مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 4 أغسطس 2011


محاكمة مبارك انجاز تاريخى للثورة


 
الخميس, 04 أغسطس 2011 
 
بقلم: مجدي أحمد حسين 
 
تمكنت ثورة الشعب بعد 6 شهور من إسقاط حكم مبارك من محاكمته هو وابنيه ووزير داخليته، وهذا حدث سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه. ففى حدود علمنا وإطلاعنا على التاريخ، فلم يسبق فى التاريخ المصرى والعربى أو الإسلامى محاكمة حاكم سابق، فقد رأينا الحكام يتعرضون للاغتيال أو العزل أو يقومون بالهروب. ولم يصلنا من صحائف التاريخ فى بلادنا أن حاكما تم عزله ومحاكمته. وسيحسب هذا الانجاز التاريخى لثورة 25 يناير العظيمة، والتى فعلت ما لم تفعله ثورات أخرى.
 
كذلك لابد أن نقول أن الفضل فى إجراء هذه المحاكمة يعود إلى إصرار الجماهير على مواصلة الاعتصام والتجمع فى ميدان التحرير والميادين الرئيسية فى المحافظات، وهو الأمر الذى يستوجب الإفراج الفورى عن الذين اعتقلوا من ميدان التحرير منذ يومين. فرغم أن كثيرا من القوى السياسية ترى عدم الاعتصام الدائم فى التحرير، وأن تكون العودة للاعتصام عند الضرورة، وأن تكون مليونيات الجمعة عند الضرورة. فإن ذلك لا يبرر استمرار احتجاز المعتصمين فى التحرير. لأن تباطؤ إجراءات المحاكمة لمبارك وكبار المفسدين كان من أهم أسباب استفزاز الشارع المصرى فى الآونة الأخيرة.
 
كان مشهدا بالغ الأهمية أن ترى الناس مبارك داخل القفص، وأن ترى جمال وعلاء الذين طالما تصرفا فى البلد وثرواتها وشعبها كما يحلو لهما، فى ذات القفص. وكان كثير من القيادات السياسية يخشى أن يتناولهم بالنقد بالاسم. وهناك الآن زعماء لا يكادوا يغادروا شاشات الفضائيات بعد ثورة 25 يناير، لم يجرؤا أن ينقدوا بالاسم مبارك وابنيه، وكانوا يهاجمون النظام فحسب. وهذا ما كان أمن مبارك يطالب قيادات المعارضة به، أى أن يكتفوا بمهاجمة أى شىء دون التعرض لشخص مبارك وأسرته. وستجد أن المتصدرين للمشهد السياسى والإعلامى الآن هم فى أغلبهم ممن التزموا بتوجيهات الأمن المباركى، ولم يتجرأوا أن ينبسوا ببنت شفة عن شخص مبارك رغم أنه كان هو الذى يملك كل السلطات.
 
إن وجود مبارك وأسرته داخل القفص اليوم عبرة لمن لا يتعبر، وهذه الواقعة الكبرى ستساهم فى ردع أى حاكم جديد لمصر. ولكن لابد من التأكيد فى نفس الوقت أن أهداف الثورة لا تتلخص فى محاكمة مبارك، فهذا هو الجانب السلبى فيها، بل هى فى الأساس إسقاط سياساته الداخلية والخارجية، وما لا يقوى عليه الحكم الانتقالى فعليه أن يرحله إلى الحكم المدنى المنتخب القادم، وإن سرعة نقل السلطة بدون إبطاء جديد هو أول أهداف الثورة وجوهرها.

ليست هناك تعليقات: