتقد إن شاء الله أن يتحقق من خلال الترجمة فى مجال التشريعات التى تحمى الوطن وتحمى المواطنين ستكون فى هذا الإطار الذى جاء به الإسلام؛ لأن الإسلام رسالته عالمية، ويجمع بين الدين والدنيا فى إطار واحد؛ لأن الإسلام عقيدة وشريعة، فالعقيدة لا إكراه فيها، والشريعة تقوم على التساوى فى الحقوق والواجبات بين الجميع، وفى إطار العلاقات الاجتماعية والاقتصادية لا بد أن يكون هناك قوانين وقواعد تحكمها التشريعات التى تحقق العدالة الكاملة للجميع.
ــ كيف ترون أولويات مجلس الشعب الحالى فى مصر؟
الأولويات الآن هى تحقيق الأمن، وتحقيق التشريعات التى تبدأ بالأمن أولا، وتتيح للجهاز الأمنى أن يحقق هذا الأمن من خلال القانون ولا يفرق بين الحكام والمحكومين، فالكل أمام القانون سواء، والكل أمام حماية الحقوق العامة والخاصة سواء، والخارج على القانون لا بد أن يكون القانون معه قاسيا ورادعا، والاعتداء على القانون أو على من بيده هذا القانون لا بد أن تكون العقوبة معه مغلظة، ولا بد أن يكون الجميع مساعدا له فى تحقيق هذا الهدف.
الجانب الآخر هو الجانب الاقتصادى على اعتبار أن الاقتصاد لا يتحقق إلا من خلال الأمن، ولأن الأمن والأمان هما اللذان يحققان الاقتصاد ويحققان الحياة الاجتماعية والمدنية السليمة، من هنا فالاقتصاد يتحقق مع الأمن، لذلك لاحظنا أن الاقتصاد تأثر كثيرا وأصبح فى خطر مع عدم الاستقرار الأمنى، فلا بد من تحقيق الأمن أولا، ولا بد أن يكون للدولة مؤسساتها ثم يأتى الاقتصاد ويحقق الأمن والأمان أيضا.
ــ بم تفسرون الهجوم الدائم من التيارات الليبرالية واليسارية على الإسلاميين؟
للأسف هذه فزاعة، والنظام السابق الذى كان ربيبا للاستعمار وللاستغلال الخارجى والداخلى، وأعتقد أنه فى ظله حاول أن يجعل أن كل من يتجه إلى الإسلام هو أساس العنف أو الإرهاب، لذلك كان يشيع هذا الأمر، حتى أصبح من بعض الليبراليين أو أصحاب الاتجاهات الغربية والذين كانوا بعيدين كل البعد عن أهداف الإسلام الحقيقية يظن، ويعتقد أن الوصول إلى الجانب الإسلامى فى مجال التطبيق الكامل، سيكون مثل النماذج السيئة كالنموذج الأفغانى والدول التى تطبق الإسلام بطريقة عنصرية ومتعصبة ويربطون بين الإسلام فى دولته وبين الدولة الدينية فى العصور الوسطى فى أوروبا، كل هذا فيه خلط بالمفاهيم، ولكن الحقيقة ستظهر وتؤكد أن الإسلام عقيدة وشريعة، وأن الاتجاه الإسلامى يعنى أنه اتجاه وسطى يحقق للإسلام وسطيته، وأن تكون الدولة دولة مدنية كاملة يحكمها القانون، من خلال أن الإسلام دين ودولة، وأن دولة الإسلام دولة مدنية، وإن كانت عقيدتها عقيدة دينية، والدين لله والوطن للجميع، ومصر دائما مع مبدأ المواطنة الكاملة ومبدأ الوسطية الذى جاء بها الإسلام ولا تتعصب لمذهب دون مذهب، بل تأخذ من الإسلام ما يحقق الأمن والأمان والمصلحة العامة والدولة المدنية التى تسع الجميع.
ــ لكن التيار الليبرالى مصمم على فصل الدين عن الدولة؟
فصل الدين عن الدولة أمر مستحيل؛ لأن الإنسان يعيش فى شق منه مع الحياة التى يعيش فيها ونسميها الحياة المدنية، وشق آخر يتصل بدينه وبعقيدته، لذلك فعلاقة الإنسان بالدين هى مثل علاقة الروح بالجسد، فالدين بالنسبة للإنسان هو الروح، ومن ثم ففصل الدين عن الدولة مثل فصل الروح عن الجسد، فيصبح الإنسان مجرد جثة هامدة ينتقل للعالم الآخر، والفترة التى تم فيها الفصل بين الدين والدولة، وإن كان الظاهر الشكلى فيها أن الدين موجود، لكن كان قشورا ومظهريا، وهذه الفترة هى التى حدث فيها الفساد وقامت من أجلها هذه الثورة، فعندما فصلنا الدين عن الدولة حدث ما حدث من الفساد الذى ما زلنا نعيش فى أثره الآن؛ من انفلات أمنى وخروج على الجماعة وعلى مؤسسات الدولة، وعدم التوحد والفقر والبلطجة وقتل الناس، كل ذلك سببه فصل الدين عن الدولة، لذلك عندما يعود الدين والدولة فى إطار واحد وفى بوتقة واحدة سيتحقق الأمن والأمان والسلام وهذا ما نلاحظه الآن فى هذا النظام الجديد.
ــ كيف ترون الجدل الدائر حاليا حول تسليم السلطة والدستور؟
ضرورى ألا يؤدى الإسراع فى تسليم السلطة إلى انتكاسة أو رجوع للخلف، علينا ألا نختلف كثيرا حول المنهج الذى يوصلنا لذلك؛ لكن علينا بالتوافق بين الجميع، فالأمر يحتاج إلى العقل والهدوء، فإذا كان ما نراه الآن من محاولات الخروج على مؤسسات الدولة ومن الانفلات الأمنى لن يتم القضاء عليه إلا بوجود الرئيس، ففى هذه الحالة لا بد أن نسارع فى هذا الإطار ويمكن إجراء انتخابات الرئاسة مع الدستور بشكل متوازٍ بحيث تحدد للرئيس صلاحيات معينة، أما إذا جاء الرئيس فى إطار دستور يحدد صلاحياته فهذا أفضل وأصلح، والأمر يتوقف على من الذى يستطيع تحقيق الاستقرار هل هو الإسراع بانتخاب رئيس الدولة أم أن ذلك سيتحقق مع وجود الدستور أولا؟ على المسئولين أن يحددوا ذلك.
ــ كيف ترون الهجوم الدائم على المجلس العسكرى؟
هجوم غير مبرر، وأعتقد أن محاولة الهجوم على المجلس العسكرى بهذه الصورة هى محاولة لهدم الدولة، لأننا نرى الآن الجهاز الشرطى لم يقف على رجليه وما زال عاجزا عن أمن هذا البلد.. والأمن فى خطر الآن، والوحيد الذى تعتمد عليه الدولة الآن هو الجيش ، وهو العمود الفقرى لهذا البلد، والخروج عليه وهو يمثل السلطة الحاكمة بصورة غير قانونية يمثل خطورة، ووراؤه دعوة ليست كريمة، نيتها ليست صادقة.. هدفها حدوث صدام بين الشعب والجيش، ومن ثم فنحن نرى أن هذا المجلس حمى الشرعية فى الانتخابات وأوصلها إلى بر الأمان، ولو كان فى نيته غير ذلك ما مكن أن يتحقق ذلك بهذه الصورة الرائعة، فلماذا لا نساعده على أن تسلم الدولة فى الموعد المحدد فى شهر يونيو؟ بعيدا عن الصدام أو عن الشقاق، وأنا أدعو هذه القيادة التى تحكم الآن أن تأخذ بيد من حديد على الخارجين على قانون الدولة؛ لأنه هو المسئول عن ذلك أمام الله وأمام الناس، فنحن نريد أن يكون هناك يد من حديد أمام كل من يخرج على القانون، وكل من يخرج على الدولة، وعلى الجهات التشريعية أن تسارع إلى عمل التشريعات التى تساعد رجال الشرطة على أداء مهامها بحزم وبحسم بحيث يكون القانون هو الحامى للشعب.
ــ كل من يقتل أو يموت حاليا فى المظاهرات يطلق عليه شهيد، ما رأى فضيلتكم؟
الشهيد هو كل من مات غدرا، لكن كل ما نراه الآن من الذين يحاولون التخريب والهدم واقتحام مؤسسات الدولة، هؤلاء ليسوا بشهداء، إنما الشهيد هو الذى يتظاهر سلميا والذين ماتوا فى استاد بورسعيد شهداء، ومن ثم فالشهيد هو الذى كان يدافع عن نفسه ثم قتل أو هو الشخص المسالم ثم قتل، لكن المعتدى هو مفسد فى الأرض.
ــ مهما كانت المبررات من أنه عُذِّب أو تم الاعتداء عليه من قبل الشرطة أو مات له قريب على يد الشرطة؟
هناك قانون يحكم، ولكن إذا تم الاعتداء المباشر عليك تدافع عن نفسك، لكن تذهب وتأخذ حقك بنفسك وتفسد وتقتل الغير فهذا خروج على الشرع والقانون، لأن القصاص معناه النفس بالنفس، وأنت تذهب لتقتل أى إنسان دون أن تعرف من الذى قتل أخاك أو قريبك.. فما ذنب هذا الشخص المجند، وهو مأمور بحمايتك وبحفظ الأمن؟ هذا عبث.
إذن الحفاظ على مؤسسات الدولة فرض عين!
فرض عين على الجميع، وربنا يقول: (‬وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‭)، (‬وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ‭)، فقتل المجند هو قتل لنفسك لأنه هو الذى يحميك.
ــ كيف تقيِّمون دور الأزهر من الثورة؟
الأزهر يقوم بدوره على أكمل وجه ويحاول تجميع الشتات من خلال الوثائق التى أصدرها، ونشاطه طيب، وشيخ الأزهر هو الذى يقود هذا الإطار، وكان على مستوى المسئولية، وحاول أن يجمع كل الأطراف السياسية ويؤلف بينهم داخل مشيخة الأزهر.
ــ لكن هل الأزهر كان مختطفا من النظام السابق؟
كان يحال بينه وبين أن يظهر أمره فى الجانب السياسى والاجتماعى، لكن من ناحية الجانب العلمى والثقافى فرسالته كانت موجودة من خلال الأبحاث والمؤلفات والمحاضرات، ولكنها لم تفعل؛ لأنه كان ممنوع إظهار آثارها خارج الأزهر، لكن الأزهر لم يتوقف دوره، ولكن كان يتم الحجب بينه وبين الشعب داخليا وخارجيا، وكان يتم تهميش قياداته ومنعها من الظهور.
فالأزهر كان ضمن مؤسسات الدولة التى أصابها العطب فى عهد النظام السابق، وكان يعانى من ظروف مالية صعبة جدا، وهذا كان له تأثير على أدائه العلمى والثقافى.
ــ كيف تقيمون الجدل الذى دار حول هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر نظام دولة ونظام تشريعى؛ لأن هذه الهيئة هى إحدى سلطات الدولة والقضاء، وليس اختصاص الأفراد، فالفرد اختصاصه فقط الالتزام بالقانون والدستور، لكن الشخص الذى يرى أمامه منكرا وهو قادر على أن يدفعه بيده فليفعل، مثل أن يرى إنسانا يعتدى على إنسان ويستغيث به فمن حقه أن يغيثه مثل ما نراه الآن فى هذه الظروف من انفلات أمنى ومن خطف، ودور الشخص أيضا إذا رأى جريمة لا بد أن يقوم بالإبلاغ عنها للسلطات المختصة، وألا يكون آثما ومشاركا فى الجريمة، لذلك الآية تقول: (‬وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
ــ هل أنتم متفائلون بمستقبل مصر فى ظل الصعود الإسلامى؟
متفائل جدا.. ما دمنا سنلتزم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالدولة المدنية التى أساس حكمها الشريعة الإسلامية التى ستحفظ الحقوق للجميع، وأعتقد أن التيار الذى سيحكم من خلال ذلك سيسود معه الأمن والأمان والسلام.
ــ هناك مخططات لإفشال حكم الإسلاميين فى الفترة المقبلة.. بم تنصحون لتفويت الفرصة على هؤلاء؟
أنصح بالالتزام بالوسطية، وبالحكمة والموعظة الحسنة، والتواصل دائما مع الشعب، وألا يرضخوا للصدام والاصطدام مع الجهات التى تحاول أن تخرجهم عن وسطية الإسلام، وأن يحتكموا دائما إلى القانون والدستور والشرع، وهذا هو الذى سيحقق الأمن والأمان.. إن شاء الله.

 

ليست هناك تعليقات: