مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأحد، 14 أكتوبر 2012

بعد الـ 100.. مفيش سلمية”! - محمد مصطفى

 



الأحد 14 اكتوبر 2012

جريدة الحرية والعدالة

محمد مصطفى



وعدوا فأوفوا.. هددوا فنفذوا.. توعدوا فبلطجوا.
كتبوها على الجدران.. ونشروها على الانترنت.. وتفاخروا بها فى الصحف والفضائيات..
قالوا: "بعد الـ 100 مفيش سلمية"، وبالفعل كان لهم ما أرادوا.
عن فصيل من "مهاويس المعارضة" أتحدث.. يتبنون العنف.. يشعلون الأحداث.. يفتعلون الأزمات.. يجرون أى موقف سلمى إلى صراع واشتباكات، لا تنتهى إلا بجرحى وإصابات وربما ضحايا، ثم تجدهم هم أنفسهم يطالبون بحقوق الشهداء والمصابين!
لا يعترفون بالنضال إلا العنف.. ولا يتلذذون إلا برؤية الدماء.. ولا يتناقشون إلا بالسب والشتم والبذاء.. متحفزون دوما لإضرام النيران فى الوطن، حتى يشعلوا "سيجارة"!
لا يعارضون موقفا، ولا يختلفون مع قرار، ولا ينتقدون سياسة، ولكنهم يخرجون بهدف "المعارضة للمعارضة"، شعارهم "خلقنا لنعترض"، المعارضة بالنسبة لهدف هدف فى حد ذاته، وعقيدة تراق معها الدماء، ولكنها للأسف فى الغالب دماء غيرهم، فهم يكتفون بإشعال الأزمات والفرار إلى الشوارع الجانبية، أو الجلوس على مقاهى طلعت حرب بعيدا عن الأحداث المشتعلة، أو اللحاق بـ "أوردر الهوا" فى الفضائيات الإخبارية، ويتم تقديمهم للجمهور تحت العبارة المائعة" ناشط سياسى"!
لا تسمع منهم إلا الأكاذيب، ولا تجدهم يتكلمون إلا بالمعلومات المغلوطة، يلوون عنق أى موقف للهجوم عليك، حتى لو كان نفس الموقف يصب فى مصلحته، ويحقق ما ينادى به، ويستجيب لهتافاته!
يتحول "الكائن المعارض العنيف" من النقيض إلى النقيض، دون أن تحدث له أية تغيرات فسيولوجية، فهو محصن من ارتفاع درجة الحرارة، أو احمرار العين، أو حتى "التبول اللا إرادى" مهما كان يطالب بإسقاط حكم العسكر، ثم يهاجمك لإقصاء طنطاوى وعنان، ومهما نادى بتطهير القضاء، ثم يشتمك لمحاولتك إبعاد النائب العام، وحتى لو استجبت لمطلبه بالإفراج عن المعتقلين، تجده يرد عليك (ساخرا) – بالسين وأيضا بالشين-: العب غيرها يا إخوانى!
من حسن الحظ ، بل من لطف تقدير المولى عز وجل، أن الثورة المصرية العظيمة كانت أكبر وأعظم من أن تلوثها ممارسات هؤلاء، وتمكن الحشد الكبير، والعدد الضخم، والتوحد حول الهدف الوطنى المشترك من تحجيم كل ما أرادوا أن يشعلوها نارا أيام الثورة، فبدأت واستمرت واختتمت أيامها الـ 18 الخالدة وهى ثورة سلمية بيضاء نظيفة نبيلة متحضرة.. والأهم: ناجحة.
فى "جمعة الغضب"، كنا كلما مررنا بسيارة أو لوحة إعلانات، وأراد أحدهم أن يحطمها، هتفنا جميعا "سلمية.. سلمية"، فيرتدع عن فعلته، وأذكر أن المتظاهرين بعدما فتحوا كوردون كوبرى الجلاء، قبيل العصر، ومروا فى اتجاه كوبرى قصر النيل، أمسك أحدهم بـ "عسكرى" وكاد أن يفتك به، لولا أن هتف الجميع "سيبه.. سيبه"، فترك العسكرى البسيط، واستمرت المسيرة إلى حيث ارتقى شهداء الكوبرى، دون تخريب أو عنف أو حتى شتائم من المتظاهرين.
من أعلنوا "بعد الـ 100.. مفيش سلمية"، لم يشغلهم تقييم تلك الفترة، ولم يعنهم رصد الإيجابيات وإبراز السلبيات، ولم يفكروا للحظة أن يفرزوا بين الغث والسمين، ولم يجهدوا بالهم فى اقتراح خطط بديلة، أو عرض رؤى مغايرة، أو الإرشاد عن مواضع الخلل، لكن النية كانت مبيتة، و"العدة جاهزة" للخروج العنيف، وتلبس رداء الثورة غشا وتدليسا، لإشعال الأحداث.
هؤلاء هم الذين أطلقوا من قبل قولتهم البغيضة "خالتك سلمية ماتت"، فى كل أحداث العنف التى تلت الثورة، مستغلين غباء إدارة المرحلة الانتقالية فى إشباع شهواتهم فى رؤية الدماء، وتنشق الغاز المسيل للدموع.
عمن يستخدم العنف منهجا فى المعارضة، وأسلوبا فى التعبير، أتحدث، وكل معارض سلمى، مهما بلغت درجة معارضته واختلافه وتباين موقفه، لا تشمله السطور السابقة.. لذا لزم التنويه.

 

ليست هناك تعليقات: