مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأربعاء، 9 مايو 2012

د. حلمي محمد القاعود يكتب عن رفعت السعيد!


09-05-2012




رفعت السعيد شيوعي من عصر هنري كورييل؛ اليهودي الخائن الذي خدم الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، كما لم يخدمها صهيوني آخر، ويفضله الصهاينة على مناحم بيجن، لأنه قدم لهم خدمة جليلة تفوق ما قدمه الأخير، فقد كان كورييل زعيمًا للشيوعيين المصريين الذين وصل بعضهم إلى مراكز قيادية عالية في الدولة المصرية، كما كان له تأثير كبير على جمال عبد الناصر مما أدى إلى كوارث عديدة عصفت بمصر، وخدمت الكيان اليهودي الغاصب في فلسطين المحتلة! يعرف ذلك جيدًا الشيوعيون المصريون من جيل رفعت السعيد، ورفاقه من الجيل الذي يليه.

ورفعت السعيد لا يعنيني من قريب أو بعيد، ولا يشغلني أنه كان شيوعيًّا أو حكوميًّا أو مناصرًا للكاتدرائية والحزب الوطني أو عضوًا بمجلس الشورى الذي كان يحكمه صفوت الشريف. لرفعت أن يختار الطريق الذي يريد، ولكن لا يحق له أن يختار لنا- نحن المصريين- أو يفرض علينا العقيدة التي نؤمن بها أو نظام الحكم الذي نتوق إليه، أو النواب الذين يمثلوننا؛ فهذا السلوك الذي يريد رفعت السعيد فرضه على الشعب المصري افتئات غير مقبول، وتجاوز يجب رفضه والتصدي له، أيضًا فإن رفعت السعيد حين يقوم بدور المحرض على الشعب وممثليه، وإشعال نار العداوة والبغضاء بين أطرافه عمل غير خلقي ولا يتفق مع السلوك الذي يتحلى به رجل يفترض أنه مثقف وعلى مستوى عالٍ من المعرفة ولو كانت معرفة سلبية في منظور جموع الشعب المصري.

كان رفعت السعيد موظفًا في مكتب خالد محيي الدين رئيس مجلس إدارة (أخبار اليوم)، وكان خالد أحد ضباط انقلاب يوليه 1952، وأبرز القيادات الشيوعية في مصر، وتحول رفعت السعيد إلى صحفي في صحف (أخبار اليوم)، وحصل على دكتوراه من ألمانيا الشرقية (الشيوعية) قبيل سقوط جدار برلين، وانضم إلى حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي (توتو)، ووصل إلى رئاسته خلفًا لمعلمه خالد محيي الدين الذي تقاعد بعد أن تقدمت به السن، وشتان بين الرجلين!

في عهد رفعت السعيد انهارت أهمية الحزب ذي القيادة الشيوعية، وانحدرت جريدته التي كانت تعارض السلطة في يوم ما، وهرب كثير من أعضائه في المستويات المختلفة إلى أحزاب أخرى أو جلسوا في بيوتهم، ولم يبق لرفعت السعيد غير التمسك بأهداب النظام المستبد الفاشي وأجهزته المؤثرة ومجالسه الصورية، مقابل حملاته المسعورة ضد الإسلام والمسلمين، مع تكفير الشعب المصري واتهامه بالتأسلم- أي ادعاء الإسلام، أو الإسلام المزيف!

كتب السعيد عددًا من الكتب التي تهاجم الإسلام والمسلمين نشرتها له دور النشر الرسمية الممولة بأموال المسلمين، ولكنها تفتقر إلى أدنى أوليات البحث العلمي وهي الأمانة في النقل وصدق الأدلة وسلامة البراهين، واعتمدت على التدليس والتضليل والتشويه والتزوير، وهو ما فنده مشكورًا الكاتب منصور أبو شافعي في كتاب ضخم عنوانه: العلمانيون والحرام العلمي: مراجعة نقدية لعلمية كتابات رفعت السعيد عن حسن البنا، دار القلم بالقاهرة، سبتمبر 2004. وقد تتبع أبو شافعي في معالجة علمية رصينة جرائم رفعت السعيد العلمية وافتئاته على الحق والحقيقة في كتاباته البائسة!

وفي الوقت الذي انهار فيه حزب "توتو" سياسيًّا وأدبيًّا؛ فقد حقق السعيد (الشيوعي الكادح!) نجاحًا ماديًّا كبيرًا، إذ تحول إلى صاحب ملايين، وانتقل من المساكن المتواضعة إلى سكان القصور الفارهة (له فيلا فخمة في المقطم)، وتحرسه قوة رسمية من وزارة الداخلية منذ عهد حبيبه المخلوع، ويزداد رصيده في البنوك يوميًّا من المكافآت التي تغدقها عليه الجهات الإعلامية والثقافية التي يملكها الشعب المصري المسلم، فضلاً عن جهات أخرى غير إسلامية.

ولم يتوقف رفعت السعيد عند هذا الحد بل واصل العمل من أجل المزيد عن طريق التحريض الرخيص المستمر ضد الإسلام والإسلاميين لدى الجهات التي يسعدها ذلك، وفي مساء الجمعة 4/5/2012م، كانت قناة الملياردير الطائفي المتعصب تتداخل معه ليتحدث عن أحداث العباسية، أو الغزوة التي قادها اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، ضد المعتصمين في محيط وزارة الدفاع، واقتحامه مع جنوده مسجد النور بالأحذية، وإلقائه القبض على الفتيات المحتميات بالمسجد، وبقية المصلين الركع السجود، وإذا بالسعيد يتمطع ويوجه اتهاماته إلى الإخوان المسلمين، الذين يريدون إشعال البلد، والسيطرة عليها سيطرة تامة والتكويش على كل مقدراتها، ونسي السعيد أن الإخوان كانوا في ميدان التحرير، ولم يذهبوا إلى العباسية، وقد انسحبوا من التحرير بعد انتهاء مليونية حقن الدماء، وطالبوا المعتصمين في العباسية بالعودة إلى التحرير حقنًا للدماء التي يتلمظ من أجلها أعداء الوطن، والطغاة الذين لا يهمهم وطن ولا دين!

لم يفتح الله بكلمة على رفعت السعيد ليتكلم عن الدم المصري الذي يريقه الجنرال بدين في العباسية، ولا الاعتقالات العشوائية للمواطنين في الشوارع والمساجد، ولا الكماشة التي صنعها الغزاة من الجيش والداخلية لسحق الأعداء العزل المطالبين بالشفافية والعدل والحرية!

لم يجد السعيد غضاضة في هجاء الإسلام والحركة الإسلامية عمومًا والخلافة الإسلامية، واتهام المسلمين بما ليس فيهم لترتفع أسهمه لدى الجهات المانحة، ومواصلة لغته التحريضية الرخيصة التي يتكلم بها مذ أخفق حزبه في تحقيق أية نتائج تذكر في الانتخابات التشريعية حيث لم يفز إلا بمقعد واحد من خلال تحالفاته مع أحزاب علمانية أخرى.

يذكر الناس أن السعيد أعرب عن تعاطفه مع مبارك بعد سقوطه، وأنه لم يشارك في ثورة 25 يناير، وكان مواليًا وحزبه لتعليمات أمن الدولة في أثناء الثورة، وانهيار السلطة، ثم امتطى مع الثوار ظهر الثورة، وبدا كأنه هو الذي صنعها ورعاها وقدم الشهداء والمصابين من أجلها.

ولم يتوان السعيد مذ فشل حزبه في الانتخابات عن اتهام حزب الحرية والعدالة، والإسلاميين عموما بالرغبة في الاستيلاء على الحكم، وتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، والادعاء بفقدانهم تعاطف الشارع المصري.

ترى هل يستطيع رفعت السعيد أو الشيوعيون وأشباههم أن يفرضوا إرادتهم على الوطن المصري المسلم؟

ليست هناك تعليقات: