مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 23 مارس 2013

حازم غراب يكتب.. الفُحش والبذاءة.. إفلاسٌ
2013-03-22
تعرف كل الثورات ظاهرة التوقعات المتزايدة، أى أن يأمل الناس عقب كل ثورة أن تنتهى كل المظالم، وأن تتحقق كل الطموحات. وقد عمَّ الظلم كل بيوت المصريين من جراء الديكتاتورية وتوابعها طيلة العهد البائد. ولست أبالغ إذا اعتبرت أن لكل مصرى من التسعين مليونا مَظْلَمَةً سيسأل الله عنها المخلوع مبارك وأعوانه. لعلنا لم ننس من نافقه فى آخر استفتاء مزور على رئاسته قائلا: إن الأَجِنة فى أرحام المصريات اختارته رئيسا، والحقيقة أن كل أهل مصر وكل الأَجِنة التى تتخلق الآن فى أرحام نسائها سيعانون لسنوات مقبلة من آثار جرائم نظام مبارك وعصاباته. ستظل بقايا سموم الأسمدة والمبيدات والأغذية المغشوشة المسرطنة، كامنة فى جينات الجيل الحالى وربما اللاحق. لن يسهل على أى نظام ثورى أن يحل مشكلات وأزمات عقود طويلة فى شهور. 
ولا يقلل ذلك من يقيننا بأن العهد الجديد لديه رؤى وإستراتيجيات وأولويات تضع أقدامنا معا على طريق الحلول. صحيح أن وضعها موضع التنفيذ وحصد ثمارها لن ينجح بين عشية وضحاها، لكن الصحيح أيضا أن التباشير والمؤشرات الإيجابية تهل علينا تباعا. لقد زيدت مرتبات ومعاشات موظفى الدولة، وارتفع الحد الأدنى للأجور، وشُطبت ديون على الفلاحين، وارتفعت أثمان محاصيل زراعية أساسية. وتم هذا الشتاء حل مشكلة نقص البوتاجاز، وتحسن الخبز كما وكيفا، وشرعت وزارة التعليم فى حل عقدة الثانوية العامة، ويجرى تحديث مزلقانات وقطارات السكك الحديدية، وتستعد الصحراء المتاخمة لواحة الفرافرة لضخ مياه جوفية كافية لرى آلاف الأفدنة، وشهدنا أكثر من تجربة تعليمية لتعميم الحاسوب اللوحى تدريجيا. ويجرى العمل بأقصى سرعة لاستثمار وحسن إدارة إقليم ومدن قناة السويس لتنافس عالميا على أعلى مستوى.
وتعمل فى صمت فرق هندسية متعددة فى مشروعات تجهيز مساحات شاسعة لإسكان الشباب، وتمليكهم إياها بأسعار وأقساط فى متناول الجميع وعلى مدى سنين طوال.
إن تقنين معالم ومراحل النهضة ينتظر استكمال المؤسسات المنتخبة. ولهذا يداخلنا الشك فيمن يتعمدون تعطيل قانون انتخابات مجلس النواب.
 يستطيع الساسة المعارضون اللعب بورقة التوقعات والطموحات المتزايدة. ظنى أن الرئيس والسلطة والوزراء يعرفون قواعد هذه اللعبة الخادعة. ونعرف ويعرف كل المعارضين أن النظام الحالى لو تنازل عن السلطة أو أطيح به، لا قدر الله، فلن يقدر أمهر المعارضين أن يلبى ثورة التوقعات والطموحات المتزايدة.
المؤمنون فى كل الأديان مأمورون ألا ييأسوا بل أن يسعوا ويجتهدوا ويحسنوا الظن فى الله وقدرته وكرمه. يقينى أن رئيس الدولة وكثيرين حوله يحسنون ظنهم فى خالقهم، ويواصلون العمل بالنهار والليل، ولا يدخرون جهدا لقدح الفكر وجمع الشمل وإعداد الخطط والإستراتيجيات من أجل الانطلاق.
يجب أن نلوذ كشعب بالصبر الجميل، والثقة فى النفس وفى القيادة. إن حجم الفساد والمظالم يفوق قدرة أى رئيس وأى حزب.
الحكم والمعارضة عليهما مراجعة الأعراف التى سبقتنا إليها الديمقراطيات القديمة والجديدة. إن تكتيكات العنف والبلطجة وفُحش الشتائم النابية فى حق الإخوان، إفلاس سياسى، والعناد واستقواء ما تسمى جبهة الإنقاذ بالفلول وبأعداء مصر؛ سرا وعلانية، يزيد الشعب نفورا.
موجات الأكاذيب "المتلفزة" تتكسر على شواطئ الإنجازات والمشروعات التى تتحدث عن نفسها. الحركة بما ينفع الناس أكثر صدقا وأبقى تأثيرا من المكالمات الإعلامية الخادعة المزوقة.
ويا أسفاه على مرضى سياسيين ينطقون بلسان الحال والمقال: "أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ".

ليست هناك تعليقات: