مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 5 أغسطس 2011

الشهيد هيثم حميدة.. شجاعة الابن البار

05-08-2011
كتب- إسلام عادل:
هيثم حميدة، شاب مصري عادي ليس له أي انتماءات سياسية؛ إلا أن اثنين من إخوته ينتميان إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه غيور على وطنه وكرامته، فقد كان يراه يومًا بعد يوم يذهب ويضيع هباءً، ويراه مُهانًا، ينحدر من فترة إلى أخرى، ويفقد دوره الإقليمي، ويرى سحابةً سوداءَ تظلل عليه، فانتفض لكي يعيد إليه الأمجاد، وفي خضم انتفاضته استُشهد برصاص الغدر.
فراق الشهيد كان أمرًا بالغ الصعوبة على والدته وخطيبته والمقربين منه، فامتنع معظمهم عن الحديث عنه؛ حتى لا تداعب ذكريات فراقه قلوبهم.
 (إخوان أون لاين) قابل إخوته وأصدقاءه للتعرف عليه أكثر، وهيثم حميدة شاب مصري عادي، يبلغ من العمر 33 عامًا، من منطقة عين شمس بالقاهرة، خريج معهد فني صناعي قسم إلكترونيات، لم يكن متزوجًا، ولكنه كان على وشك الزواج، خرج واستشهد يوم جمعة الغضب 28 يناير بميدان المطرية مع المتظاهرين من مسجد الأنوار المحمدية.
يقول "يحيى حميدة" شقيق الشهيد: كنا نتظاهر في ميدان المطرية يوم جمعة الغضب 28 يناير، وانهالت قوات الأمن علينا بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي والخرطوش، الذي اتضح لنا بعد ذلك من الأطباء العاملين بمستشفى المطرية أنه ينفجر داخل أجساد المصابين، وأنه من النوع المحرم دوليًّا، وأصيب الشهيد هيثم بطلق نافذ في الذراع وأعلى الصدر من الجهة اليسرى، كما هو ثابت بالتقرير الطبي.
وقام الشباب بحمل أخي داخل مسجد ميدان المطرية- حيث لم أكن معه وقت الإصابة- ومنه إلى مستشفى المطرية؛ حيث حاول الأطباء إنعاشه إلا أنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وصعدت روحه الطاهرة إلى ربها تشكو إليه طغيان وجبروت النظام البائد نظام حسني مبارك.
ويقول "عصام ضيف" جار الشهيد: إننا رأينا شجاعة لا متناهية من هيثم في ذلك اليوم، ففي الوقت الذي أمطرتنا قوات الأمن المركزي بالقنابل المسيلة للدموع والذي جعل الكثير منا يهرولون هاربين من الاختناق الذي يسببه الغاز، ولكننا وجدنا هيثم دون الجميع يتقدم مع مجموعة أخرى ناحية الأمن المركزي، ويهتف ضد مبارك وطغيانه غير مكترث بالرصاص أو الاعتقال.
ويتابع: إن هيثم كان خلوقًا ويتمتع بمحبة وشعبية من جيرانه، وكان طيب المعاملة مع أصدقائه وجيرانه، كما كان مداومًا على الصلاة في جماعة، مع الحرص على صلاة الفجر بانتظام، وكان قليل الكلام، ومعتدل المزاج، فلم يكن عصبيًّا أبدًا بل يمتاز بالحكمة والصبر والتمهل؛ حتى في اتخاذ قراراته الحياتية المختلفة، كما كان يكره الظلم ومستعدًا للتضحية بحياته من أجل دفع الظلم، ففي إحدى المرات كان يدور شجار بالمنطقة بين طرفين؛ فشعر بأن هناك شخصًا يؤكل حقُّه من أحد الأطراف فتدخل من أجل نصرة هذا المظلوم، وهو ما جعله يصاب بسلاح أبيض في يده، ولم يخف وظلَّ على موقفه المناصر للمظلوم.
ويقول "حسام حميدة" شقيق الشهيد: إن الشهيد في آخر عامين حدث تغيرًا جذريًّا عليه؛ حيث إنه كان بدأ يهتم بفروضه الدينية بشكل أكبر، ويحاول أن يتقرب من الله تعالى أكثر فأكثر، وبدأ يواظب على الصلاة في جماعة وفي المسجد وبالأخص صلاة الفجر.
وعن أحواله في شهر رمضان، يوضح حسام أن هيثم كان كأي شخص يحاول أن يتقرب إلى الله سبحانه في هذا الشهر الكريم، وكان يؤمن بأن رمضان شهر العمل أيضًا، فكان يسهر في عمله، وكان يعمل نهارًا ويكد ويعود إلى المنزل حتى يفطر، ويقوم بالإفطار ويصلي المغرب، وبعدها يستعد لصلاة التراويح، ويعود إلى عمله، وبعدها يقوم ليتسحر ويصلي الفجر، ويجلس في سكون يردد ما تيسر له من القرآن الكريم، ويعود ليستريح قليلاً في المنزل، ويعود بعدها إلى العمل.
ويؤكد حسام أن هيثم كان أكثر الأبناء قربًا من الأم، وكان بارًّا بها ومحبًّا لها لدرجة لا توصف، وكان يطيعها في كلِّ الأمور، كما أنه يوم الخميس 27 يناير أي ليلة استشهاده كان مع خطيبته وجلس يوصيها على والدته توصية شديدة لدرجة لا توصف حتى لقي الله شهيدًا بعدها بساعات في ميدان المطرية.

ليست هناك تعليقات: