مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 5 أغسطس 2011

الشهيد أحمد مرعي قناوي.. حلم الوطن الكبير

05-08-2011
كتب: محمد يحيى:
قدم البطل أحمد مرعي قناوي شهيد مصر وأحد شباب جماعة الإخوان المسلمين روحه من أجل تحرير الوطن، خرج أحمد ليقول كلمة حق في وجه سلطان جائر، لكن سبقته يد الغدر، فسقط شهيدًا كما قال عنه د. إسماعيل علي "أستاذ ورئيس قسم الدعوة بكلية أصول الدين جامعة المنصورة"- في حفل لتأبينه- لأنه خرج مدافعًا عن عرضه وماله ليستشهد برصاص الداخلية الغادر الغاشم.

أحمد مرعي قناوي شاب بلغ من العمر 29 عامًا، وُلد في 4/1/1982م من شباب محافظة الإسماعيلية، وتوفي في 29/1/2011، تخرج في كلية الحقوق وبدأ بالعمل تحت التدريب في المحاماة مع بعض المحامين، بعدما كان يعمل في بعض الأعمال الأخرى قبل تخرجه، وكان يقطن بقرية الواصفية بمحافظة الإسماعيلية، خرج في الصفوف الأولى لثورة الخامس و العشرين من يناير، فأصيب بالرصاص الحي يوم السبت 29 يناير.

الصورة غير متاحة
كان آخر ما خطته يد الشهيد صبيحة يوم استشهاده بعد أدائه لصلاة الفجر، وتلاوته للأذكار،، ثم انطلق بعدها لزيارة القبور، وكأنه كان يعلم أنه سيزورها قريبًا جدًّا: "الحمد لله الذي بحمده تتم به الصالحات أما بعد: فقد جال بخاطري أن أكتب كلمات أنه لا بدَّ للإنسان أن يعيش في هذه الحياة من أجل فكرة يحيا بها، يعيش من أجلها، ويموت من أجلها، أظن هذه الفكرة هي عودة الخلافة الراشدة، وهذا هو الحق المبين والله أعلم".
يقول عنه م. عبد الكريم "مسئوله التربوي": إنه كان منتظمًا في صلواته وخصوصًا صلاة الفجر وقيام الليل، و كان نشيطًا جدًّا أو "شعلة نشاط" - كما وصفه مسئوله التربوي- في العمل في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فكان يعمل في الدعاية لمرشح الإخوان في الدائرة البرلمانية الخاصة بهم، وكان أيضًا من أوائل الخارجين للمشاركة في ثورة الخامس والعشرين من يناير.

تحرير القدس
كان أحمد منشغلاً دائمًا بقضية فلسطين، فكانت قناة (الأقصى) الفضائية هي القناة الأساسية التي يشاهدها كل يوم، ويتحدث مع أخوته كل يوم محاولاً نشر القضية ووضعها في قلوبهم وليس فقط عقولهم، فضلاً عن ثقافته الواسعة في مجالي الشريعة والقانون بما أنه تخرج في كلية الحقوق، وكان معروفًا بنقاشه الدائم في القضايا العامة للوطن العربي، وأهمها قضية فلسطين.

ويستطرد م. عبد الكريم مشيراً إلى أن الشهيد تم اعتقاله لمدة ثمانية أشهر بسبب خروجه في المظاهرات التي كانت تندد بالحرب على غزة، وتم اعتقاله مع مجموعة من الإخوان بالقرية كالحاج علي لبن وغيره، وكان لهذه الفترة- فترة اعتقاله- أكبر الأثر فيه؛ حيث زادت من إيمانياته وثباته على الحق، كما زادت ثقته بجماعة الإخوان، لدرجة أنه كان يرسل رسائل إلى إخوانه وهو في معتقله، يطلب منهم التمسك بمبادئهم والثبات عليها.

ويوضح صديقه "حمادة الناظر" أن أحمد كان دائم الحديث عن فلسطين؛ حيث كان يقول: "أتمنى أن أكون مع إخواني في غزة، لأستشهد"، فضلاً عن كلامه الدائم عن الشهادة قبل موته، وكأنه كان يعرف أنه سيستشهد قريبًا.

وبعد خروجه من المعتقل، كان "شعلة نشاط" في نشاطه، وخصوصا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وصولاً إلى خروجه في مظاهرات الخامس والعشرين من يناير والتي بلغ فيها ما كان يتمنى، وهي "الشهادة"، وكان دائمًا ما يقول "اللهم خذ من دمي حتى ترضى" وهو دعاء مأثور عن أحد الصالحين.

حتى خرج يوم الجمعة في مواجهة الأمن، الذي واجههم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وأصيب أحمد بسبع رصاصات، ثم عاد إلى بيته مساء الجمعة، وجلس يكتب في أجندته الخاصة حتى صباح السبت، ثم ذهب لزيارة المقابر، ثم زار ابن خالته، ومن ثم خرج في مظاهرات السبت ليطلق عليه الأمن الرصاص الحي قبيل المغرب، وكانت آخر كلماته وهو على سرير الموت "هي لله هي لله".

الشهيد في رمضان
ويذكر شقيقه الأصغر "مختار مرعي قناوي" أن أحمد مثقف مطلع ويعشق القراءة، فلا يمر يوم عليه دون أن يقرأ، ناهيك عن التزامه بالصلاة ونشاطه مع الإخوان، ويقول مختار: عندما كنت استيقظ وسط الليل كنت أراه واقفًا يصلي بين يدي الله، فكان محافظًا على قيام الليل حتى الفجر، ومن ثَمَّ يبدأ يومه مع الأذكار حتى يطلع النهار.

وكان يعمل بالنهار إما بالتدريب عند إحدى المحاميات أو بالعمل مع صديقه كـ"مُبلط"، حتى وقت الإفطار، فكان يعود إلى منزله ليفطر ويصلي المغرب ثم العشاء والتراويح، وكان دائمًا ما يجتمع مع أصحابه للحديث حول الأحداث السياسية الحالية والشأن العام للبلد، وتعود منه إخوته على الاستفسار عن أي أمر يخص الشريعة أو القانون، لثقافته فيهما ونشاطه الكبير مع الإخوان بقريته.

عُرف عنه كما يقول أخوه قربه إلى الله بأعمال البر وحسن معاملاته مع الناس ومع أهله وخصوصًا والدته، كما كان مصدر ثقافة لأسرته دائمًا في كل أمورهم.

ليست هناك تعليقات: