مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 18 أغسطس 2011

الشهيد محمد سامي الديب.. مواقف لا تُنسى




18-08-2011
موقع اخوان اون لاين

كتب- شريف عبد الرحمن:

رغم مرور ما يزيد عن 6 أشهر على استشهاده فإن والديه لم يستوعبا حتى هذه اللحظة أنه استشهد، ويتوقعون أنه سيدخل عليهم قبل الإفطار ليفطر معهم، ويواصل أعمال البر التي اعتادها في رمضان، وخاصةً مشروع توزيع شنطة رمضان.. إنه الشهيد محمد سامي الديب، أحد أبطال أبو المطامير بالبحيرة.

(إخوان أون لاين) انتقل إلى منزل الأسرة؛ حيث قابلنا عمه خالد الديب، ورحَّب بنا، ثم دخل علينا سامي الديب، والد الشهيد الشاب محمد سامي الديب من سكان محافظة البحيرة، شعرنا من دخوله أن الشهيد محمد لم يمضِ على استشهاده إلا ساعات قليلة؛ حيث كان والده متأثرًا جدًّا، ودار بيننا حوار حول علاقة الشهيد بشهر رمضان، وكيف كانت قصة استشهاده.

بدايةً رجونا من الوالد الحاج سامي أن يتمالك نفسه، ويحكي لنا كيف استقبل خبر استشهاد محمد؛ ليؤكد لنا أنه فوجئ أيام الثورة وأثناء وجوده بمنزله باتصال من أحد الأقارب يطلب منه الاتصال بابنه، وعلم بعد ذلك بخبر استشهاده.

وحول ذكرياته عن الشهيد محمد في رمضان، قال الأب إنه كان يتقرب إلى الله بالعمل؛ فكان يخرج للعمل في الساعة 10 ويعود على موعد الإفطار؛ ليصلي التهجد في مسجد يونس؛ حيث كان دائمًا يفضل أن يصلي خلف عمه الحاج عبد الوهاب الديب.

وبصوت حنون ودافئ تغزَّل الأب في خصال ابنه الشهيد، مشيرًا إلى أن أكثر ما كان يميزه أنه كان يميل للتعامل بصوت منخفض، وأنه لم يكن يحب الصوت المرتفع، أما قبل العيد فكان يحب شراء ملابس العيد هو وإخوته، وأشعر به أنه سيدخل علينا دائمًا قبل الفطار، فكانت معاملته مع إخوته ممتازة؛ حيث يكون مختلفًا في رمضان ويحاول أن يتقرب إلى الله.

وأشار إلى أن أخته إيمان كانت الأقرب له، وكان يحبها جدًّا، ويحبها تخرج بملابس محتشمة، وكانت دائمًا تبكي طوال فترة غيابه.

وحول الجو الرمضاني لحياة منزل الشهيد، روى الأب أن "محمد" كان يخرج من بعد الفطار ويرجع على السحور؛ ليوقظ أهل المنزل لتناول السحور.

وتابع الأب قائلاً: "محمد كان أقرب إنسان إلى قلبي، وكان دائمًا يشعر بما في داخلي ودائمًا يتمنَّى أن يساعدني، محمد عندما استُشهد أخذ قلبي معه؛ لأنه كان يحترمني جدًّا ويحبني جدًّا، كنت وأنا أمشي معه أشعر أني أسير مع صاحبي وأخي، ومن يوم استشهاده وقلبي مش معايا".

المشهد أثناء حديثنا مع والدته لم يختلف كثيرًا؛ حيث كانت أكثر تأثرًا من والده ولم تصدق بعد ان ابنها فارق الحياة.

دخلت علينا والدة الشهيد وبدأت حديثها معنا عن برنامج الشهيد في رمضان، قائلةً: "كان بعد الفطار يأخذني إلى المسجد نصلي التراويح، وكان يعود لعمله بعدها، اتسم بالعقل وعدم حب الهزار والمزاح، كان يحب أخته إيمان وأولاد عمه، وفي آخر أيامه تقرب كثيرًا من الله، أما في آخر رمضان له أصبح شخصًا آخر، وكان أول ما نخرج من البيت إلى المسجد يقول لي يا أمي.. استغفري ولا تخافي من شيء.

وعن أكثر المواقف المؤثرة للشهيد، تسرد الأم قائلةً: "كان دائمًا يحدثنا أن رمضان شهر عبادة، وليس شهر طعام وشراب، فكان هو من يقوم بتجهيز السحور؛ في محاولةٍ للتخفيف عنا، وكان بعد السحور يعمل لي الشاي، وكان لا يحب أن يكون هناك مشاكل بين الأهل، وكان يحب أهله كثيرًا، وتمنيت أن يتزوج ويترك لي ولد أتذكره عندما أراه.

ويصفه عمه خالد الديب بأنه كان مهتمًّا بالأعمال الخيرية في رمضان، وكان يشارك في إعداد شنطة رمضان، وكان يقوم بتوزيعها وكان أكثر واحد في المجموعة يقوم بالتوزيع، وكنا نقصده في الأعمال الصعبة، وكان دائمًا يهتم بوالديه وحتى في آخر أيامه كان يسافر ويتصل بنا يوصينا على والديه، ودائمًا يتمنَّى أن يكونوا "أحسن ناس"، وكان يتسم بالأدب والحياء ويحترم الكبير ويعطف على الصغير، حتى إن استشهاده أثَّر في جميع أهله، وكان كثيرًا ما يشارك معنا في جمع جلود الأضاحي لصالح القضية الفلسطينية، وكان شديد الحماس لهذا الأمر.

محطتنا التالية كانت مع رمضان عبد الله عرجان، مدرس الشهيد محمد الديب في مسجد يونس، ذكر لنا أن محمد من أوائل الأشبال حضورًا إلى المسجد، مؤكدًا أنه لا ينسى أبدًا للشهيد إحضاره لوحةً عليها صور عدد من شهداء التاريخ، وأخذ يعرضها على الأشبال والكبار، معددًا محاسن الاستشهاد في سبيل الله.

وأضاف أنه كان دائمًا يصلي التراويح بالصف الأول، وكان يحضر التهجد الثاني، وكان يسارع في أعمال البر والخير، كما أن مواقفه إنسانية مع الأشبال لا تُنسى؛ فكم ساندهم أوقات أزماتهم!.

ليست هناك تعليقات: