مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 23 نوفمبر 2012

البابا تواضروس الثانى فى أول حوار صحفى: الكنيسة لا تخشى صعود التيارات الإسلامية.. أول اهتماماتى ترتيب البيت من الداخل.. والكنيسة مؤسسة روحية وليست سياسية.. وسيكون دورها رعويا فى الفترة القادمة

- نعتز بالدكتور مرسى لأنه رئيس منتخب.. ولم أر مسودة الدستور.. وكل ما نريده هو المواطنة الحقيقية
- أرفض زيارة الأقباط للقدس.. ولن ندخلها إلا مع الإخوة المسلمين بعد تحريرها

- أول اتصال هاتفى لى عندما دخلت القرعة الهيكلية كان من صديق مسلم منذ أيام الجامعة ولم أره من 30 عاماً
- يحتاج الأقباط إلى رسالة طمأنة من الحكومة.. وعندما تظهر برامج بها عدم احترام لنا فهذا أمر غير مقبول

- الأنبا باخوميوس أدار الفترة الانتقالية بالكنيسة بكل حكمة واقتدار ولا يستطيع أحد الاستغناء عنه
قبيل إعلان القرعة الهيكلية لإعلان اسم البابا الـ118 أمس الأول وأثناء تواجدى بدير الأنبا بيشوى.

تحدثت إلى الراهب سرابامون الأنبا بيشوى الذى قال لى: «أخى يعيش فى أمريكا وحلم يوم الانتخابات البابوية أن الجالس على الكرسى البابوى شخص طويل ويلبس نظارة ومن دير الأنبا بيشوى»، وهو ما ينطبق على الأنبا تواضروس.

ومفارقة عجيبة أخرى سردها أحد الرهبان رفض ذكر اسمه قال لى: «إن عددا من رهبان دير الأنبا بيشوى أجروا قرعة هيكلية بالدير يوم السبت الماضى داخل الدير فى محاولة لمعرفة إرادة الله وقد كان الأنبا تواضروس هو الفائز أيضا بمنصب البطريرك».
وبمجرد إعلان النتيجة بفوز الأنبا تواضروس بالكرسى البابوى سادت فرحة هائلة داخل الدير الذى يرقد فيه جثمان البابا الراحل شنودة الثالث، وفى أول حوار له بعد إعلان فوزه تحدث البابا تواضروس الثانى لـ«اليوم السابع» حاملا العديد من الأفكار والتوجهات التى كشفها بشفافية.

وأكد البابا تواضروس الثانى أنه سيعمل فى البداية على ترتيب البيت الداخلى للكنيسة، كما سيعمل على تنمية العمل الرعوى داخل الكنسية.

وقال إنه سيتواصل مع الشباب الذى كسر حاجز الخوف بعد الثورة بالحوار واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعى الفيس بوك وتوتير.

كما أكد البابا تواضروس الثانى أن الكنسية لا تخشى صعود الإسلاميين إلى الحكم، قائلاً: نعتز بالرئيس محمد مرسى كرئيس منتخب، ولا نستطيع تقييم حكمه على الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح البابا أنه لم ير مسودة الدستور، قائلا: كل ما نريده من الدستور هو المواطنة الحقيقية.

.. وفيما يلى نص الحوار

كيف استقبل الأنبا تواضروس خبر فوزه بالبطريرك ليصبح البابا 118 للكنيسة القبطية؟
- استقبلته بالدموع، وكنت قبلها فى صوم وصلاة ثلاثة أيام فى قلايتى وصليت مع الرهبان فى دير الأنبا بيشوى فجر الأحد من الساعة الثالثة والنصف حتى الخامسة والنصف وعدت بعدها لقلايتى -مكان السكن الخاص بالراهب- ولم أستطع النوم وجلست مع نفسى، وبعد فترة جاء بعض من الرهبان كانوا قد تابعوا نتيجة القرعة الهيكلية وعرفوا نتيجتها عبر الهاتف وجاءوا لإبلاغى وإذ بدموعى تنسكب، وجاء بعدها «ناس» كثيرون لتهنئتى.

هل جاءك المرشحون السابقون للكرسى البابوى؟
- نعم، فعقب انتهاء قداس القرعة الهيكلية، وأثناء ذهابى من القلاية حتى الكنيسة لصلاة الشكر جاء القمص باخوميوس السريانى والقمص سيرافيم السريانى لتهنئتى وعقب الصلاة قابلنى الأنبا رافائيل والقمص رؤفائيل أفا مينا، وأثق تماما أنهم أكثر الشخصيات التى ستساعدنى فى المرحلة المقبلة.

ماذا قلت لبيشوى جرجس الطفل الذى اختارته العناية الإلهية للإعلان عن اسمك بطريركا؟
جاء هو وأسرته لتهنئتى وفرحت بهم جدا وقلت لبيشوى: «أنا بحبك خالص».

من المفارقات العجيبة أن يكون يوم القرعة الهيكلية التى اختارتك 4 نوفمبر هو نفس تاريخ ميلادك؟
- كانت مفاجأة بالنسبة لى أن يكون يوم القرعة الهيكلية هو نفس يوم عيد ميلادى، والمفاجأة أيضاً أن يأتى فى مساء اليوم مجموعة من الأحباء والأساقفة والأنبا باخوميوس ورئيس دير الدير القمص سرابمون والأنبا بولا ومجموعة من الأراخنة فى المجلس الملى والدكتور جورجيت قلينى وأحضروا ليهنئونى ويحتفلوا بعيد ميلادى بالدير وأحضروا «تورتة وشمع».

هل ستبقى على اسم البابا تواضروس الثانى.. أم ستغيره؟
- سأبقى عليه، وأنا «الثانى» لأن تواضروس الأول كان بابا الكنيسة الـ45، وللعلم معنى الاسم هو عطية الله وتقابلها بالعبرى «متى» أو «متياس» وتغير الأسماء يكون مع الرهبان فعندما يصبح أسقف له حق تغيير اسمه ولكن غالبا الأساقفة لا تتغير أسماؤهم.

ماذا سيقدم البابا تواضروس للكنيسة فى المرحلة المقبلة؟
- سأعمل على تنمية العمل الرعوى داخل الكنيسة، فأتمنى أن يكون للكنيسة دور فاعل فى المجتمع وتهتم بالعمل الرعوى، فعهد قداسة البابا كيرلس السادس كان عصر صلاة، وعهد البابا شنودة الثالث كان عصر التعليم، لذلك فالصلاة والتعليم معا يشكلان الرعاية.

ما هى أهم أولويات البابا تواضروس الثانى؟
- فى البداية ترتيب البيت الداخلى للكنيسة بمعنى الترتيب الإدارى والتنظيمى، مثل عمل السكرتارية والمكاتب المتخصصة فى الخدمة فهذه لها الأولوية بالنسبة لى وسيتم عمل تلك التنظميات من خلال المجمع المقدس ومساعدة الأراخنة أيضاً.

هل معنى ذلك أن المؤسسة الكنسية سيتم إعادة هيكلتها؟
- من الناحية الإدارية والتنظيمية فمثلا أتمنى أن يكون لها مكتب إعلامى متخصص، وكذلك مكتب لشؤون كنائسنا فى الخارج وآخر للكهنة فمثلا عدد الكهنة فى القاهرة من 400 - 500 كاهن فيجب تخصيص مكتب لبحث شؤونهم ورعايتهم.

ماذا عن هيكلة السكرتارية الخاصة بالبابا تواضروس الثانى؟ وهل ستختار أساقفة لشغل هذا المنصب؟
- السكرتارية الخاصة بى ستكون هى سكرتارية الأنبا باخوميوس، وسوف تستمر سنة على الأقل، وهم خدموا مع القائم مقام، والجميع أشاد بهم لذا فاستمرارهم معى أمر جيد، ولم أفكر بعد فى الاستعانة بأساقفة.

هل معنى كلامك أنك ستستغنى عن سكرتارية البابا شنودة السابقين وإعادة تشكيل المناصب داخل الكاتدرائية؟
- الكنيسة لا تستطيع أن تستغنى عن أى قامة وقيمة والجميع له تاريخه ودوره المشرف بالكنيسة، ولكن طبيعة العمل تحتاج إلى التجديد لأن الأعمال الإدارية لو بقيت بنفس أشخاصها يصيبها الملل وعدم الإبداع والإحلال لذا نحاول ترتيب البيت من الداخل وترتيب أعمال السكرتارية والاتصال بكنائسنا بحيث تكون الكنيسة مؤسسة ناجحة، لذا فتغير مواقع المسؤولين فى الكنيسة وارد.

هل ذلك للابتعاد عن ما وصفه البعض بأجنحة الصراع داخل الكنيسة؟
- لا يوجد فى الكنيسة أجنحة متصارعة، فالتعامل بين الأساقفة يتم بالمحبة.

ماذا عن تعديل لائحة انتخاب البطريرك وهل سيتم مناقشة انتخابات لمنصب سكرتير المجمع المقدس عقب تجليسك رسميا بطريركا 18 نوفمبر؟
- لم نناقش ذلك حتى الآن.

هل ستسير على نهج البابا شنودة الثالث فى إدارة الكنيسة؟
- البابا الجديد هو امتداد للبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث وتعلم فى المدرستين، فالبابا كيرلس عندما بدأ بطريركا كنت فى الصف الأول الابتدائى وعندما ابتدأ البابا شنودة كنت فى أولى جامعة لذا تعلمت فى المدرستين، وأعتقد أن البابا 118 امتداد للاثنين، البابا شنودة عصره كان «تعليم» ولكن البابا كيرلس السادس كان «صلاة».

هل سيكون لك مستشارون سياسيون كما كان للبابا شنودة؟
- لا يوجد ما يسمى مستشار سياسى فى الكنيسة.

كان للبابا شنودة موقف ثابت من قضية القدس حيث يرفض زيارة الأقباط لها إلا مع الإخوة المسلمين بعد تحريرها.. فما موقفك من زيارة القدس؟
- نفس موقف قداسة البابا شنودة الثالث.

البابا شنودة كان يلقى عظة أسبوعية كل أربعاء.. ماذا عنكم؟
- من المرجح أن أقوم بالعظة أيضا يوم الأربعاء.

فى عهد البابا شنودة الثالث، كان للكنسية دور ساسيى.. فماذا عن الفترة القادمة خلال توليكم منصب البطريرك؟
- بداية أود أن أؤكد أن الكنيسة مؤسسة روحية أولا وأخيرا، ولكنها موجودة فى المجتمع ولها دور اجتماعى هام كونها تعيش المواطنة الحقيقية وتسعى إلى تفعيلها وهذا واجب وليس دورا سياسيا، فمثلا الشباب داخل الكنيسة هم قلب الكنيسة النابض وفى قلب البابا أيضاً لأنها قوى حيوية للكنيسة، لذا تسعى الكنيسة لتشجيعهم على المشاركة السياسية والاجتماعية والانخراط فى المجتمع من منطلق المواطنة وليس من منطلق الاشتغال بالسياسة، فالكنيسة مؤسسة فى المجتمع ولها دور فى المجتمع وتحيا فى مظلة المواطنة لذا فمن أدوارها هو تفعيل المواطنة، وهذا ليس دورا سياسيا بل واجب، وإذا جاز تعبير توجه سياسى فهذا فرض على الجالس على الكرسى البابوى، فكان هناك تهميش عمدى لدور الأقباط لا أدرى لماذا؟ رغم أن القبطى هو نوع من أنواع الغنى لمصر والتمازج والاندماج، وتوجد علاقات وطيدة بين المسلمين والمسيحيين، ولنا أصدقاء مسلمون والعلاقات ممتدة لسنوات وندخل بيوت بعضنا البعض، وأنا مثلا عندما دخلت فى القرعة الهيكلة مع الثلاثة مرشحين، أول اتصال هاتفى كان من صديق مسلم منذ أيام الجامعة، ولم أرة منذ 30 عاما ولم أعرف من أين أتى برقم هاتفى ولكن هذا يدل على الحب والمشاركة.

قدم العلمانيون عددا من المقترحات ومشروعات القوانين وقالوا سيعرضونها على البابا القادم منها تعديل لائحة 57 وغيرها من مشروعات لقوانين خاصة بالرهبنة والهيكلة الإدارية والتنظيمية بالكنيسة؟
- لم يصلنى شىء والبابا لا يعمل بمفرده فهو يعمل بجوار إخوته فى المجمع المقدس والأراخنة وهيئة الأوقاف والمجلس الملى، وكل الأمور مطروحة للبحث، والبداية ستكون فى العمل الداخلى فى تطوير وتجديد المسؤوليات فى الكنيسة.

طالب العديد من الأقباط مؤخرا بالعودة إلى لائحة 1938 الخاصة بالأحوال الشخصية والتى تبيح 9 أسباب للطلاق؟
- يجب أن يعرف الجميع أن لائحة 1938 قام بوضعها المجلس الملى آنذاك، ولم تكن دقيقة ولا كنسية أو إنجيلية الطابع، وبالتالى تطبيقها غير مناسب ويكسر وصية الإنجيل، وفى كل الأحوال فهذا الأمر يحتاج لدراسة.

يوم تجليسك ستذهب للاستقرار بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسة، فماذا عن قلاية -سكن- البابا شنودة الثالث وما تحويه من أورأق أو مذكرات؟
- بالتأكيد سيتم فتح قلاية البابا شنودة، وسوف أسكن، وإذا كان بها ما يخص البابا فمن الممكن الاستعانة بخبرات الأساقفة الكبار من قبيل الأنبا باخوميوس والأنبا بيشوى والأنبا يؤانس.

هل استعددتم رسميا للجلوس على كرسى مارمرقس الرسول يوم 18 نوفمبر الجارى؟
- الآباء أعضاء المجمع المقدس وفريق الكشافة بدءوا فعلا بوضع الخطوط التنظيمية ليوم التجليس.

هل ستقومون بفتح ملف الكنائس المغلقة وقانون الأحوال الشخصية الموحد مع المسؤولين؟
- نعم وقانون الأحوال الشخصية الموحد قدمته الكنائس للدولة منذ سنوات طويلة وموجود إلى الآن فى إدراج وزارة العدل، والبابا شنودة وباقى الطوائف بذلوا مجهودا لعمل قانون موحد ولكنه لم ير النور.

كيف سيكون الحوار مع باقى الطوائف المسيحية فى مصر؟
- الكنيسة الأرثوذكسية تفتح الحوار مع باقى الطوائف والمحبة تفتح كل شىء، وكنيستنا رائدة فى الشرق الأوسط ويجب على كل المسيحيين فى مصر أن تجمعهم الشراكة، قد تكون هناك خلافات عقائدية نتركها للاهوتيين، أما الباقى فيكون مشتركا وحياة مشتركة وقلبا منفتح بصورة طيبة بين الجميع

تغيرت ذهنية الشباب وأصبح أكثر ثورة.. فكيف ستتواصل معهم الكنيسة خلال الفترة القادمة؟
- بعد الثورة كسر الشباب حاجز الخوف، وقد تنحرف الحرية ولكن الحرية فى ذاتها شىء جميل، وسنعمل على التواصل مع الشباب بلغة الحوار لتوصيل الرسالة الصحيحة لهم والفكر بالفكر والحجة بالحجة وسوف يتم استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل مواقع التواصل الاجتماعى.

هل تخشى الكنيسة من صعود التيارات الإسلامية؟
- الكنيسة لا تخشى شيئا.

ما تقييمك لفترة حكم الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية؟
- نعتز بالدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية، لأنه أول مدنى رئيس فى انتخابات ديمقراطية فى مصر، ولا يجب أن نقيم حكمه خلال الشهور الأولى منذ توليه الرئاسة، لأنها فترة قصيرة جدا، ولكننا نأمل أن يقود البلاد فى مشروع نهضة حقيقية حيث يشعر المصريون بهذه النهضة على أرض الواقع وليست نهضة ورقية.

هل قرأت مسودة الدستور والمواد المتعلقة بالأقباط فيه؟
- لم أر مسودة الدستور، وكل ما نريده من الدستور هو المواطنة الحقيقية.

ما هى أهم مشكلات الأقباط كما يراها البابا تواضروس؟
- أعتقد أنها التهميش، فمنذ عشرات السنوات الماضية شعر الأقباط بالتهميش والديمقراطية ورقية، الأمر الذى أدى إلى عزوف الأقباط عن المشاركة السياسة سواء على مستوى المرشحين أو الناخبين فى الانتخابات، ولكننا نحتاج لمدة زمنية للتغيير لبناء الديمقراطية بشكل جيد، كما أن الأقباط يحتاجون لرسالة طمأنة من الحكومة حيث إن هناك موضوعات تجعل المسيحى يشعر بخوف بل ورعب فنحن جميعا نعيش على أرض مصر بسلام ومحبة ولكن عندما تظهر برامج مثلا بها عدم احترام لنا فهو أمر غير مقبول.

كيف سيتم التعامل مع الأزهر الشريف خلال المرحلة المقبلة؟
- الأزهر هو المؤسسة الدينية الإسلامية الأولى فى مصر، وتاريخه يمثل الاعتدال والإسلام الوسطى المعتدل وعلاقة الكنيسة بمؤسسة الأزهر طيبة، وأود أن أشكر هنا فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر على محبته واتصالة بى لتهنئتى.

علاوة على أن أوجه التعامل والتعاون مع الأزهر كثيرة ومتعددة جدا، تجمعها أواصر المحبة، ويمكن التعامل والتنسيق معه فى أوجه عدة مثل عقد مؤتمرات لتوعية المصريين، والعمل المشترك من أجل الوقوف ضد التحديات المشتركة التى لا علاقة لها بالدين سواء الإسلامى أو المسيحى من قبيل مواجهة الإدمان الذى يفترس الشباب المصرى، وهنا لرجال الدين دور هام للتوعية لعلاج تلك القضية، وكذلك قضية البطالة والإدمان الإلكترونى للإنترنت وغيره، لذا فيجب التعاون لعلاج تلك القضايا.

رسالة توجهها إلى المصريين؟
- أولا مصر أغلى وطن، ولا يضارعه وطن فى العالم كله، ولا أقول ذلك مجاملة فالسيد المسيح جاء وعاش على أرضنا وأكل وشرب منها واستنشق نفس الهواء وصارت بلادنا مقدسة.

وأبعث برسالة حب وسلام للجميع وأشعر أنه من خلال مسؤوليتى فى هذا العمل أثق أن نعمه الله ستساندنى وكذلك أعضاء المجمع المقدس ومحبة الشعب وأطلب صلوات الجميع من أجل نجاحى، وأشكر الله على اختيارى، كما أن هذا المنصب مسؤولية جديدة وكبيرة وخطيرة لأن بابا الكنيسة المصرية هو بابا لكل مصر وأنا مواطن مصرى أعشق تراب بلدى وأحب أن أخدم كل إنسان مصرى، كما أشكر الإعلام المصرى لاهتمامه الشديد بتغطية انتخابات البابا الذى كان يشغل كل المصريين وهو ما يظهر الطبيعة الجميلة للمصريين فهو ليس موضوعا يخص الكنيسة فقط بل مصر كلها.

ماذا يحتاج المصريون فى اعتقاد البابا تواضروس الثانى؟
- أعتقد أن أكثر شىء يحتاجه المصريون هو الأمن والديمقراطية لتكون ديمقراطية حقيقية وليست ورقية، وقد تأخذ بلادنا سنوات طويلة للوصول لذلك ولكن يجب ألا ننسى أنها تربعت على قمة العالم منذ 2000 قبل الميلاد فلنا تاريخ وحضارة يشهد لها العالم كله ويجب أن نعود لمكانتنا الطبيعة بين الأمم، أتذكر فى زيارة خارج مصر منذ عهد طويل وركبت «تاكسى» وسألنى السائق من أى بلد أنا قلت له من مصر، ففرح جدا وقال لى أنى تزوجت وسألت زوجتى عن أى بلد تريدين الذهاب إليها فقالت مصر.

رسالة توجهها إلى الأقباط؟
- أتمنى أن يعطوا اهتماما خاصا بقراءة الكتاب المقدس، لأن عدم قراءته أثر على الناس بالسلب، ولو ارتبط كل شخص بالكتاب المقدس ارتباطا واعيا، فستحدث ثورة على حياته.

كلمة توجهها إلى الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى؟
- نشكر الله أن الأنبا باخوميوس أدار الفترة الانتقالية بالكنيسة منذ رحيل قداسة البابا شنودة الثالث وتسليمها إلى البابا الجديد بكل حكمة واقتدار وظهرت الكنيسة بصورة ديمقراطية رائعة.

إذن هل حكمته تلك تستدعيك للاستعانة به فى المرحلة المقبلة بالكنيسة فى ظل أصوات تطالب بأن يكون هو سكرتير المجمع المقدس؟
- طبعا لا يمكن الاستغناء عنه بأى شكل من الأشكال، وسوف أستمر على نهجه بالتأكيد فأنا نشأت فى إبراشية البحيرة التى تتمتع برعاية الأنبا باخوميوس وداخل الإبراشية، تشعر بنكهة خاصة فى الإدارة والمحبة وهذا ما تجده لدى الأنبا باخوميوس، وما قام به من شهر مارس الماضى حتى نوفمبر فى تلك الفترة الانتقالية فى الكنيسة والتى اتسمت بالحساسية، أدار بحكمة ذات بعد روحى، وتجد فى فترة قام الشعب بالصوم والصلاة ثلاثة أيام متعاقبة ثلاث مراحل قبيل اختيار البابا الجديد، فالأنبا باخوميوس أضاف جديدا فى التعامل مع هذه الفترة ولا يمكن لأى إنسان أن يستغنى عن رعايته أو خبرته، ولم نفكر فى شغله منصب سكرتير المجمع المقدس، وطبيعته الجميلة فهو لا يحب المناصب فهو زاهد فيها، ولكنه يحب دور المشورة وتقديم النصح.

ليست هناك تعليقات: