مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأربعاء، 17 أبريل 2013

شعبان عبدالرحمن يكتب: «هيكل».. يقود مظاهرة الرمق الأخيرة ضد الدستور!

شعبان عبدالرحمن
شعبان عبدالرحمن
بقلم: شعبان عبدالرحمن (*) - 2012-12-22 13:31:26
وسط أجواء الاستفتاء علي الدستور الملتهبة ظهر الأستاذ محمد حسنين هيكل في حوارات متواصلة علي قناة سي بي سي.. أحد أذرع الإعلام الأسود الموجه ضد الرئيس الشرعي المنتخب.. وقد صال الرجل وجال  مع مشاهديه محافظا علي مشهده الأسطوري وبريق عباراته وهو يوجه غمزاته ولمزاته للفكرة الإسلامية بصفة عامة وللإخوان المسلمين بصفة خاصة. وقد كان حوار الخميس الماضي 20/ 12/ 2012م مركزا بصورة محترفة علي صناعة مشهد من السواد الكثيف والمخيف علي مستقبل مصر إذا تم إقرار الدستور الجديد، فقد شكك  في نزاهة المرحلة الثانية من التصويبت بالقول :" المرحلة الثانية من الاستفتاء ستشهد خروقات أكبر لأنها حاسمة "ثم تحذيره من المصير الخطير الذي ينتظر مصر إذا كانت كلمة الشعب بـ" نعم " قائلا  : " لواعتمد مرسي نتيجة الاستفتاء سيخطو بمصر إلى مصير نازي"   مشيدا بمواقف تلميذه النجيب حمدين صباحي بالقول:  "  صباحي كان على حق عندما طالب المصريين بالتوصيت بـلا على الدستور "ثم يبث الرعب في قلوب المصريين محذرا من سوء الوضع الاقتصادي ناقلا  الخبر من مصدره بالقول :  " فاروق العقدة أخبر الرئيس أن الاقتصاد في خطر"  .. متجاهلا البيان الرسمي للبورصة المصرية بتحقيقها مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 13.8 مليار جنيه في أسبوع ساخن من الأحداث، وكأن إقرار الدستور هو الذي يزيد الوضع سوءًا وليس العكس!
هكذا سار في حواره  الأخير .. كلام ناعم وتحليل هادئ بدا خلاله يحاول إلجام اندفاع من تحاوره نحو التهييج لا لكي يحق الحق ولكن ليفسح المجال أمام نفسه حتي يوجه صواريخه بهدوء محاولا هدم البيت علي رأس صاحبه! كان في الحلقات السابقة يبدو كمن يشارك من بعيد في مظاهرات جبهة الإنقاذ مبديا إعجابه بما أسماه " مشهدا بديعا عند قصر الاتحادية " لكنه وبعد أن تبخر المشهد البديع ولم يستطع أصدقاؤه تكراره في الجمعة التالية ظهر في حوار الخميس الماضي وكأنه يقود المظاهرة بنفسه ضد الرئيس وجماعة الإخوان ولم يستطع تغطية ما يريد بعبارات الإنصاف والحيادية التي غلف بها مظاهرته، فقد وصف الرجل جماعة الإخوان بأنها أكبر خداع بصري في التاريخ, وأن وجودها في الحالة السياسية حاليًا صدمة وخداع.! ..فأي إجحاف هذا؟! أكبر فصيل في مصر ليس إلا خداع بصري!!
إن هيكل يقف طوال تاريخه المديد خصما لدودا للفكرة الإسلامية وحائلا  لحصارها داخل الصدور, وإن كان لابد فليكن حصارها داخل أقبية المساجد دون خروج. وأزعم أنني أقرأ وأتابع كتابات هيكل منذ كنت طالبا في الشهادة الابتدائية وكنت أحفظ مقالاته الأسبوعية " بصراحة "  كما أتابع حواراته بصورة شبه منتظمة وأحيانا أشاهد بعضها  مرتين، واعتقد أن الرجل عبر هذا التاريخ الطويل لم ينصف الفكرة الإسلامية بكلمة واحدة ولم يتحدث عن التيار الإسلامي في أي مرة إلا باستخفاف, وإن أنصف مرة فسرعان ما يمحوها، وفي المقابل لا أذكر أن هيكل وجه نقدا حقيقيا ومنصفا لتجربة عبدالناصر في الحكم!
في إطار ما سبق وفي أجوائه لم أفاجئ بكم الهمزات والإشارات التي حفلت  بها أحاديثه هذه الأيام, فقد رأى أن طلب الرئيس مرسي فور فوزه زيارة قصر الحكم نوعا من التلهف علي "هيلمان السلطة" دون انتظار لأداء القسم وقد كرر عبارة " هيلمان السلطة " أكثر من مرة, وقد خانته ذاكرته بأن ذلك الرئيس المتلهف لهيلمان السلطة لم يبت في ذلك القصر ليلة واحدة ومازال يعيش في شقته التي كان يسكنها قبل أن يصبح رئيسا !.
وركز هيكل علي إبراز الرئيس - بعد مقابلته - كرئيس غير ملم بالملفات الرئيسة في البلاد وغير مدرك لأبعاد ما تواجهه الدولة من مصاعب، وقد خانته ذاكرته أنه صرح عقب مقابلته للرئيس بالقول أن أكثر ما طمأنه فى اللقاء هو أن الرئيس متابع جيد للموقف ومدرك للصورة الكاملة كما هى موجودة ( الشروق - الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 - 9:50 م ) . وقبل ذلك بيوم واحد أعلن هيكل تحذيره المشهور بالانقلاب علي شرعية الرئيس محمد مرسي لأن البديل ثورة إسلامية شاملة ونسي هيكل أنه دشن أقوى حملة رفض لرئاسة محمد مرسي لمصر قبل انتخابات الإعادة وذلك في حديثه  لقناة «الحياة»  قائلاً: «لا أوافق على حكم الإخوان لمصر، ولا حكم إسلامي لمصر حتى ولو كان عبدالمنعم أبوالفتوح»!! .
وعلي هذا النسق من التناقض في الآراء والأقوال يسير هيكل هذه الأيام؛ فقد قال في احد حواراته مع سي بي سي : لقد تنبأت بثورة 25 يناير قبل وقوعها بسنوات في أحد كتبي " ونسي أنه قال لبرنامج العاشرة مساء في اليوم التالي لنجاح ثورة يناير إن أحدا في العالم لم يكن يتوقع قيام تلك الثورة, وضرب علي ذلك عدة أمثلة . وقال في حديثه للسي بي سي إنه قال للرئيس مرسي أنه ( هيكل ) التقي الشيخ حسن البنا عشرين مرة بينما قال في معرض كلامه عن الشيخ البنا في أحاديثه للجزيرة ( مع هيكل .. تجربة حياة ) إنه التقي الشيخ البنا مرتين وقد تحدث يومها عن اللقاءين بصورة هزلية تنبئ عن مخاصمة صاحبها للفكرة الإسلامية والمخاصم ينظر لخصومه بمنظار مجحف ...
ليته يعيد التفكير أو على الأقل يحافظ علي ذاكرته!
.......................
كاتب مصري - مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية 
- Shaban1212@gmail.com

ليست هناك تعليقات: