مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 5 مايو 2012

هو «صوت سيده» فارفضوه «عمرو موسى» طرح نفسه لمنصب الرئاسة المصرية دون أن يطلبه أحد




 

2012-05-05
 
السيد «عمرو موسى».. رشح نفسه لمنصب الرئاسة المصرية دون أن يطلبه أحد أو يثني عليه أحد متناسياً سنوات قضاها في ركب سيده كجزء من نظام تم خلعه وعلى ما يبدو أنه يعتمد في خطوته على أمرين كل منهما أو هى من الآخر. الأمر الأول: أن السيد «عمرو» لا يزال يفكر بالطريقة القديمة التي تقول: إن الناس سرعان ما تنسى، وفي حالة المصريين تحديداً فإنهم سرعان ما يغفرون ويتسامحون أيضاً مع من أساء إليهم مهما بلغت درجة إساءتهم. صحيح أن صفة النسيان والتسامح هي من أهم صفات الشخصية المصرية التاريخية، وهي أيضاً من أهم مكونات «المزاج العام» لهذه الشخصية عبر آلاف السنين، ولكن التغييرات العميقة التي بدأت تحدثها الثورة الشعبية العظيمة قد طالت هذه السمة فيما طالت من سمات أخرى كثيرة كنا نظنها من «ثوابت الشخصية المصرية»، و«ركائز المزاج المصري». وعي جديد والمؤكد اليوم أن ما كان قابلاً للنسيان قبل هذه الثورة أصبح موضوعاً للتذكر، وأضحى غذاءً للوعي الجديد الذي يشق طريقه في مختلف فئات المصريين وجماعاتهم. لم ينسَ المصريون - يا سيد عمرو - أنك شغلت منصب وزير الخارجية لسنوات عديدة في عهد الرئيس المخلوع، وقد كنت فيها «صوت سيدك» - بتعبير «رشيلليو» (أبو علم الدبلوماسية الحديثة) - ولم تحقق شيئاً يجعل المصريين يتذكرونك بالخير بسببه، وستكون غارقاً في مزيج مركب من أوهام «الكهف»، وأوهام «السوق» - حسب «فرانسيس بيكون» - إن ظننت أن المصريين أكلوا من معسول تصريحاتك القديمة، أو بليغ كلماتك في بعض المناسبات أيام توليك وزارة الخارجية.. وفي أحسن الأحوال كانت تصريحاتك «جعجعة بلا طحن»، أو «طق حنك» كما يقول المصريون. مواقف متراخية وإذا كان المصريون الطيبون قد طووا صفحة الماضي، ونسوا أنك السيد «عمرو» الذي كان «صوت سيده» الرئيس المخلوع، فلا أظن أنهم نسوا مواقفك المتراخية في الأيام الأولى للثورة المجيدة، عندما التزمت الصمت لعدة أيام مترسماً خطى الرئيس المخلوع وحكومته، وإذا كان للمخلوع وحكومته شيء من العذر في التزام الصمت لأن الثورة أخذتهم بغتة، فماذا كان عذرك وأنت تشغل منصب أمين عام الجامعة العربية، ولست مقيداً بما قيد به النظام ورئيسه المخلوع؟ لماذا لم تنطق إلا بعد أن نطق المخلوع؟ ولماذا لم يختلف ما نطقت به عما نطق به المخلوع نفسه عندما قلت: «إن السياسة في مصر لابد أن تتغير»؟ وماذا قال الرئيس المخلوع سوى ذلك؟ وهل نسينا أن كليكما قال ما قال بعد فوات الأوان؟ أم أنك كنت تجترح قولاً على قول الشيخ حسن العطار عندما دهمت الحملة الفرنسية مصر فقال: «إن بلادنا لابد أن تتغير؟». وثائق أمن الدولة: ولو فرضنا جدلاً استمرار «نعمة النسيان» وهيمنتها على الذاكرة المصرية، فهل سيمحو النسيان ما كشفت عنه وثائق أمن الدولة التي استنقذها الثوار من الحرق، والتي تقول إحداها بالحرف الواحد: «في إطار متابعة مسار الموقف بالنسبة للتحركات الاحتجاجية التي ينظمها عدد من القوى السياسية ببعض محافظات الجمهورية للمطالبة ببعض الإصلاحات، والمطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالبلاد، نفيد بأن الرائد خالد محمد محسن الشرقاوي (كارنيه 112874 قوات مسلحة يقيم في 2 شارع عبدالمجيد سليم كوبري القبة)، تردد على مقر جامعة الدول العربية، وقام بترك رسالة للسيد «عمرو موسى» الأمين العام للجامعة تتضمن إشارة إلى ضرورة قيامه بدور في إنهاء أزمة المتجمعين بميدان التحرير؛ اعتماداً على مكانته الجماهيرية، مشيراً إلى استجابة القيادة السياسية لحوالي 95% من المطالب، ووجود أزمة بسبب افتقاد الشباب المعتصمين لقيادة تتحدث باسمهم، مشيراً إلى إمكانية إنهاء الأزمة من خلال تشكيل لجنة حكماء برئاسة «عمرو موسى» وبعض الرموز الدينية والرياضية والفنية». وهل نسيت أو نسي المصريون أنك دعوت شباب الثوار آنذاك إلى قبول بقاء الرئيس السابق «حسني مبارك» في السلطة حتى نهاية ولايته؟ أي أنك كنت للحظة الأخيرة تعمل في خدمة سيدك السابق، وتقدم رِجلاً وتؤخر أخرى، ولك عين في الجنة وأخرى في النار؛ انتظاراً حتى ينجلي موقف الثورة وهل ستنجح أم لا؟! نصيحة واجبة : نصيحتي لك - يا سيد عمرو موسى - ألا تنخدع بأوهام «الكهف» القديم الذي عشت فيه في عهد الرئيس المخلوع، فالمصريون اليوم غير المصريين أمس، والشباب اليوم ليس هو الذي كان يطرب لحشرجة صوت «شعبان عبدالرحيم» وهو يمدحك «بكره «إسرائيل».. وبحب عمرو موسى»، فحتى هذه التصريحات التي جعلت «شعبولا» يغني لك لم تعد أنت قادراً على التفوّه بها ولم تتفوه بها أصلاً طوال المدة الماضية، ولا أظنك ستفعل إن كان رضا «أمريكا وإسرائيل» أمراً لازماً في حالة اتخاذ قرار بمن سيكون رئيساً لمصر. نصيحتي ألا تنخدع بما لديك من معرفة قديمة عن الشعب المصري، أو بأوهام «الكهف» وأوهام «السوق»، وقد بلغت من الكبر ما بلغت، وليس من الحصافة والأمر كذلك أن تعرّض شخصك الكريم إلى سقوط مروّع في الانتخابات التي ستكون بالضرورة حرة ونزيهة، أو أن تجد نفسك - في احتمال لا نتمنى وقوعه - مكرهاً على الجلوس في موقع لا تستطيع فيه أن «تفهم» نداءات شباب الثوار. دعهم يرسمون مستقبلهم بأنفسهم، دعهم يعبرون إلى هذا المستقبل وهم يستنشقون هواءً نقياً غير الذي ألفته مصر في عهد النظام البائد، وهذه ستكون أكبر خدمة تقدمها لهم ولنفسك. الأمر الثاني الذي يستند إليه السيد «عمرو» في طموحه للجلوس في مقعد الرئاسة المصرية؛ أن أغلبية المصريين لا يعرفون شيئاً عن سلوكه القيادي ولا عن أسلوب تعامله مع مرؤوسيه كثيراً أو قليلاً، ودعك الآن من سلوكه الشخصي البحت، رغم أن هذا السلوك في حالة ترشحه لهذا المنصب لابد أن يطرح على الملأ، ومعرفة ما هو خاص للمواطنين كافة أمر لابد منه في حالة الرغبة في تحمّل مسؤولية عامة بهذه الجسامة، ولسنا نخترع العجلة من جديد، فهذا هو المتبع في حالة البلدان الديمقراطية المتقدمة التي نريد أن نكون مثلها في التمتع بالحقوق وتحمل الالتزامات. أكثر الروايات المعروفة من المقربين والذين عملوا مع السيد «عمرو موسى» سواء في وزارة الخارجية، أو في جامعة الدول العربية، تؤكد أنه شخص دكتاتوري النزعة، شديد الاغترار بنفسه، لا يسمع لمن حوله، سريع الغضب ممن يراجعه في أي شيء، يعتقد أنه وحده يملك الصواب، ويظن أن معسول الكلام يكفي ويقوم مقام الفعل، يرى أنه أفضل من كل الذين حوله، ولا يرى مثل نفسه، يجيد اللعب بالكلمات، وهذه أخطر صفة عانى منها المصريون من ساسة النظام المخلوع، وأصبح لديهم وعي عال برفض هذا النمط من الشخصيات، وعدم الاستعداد للتعامل معها من أصله. ثقافة شعبية أضف إلى كل ما سبق، أن السيد «عمرو موسى» لا يمتلك مهارة مخاطبة المصريين بلغة يفهمونها، وليست لديه ثقافة شعبية مثل «ثقافة شعبولا» التي جلبت له شعبية زائفة في فترة سابقة، وليس له حضور في أوساط الجماهير، ولم يشاهَد مثلاً في صلاة جمعة، أو صلاة عيد، ويتردد عنه من شهود عيان أنه يُفطر جهاراً في رمضان، ويحتسي الخمر شأن أغلبية رجال الدبلوماسية (فهل يرضى الشعب المصري مثل هذا السلوك إن ثبتت صحته؟).. ذلك هو «عمرو موسى» القديم الذي لا يمكن أن نصدق أو يصدق الشعب المصري أنه سيتغير ويقدم لنا «شخصية جديدة». وعي ثوري لكل ما سبق أقول: إن الوعي الثوري الجديد في مصر سيفاجئ الجميع باختيارات جديدة، وستخرج هذه الاختيارات عن كل التوقعات، مثلما جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير من أقصى مدينة الوعي النخبوي الآسن الذي عاشت فيه مصر أكثر من ثلاثة عقود. وأغلب الظن، أن لسان حال 80 مليون مصري سيقول: لا لـ«عمرو موسى» ومن على شاكلته من أشخاص العهد البائد، دع ورود التحرير تتفتح يا «عمرو».

ليست هناك تعليقات: