مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 20 أغسطس 2011

الشهيد حسام الجندي.. لبَّى نداء الشهادة



20-08-2011

موقع اخوان اون لاين
حوار: محمد يحيى
بلغ عمر حسام أحمد عبد الفتاح الجندي عشرين عامًا، حينما لقي ربه شهيدًا برصاص الداخلية، هو من مواليد عام 1991م، وتوفي في جمعة الغضب 28، التحق بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة القاهرة، وترك من بعده أسرته التي تتكون من أب وأم وستة من الأخوات الإناث.

يقول والده: كان حسام شخصية ملتزمة ومحترمة لأبعد الحدود، فكان مؤدبًا لدرجة الخجل، وكان قريبًا من جماعة الإخوان المسلمين، وكنت أخشى عليه من خروجه معهم يوم الجمعة في المظاهرات السلمية، وذلك بعد صلاة العشاء بالقرية، لكنه قال لي: "أنا همشي في المظاهرات السلمية، واللي هيمشي في المظاهرات السلمية مش هيجراله حاجة"، ولم يكن والده يعلم أن هذه الجملة آخر ما ستسمعه آذانه من ابنه، ولم يكن يعرف أنها ستكون آخر مرة يخرج فيها ابنه من البيت على قدمه.

ويشير إلى أن قوات الأمن أطلقت عليه رصاصتين؛ الأولى أصابت بطنه والأخرى أصابت فخذه، وذلك عندما خرجت جموع الناس بقرية كرداسة بمظاهرات سلمية تندد بالنظام، وبالرغم من حرصه الشديد على ابنه الوحيد فإن قدر الله كان لا بد أن يتحقق، وعندما كان حسام خارجًا للمظاهرات كانت أخته الصغرى "تبارك" تبكي عليه بطريقة لافتة للنظر، وكأنها تعلم أنها تراه للمرة الأخيرة.

في رمضان
وتروي جدته "أم والدته" والحزن يغمرها: "حسام كان من البيت للجامع ومن الجامع إلى البيت، وكان مثالاً للشاب الصغير الملتزم، فكان شهر رمضان يأتيه في آخر إجازته وأول دراسته تقريبًا؛ مما جعله متفرغًا للعبادة بشكل أفضل، فكان لا يفارق المسجد، فيمكنك أن تقول إنه كان يقضي رمضان بين البيت والمسجد.

وتستطرد مؤكدة أنه كان يشارك أصدقاءه في توزيع التمر والماء على الصائمين عند سماع مدفع الإفطار، طالبًا من الله الأجر، وكانوا حريصين على صلاة التراويح معًا، فضلاً عن جلوسه بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب يقرأ ورده القرآني.

أما والدته فغلبتها دموعها، واكتفت بجملة واحدة لخصت فيها مشاعر أمومتها تجاه ابنها الشهيد؛ حيث قالت: "حسام كان ابنًا وأخًا لي، كانت أخلاقه طيبة جدًّا ومحترمة، وكان يومه الرمضاني كله في المسجد، وكان يحب الخير لكل الناس في رمضان".

وتظهر أواصر الصداقة قويةً بين الشهيد حسام وصديقه أحمد خالد، ويتحدث عنه قائلاً: بالطبع كان حسام شخصية طيبة ومحترمة، كان كأنه طفل صغير، وكنا في رمضان نراه في أعمال الخير دائمًا، فكان مرتبطًا بالمسجد، ويقوم بتوزيع تمر الإفطار على الصائمين، ويصلي التراويح والفجر، ويجلس طيلة الوقت في المسجد ليختم القرآن.

ويضيف: جاءني حسام وأيقظني قبيل العصر، وجلس يشاهد قناة (الجزيرة) مستنكرًا ما تعرضه قنوات التليفزيون المصري، وخرجنا معًا إلى الشارع فعلمنا أن البلد كلها ستخرج في مظاهرات سلمية بعد العشاء، ولما أذن المؤذن لصلاة العشاء وجدت حسام يقول لي: "يلا عشان نصلي، ربنا ينادي علينا عشان نروح له".

وبعد إصابة حسام برصاصتين أبلغنا أهله على الفور، ونقلناه إلى المستشفى وظل حيًّا ينزف لمدة ساعتين، وقبل الاستشهاد بدقائق قال لي: "اعدل لي رجلي، عشان أنا هموت"، فلقنَّاه الشهادة على الفور، فقالها وهو رافع إصبعه.

وعلى الرغم من صغر سن حسام إلا أنه كان مهتمًّا بالشأن العام ولم يكن مغيبًا عنه، فكان يتابع القنوات الإخبارية، وحتى عندما حجبت الحكومة قناة (الجزيرة) كان يقوم بوضع الإرسال الجديد ليتابع الأحداث.

 تخرج والده في كلية الهندسة، لذا فكان حريصًا أشد الحرص على التحاق حسام بها ليصبح مهندسًا مثله، لكن مجموع حسام في الثانوية لم يسعفه للالتحاق بكلية الهندسة، فالتحق بكلية التجارة، ولم يلبث أن ينتهي من الفصل الأول في الفرقة الأولى، فقد استشهد حسام مساء جمعة الغضب 28 يناير، وكان من المقرر أن يذهب صبيحة السبت 29 يناير لأول امتحان له، لكن سبق قدر الله، فحسام متفوقًا دائمًا، فلم يكن يشغله شاغل عن المذاكرة؛ وذلك لحرص والده عليه وتوفير كل السبل له بما أنه الابن الوحيد له.

القصاص من القتلة
وطيلة لقائنا معهم لم يطلب أهل حسام سوى القصاص من كل القتله المتورطين في قتل حسام، ابتداءً من حبيب العادلي ومعاونيه، وضباط مركز كرداسة الذين أطلقوا النار على متظاهري البلدة  وقتلوا اثنين من أبنائها، فضلاً عن إصابة العشرات.

وكانت المحكمة قد أجلت جلسة محاكمة قتلة ثوار كرداسة إلى شهر سبتمبر المقبل في القضية التي تقدم بها أهل حسام ضد كل من أسامة عبد الفتاح رئيس مركز كرداسة، ومحمد قاسم "ضابط بالمركز، ولد تطرق حديثنا إلى المحاكمات قال خالد صديق الشهيد: "نحن نحزن أشد الحزن عندما نرى الضباط المتهمين وهم جالسون معنا وجهًا لوجه خارج قفص الاتهام بالمحكمة، فالمشهد يثير مشاعر الغضب في نفوسنا".

ليست هناك تعليقات: