مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 19 أبريل 2013

وائل قنديل و.. مفارقة مدهشة
 
الجمعة 19 ابريل 2013
photo
وائل قنديل و.. مفارقة مدهشة
كتب : أميرة سراج
في 2 يونيو 2012، حُكم علي مبارك والعادلي بالسجن المؤبد، فتداعت القوى الثورية وأسر الشهداء والكثير من المصريين إلي الميادين غاضبين ومحتجين قائلين بأن المشكلة في المنظومة القضائية التي تركها نظام مبارك.. وكان هناك إصرار علي عزل النائب العام السابق.

وبالأمس صدر قرار إخلاء سبيل مبارك مع استمرار حبسه في قضايا أخرى مالية.. لكن اختلف المشهد و رأينا أبناء مبارك يحتفلون ويحتشدون وكأنه يوم عيد.. وعملت ماكينة إعلامية جبارة علي استخدام كل فنون الحيل والخداع في تصوير هذه اللحظة وكأنها بداية عودة دولة مبارك.. كانت هناك احتفالات صاخبة ورأينا أصواتا وكتابات تتحدث عن فضائل مبارك علي مصر! .. 30 عاما من الاستبداد والأمراض والقهر والتقذم علي المستوى الخارجي والانهيار التعليمي والصحي والثقافي و رأينا من يتحدث عن مبارك باعتباره باني الأمة المصرية.
هذه اللحظة دفعت للتفكير في المحاكم الثورية، فقد قصرت الثورة في حق نفسها حين قبلت بأن يحاكم مجرمون غير عاديين ارتكبوا جرائم غير عادية أمام القضاء العادي، وأغفلنا تماما جرائم سياسية منظمة ارتكبت خلال 30 عاما، ونسينا أن هذا القضاء يظلمنا ونحن نظلمه إذا نحن أسندنا إليه قضية غير عادية ليحكم فيها بقوانين عادية.


ليس عاديا أن يقوم نظام سياسي بإبادة وقتل مصريين تجاوز عددهم الألف شهيد وبعد ذلك يحاكم أمام قضاء عادي وكأنه متهم في قتل خطأ. 


لا شئ أهم الآن من مواجهة المخاطر الحقيقية التي تواجه الثورة، ليس الخطر في اخلاء سبيل مبارك فقط، لكن في الأفق اشارات أخرى عديدة تزرع الشك والخوف في نفوس المصريين علي نحو جاد وحقيقي مثل أحداث الخصوص لنكتشف أن الدولة العميقة تستيقظ وتنهض وتتحدى وتعلن عن نفسها، بل أن رموز هذه الدولة يتحدثون بصراحة ويقين قاطع بأن العد تنازلي لعودة نظامهم قد بدأ. 


هذه الثورة لم تقم علي قضاء بل نظام سابق فاسد وعصر شديد الإنهيار، وبالتالي حرى علي القائمين علي أمر هذه البلاد أن يحموا هذه الثورة والقضاء وأن يعفوا القضاء وأهالي الشهداء من هذا المأزق الخطير.
لماذا نتناسي ونتجاهل أن هذا المأزق الحالي هو نتاج ما فعلته النيابة العامة في عهد النائب العام السابق عبدالمجيد محمود وليس في عهد النائب العام الحالي طلعت إبراهيم. نفس الأصوات التي نادت بعزل النائب العام السابق بعد مؤبد مبارك، هي نفس الأصوات التي تطالب بعودته بعد إخلاء سبيله !


من أعجب العجاب أن المعادين للثورة صاروا الآن داخل الكتلة الثورية، فكرة تثوير الفلول غير منطقية ، كيف نأمن أن من ناصب هذه الثورة العداء وقاومها صار بين عشية وضحاها من الكتلة الثورية؟!! . الكتلة الثورية تعرضت لإختراقات عنيفة جدا وتلاعب في بنيانها، ولم تعد بالصلابة والمناعة بدليل أنه وللأسف سمعنا بعض الترحيب بإخلاء سبيل مبارك، نكاية وتشفى وشماتة في محمد مرسي ونظام الإخوان، لم تعد الحساسية الثورية لدماء الشهداء بنفس القدر التي كانت عليه سابقا.


شئ من ذلك القبيل حدث أثناء الصراعي الإنتخابي، فوجدنا من يتهم فصيل ممن شارك في الثورة بقتل الثوار في موقعة الجمل، وكأن الثوار يقتلون أنفسهم.. هناك نوع من التبجح في أن يتحدث الذين قامت الثورة ضدهم باسم الثورة، وهذا للأسف الشديد هو الغطاء الذي وفره منتسبون للثورة لهذه العناصر المضادة للثورة !
علي الرئيس مرسي أن يتخذ من الإجراءات والقرارات ما يحمي ويحفظ هذه الثورة.. في هذه اللحظة لا توجد ضرورة أكبرولا أهم من الحفاظ علي ثورة 25 يناير، واستدعاء الضمير الثوري، لحظة ابتسام مبارك كانت لحظة اختبار حقيقية لهذا الضمير الثوري.. إما ثورة وإما عودة لما قبل الثورة.. إما تغيير حقيقي وإما العودة مرة أخرى والاعتذار لهذا القبح والفساد والاستبداد.


كما خيب المصريون ظنون الأشرار في لحظة الانتخابات وانتصروا علي السيناريو الروماني، أتمني أن يسجل المصريون موقفا جديدا يكتب في التاريخ الناصع بأنهم أبوا إلا أن يحموا ثورتهم ويكملوها ويحافظوا عليها، وبألا يسمحوا بإهانة دماء شهداءهم أو المتاجرة بها.


ليست هناك تعليقات: