مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الاثنين، 1 أغسطس 2011

الشهيد ناصر عويس.. حامل القرآن و”حلاَّل” المشاكل



الشهيد ناصر عويس.. حامل القرآن و"حلاَّل" المشاكل




01-08-2011
موقع اخوان اون لاين

كتب- إسلام عادل:
"عذب الصوت في قراءة القرآن.. كان إمامًا للمصلين في أكثر من مسجد.. دافئ الأخوَّة و"حلال للمشاكل".. هكذا وصفه أقرانه وإخوته والمحيطون به.
إنه الشهيد ناصر عويس.. من شباب الإخوان بحي المطرية، بشرق القاهرة، من مواليد 1977م، ويسكن في حي المطرية بالقاهرة، تخرج في كلية العلوم جامعة الأزهر، متزوج وله طفل يدعى "أحمد" يبلغ من العمر عامًا واحدًا، واستُشهد يوم 3 فبراير على يد بلطجية الحزب الوطني؛ الذين هاجموا المتعصمين في ميدان التحرير منذ صباح الأربعاء؛ الذي عُرف بـ"موقعة الجمل".
تأثر والدته بفراقه لم يكن عاديًّا، ففضلت أن يكون "الصمت" هو أبلغ حديث عن ذكرياتها معه.
(إخوان أون لاين) التقى بإخوانه وعدد من رفاقه المقربين بميدان التحرير؛ للتعرف على الجانب الآخر من حياته، بعيدًا عن الأسرة.
يروي محمد عويس أخوه قصة استشهاده، قائلاً: "استيقظ على خبر هجوم بلطجية الحزب الوطني على معتصمي التحرير، ولم تمضِ إلا دقائق حتى التحق بالمعتصمين في الميدان؛ ليستشهد ناصر في نهاية معركة الأربعاء الدامي، إثر تلقيه رصاصتين في الرأس والصدر، وارتقى شهيدًا في قلب ميدان عبدالمنعم رياض، فجر الخميس.
ويصفه أنه كان مثالاً للفارس الهادئ، الذي يبذل كل غالٍ ونفيس لقاء ما يؤمن به في كل ميدان، فقد كان فارسًا وبطلاً مع أهله ومع جيرانه، وقد كان واصلاً للرحم، ومحبًا لإخوانه، وكان شابًّا ربانيًّا، قويَّ الإيمان بقضاء الله وقدره، وهو ما جعله يتعامل مع المحن والشدائد بمنتهى الاستخفاف والاستهانة؛ نظرًا لإيمانه بأن قضاء الله كله خير، وتقبله للأمور بالهدوء، وكان حافظًا للقرآن مرتلاً له ومجودًا، ومتذوقًا لمعانيه ومحبًا لسماعه.. كان للقرآن صاحبًا.

الصورة غير متا�ة
الشهيد ناصر عويس مع إخوانه
أما في شهر رمضان فكان عويس الأكثر طاعةً ومحاولةً للتقرب إلى الله في هذه الأوقات بحسب رواية أخيه، فكان يصحو لصلاة الفجر ويجلس بعدها لتلاوة الأذكار في سكون تام، ويأخذ قسطًا من الراحة؛ حتى يستطيع الذهاب إلى العمل ويكمل يومه، وعند عودته من العمل كان يجلس في المنزل يرتل ورده القرآني.
وكان ناصر قليل النوم، وكان فقط يفطر على التمر، ويسعى إلى الصلاة في المسجد ليعود بعدها ليتناول إفطارًا خفيفًا، ويجلس مع عائلته ووالديه وإخوته يتبادلون الحديث، ثم بعدها يتأهب لصلاة العشاء والتراويح.
ناصر كان يؤم المصلين في العديد من المساجد، مثل: مسجد الصالحين، والمسجد شجرة مريم، وبعدها يذهب ناصر لتلبية الواجب الدعوي له، ويحضر لقاءاته الإيمانية؛ من أجل استحضار نسمات الشهر الكريم، ويعود مرةً أخرى إلى البيت ليجلس مع زوجته وطفله وعائلته حتى يأتي وقت السحور، وكان يتناول القليل من الطعام.
النسمات الروحانية والإيمانية لم يلحظها أفراد العائلة فقط، وإنما امتدت لأقرانه؛ حيث يلفت ربيع جودة، مسئول المجموعة التربوية الخاصة بالشهيد، أن ناصر كان خلوقًا إلى أبعد الحدود، وقد كان دمث الخلق، عفيف اللسان، كما كان متميزًا في بعض الخلق، وكان من أهمها "بر الوالدين"، فقد كان بارًّا بوالديه، مطيعًا لهما، منفذًا لما يقولانه له، كما كان يمتاز أيضًا بالاحترام للآخرين؛ حيث كان يحترم الكبير ويوقّره ويجلُّه كما كان حنونًا ورفيقًا بالأطفال، ويعطف عليهم وعلى كل الصغار.
ويضيف: كان حافظًا للقرآن، عالمًا به، ومجودًا له، وكان نديَّ الصوت، حتى إنه وأثناء فقرة شرح الفقرة القرآنية نجده خير مفسر له، وكنا نسأله في معاني الآيات ومقصدها إذا تعذَّر علينا فهمها، كما كان يعلمنا أصول علم التجويد؛ حتى نقرأ القرآن كما يحب ربنا"، هكذا كان يري ربيع علاقة الشهيد ناصر بالقرآن.
رفاق الخير وصحبة الطاعة كان لهم نصيب من لقائنا للتعرف أكثر على الشهيد وعلاقته بشهر رمضان.
يشير محمد عبد المعز، رفيق الشهيد في الأسرة التربوية، إلى أن ناصر كان كثير القراءة للقرآن، وكان هو الذي يحفِّزنا وينشِّطنا من أجل قراءة أكبر قدر ممكن منه في اليوم، وخاصةً في رمضان، وكان يذكرنا أن "رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى لا بد لنا أن نغتنمها ولا نفرِّط فيها".
عبد المعز يؤكد ما قاله المحيطون بالشهيد حول علاقته بالقرآن؛ حيث إن ناصر كان عذب الصوت، ولذلك فقد كان يؤمُّ المصلين في صلاة التراويح، مشيرًا إلى أنه كان يحب أن يصلي التهجد بمفرده؛ لأنه كان يشعر بالخشوع والتأثر أمام الله سبحانه وتعالى أكثر حينما يكون بمفرده.
إخوان الشهيد يؤكدون أنه ما كان متقوقعًا على نفسه قط، بل كان بمثابة "حلال المشاكل" للجميع، ويقول عبد المعز عنه: "كنا نلجأ إليه في بعض الأحيان حتى نستشيره في بعض المحن التي كانت تواجهنا، كما كان هو نفسه يسألنا إذا شعر منا بالضيق حتى أتذكر أنه في إحدى المرات وبعد الانتهاء من إحدى اللقاءات التربوية، وكانت الساعة تقترب من الحادية عشرة مساءً، ظللنا نمشي في الطرقات حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يفكر معي في حل إحدى المشكلات، فقد كان رحمه الله مهمومًا بهموم إخوانه وساعيًا لحلها".
ويصفه إخوانه بأنه كان من أكثر شباب الإخوان في المطرية بذلاً وعطاءً لدعوته؛ ففي الانتخابات الأخيرة كان هو مسئول الدعاية في إحدى المربعات، وكان لا يغمض له جفنٌ حتى يتم العمل، وكان دائم التذكرة قبل البدء في أي عمل دعوي باستحضار وإخلاص النية لله سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات: