مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الاثنين، 4 فبراير 2013

د. حمزة زوبع يكتب: عن العنف والحوار!


د. حمزة زوبع يكتب: عن العنف والحوار!
السبت 02 فبراير 2013 
 
photo

البعض رأى أن فيما كتبته عبر مقالين وقصيدة يعتبر رفضا للحوار وإقصاء للآخر، وما إلى آخر الأسطوانة المشروخة إياها بتاعة تخوين وتخويف الآخرين، التى يعمل بها السادة اليساريون والناصريون منذ عقود ويريدون أن يرهبونا بها اليوم.
العنف أمره سهل، فيكفيك لإشعال النار فى مبنى أو وزارة عود كبريت ولتر بنزين وترميهما على مكتب فيه أوراق بعد خروج الموظفين، وبعدها تهيج الدنيا وتقوم ولا تقعد، ويخرج إعلامى من بتوع "نص الليل" يقول "شايف العيال الجدعان وقّفوا البلد على رجلها، واشتغلوا الداخلية اشتغالة تمام"، وكأنه يتحدث عن داخلية "إسرائيل"، وكأن من قام بالعنف مقاتل يناضل من أجل تحرير بلاده من الاحتلال الصهيونى مثلا.
إلى جانب البنزين والكبريت يحتاج العنف إلى كاميرا موجودة تقوم بتصوير الحادث فى توقيته بالضبط لأن من يقوم بالعنف لديه أرقام هواتف القنوات الفضائية الكبرى، كما يحتاج العنف إلى محلل (انتحارى) وناشط (قليل الأدب) يطلع بعد وقوع أحداث العنف فى الاستوديو ليبدأ حواره بإدانة الرئيس وتحميله مسئولية العنف، على الرغم من أن رائحة بنزين العنف لا تزال عالقة بملابس الأخ الناشط جدا!
العنف ليس بنزينا وكبريتا و"عيل متهور" أو يتم تأجيره فقط.. لا، العنف منظومة متكاملة تبدأ بالمتظاهر "السلمى جدا" وتنتهى بالإعلامى "المحايد جدا" واتركوا الباقى للبلطجية الذين يعرفون على وجه الدقة متى تكون ساعة الصفر عن طريق برامج التوك شو.
أما الحوار فيحتاج إلى إرادة واستقلالية وإخلاص ورغبة فى الحل، مع عدم التخلى عن المبادئ، ولا الانسحاب من المنافسة السياسية، ولكن السياسى الحق والمحاور الجاد يعرف كيف يفرق بين الصواب والخطأ، وبين الخطأ البسيط والأخطاء الكارثية.
تنبع إرادة المحاور من داخله، ولا تأتيه من الخارج لا من السفارات ولا من مقرات مراكز الأبحاث المشبوهة.
وكل من قبل بالحوار يعلم أنه أمام تحد حقيقى، واختبار قد يسقط فيه أو ينجو منه، ولكنه قرر التحاور لأنه يعلم أن هذا هو الخيار والملجأ الوحيد إذا كانت البلاد على شفا جرف هارٍ.
الحوار فضيلة لا يتمتع بها كثيرون لأنهم لا يدركون قيمتها على المستوى الإنسانى قبل السياسى.
المتحاورون أحرار وإن اختلفوا، رجال وإن أخطئوا، عظام وإن وقعت منهم هفوات، ولكن من يفهم ومن يعى!


ليست هناك تعليقات: