مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الاثنين، 15 أغسطس 2011


مصر فى عالم يتغير .. د عصام العريان

 







الإثنين 15 اغسطس 2011

كنا من قبل نتحدث عن مستقبل مصر فى عالم متغير، أى كأنه تغير واستقر ونحن نحتاج إلى التكيف معه.



الآن نتحدث عن مصر فى عالم يتغيّر باستمرار، أى أنه فى حال تغيّر متواصل ولم يستقر بعد على حال.



مصر
تغيّرت بالفعل وهى تتغيّر باستمرار خلال الفترة الحالية وفى طريقها إلى
مزيد من التغيير بإرادة شعبها الحر التى هى من إرادة الله تعالى.



وشعوب
العالم العربى تراقب مصر وتطورات الأحداث فيها لكى ترى مستقبلها فى مستقبل
مصر، وقدرتها على بناء نظام سياسى اقتصادى واجتماعى جديد.



وطوال القرون كان تأثير مصر فى محيطها العربى والإسلامى كبيراً وخطيراً.



لقد
وصل التغيير والتأثير إلى دولة العدو الصهيونى وإلى شواطئ المتوسط وأوربا
وأمريكا طبعاً لعوامل داخلية فى تلك البلاد، فلا يمكن لعاقل أن يدّعى أن
دور مصر وصل إلى داخل المجتمع الصهيونى الذى يغلى من زمن بعيد بسبب التمييز
الشنيع بين اليهود الغربيين "الأشكناز"، وهؤلاء الشرقيين (السفارديم) ، بل
بين جماعات المستوطنين الذين توالدوا بكثافة خلال سنوات حكم مبارك الذى
كان كنزاً استراتيجياً للعدو باعترافهم هم، وقد استهلكت المستوطنات قسماً
كبيراً من ميزانية الدولة الصهيونية وكان تأثير الأحزاب اليمينية والدينية
المؤيدة للاستيطان والرافضة لأى مفاوضات



أو
إقامة دولة فلسطينية قوياً وشديداً على الحكومات المتوالية التى اتجهت إلى
اليمين المتطرف الذى تحدى الإدارات الأمريكية مستغلاً مناخ الحرب على
الإرهاب.



التغيير
الاقتصادى والمالى الذى حدث فى اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا أخيرا
ًينذر بنذر هامة وخطيرة على حوض البحر المتوسط، فهناك دول أفلست وأخرى على
وشك الإفلاس وثالثة تتقشف بقوة لإنقاذ اقتصادها.



لقد
وصلت نذر التغيير إلى المجتمعات الأوروبية ويكفى للدلالة على ذلك ما حدث
من جريمة شنيعة فى النرويج وتم قتل حوالى 70 شاباً وفتاة فى معسكر للحزب
الحاكم فى أوسلو من شاب يمينى متطرف يدّعى أنه ينقذ أوروبا من خطر الإسلام
والماركسية وليس به جنون بل يقال إن له مؤيدون ورفاق فى أوروبا.



ولا
يزال شغب المراهقين الشباب البريطانى فى لندن و5 مدن أخرى زعزعت الاستقرار
فى المملكة المتحدة وأرجع رئيس الوزراء ذلك إلى تدنى التربية المنزلية
والمدرسية للأجيال الجديدة.



ما السبب ؟ لعل سيطرة الإعلام والثقافة العنصرية على عقول المراهقين أحد الأسباب .



إذا
ربطنا ذلك بالتحول الخطير فى المزاج العالمى للأوربيين والذى أدّى إلى
تصاعد اليمين المتطرف وحصوله على أصوات أهلته للمشاركة فى الحكم فى بلاد
عديدة وارتباط ذلك بالإسلاموفوبيا مع دمغ الإسلام بالإرهاب والعنف كديانة
وثقافة ومجتمعات كاملة مما أدى إلى ترويج كراهية شديدة ضد المهاجرين
والأقليات.



حتى
أمريكا وصلها التغيير أو أقل الزلزال بحق، وهى تخفيض التصنيف الائتمانى
للولايات المتحدة الأمريكية درجة واحدة أدت إلى إرباك الأسواق المالية
العالمية كلها، ووصلت ديون أمريكا إلى 14 تريليون دولار، والعجز عن السداد
هدّد أمريكا كلها بالتوقف عن سداد الفواتير الحكومية، وقد دفع ذلك إلى
البحث عن المشكلة الأصلية وهى النمو الاقتصادى المتراجع وزيادة البطالة
وبذلك أصدر البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى (المركزى) قراراً بإبقاء
سعر الفائدة فى البنوك



عند "الصفر" لمدة عامين قادميين لدفع الاقتصاد وتشجيع الاستثمار وتحفيز الإنفاق الشخصى والعالئلى .



عند
البحث عن السبب سنجد أن أمريكا كانت لأول مرة فى نهاية عهد "كلينتون" حققت
فائضاً فى ميزانيتها بعد سنين عجز من عهد "نيكسون" إلى "كلينتون" (حوالى
عشرين عاماً) وقد استهلك "بوش الابن" كل الفائض وحقق عجزاً هائلاً بسبب
الحروب التى شنّها على الإرهاب فى أفغانستان والعراق وجنوب لبنان وغزة.



حتى
اليابان أصابها زلزال حقيقى أدى إلى وفاة حوالى عشرين ألفاً وتدمير مدن
بأكملها وتدهور اقتصادى وحالة نفسية مجتمعية جديدة على المجتمع اليابانى
الذى فوجئ بالكارثة التى هى الأكبر فى تاريخه بعد كارثة الحرب العالمية
الثانية وإلقاء القنابل النووية على هيروشيما ونجازاكى .



العنوان
الرئيسى لهذا التغيير الزلزالى العالمى هو "نهاية الحرب على الإرهاب" لقد
اكتشف العالم ولا يزال يكشف الوهم الذى عاش فيه، وهم أن هناك خطراً عالمياً
يهدد الحضارة الإنسانية، وأن مصدر ذلك الخطر هم المسلمون وعقيدتهم
العدوانية وثقافتهم التى تحتقر الإنسان والمرأة وتعتمد العنف والإرهاب.



هذا
الوهم بدأ مع زيادة تهديد حركة المقاومة ضد العدو الصهيونى بانعقاد
المؤتمر الدولى ضد الإرهاب فى "شرم الشيخ" عام 1996 بحضور الرئيس الأمريكى
"كلينتون" وقادة العالم العربى جميعاً تقريباً، وكان هدفه الرئيسى هو
مواجهة حركة "حماس" وحركات المقاومة الأخرى فى المنطقة : الجهاد الإسلامى
وحزب الله والإخوان المسلمون وأعقب ذلك الإعلان عن إنشاء تنظيم "القاعدة"
بعد خروج القادة العرب الذين جاهدوا فى أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتى من
السودان إلى أفغانستان وباكستان عام 1998م .



ازدادت
العمليات الإرهابية وانتشرت خلال تلك السنوات الصعبة والعسيرة من العالم
العربى فى اليمن والسعودية ومصر والجزائر وتونس والمغرب إلى العالم
الإسلامى فى باكستان وإندونيسيا



والهند
إلى أمريكا فى الحادث الأشهر الإجرامى فى 11 سبتمبر 2001 الذى دشّن عالمية
الحرب ضد الإرهاب ليتحول العالم كله إلى ساحة مواجهة عنيفة تم فيها الآتى:



1-
تخصيص ميزانيات هائلة للإنفاق على الحرب ضد الإرهاب فى مجالات :
الاستخبارات ، الأسلحة ، نقل القوات ، إقامة المعسكرات الدائمة للقوات
المسلحة.



2- غزو أفغانستان والعراق وشن حروب على جنوب لبنان وقطاع غزة برضا دولى وسكوت عربى.



3- خلق آلة إعلامية عالمية رهيبة قامت بخلق صورة ذهنية مشوهة عن :



* الإسلام نفسه كعقيدة وحضارة وثقافة.



* شيطنة المسلمين جميعاً كإرهابيين محتملين.



* خلق صورة ذهنية عن غزو محتمل للإسلام فى أوروبا وأمريكا تحت عنوان إنهم يكرهوننا ويريدون تغيير أسلوب حياتنا، ويهددون حضارتنا.



4-
دعم الاستبداد والديكتاتورية والفساد فى بلادنا العربية والإسلامية بذريعة
أن هذه الشعوب غير مؤهلة للحريات ولا للديمقراطية ولا تحترم حقوق الإنسان
التى تم وضعها جميعها فى سلة واحدة سواء أكانت معتدلة أم عنيفة وأنها ضد
الإنسانية والحضارة والتقدم.



5-
دعم لا متناهى للعدو الصهيونى بوصفه واحة الديمقراطية الفريدة فى منطقة
قاحلة صحراوية، وأنه رأس الحرية ضد الإرهاب، والتأييد المتواصل لسحقه للشعب
الفلسطينى وليس لحركات المقاومة فقط.



نحن
أمام دور جديد لمصر الثورة التى أعادت الاعتبار إلى القيم الإسلامية
الإنسانية والتى صححت الكثير من التشويه المتعمد ضد المسلمين والعرب
والحركات الإسلامية.



وهذا الدور يحتاج إلى معالجة أخرى.



مصر تولد من جديد، وينتظرها دور عالمي إنساني.

ليست هناك تعليقات: