مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأربعاء، 27 فبراير 2013

محمد جمال عرفة يكتب: يحيا حكم العسكر!


محمد جمال
 
2013-02-25 

مسخرة بكل المقاييس أن تجد هؤلاء الذين رفعوا شعار (يسقط حكم العسكر) ولطخوا به جدران الميادين، يطالبون –هم أنفسهم- الآن بعودة حكم العسكر مرة أخرى، وأن يتولى الجيش السلطة.. و(يحيا حكم العسكر)، لمجرد أنهم عجزوا عن منافسة شركائهم فى الثورة من التيار الإسلامى فى الانتخابات، ثم عن إقصائهم بالقوة والعنف والتخريب، فلجئوا إلى الجيش ليطلبوا منه أن ينقلب على الثورة والرئيس المنتخب!.
الذين يطالبون الجيش بالانقلاب على السلطة المنتخبة حاليا جزء كبير منهم من فلول النظام السابق ورموز الدولة العميقة وإعلامها.. وجزء منهم من اليساريين والعلمانيين الذين وصلت بهم الكراهية للتيار الإسلامى حد خيانة الثورة وأهدافها والانقلاب على شركائهم.. وجزء ثان تحركهم أيدٍ صهيونية واستخبارية أجنبية تتمنى أن يستمر الجيش المصرى فى الإنهاك الداخلى، وأن يتوغل أكثر فى أوحال السياسة، فينشغل بالداخل عن حماية مصر، وجزء ثالث منهم يسعى لاستغلال ما يجرى فى بورسعيد تحديدا لشغل الجيش وإنهاكه وإضعاف المدينة الباسلة ويساندهم غاضبون لا يدركون أبعاد المؤامرة!.
هؤلاء الذين دعوا اليوم الاثنين مثلا لتنظم ما أسموه (مليونية) أمام النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر والمعروف بـ"المنصة"، بحجة دعم القوات المسلحة فى مواجهة محاولات "الأخونة" وفى مواجهة (الشائعات) حول إقالات لقيادات الجيش خلال الفترة الماضية، لا يحبون الجيش فعلا ولا يدافعون عنه، ولكنهم يحاولون الوقيعة بينه وبين الرئيس المنتخب أو بينه وبين التيارات الإسلامية ودفعه للصدام معها.. ولكنهم واهمون؛ لأن الجيش واع ولن ينقلب على رئيس منتخب.
هؤلاء الفاشلون الذين أطلقوا دعوات تطالب بعودة الجيش للسلطة، وتولى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية؛ بدعاوى أن أهداف الثورة لم تتحقق، ساندتهم صفحات مشبوهة انتشرت مؤخرا على فيس بوك، هدفها تحريض الجيش على الانقلاب من نوعية: «محبى الجيش المصرى» و«الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية 2013» «عبد الفتاح السيسى هو رئيس مصر القادم» «أؤيد السيسى رئيسا للجمهورية»، ولا تنسوا دور ضباط الموساد الذين كتبنا عنهم سابقا فى تقمص دور ثوار على فيس بوك وإنشاء صفحات ثورية مصرية!!.
أما هؤلاء المنظرون الفاشلون من الإعلاميين والسياسيين الذين بدءوا يحللون بالباطل لعودة الجيش فأمرهم لدى الشعب يحكم عليهم.. أذكر هنا "إبراهيم عيسى" الذى قال لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية: إن الملايين من المصريين يريدون الجيش أن يعود وينجينا من الفوضى، و"عمار على حسن" الذى قال لصحيفة الوطن: إن "استدعاء الجيش هو حل مثالى" وإن اعترف بأنه "لا يمكن تطبيقه".
هؤلاء الكارهون للديمقراطية؛ لأنهم اكتشفوا أنها تأتى بالإسلاميين باتوا يفضلون أى حكم ولو عسكرى على أن يحكمهم المشروع الإسلامى أو أى رئيس إسلامى، ويخشون خسارة الانتخابات المقبلة أيضا، ولهذا يحاولون إثارة خلاف وهمى بين الجيش والرئيس ودفع العسكر للقيام بانقلاب، ويشغلون الجيش فى بورسعيد بمزاعم العصيان المدنى بالإكراه وهم يدرون –أو لا يدرون– أن الجيش الذى يحمى مدن القناة وقناة السويس يقف عمليا على خط النار مع العدو الصهيونى فى ظل فراغ سيناء من قوات الجيش.
يكفينى هنا -لبيان عمالة هؤلاء- أن أنقل رأى الخبير العسكرى حسن اللبيدى، الذى شكك فى نوايا الداعين لعودة حكم العسكر قائلا: "إنهم قد يكونون ممولين من الخارج"، ومعلقا: «هم يعتقدون أن نزول الجيش هو المعركة الأخيرة لاستقرار الدولة ولكنها البداية للفوضى الحقيقية».
لا تستغربوا عندما ترون بعض من كانوا يعادون الجيش ويحرضون المصريين عليه برفع شعار (يسقط حكم العسكر)، هم أنفسهم الذين يطالبون الآن بعودة حكم العسكر للتخلص من الرئيس المنتخب محمد مرسى، فما يفعلونه اليوم يؤكد أنهم لم يكونوا ثوارا أبدا، والأهم أن ما يقولونه اليوم يفضح ديكتاتوريتهم وكراهيتهم للمشروع الإسلامى لحد تفضيلهم عودة الحكم العسكرى لمصر على رئيس إسلامى انتخبه الشعب بحرية!.
 

ليست هناك تعليقات: