مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 11 أكتوبر 2012




قضايا يتجنبها أوباما ورومنى

نشر فى : الخميس 11 أكتوبر 2012 - 8:20 ص
كتب الفيلسوف الامريكى المعروف وأستاذ اللغويات نعوم تشومسكى فى مجلة «nation of change» مقالا بتاريخ 5 أكتوبر الجارى قال فيه: مع اقتراب ذروة الانتخابات الرئاسية التى تجرى كل أربع سنوات، من المفيد التساؤل عن الكيفية التى تعالج بها الحملتان الانتخابيتان أهم القضايا التى نواجهها. والإجابة البسيطة هنا هى: إما بشكل سيئ، أو لا تتطرق لها على الإطلاق. وإذا كان الأمر كذلك، تثور بعض الأسئلة المهمة: لماذا؟ وما الذى يمكننا فعله إزاء ذلك؟

●●●

 يشير تشومسكى إلى أن هناك قضيتين لهما أهمية عظمى، لأن مصير الكائنات الحية على المحك: الكوارث البيئية والحرب النووية. وعادة ما تستأثر الأولى بالاهتمام الأكبر. ففى 19 سبتمبر، على سبيل المثال، نشرت جستن جيليس فى صحيفة نيويورك تايمز أن ذوبان جليد البحر القطبى قد انتهى لهذا العام، «ولكن بعد أن حطم الرقم القياسى السابق  وأطلق تحذيرات جديدة حول تسارع وتيرة التغير فى المنطقة».

وكان الذوبان أسرع بكثير مما توقعته النماذج الحاسوبية المتطورة وأحدث تقرير للامم المتحدة حول الاحتباس الحرارى. وتشير البيانات الجديدة إلى أن جليد الصيف قد يختفى بحلول عام 2020، مع عواقب وخيمة. وكانت التقديرات السابقة قد توقعت اختفاء الجليد الصيفى بحلول عام 2050.

 وكتبت جيليس «لكن الحكومات لم تستجب للتغير بسرعة كبيرة للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، بل على العكس، كانت الاستجابة الرئيسية هى التخطيط لاستغلال المعادن التى أمكن التوصل إليها حديثا فى منطقة القطب الشمالى، بما فى ذلك التنقيب عن المزيد من البترول»  وذلك للتعجيل بالكارثة.

 ويدل رد الفعل هذا على استعداد غير عادى للتضحية بحياة أبنائنا وأحفادنا من أجل تحقيق مكاسب قصيرة الأجل. أو، ربما، استعدادا ملحوظا على قدم المساواة لإغلاق أعيننا حتى لا نرى الخطر الوشيك.

وهذا ليس كل شىء. فقد كشفت دراسة جديدة أعدتها مؤسسة مراقبة الحساسية المناخية أن «تغير المناخ الناجم عن الاحتباس الحرارى يؤدى إلى تباطؤ نمو الإنتاج الاقتصادى العالمى بنسبة 1.6 فى المائة سنويا، وسوف يؤدى إلى مضاعفة التكاليف فى العقدين القادمين». ونشرت الدراسة على نطاق واسع فى أماكن أخرى، ولكنها جنبت الأمريكيين الأخبار المزعجة.

●●●

ويضيف تشومسكى أن مجلة «ساينس» قد استعرضت فى عدد 14 سبتمبر معالجة برنامجى الحزبين الجمهورى والديمقراطى للشئون المناخية. وفى حدث نادر من الحزبين، يرغب كلاهما فى دفع المشكلة إلى الأسوأ.

وفى عام 2008، كرس برنامج الحزبين بعض الاهتمام لكيفية تصدى الحكومة لتغير المناخ. أما اليوم، فقد اختفت المسألة تقريبا من برنامج الجمهوريين  الذى طالب مع ذلك بأن يتخذ الكونجرس «إجراءات سريعة» لمنع وكالة حماية البيئة التى أنشأها الرئيس الجمهورى السابق ريتشارد نيكسون فى زمن أكثر تعقلا من تنظيم غازات الصوبات الزراعية. ويجب أن نسمح بالحفر فى ألاسكا عند القطب الشمالى من أجل «الاستفادة من جميع مواردنا الأمريكية التى وهبها لنا الله «فلا يمكننا أن نعصى الرب، على أى حال.

وينص البرنامج أيضًا على «علينا إعادة النزاهة العلمية إلى مؤسساتنا البحثية العامة، وإزالة الحوافز السياسية من البحوث التى تمولها الدولة» فى إشارة إلى علوم المناخ.

وقد أعلن المرشح الجمهورى ميت رومنى سعيًا للتهرب من وصمة ما فهمه قبل بضع سنوات حول تغير المناخ أنه لا يوجد إجماع علمى، لذلك يجب علينا دعم المزيد من المناقشة والتحقيق  ولكن من دون القيام بعمل، إلا لجعل المشاكل أكثر خطورة.

وذكر الديمقراطيون فى برنامجهم أن هناك مشكلة، وقدموا توصية بأن علينا أن نعمل «نحو إقرار اتفاق مع القوى الصاعدة الأخرى لوضح حدود للانبعاثات».

وأكد الرئيس باراك أوباما أن علينا أن نكسب مائة عام من استقلال الطاقة، عبر استغلال التكسير، وغيره من التكنولوجيات الجديدة؛ من دون أن نتساءل عما سيكون عليه العالم بعد قرن من مثل هذه الممارسات.

ومن ثم، هناك اختلافات بين الحزبين: بشأن كيف ينبغى أن تسير القوارض إلى الهاوية.

●●●

 ثم ينوه تشومسكى أن القضية الرئيسية الثانية، هى الحرب النووية، وهى أيضا على صفحات الصحف الأولى فى كل يوم، ولكن بطريقة من شأنها أن تذهل ساكن المريخ عندما يتابع الأعمال الغريبة على الأرض.

ويتمثل التهديد الحالى مرة أخرى فى الشرق الأوسط؛ خاصة إيران، تحديدا بالنسبة للغرب. وفى الشرق الأوسط، تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل خطرين أكثر أهمية.

وعلى العكس من إيران، ترفض إسرائيل السماح بعمليات التفتيش أو التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووى. كما أن لديها المئات من الاسلحة النووية ومنظومات إلقائها المتقدمة، وسجل طويل من العدوان والعنف والخروج على القانون، وذلك بفضل الدعم الأمريكى المتواصل. ولا تعرف المخابرات الأمريكية ما إذا كانت ايران تسعى لتطوير اسلحة نووية.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى آخر تقرير لها، إنها لا يمكنها إثبات «عدم وجود مواد نووية غير معلن عنها وأنشطة فى إيران»  فى طريقة ملتوية لإدانة إيران، وفقًا لطلب الولايات المتحدة، مع الإقرار بأن الوكالة لا يمكن أن تضيف شيئا إلى استنتاجات الاستخبارات الأمريكية.

ولذلك يجب حرمان ايران من حقها فى تخصيب اليورانيوم الذى تكفله معاهدة حظر الانتشار النووى، والتى أقرتها معظم دول العالم، بما فى ذلك دول عدم الانحياز التى اجتمعت للتو فى طهران.

●●●

يستكمل تشومسكى قائلا: يثار فى الحملة الانتخابية احتمال إنتاج إيران أسلحة نووية. (ولا تثار حقيقة أن إسرائيل لديها بالفعل هذه الأسلحة) ويثار فى مواجهة ذلك مهمتان: هل ينبغى أن تعلن الولايات المتحدة أنها ستهاجم إيران إذا حققت القدرة على تطوير أسلحة نووية، والتى تتمتع بها عشرات الدول؟ أم يجب أن تحافظ واشنطن على «الخط الأحمر» إلى أجل غير مسمى؟

 والمهمة الأخيرة تتبع البيت الأبيض، بينما طالب صقور إسرائيل بالمهمة الأولى، وقبلها الكونجرس الأمريكى. فقد صوت مجلس الشيوخ بنسبة 90 إلى واحد، لتأييد الموقف الإسرائيلى.

وتفتقر المناظرة إلى طريقة واضحة لتخفيف أو إنهاء أى تهديد يمكن أن تشكله إيران: إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى المنطقة. وما زالت الفرصة متاحة: بعقد مؤتمر دولى فى غضون أشهر قليلة من أجل تحقيق هذا الهدف، بدعم من العالم كله تقريبا، بما فى ذلك أغلبية الإسرائيليين.

ومع ذلك، فقد أعلنت حكومة إسرائيل، أنها لن تشارك حتى يكون هناك اتفاق سلام شامل فى المنطقة، وهو أمر غير قابل للتحقق طالما استمرت إسرائيل تمارس أنشطتها غير القانونية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. وتواصل اشنطن موقفها نفسه، وتصر على أنه يجب استبعاد إسرائيل من أى اتفاق إقليمى من هذا القبيل.

وقد نكون بسبيلنا نحو حرب مدمرة، بل وربما نووية. وهناك طرق مستقيمة للتغلب على هذا التهديد، ولكن لن يتم اتباعها ما لم يكن هناك نشاط جماهيرى واسع النطاق يطالب بملاحقة الفرصة. وهذا بدوره مستبعد للغاية ما دامت هذه المسائل خارج جدول الأعمال، ليس فقط فى السيرك الانتخابى، ولكن فى وسائل الإعلام والحوار الوطنى الأوسع نطاقًأ.

●●●

ويختتم تشومسكى مقاله قائلا: تتولى شركات العلاقات العامة إدارة الانتخابات؛ ومهمتها الأساسية هى الإعلانات التجارية، التى تهدف إلى تقويض الأسواق من خلال خلق مستهلكين يتخذون خيارات غير عقلانية؛ مألوفة تماما لأى شخص يتابع التليفزيون، وإن كانت منافية تماما للكيفية التى يفترض أن تعمل بها الأسواق.

ومن الطبيعى أن هذه الشركات عندما تتقدم بعرض إدارة الحملات الانتخابية، تتخذ نفس الإجراءات لصالح من يدفعون لها، وهم لايريدون بالتأكيد رؤية مواطنين مستنيرين يتخذون خيارات رشيدة.

ومع ذلك، فلا يجب أن ينصاع الضحايا فى كل من الحالتين. فربما تكون السلبية طريقة سهلة، ولكنها ليست وسيلة الشرفاء.

ليست هناك تعليقات: