مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 5 فبراير 2013

د. حمزة زوبع يكتب.. وقفة مع الحُكْم!

 
 
2013-02-04 
 
لا شك أن إدارة دولة بحجم مصر ليس بالأمر الهين، لأنها ببساطة دولة عريقة وموغلة فى المركزية منذ قديم الزمن، وهذه المركزية ما عادت تصلح اليوم لإدارة أى شىء حتى الأسرة المكونة من أعداد قليلة، بمعنى أن إعادة النظر فى مسألة إدارة الدولة هو أكثر ما يهمنى فى الوقت الراهن.
ودعونى أوضح المسألة بشكل مفصل، اليوم لدينا مؤسسة الرئاسة وهى مؤسسة من المفترض أنها مسئولة مسئولية تامة عن إدارة شئون الوطن Management، ولكن هذا لا يعنى أنها يجب أن تكون مسئولة عن التنفيذ أو ما يعرف بالتشغيل فى لغة الإدارة بالـOperation.
وظيفة الإدارة الممثلة فى الرئاسة هو وضع إستراتيجية إدارة الوطن لعقد أو عقدين حسب ما يتراءى لها مما تجمع لديها من أفكار وآراء وتحليلات يقوم بها المختصون فى مؤسسات الدولة، ثم تقوم بمناقشتها مع الأجهزة التنفيذية وعندما تتأكد من قدرة هذه المؤسسات على التنفيذ وفق معايير إنجاز واضحة تقوم على الفور وعبر رئيس الدولة بطرحها على الشعب فى عرض مختصر ومفيد يتضمن الأهداف والمشاريع وحجم الاستثمارات وجداول التنفيذ والتحديات ومعايير الإنجاز.
ثم إذا ظهر لها أن هذه الإستراتيجيات أو خطط العمل غير "مهضومة" من الشارع، فعليها أن تعيد النظر وفق متطلبات الشعب خصوصا فى الخطط القصيرة المدى.
تقوم المؤسسات التنفيذية ممثلة فى الوزارات والهيئات والمؤسسات بحمل الأمانة والتصدى للرأى العام بمعنى أنها مطالبة بأن تكون شفافة معه، تحاوره وتقدم له تقارير إنجاز أو أداء عن كل مرحلة، فى الوقت نفسه الذى تقوم فيه الرئاسة بفعل الشىء نفسه (المتابعة والتوجيه والدعم).
هنا تكون الإدارة على خط تماس مع مطالب الشعب ولكنها ليست فى صدام مباشر معه، لأن الشعب ينظر إليها من خلال مرآة التنفيذيين، وكلما كان التنفيذيون فى خدمة الشعب وقادرين على التعامل مع متطلباته كلما كان معدل الرضا عن أداء الجميع مرتفعا وعلى رأسهم إدارة البلاد العليا.
الذى نراه اليوم هو غياب تام أو شبه تام للأدوات التنفيذية للإدارة العليا، سبقه غياب الخطة الإستراتيجية مما جعلنا الناس توجه تساؤلاتها وانتقاداتها للمركز ممثلا بالسيد الرئيس.
أولوياتى لو كنت فى السلطة هى إعلان الخطة الإستراتيجية، واختيار فريق العمل، وعرض الخطة على الناس بجداول محددة للتنفيذ، وانتظروا النتيجة الإيجابية الفورية من الشعب بمختلف توجهاته.
 

ليست هناك تعليقات: