د. حمزة زوبع يكتب: خرج الإخوان من الكهف.. فمتى يخرج "هيكل"؟
د. حمزة زوبع
2013-04-14 20:56:56
حين كانت الجزيرة تبث لقاءته قبل الثورة كان هيكل يصر فى كل حلقة على
الغمز من "قناة الإخوان"، واللمز فى تاريخهم ومحاولة تقليل دورهم السياسى
فى مقاومة النظام، واليوم يعيد هيكل القصة، فليس لديه مانع من أن يناضل حتى
آخر رمق من حياته ضد الإخوان.
تغيرت القناة وبقى هيكل كما هو، لا يحمل ودا للإخوان الذين اعتلوا السلطة
بفضل إرادة الشعب ولم يعتلوها بفضل انقلاب كما فعل صاحبه من قبل، لذا فهو
يواصل نضاله الثورى عبر الفضائيات فى محاولة لإثبات أنه لا يزال على قيد
الحياة، وأن له كلمة مسموعة فى عالم لفظه منذ انقلابه على السادات الذى
حارب وانتصر، بينما زعيمه المفضل حارب وانهزم، ثم حارب وانهزم ومات ولم
يكحل عينيه سوى بالهزيمة المذلة فى يونيو 1967.
هيكل ليس له إنجاز سياسى سوى أنه كان بوقا إعلاميا لنظام فاشل، وحين مارس
السياسة فشل لأنه ضعيف سياسيا، وإن كان ماهرا إعلاميا وقادرا على جذب
الكاميرات إليه من خلال نشر أنصاف الحقائق، فهو لم يقل حقيقة النظام الذى
عاشه، وكان جزءا منه، وحين أراد التأريخ للسادات وانتصاره نال من لون بشرة
أم السادات عليه رحمة الله.
هيكل أعجزته الحيلة فبدأ يسب ويشتم ويستخدم ألفاظا لا تليق به، حيث نقلت
عنه اليوم السابع أجزاء من حواره مع لميس الحديدى، قوله: "إننى أمام نظام
لا يعرف ولا يفهم، ولا أقصد الغباء لا سمح الله، أقصد أن أمامه أوضاعا لا
يستطيع فهمها، وكان من المفترض أن يساعده مستشاروه ولكن هذا لم يحدث"، ولا
أعرف كيف يحكم رجل حكم عليه التاريخ بأنه "رجل دعاية سياسية" لنظام فاشى
على نظام سياسى يحاصر من الجميع، ورغم ذلك فهو يحقق النجاحات الواحدة تلو
الأخرى، ويعالج الأزمات والكوارث التى اعتقد البعض أنها ستضع نهاية له رغم
قصر عمره فى السلطة.
الغباء وقلة الفهم هما صفتان تميز بهما هيكل، ومن كان يحكم مصر فى عصره،
لأن نظام هيكل ضيع مصر وفتتها وتركها ممزقة ومحتلة وفقيرة ومعدمة ومدينة،
ولا أعرف أين كان ذكاء هيكل وعبد الناصر؟!
هيكل يقول إن الإخوان كأصحاب الكهف فوجئوا بعالم آخر لا يجيدون التعامل
معه، ولو صح هذا الكلام فالحمد لله أن الإخوان قد منَّ الله عليهم بالخروج
بفضل صبرهم وجهادهم، فإننى أدعو الله تعالى أن يعجل له بالخروج من كهفه
قريبا.. إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق