مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 30 مارس 2013

محمد جمال عرفة يكتب: حركة 6 "برسيم" و"الملابس الداخلية"!
محمد جمال عرفة
2013-03-30 
 
المفترض أن نحتفل بعد أسبوع بذكرى تأسيس حركة شبابية معارضة قوية كان لها دور مهم فى نجاح الثورة المصرية وتغيير سنوات طويلة من الفساد فى عهد رؤساء مصر السابقين.. تلك الحركة التى ظهرت فى 6 إبريل 2008 بالتضامن مع إضراب العمال وتحويله لإضراب عام ناجح تحت شعار "خليك بالبيت"، وكانت من المبادرين للمشاركة فى مظاهرات ثورة 25 يناير، ولكنها -شأن أى حركة بلا رأس- انحرفت تدريجيا، واخترقتها جهات مختلفة هدفها الفوضى والتحريض على العنف، وظهرت أدلة على تدريبها فى صربيا على يد منظمة "فريدوم هوس" الأمريكية المشبوهة على الثورات الشعبية وعمليات حرب الشوارع لا التظاهر فقط، حتى انتهى بها الحال للانقسام لحركتين، ثم أصبحت حاليا أشلاء يتحكم فيها دعاة الكراهية والفوضى وانصرف عنها المخلصون من الشباب.
للأسف، تحول ما تبقى من هذه الحركة مؤخرا إلى "غثاء".. إلى مجموعة من الغرباء الذين يرفعون شعارات بذيئة ويقومون بحركات لا أخلاقية لا علاقة لها بأخلاق الثوار.. تارة يذهبون إلى منزل الرئيس محمد مرسى للاحتجاج وهم يحملون البرسيم، ما دعا نشطاء للسخرية منهم قائلين إن الحركة غيرت اسمها من (6 إبريل) إلى (6 برسيم)، وقولهم: "ليه تذهب للتظاهر فى التحرير لما ممكن تروح عند بيت الرئيس وتاخذ غداءك معاك"!!.
وتارة يذهبون إلى منزل وزير الداخلية وهم يحملون ملابس داخلية ويصفون ضباط وجنود الشرطة بأنهم "عاهرات"!!، لأنهم يقومون بواجبهم فى منع الفوضى والتخريب والعنف الذى يقوم به أعداء الثورة باسم الثورة بعدما أصبحت وظيفة "ناشط سياسى" رائجة هذه الأيام!.
للأسف، انحطت الثورة على أيدى كثيرين بصورة ممنهجة ومتعمدة.. وبعدما كان الثوار الحقيقيون: مسلمون ومسيحيون، إسلاميون وليبراليون ويساريون ومستقلون، يعطون العالم كله دروسا فى الأخلاق والأدب من ميدان التحرير، ركب الموجة مسخ من الشباب والمشبوهين وأطفال الشوارع والبلطجية الذين يقولون علنا على الفضائيات من ميدان التحرير إن هناك من يوزع عليهم الأموال ويأمرهم بتكسير السيارات ومنع مرورها فى الميدان.
للأسف، لا يدرك من بقى من الثوار الحقيقيين أن هناك خطة مرسومة لتشويه الثوار وتشويه ميدانهم الذى خرجت منه الثورة حتى أصبحت كلمة (ثوار) أو (ميدان التحرير) الآن كلمة مكروهة مشبوهة لا تعنى إلا كل قبح وعنف وتخريب ومخدرات وتحرش وفوضى.
الهدف هو أن يكرّهوا الشعب فى الثورة كى نترحم على النظام السابق.. الهدف أن يدفعوا مصر إلى المجهول بدعوة الجيش للعودة للحكم مرة أخرى؛ فتحدث اضطرابات أكثر وتدخل مصر النفق المظلم؛ لأن هذا هو هدفهم منذ إجهاض الغرب نهضة محمد على، كى تستمر مصر راكعة.
الهدف أكبر يا سادة ويتعلق بخطط إستراتيجية لأجهزة مخابرات عالمية كارهة لمصر وللتيار الإسلامى معا، ولا يهمهم إلا أن تظل مصر راكعة، ومن السهل أن تنثر الأموال على الجهلاء لتحريكهم أو المال السياسى على الفضائيات المشبوهة لسودنة كل شىء فى مصر ونشر الخراب وتبشير المصريين بأيام سوداء فيها إفلاس وخراب ودمار، أو تحمس كارهى المشروع الإسلامى وجهلاء الأيدلوجيات اليسارية والليبرالية بدعاوى سيطرة "الإسلاميين الرجعيين" على مصر!!.
على من تبقى من شباب ? إبريل أن يراجعوا أنفسهم ويعيدوا تقييم مواقفهم ويتصدوا لما يحاول الجهلاء وسطهم دفع الحركة إليه، فليس من الأخلاق فى شىء أن يرفعوا البرسيم أمام منزل رئيس بلادهم، ولا أن يذهبوا لمنزل وزير الداخلية بالملابس الداخلية، فهذا قمة الانحطاط السياسى والأخلاقى الذى يدخل أهل بيت أى مسئول سياسى (ومنهم نساء وأطفال لا ذنب لهم) فى الخلاف السياسى ويهينهم ويروعهم بمظاهرات فاشلة.
عليهم أن يتذكروا أن التاريخ لا يذكر سوى الحركات الأخلاقية المحترمة التى ظلت على وفائها للآداب والأخلاق العامة فى أشد حالات اختلافها مع الأنظمة، وأن غاندى لم يرفع الملابس الداخلية أو البرسيم حتى فى وجه المحتل لبلاده، لكنه أجبره على الرحيل باحترامه لنفسه وإجبار العالم على احترام حركته الاحتجاجية الواسعة.. أما الحركات التى لم تحترم نفسها ولا شعبها فذهبت إلى مزبلة التاريخ.
إلى 6 إبريل.. ابتعدوا عن 6 برسيم.. ابتعدوا عن 6 ملابس داخلية.. صححوا أوضاعكم فى الذكرى الخامسة للحركة؛ وإلا كان مصيركم التحلل فى مزبلة التاريخ.

ليست هناك تعليقات: