مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 12 أغسطس 2011

الشهيد كريم بنونة.. رجل المهام الصعبة


الشهيد كريم بنونة.. رجل المهام الصعبة

12-08-2011
كتب- إسلام عادل:
لم يكن ينتمي لأي فصيل أو اتجاه سياسي، لكن أخلاقه والتزامه وتدينه كانت تنطق وتتحدث عنه، عُرف بصلته الوثيقة بشباب الإخوان دون الانتماء للتنظيم، فما زال جرح الشهداء ينزف ويطل علينا بشهيد جديد قدم روحه ونفسه للشهادة في سبيل الله ورفعة الوطن، هو الشهيد "كريم عبد السلام بنونة"، من مواليد عام 1982م، متزوج وأب لطفلين هما عمر ومريم، تخرَّج في كلية الحاسبات والمعلومات جامعة حلوان ويعمل مهندسًا، من سكان منطقة "المقطم" بالقاهرة، استشهد خلال أحداث الأربعاء الدامي فيما عرف بموقعة الجمل.

(إخوان أون لاين) حاول لقاء أسرته لمعايشة حالتهم في أول رمضان يمرُّ عليهم بعد استشهاد ابنهم، لكن والده رفض بشدة الحديث عن كريم؛ لما يسببه ذلك من تذكر فترة شديدة الصعوبة على الأهل نظرًا لفراقه، وسمح لنا والده بالاستعانة ببعض الفيديوهات التي سجلها له أصدقاء الشهيد؛ ليحكي عنه بعد أن أبدى الوالد رغبته في عدم التواصل مع وسائل الإعلام.

ويقول والد الشهيد عنه- خلال مقطع فيديو مسجل-: إن ولدي كان اسمه كريم، وهو كريم بالفعل، فم يكن يبخل على أحد بأي شيء حتى حينما كان صغيرًا وفي صباه، كان إن كانت معه لعبة يهبها لصديقه إن وجد منه رغبة فيها.

وحول نشاطه الوطني، أوضح والد كريم أنه كان يعد للمظاهرات من قبل 25 يناير بما يقارب شهر كامل عن طريق الموقع الاجتماعي (فيس بوك) حيث كان يناشد جموع الشباب النزول والمشاركة والكف عن السلبية، وعلى الرغم من أن كريم كان ميسور الحال ولم يكن في حاجة للمطالبة برفع مستوى المعيشة، فإنه نزل من أجل المطالبة بحقوق "الناس الغلابة"، وكانت قناعته التي تحركه هي أن تحرير مصر من هذا النظام هو بداية تحرير القدس والمسجد الأقصى، فكريم كان معروفًا بحبه للدين والوطن.

شخص مثل كريم بكل ما تحدث عنه المقربون من صفات، كان يجب الاقتراب من زوجته وأولاده ولكن الأمر كان بالغ الصعوبة عليهم من شدة حزنهم على فراقه، خاصة أن هذا الشعور يتنامى في رمضان.


الصورة غير متا�ة
ويحكي عنه ياسر أسعد "صديق الشهيد" فيقول إن كريم كان شخصية ملتزمة بالأساس وخلوقًا جدًّا، كما كان شخصية "مسجدية" وقلبه كان متعلقًا بالمساجد ومداومًا على المكوث به، وكان شخصية ميسورة الحال جدًّا، وهو ما جعله في رمضان مكثرًا لأعمال الخير والبر.

ولم تقتصر أعمال الخير معه على رمضان فقط، بل امتدت معه إلى "ميدان التحرير"، فيتابع ياسر أن كريم أثناء علمه باقتراب البلطجية علينا قام هو وزوجته بإعداد "شنط" من أجل هؤلاء البلطجية وكانت فلسفته في هذا الأمر بأنه- أي البلطجي– بدلاً من أن يأخذ 50 جنيهًا ليضرب ويقتل أبناء وطنه فمن الأفضل أن يأخذ شنطة "كشنطة رمضان"؛ ولكن دون أن يرتكب تلك الجرائم، فكان يرى أن البلطجي "محتاج" وأن حاجته هي التي دفعته إلى ذلك.

وكان "أسعد" دائم الاتهام لكريم أن شخصيته تُسبب إحراجًا لِمَن حوله نظرًا لشدة خلق الشهيد ونزاهته، مع العلم أن الشهيد لم يحرج أحدًا ولم ينهر شخصًا أبدًا من أصدقائه أو من غير أصدقائه، بل على العكس كان محبًّا ونعم الصديق لهم.

ويوضح أن الشهيد "كريم" كان يفرق بين الحق والباطل وينتصر للحق أيًّا كانت العواقب، مستشهدًا بموقف للشهيد في يوم الجمعة 28 يناير حينما كانوا جالسين قبل الصلاة في المسجد متأهبين للخروج بعد الصلاة للتظاهر وكان مصرًّا على أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء السويس، وكنا مترددين نظرًا للمخاطر الأمنية إلا أن كريم كان مصرًّا على الصلاة، وتحدى الأمن انتصارا لحقوق الشهداء.


الصورة غير متا�ة
الإشادة بكريم في كل المستويات لم تكن مقصورة على الأهل والأصدقاء فقط، وإنما امتدت للعمل أيضًا؛ حيث يؤكد مختار عمر "مدير الشهيد في العمل" أن كريم كان متدينًا لأبعد الحدود، وكان محافظًا على الصلاة بشدة وخاصة في المسجد، حتى إنه كان وهو في العمل ينزل من الشركة ليصلي في المسجد المقابل لها، وكان يتعامل مع كل الناس وخاصة زملاءه بوجه بشوش ولين شديد، ولم تكن تخلو معاملاته عامة من الرفق، كما امتاز بنونة بالتواضع الشديد وعدم التمسك بالرأي، والنزول عن رأيه إن رأى فيه الخطأ.

وحول تفوقه في عمله، يذكر "مختار أن كريم كان مسئولاً عن فريق عمل بالكامل، وكان يرى في أسلوبه التعاون الكامل معهم؛ حيث كان يقيم الحوارات معهم ويستمع إلى الآراء الخاصة بهم، وكان يأخذ رأي الشورى في كلِّ القرارت.

ويضيف "عمر" أن كريم كان يتعامل مع رؤسائه بالطريقة المثلى، وكان يستمع ويمتثل ويناقش رؤساءه في بعض الأحيان ولم يكن يعاند ويتمسك برأيه، كما أنه كان متقنًا للعمل ومداومًا له وكان في كثير من الأحيان يقوم بإنجازه في أسرع وقت، وكانت توكل إليه "المهام الصعبة" نظرًا لبراعته الشديدة جدًّا، إضافة إلى أنه كان شخصًا "سهل جدًّا" ، كما كان يخصص وقتًا أكبر من وقته من أجل العبادات والشعائر، كما كان يحث زملاءه على الطاعة دائمًا.

ليست هناك تعليقات: