مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 7 فبراير 2013

كوتشينة محمد جمال عرفة

محمد جمال عرفة يكتب: جليطة "الأزهر" و"الكنيسة"!

2013-02-07

أفهم أن يكون دور شيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا الجديد "تواضروس" فى هذه المرحلة الدقيقة، هو دعم الاصطفاف الوطنى فى الداخل المصرى، والاصطفاف على المستوى العربى والإسلامى، لا جَرّ مصر أو بلاد العرب والمسلمين لمزيد من الشقاق والخلافات، وإشعال حرائق الصراعات الدينية.
ولهذا استغربت مما فعله الأزهر مع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد من إهانة علنية له أمام وسائل الإعلام وهو فى ضيافته، بدلا من ممارسة دوره فى توحيد السنة والشيعة، كما فعل شيوخ الأزهر السابقون.
واستغربت أيضا إلقاء البابا الجديد "تواضروس" البنزين على نار الخلافات الطائفية بتصريحاته السياسية الساخنة الأخيرة فى حواره لوكالة الأنباء الأمريكية "AP"، التى وصف فيها الدستور بأنه "عنصرى" discriminatory، صاغه إسلاميون، وسخِر ضِمْنًا من الحوارات التى تجريها الرئاسة، وانتقد ما قالت الوكالة إنه "القيادة الإسلامية لمصر"!!.
فى الواقعة الأولى فى "الأزهر".. لا يختلف اثنان على أنه كانت هناك حاجة للصراحة مع الإيرانيين بشأن الاضطهاد والقتل الذى يحدث للسُّنة فى إيران فى منطقة "الأحواز" العربية، ومطالبتهم بوقف سب الصحابة -رضى الله عنهم- أو تشجيع إيران لنشر التشيع فى مصر والدول العربية، ولكنْ هناك فارق بين الصراحة فى الغرف المغلقة وإكرام الضيف الإيرانى، وبين إهانته أمام عدسات الكاميرات، كما حدث فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب لقاءه مع شيخ الأزهر، لدرجة أنه هَمّ بترك المؤتمر الصحفى بعدما شعر بالإهانة؛ لأن وكيل الأزهر أصرّ على إهانته بنشر الخلافات، بينما نجاد يقول له "اتفقنا على الوحدة والأخوة"!!.
الأصل فى مثل هذه اللقاءات هو التقارب والتسديد وتوحيد المواقف لا التفريق، وأن نستفيد كمسلمين من نقاط قوتنا ونفاخر بها.. وننصح ونعذر بعضنا بعضا فى الغرف المغلقة لا أن ننشر غسيل خلافتنا أمام عدسات الكاميرات!
لماذا الآن تعمّد الأزهر إهانة ضيفه فى المؤتمر الصحفى ونشر تفاصيل ما دار فى الجلسات المغلقة على الملأ (بخلاف إلقاء الأحذية عليه وهو خارج!)، بينما كان الأزهر صامتا قبل هذا وهو يرى جرائم التعذيب والقتل التى قام بها النظام السابق وقتَ أن كان شيخ الأزهر عضوا فى لجنة سياسات الحزب الوطنى المنحل؟ ولماذا لم نسمع النقد نفسه من الأزهر لدول الخليج حول المصريين المعتقلين فى الإمارات وغيرها وبعضهم يعانى من عمليات تعذيب؟!
حجم التبادل التجارى بين الدول الإسلامية الـ57 (التى تجتمع بالقاهرة حاليا) يخجل المسلم منه، فنحو مليار ونصف مليار مسلم يمتلكون 65% من الطاقة فى العالم، و42% من حجم المواد الخام فى العالم، ومع ذلك فحجم التبادل التجارى بين الدول الإسلامية لا يتجاوز 14%، وحجم إنتاج هذه الدول الـ 57 نسبة إلى الإنتاج العالمى لا يتجاوز 5%!!
فهل كان الأفضل التركيز خلال الزيارة على توحيد المواقف وتجاوز المشكلات التاريخية والسعى نحو "لوبى إسلامى اقتصادى قوى"، يكون عمادُه مصر وإيران والسعودية وتركيا؟ أم تصدير الأزمات أمام عدسات الفضائيات وزيادة الشقاق؟!
أما فى واقعة "الكنيسة".. فقد اندهشتُ بشدة من وصف البابا "تواضروس الثانى" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الدستور الجديد بأنه "عنصرى" يميز ضد الأقباط، ونقده التيارات الإسلامية بزعم أنها هى التى وضعت هذا الدستور!
لا أعرف لماذا الآن يقول البابا هذه التصريحات غير الموفّقة لوكالة أنباء أسوشيتدبرش "AP" وصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ويؤكد أن "الدستور الذى دعمه الإسلاميون، يحمل توجها دينيا، وهو فى حد ذاته عنصرى"!!
هل الدستور عنصرى لأنه -لأول مرة فى كل دساتير مصر الملكية أو الجمهورية– يعطى "فى المادة 3" للمسيحيين واليهود الحقَّ فى الاحتكام لمبادئ شرائعهم فى أحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية؟! ومن ثم وضع قوانين تتفق مع شرائعهم السماوية أيضا؟!
هل هو "عنصرى"؛ لأنه أضاف مواد رائعة "43 – 44- 45 – 46 – 47" تتعلق بحرية المعتقد والعبادة، وحظرت إهانة الرسل والأنبياء والأديان، وتحقيرهم، وشددت على حرية الإبداع والرأى والتعبير بكل أشكاله، وحرية الحصول على المعلومات؟
"الواشنطن بوست" -ولست أنا– قالت: إن البابا لم يعتد التعليق على الأحداث السياسية فى مصر منذ تنصيبه "زعيما روحيا للأقباط" فى نوفمبر الماضى، وتصريحاته الأخيرة بمنزلة نشاط سياسى غير معتاد من البابا".. ولكن سؤالى هو: لماذا الآن؟! ولماذا الخطاب موجه للأمريكان؟!
 

ليست هناك تعليقات: